شدة حر الصيف .. خطيب المسجد الحرام: ابتلاء يعظم الأجر بـ3 أعمال
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن من الابتلاء ما يصيب الناس ويلحقهم من عنت ولأواء، بسبب شدة حر الصيف وزمهرير الشتاء.
شدة حر الصيفواستشهد " بليلة" خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر ذي القعدة، اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما جاء عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا! فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشَّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ».
ونبه إلى أن الصبر في شدة حر الصيف على الطاعات والتجلد فيه على القربات مما يعظم الأجر عند رب الأرض والسماوات من جمع وجماعات، وطواف بالبيت أوقات الظهيرات.
وأوضح أن المقصود من البلاء والابتلاء، تكفير السيئات، وتكثير الحسنات، ورفعة الدرجات، وهي ضُروب لا يمكن حصرها، ويعسر استقصاؤها، منها المادية: من ضيق في الرزق، وعلة في البدن، وفقدان للأهل، وهلاك للحرث.
لا يمكن حصرهاوأضاف أن منها معنوية: من حُزن، وهم، وغَم، وَخَوْفٍ، وَنَحْوِهَا، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه- قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمْ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٌ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ)، منوهًا بأن الله -جل وعلا- يبتلي عباده ليشعرهم بفقرهم إليه.
وتابع: وحاجتهم له، وعدم استغنائهم عنه، فيهرعون إليه، ويستغيثون به، فيسمع دعاءهم، ويرى تذللهم، ويبصر تضرعهم، فتنقلب المحنة منحة، والبلاء هبة ومنة، والضر عبادة وخضوعًا، وإلا فإن الله غني عن تعذيب عباده، لما قال الله تعالى : {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}.
وأردف: فهنيئًا لمن قابل ذلك بإحسان الظن بربه، فسلم أمره لله، ورضي واسترجع، وأعقب ذلك صدق الالتجاء، وإخلاص الدعاء، فاستحق من الله الرحمة والثناء، ويا خيبة ويا خسارة من قابل ذلك بالتسخط والعصيان، والتمرد والكفران، فباء بغضب من الرحمن.
نقص في الدينوأشار إلى أنه لا يفهم من ذلك الترغيب في التعرض للبلاء، ولا الحث على تمني الابتلاء - معاذ الله، موضحًا أن ذلك من قلة العقل ونقص في الدين، فالمؤمن لا يدري أَيصبر أم يَسْخَط، أَيَشْكُر أم يَكْفُر، والعافية لا يعدلها شيء.
واستطرد: ولكن من سَبَق في علم الله أن يلحقه بلاء، وأن يُصاب بابتلاء، فعليه بالصبر والرضا ما استطاع، فإن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
ولفت إلى أنه من أجل العبادات القيام على أمن وسلامة وخدمة حجاج بيت الله الحرام، من طرف رجال الأمن وباقي الجهات والهيئات، وبخاصة فيما يستقبل من العشر المباركات، التي تضاعف فيها الحسنات وترفع فيها الدرجات، فاحتسبوا فيها أعمالكم عند ربكم، فإن الأجر على قدر المشقة، متى ما حصلت اتفاقًا، واعلموا أنما هي أيام قلائل تمضي وتنقضي، ويبقى الثواب عند من لا يضيع عنده مثقال ذرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطيب المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام بليلة المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
استعمال تقنيات ذكية لرصد الحشود في المسجد الحرام خلال حج 1446هـ
أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نظامًا تقنيًا متطورًا لإدارة الحشود ورصد التدفقات البشرية داخل المسجد الحرام، وذلك ضمن استعداداتها لموسم حج هذا العام 1446هـ، وبالشراكة مع الجهات المعنية، بهدف رفع الكفاءة التشغيلية وتحقيق أعلى مستويات الانسيابية والتنظيم.
ويعتمد النظام الجديد على حساسات أرضية وقارئات مداخل مزودة بكاميرات ذكية قادرة على استشعار حركة الدخول والخروج بشكل لحظي، ما يتيح مراقبة فورية دقيقة لتدفقات الحجاج والمعتمرين، وتحديد نقاط الازدحام في الوقت الحقيقي، مما يسهم في تحسين خطط التفويج وتنظيم حركة الحشود بكفاءة أعلى، لا سيما في مناطق المطاف والمسعى.
وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهودها المستمرة في توظيف أحدث التقنيات لدعم عمليات التخطيط وإدارة الحشود داخل المسجد الحرام، بما يعزز من سلامة الزوار وراحتهم، ويُمكِّن من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة وتحليلات شاملة للحركة.
وأشارت الهيئة إلى أن النظام يسهم في تحسين توزيع الحشود، وضمان انسيابية الدخول والخروج، خصوصًا خلال أوقات الذروة، من خلال قراءة البيانات التاريخية وتحليل الأنماط الحركية، وهو ما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وتعد هذه المبادرة جزءًا من رؤية الهيئة الرامية إلى تطوير وسائل مراقبة الحشود البشرية داخل الحرمين الشريفين، والارتقاء بمستوى الخدمات التشغيلية والتنظيمية، بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية في إدارة الحشود.