اجتياح صنعاء: نقطة التحول السوداء للإعلام اليمني

 

عند اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء أواخر عام 2014، وجد مئات الصحفيين اليمنيين العاملين في أكثر من 165 وسيلة إعلامية أنفسهم فجأة تحت مقصلة المليشيات.

 

 ومنذ اللحظة الأولى، سعت جماعة الحوثي إلى إسكات الأصوات الحرة، فشرعت بإغلاق المؤسسات الإعلامية أو الاستيلاء عليها بالقوة، لتحوّل مدينة صنعاء إلى فضاء أحادي اللون، خالٍ من التنوع الإعلامي أو الرأي الحر.

الجرائم الحوثية تتصاعد: استهداف ممنهج للمدنيين في تحدٍ سافر للقانون الدولي محاولة اغتيال واشتباكات دامية في أبين.. تصعيد إرهابي جديد لتنظيم القاعدة في الجنوب اليمني حملة منظمة لتجريم الإعلام

 

مع تصاعد القبضة الحوثية على مفاصل الدولة، اشتدت الحملة ضد الصحفيين في عام 2016، عقب خطاب تلفزيوني ألقاه زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، وصف فيه الإعلاميين بأنهم "عملاء ومرتزقة"، مدعيا أنهم أكثر خطرا من المقاتلين المرتزقة أنفسهم. وقد شكل هذا الخطاب نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من العنف والاضطهاد الإعلامي.

 

عنف ممنهج ضد الصحفيين والطلاب

 

تنفيذًا لتوجيهات زعيم المليشيا، فرضت سلطات الحوثي رقابة مشددة على الصحفيين، وبدأت بشن حملات عدوانية شملت حتى طلاب الإعلام في الجامعات. وفي تصعيد جديد، اختطفت المليشيات خلال اليومين الماضيين أربعة إعلاميين في محافظة الحديدة، ولاحقت آخرين، في واحدة من أشرس حملات تكميم الأفواه.

 

استهداف واسع النطاق يمتد إلى محافظات عدة

 

لا تقتصر الممارسات القمعية على الحديدة فحسب، بل امتدت إلى محافظات أخرى كصنعاء وذمار وإب، حيث شهدت هذه المحافظات موجات اختطاف وملاحقات لعدد من الصحفيين، من أبرزها اقتحام منزل الصحفي فؤاد النهاري في ذمار وملاحقته الأسبوع الماضي، مما يشير إلى حملة منسقة تستهدف القضاء على ما تبقى من حرية التعبير.

 

أرقام مرعبة: أكثر من 2000 انتهاك بحق الصحفيين

 

كشف تقرير حديث صادر عن نقابة الصحفيين اليمنيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، أن المليشيات الحوثية ارتكبت منذ انقلابها في 2014 وحتى أبريل 2025، أكثر من 2000 انتهاك بحق الإعلاميين، بينها 1178 انتهاكًا مباشرًا.

 

وتوزعت هذه الانتهاكات بين اختطاف واعتقال وملاحقة طالت نحو 500 صحفي ومصور، ولا يزال 5 صحفيين قيد الاعتقال، بينهم ثلاثة محتجزون لدى الحوثيين منذ سنوات، أبرزهم وحيد الصوفي ونبيل السداوي ومحمد المياحي.

 

اغتيالات وأحكام بالإعدام: الوجه الأشد للعنف

 

لم تتوقف انتهاكات الحوثيين عند حد الاعتقال، بل طالت حياة الصحفيين أنفسهم، حيث أدى العنف المفرط إلى مقتل 46 صحفيًا، بينهم ثلاث صحفيات. كما وثق التقرير 55 محاولة اغتيال، و223 حالة تهديد وتحريض، و175 حالة استجواب ومحاكمة، شملت 6 أحكام بالإعدام صدرت من محاكم خاضعة للحوثيين.

 

إغلاق وتكميم شامل للمشهد الإعلامي

 

ضمن مساعي السيطرة التامة، أغلقت جماعة الحوثي 165 وسيلة إعلامية بين صحف وإذاعات وقنوات ومواقع إلكترونية، كما حجبت 212 موقعًا إعلاميًا داخل اليمن، لتحاصر المواطن اليمني في دائرة التوجيه الدعائي الواحد.

