في ظل تواطؤ المرتزقة.. الأوبئة تجتاح المحافظات المحتلة وتحصد أرواح الأبرياء بصمت
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
يمانيون../
تواجه المحافظات اليمنية الخاضعة للاحتلال وضعًا صحيًا كارثيًا، وسط تفشي متسارع للأوبئة والأمراض القاتلة، في مشهد يعكس حجم الفشل المريع لحكومة المرتزقة، ويكشف زيف الشعارات التي يرفعها التحالف وأدواته عن “التحرير” و”الشرعية”. وفي مقدمة المدن المنكوبة تأتي عدن، التي تُرك سكانها ليواجهوا الموت يوميًا، لا بسبب الحرب فقط، بل بفعل الإهمال والتآمر وتفكك البنية الصحية تمامًا.
مصادر طبية ومحلية متطابقة حذرت من اتساع رقعة انتشار وباء الكوليرا والحميات الفيروسية في مدينة عدن، مؤكدة أن المنظومة الصحية هناك عاجزة عن استيعاب الحالات المتزايدة، في ظل غياب كامل لأي تدخل أو استراتيجية طوارئ من قبل ما يسمى بـ “حكومة الفنادق”. هذه الأخيرة تكتفي بإصدار البيانات من عواصم الإقامة، دون أن تبذل أدنى جهد لإنقاذ أرواح المدنيين الذين يُقتلون اليوم صمتًا، بعد أن كانوا ضحايا القصف والحصار والتجويع.
الأخطر من ذلك أن مستشفيات المدينة، وعلى رأسها مستشفى الصداقة، أصبحت تكتظ بعشرات المصابين يوميًا، سواء بالحميات أو بالكوليرا، وسط تقارير تفيد بوجود وباء غامض يُعرف بأعراضه المتمثلة في ارتفاع حاد للحرارة ونزيف أنفي، وتنتهي رحلة المريض بوفاة مؤكدة خلال ثلاثة أيام في ظل انعدام العناية اللازمة، حيث تسجل المستشفيات ما لا يقل عن خمس وفيات يوميًا، في ما يشبه الإبادة البطيئة.
وما يزيد من فداحة الوضع أن هذا الانتشار الكارثي للأوبئة لا يقتصر على عدن فحسب، بل يمتد إلى المحافظات المجاورة الخاضعة لسيطرة الاحتلال، كأبين ولحج والضالع، والتي باتت ترسل الحالات المصابة إلى مدينة عدن، ما فاقم الوضع وأربك طواقم المستشفيات التي تفتقر للكوادر والمعدات والدواء.
يتساءل مراقبون: هل نحن أمام حكومة عاجزة أم شريكة في ما يحدث؟ فاستمرار تفشي الأوبئة دون أي خطة طوارئ، وغياب أبسط الإجراءات الوقائية، والسكوت الفاضح من أدوات الاحتلال، كلها مؤشرات على أن هذه المنظومة القائمة في المحافظات المحتلة لا تمثل الشعب، ولا تعبأ بصحة المواطنين ولا بحياتهم، بل تخدم فقط مشاريع التحالف وأجندته.
ويرى محللون أن هذه الكارثة الصحية جزء من سياسة ممنهجة لإضعاف المجتمع في تلك المناطق، وفرض واقع خانع يقبل بالوصاية والاحتلال، من خلال حرمان الناس من الماء النظيف، والخدمات الصحية، والتعليم، وكل مقومات الحياة، مقابل وعود كاذبة تتكرر منذ عشر سنوات ولم يتحقق منها شيء سوى الدمار والموت والفساد.
رغم هذا الوضع القاتم، إلا أن الأصوات الشعبية تتعالى يومًا بعد يوم، مطالبة برحيل الاحتلال وأدواته، وبالعودة إلى كنف الدولة اليمنية التي أثبتت ـ رغم العدوان والحصار ـ أنها أقدر على إدارة الملفات الوطنية، بما فيها الملف الصحي، بشفافية وفعالية وعدالة.
إن ما يجري في المحافظات المحتلة ليس مجرد كارثة صحية عابرة، بل عنوان لفشل شامل وتجربة حكم مختطفة بأيدٍ مرتزقة وفصائل لا تعبأ بحياة الناس.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
من جباليا لدير البلح.. مجازر الاحتلال تزهق أرواح 22 فلسطينيا بينهم عائلات كاملة
استشهد 22 فلسطينيا على الأقل، منذ فجر الأحد، 15 منهم وسط وجنوبي القطاع، وذلك جرّاء قصف جوي للاحتلال الإسرائيلي استهدف مناطق متفرقة من القطاع المحاصر.
وبحسب عدد من المصادر المطّلعة، فإنّ 7 فلسطينيين قد استشهدوا في قصف جوي للاحتلال الإسرائيلي على منزل لعائلة "دكة" في منطقة جباليا النزلة شمال قطاع غزة، كما استشهد من نفس المنطقة أيضا، الصحفي حسان مجدي أبو وردة، وعدد من أفراد أسرته.
كذلك، استشهدت امرأة حامل، فيما أصيب آخرون في استهداف خيمة لعائلة أبو هين، المتواجدة في منطقة السوارحة غربي النصيرات وسط القطاع. وفي خيمة تؤوي نازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، استشهدت عائلة كاملة، مكونة من خمسة أفراد، بينهم طفلان، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي.
المجازر لم تتوقف لحظة في غزة pic.twitter.com/6l5RFmdd4a — عبود بطاح???????? (@abod_bt) May 21, 2025 يتم حرق غزة الان على الهواء مباشرة
ان كان هناك من يهتم
pic.twitter.com/vQHAbMWoDO — MO (@Abu_Salah9) May 14, 2025
كما استشهد كذلك، مواطن فلسطيني من عائلة "طبش" إثر قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف بلدة عبسان الكبيرة، المتواجدة في شرق خان يونس.
ونقلا عن مصادر طبية في مستشفى "ناصر" بمدينة خان يونس، أوردت وكالة "الأناضول" أنّ: "فلسطينيا وزوجته قتلا، وأصيب آخرون جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية منزلا لعائلة "العامودي" في حي البراق الجنوبي بالمدينة".
هكذا تُخلى مستشفيات شمال غزة..! pic.twitter.com/lgzqEymoh1 — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) May 19, 2025
وأشارت المصادر الطبية إلى: استشهاد الطبيب أحمد عادل أبو هلال، الذي يعمل في مستشفى "غزة الأوروبي" جراء قصف للاحتلال الإسرائيليي على منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس. كما استشهد الفلسطيني منتصر محمد خضير، متأثرًا بجروح أصيب بها الليلة الماضية، في قصف على شرق خان يونس.
وفي السياق نفسه، أبرزت مصادر طبية من غزة، استشهاد 52 مواطنا، جلّهم من الأطفال والنساء، وذلك خلال الساعات الـ24 الماضية، فقط، جراء غارات الاحتلال الجوية المتواصلة التي تستهدف مختلف مناطق القطاع المحاصر، والذي يتجرّع مرار الحرب وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، منذ ما يناهز عامين كاملين.
وتواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، منذ 20 شهرا، حرب إبادة جماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، حيث لم يرحم لا حجرا ولا بشرا، وضرب عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
إلى ذلك، خلّفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عمّا يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين، وواقع إنساني جد مأساوي.