 

حرية الإعلام في مهب الريح

 

ما تشهده الساحة الإعلامية اليمنية تحت سيطرة الحوثيين ليس سوى صورة قاتمة لانهيار مبدأ حرية التعبير، وتحول الصحافة من مهنة نبيلة إلى هدف مستباح. وبينما يواصل الصحفيون نضالهم من أجل الحقيقة، تظل الحاجة ماسة إلى تدخل دولي فاعل يضع حدًا لهذا القمع الممنهج.

من بغداد.. العليمي يوجه رسائل حاسمة في القمة العربية ويطالب بموقف عربي موحّد تجاه الحوثيين أهداف استراتيجية ورسائل سياسية متعددة.. ما مصير "غزة واليمن" من زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط؟

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اجتياح صنعاء الازمة اليمنية اليمن اخبار اليمن الشحات غريب

إقرأ أيضاً:

الكوليرا تجتاح اليمن مجددًا: أكثر من 12 ألف إصابة و10 وفيات خلال 4 أشهر فقط!

شمسان بوست / خاص:

أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث تسجيل 12,942 إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، إضافة إلى 10 حالات وفاة، خلال الفترة من 1 يناير حتى 27 أبريل الماضي. وأوضح التقرير أن عدد الإصابات في شهر أبريل وحده بلغ 1,352 حالة مع تسجيل وفاة واحدة، مسجلاً بذلك زيادة نسبتها 6% مقارنة بشهر مارس الذي شهد 1,278 إصابة دون وفيات.

وأشار التقرير إلى أن اليمن تعد خامس أكبر دولة في العالم من حيث انتشار وباء الكوليرا، بعد جنوب السودان (38,719 حالة)، وأفغانستان (31,813 حالة)، والكونغو الديمقراطية (21,527 حالة)، وأنغولا (15,844 حالة). كما سجلت اليمن ثاني أعلى عدد إصابات بالكوليرا في إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان والسودان (9,758 حالة)، وباكستان (6,424 حالة)، والصومال (3,035 حالة)، حيث بلغ إجمالي الإصابات في الإقليم خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 63,972 حالة. واحتلت اليمن المرتبة الثالثة في عدد الوفيات الناجمة عن المرض خلال ذات الفترة، بعد السودان (209 وفيات)، وأفغانستان (11 وفاة)، والصومال (5 وفيات)، ليصل إجمالي الوفيات في الإقليم إلى 235 حالة.

كما أوضحت منظمة الصحة العالمية أن إجمالي الإصابات المبلّغ عنها منذ بداية العام وحتى 27 أبريل في 26 دولة موزعة على ثلاث مناطق حول العالم وصل إلى 157,035 حالة، مع تسجيل 2,148 وفاة.

وفي سياق متصل، كشفت إحصائيات حديثة عن تسجيل أكثر من 3,406 إصابات و7 وفيات بأمراض الكوليرا، الحصبة، وحميات أخرى مثل حمى الضنك وحمى الانحناء (المكرفس) وحمى وادي النيل في محافظة تعز، خلال الفترة من 1 يناير حتى 21 مايو. كما سجلت وفاة واحدة بحمى الضنك في مديرية موزع الساحلية، وهي أول حالة وفاة من هذا النوع في المحافظة منذ عام 2022.

مقالات مشابهة

  • تصاعد انتهاكات الحوثيين ضد الصحفيين والناشطين في اليمن
  • الكوليرا تجتاح اليمن مجددًا: أكثر من 12 ألف إصابة و10 وفيات خلال 4 أشهر فقط!
  • اليمن: الحوثي «عسكر المدن» واتخذ المدنيين دروعاً بشرية
  • الاتحاد الأوروبي يناقش مع اليمن تطورات الوضع في اليمن وتمرد مليشيا الحوثي على جهود السلام في لقاء دبلوماسي ببروكسل..
  • اليمن أمام مجلس الأمن: استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يهدد السلم والأمن العالمي
  • أول تحرك ألماني لتعقب نشاط الحوثيين داخل اراضيها.. النيابة الألمانية تصدر قرارأً باعتقال أحد أعضاء مليشيا الحوثي وتصدر قرارا بحبسه ...عاجل
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: المقام في هذه المرحلة مقام اهتمام أكثر تصعيد أكثر
  • منظمة حقوقية: أكثر من 2200 انتهاك وجريمة ارتكبتها مليشيا الحوثي في إب
  • تقرير حقوقي يرصد أكثر من 2200 انتهاك في إب خلال 2024