اجتاح آلاف الفلسطينيون موقع توزيع المساعدات المُنشئ حديثًا في جنوب غزة يوم الثلاثاء والذي كان جزءًا من ألية توزيع المساعدات الجديدة والمثيرة للجدل التي وافقت عليها إسرائيل والولايات المتحدة بعد أشهر من الحصار.

نتنياهو: غزة سجن كبير وحدودها مغلقة.. ولا يمكن إطلاق سراح الرهائن دون نصر عسكريوزير الخارجية البلجيكي: نتجه لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب الوضع في غزة

وتظهر فيديوهات من موقع التوزيع بتل السلطان، والتي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، حشود كبيرة عصفت بالمنشآت وهدمت جزء من السياج، وتسلقت الحواجز المصممة للتحكم بتدفق الحشد.

ووصف مسئول دبلوماسي الفوضي في الموقع بأنها "غير مفاجأة لأحد".

ودفع الحصار الإسرائيلي للـ مساعدات الإنسانية، والذي دام 11 أسبوعًا، سكان القطاع والذي يبلغ عدده أكثر من مليوني فلسطيني إلى المجاعة وتعميق الأزمة الإنسانية مع أول استئناف لدخول للمساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر الأسبوع الماضي.

وأقرت مؤسسة غزة الإنسانية بتلك الفوضي العارمة، قائلة: "أن فريق المؤسسة انسحب لسماح لعدد قليل من سكان غزة أخذ المساعدات بأمان والخروج. وتم ذلك وفقًا لبروتوكول المؤسسة لتفاضي الضحايا". وصرح مصدر أمني أن المقاولون الأمنيون الأمريكيون لم يطلقوا أي طلقة وأن العملية ستستأنف في الموقع يوم الأربعاء.

وأعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أن قواتها أطلقت طلقات تحذيرية خارج المجمع، وإخضاع الوضح تحت السيطرة. وأنكرو تنفيذ أي هجمات جوية على الموقع.

طباعة شارك الفلسطينيون جنوب غزة إسرائيل الولايات المتحدة الحصار الحصار الإسرائيلي مساعدات الإنسانية سكان القطاع المجاعة سكان غزة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الفلسطينيون جنوب غزة إسرائيل الولايات المتحدة الحصار الحصار الإسرائيلي مساعدات الإنسانية سكان القطاع المجاعة سكان غزة

إقرأ أيضاً:

“سلاح قتل”: الجوع يَنهش صحفيي غزة تحت الحصار الإسرائيلي

بعد 19 شهرًا من الحرب، وحصار إسرائيلي شامل منذ 11 أسبوعًا على دخول الغذاء والماء والوقود وغاز الطهي والإمدادات الطبية والمساعدات الطارئة إلى غزة ، لا يُهدد الجوع والمجاعة الأرواح فحسب، بل يُهددان أيضًا قدرة الإعلام على تقديم شهاداته، وفقًا لما ذكره ستة صحفيين لـ”لجنة حماية الصحفيين” هذا الشهر.

يؤثر الجوع، الدوار، تشوش الذهن، والمرض بشكل مباشر على التقارير اليومية التي تُنتجها الصحافة، المُفككة والمُنهكة، في غزة، والتي يعيش معظم العاملين فيها ويعملون في خيام، وسط قصف عشوائي، غالبًا بدون كهرباء أو اتصال بالإنترنت.

في حين تسرّب ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول الإمدادات التي وصلت للقطاع بأنها “ملعقة صغيرة من المساعدات” إلى جنوب ووسط غزة منذ 19 مايو/أيار، لا يزال سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع مجاعة تلوح في الأفق وسط هجوم عسكري إسرائيلي مكثف.

“بسبب الجوع، أفقد التركيز وأنسى المعلومات أثناء تقاريري التلفزيونية المباشرة. في مناسبتين، انهرت بعد الانتهاء من تقرير، وتبين أنني مصاب بتسمم غذائي”، يقول صالح الناطور، مراسل التلفزيون “العربي” في غزة، لـ”لجنة حماية الصحفيين” من جنوب خان يونس، حيث فرّ مع عائلته هربًا من القصف على مدينة غزة في أكتوبر 2023.

ويضيف الناطور: “نعاني من نوبات جوع مستمرة، وإرهاق شديد، وفقدان التوازن، وعدم القدرة على التفكير أو أداء أي مهام. أحيانًا أكون مرهقًا جدًا لدرجة أنني لا أستطيع البحث عن الطعام في أسواق الشوارع القريبة”.

اعتداء على حرية الصحافة

كان اعتماد قطاع غزة، الصغير والمكتظ بالسكان، كبيرًا على واردات الغذاء قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ كانت تدخل إليه أكثر من 500 شاحنة يوميًا. في العام الماضي، صرّح صحفيون لـ“لجنة حماية الصحفيين“ بأنهم يعيشون على حصص غذائية بالكاد تكفي للبقاء، ويضطرون لشرب مياه غير نظيفة، ويبحثون عن الفُتات. وقد دعت “لجنة حماية الصحفيين” المجتمع الدولي مرارًا إلى الضغط على إسرائيل بشكل عاجل للسماح بدخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة، وضمان حماية الصحفيين، ورفع الحظر المفروض على وصول وسائل الإعلام.

ورغم الصور المفجعة لأطفالٍ رُضّع يعانون من الهزال، والتي بثتها القنوات الإخبارية الغربية عقب الحصار الإسرائيلي في 2 مارس/آذار، إلا أن الضغط الدولي لم يُسفر إلا إلى ما وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه “صورة رمزية تبدو أقرب إلى السخرية منها إلى أي محاولة حقيقية لمعالجة أزمة الجوع المتفاقمة”.

وقالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية لـ”لجنة حماية الصحفيين”: “ما نشهده ليس كارثة إنسانية فحسب، بل هو اعتداء مباشر وغير مسبوق على حرية الصحافة، في وقت يكتفي فيه العالم بالمشاهدة. لا يمكن للصحفيين القيام بعملهم – ناهيك عن البقاء على قيد الحياة – وهم يُجوّعون عمدًا ويُحرمون من المساعدات المنقذة للحياة. يجب على إسرائيل السماح للمنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام الدولية ومحققي حقوق الإنسان بدخول غزة فورًا.”

تُقدم شهادات مباشرة من صحفيين في غزة لمحة عن الأهوال اليومية التي يعيشها ملايين الفلسطينيين.

“تشعر وكأن جدار المعدة التصق ببعضه، وتشعر بمرارة في الحلق، وكأن عصارتها وصلت إلى فمك”، كتب صالح الناطور على “فيسبوك“، مُفصّلًا شعوره بـ”نوبة جوع”.

وأضاف الناطور “يبدأ صداع شديد أعلى الرأس أو شعور بالفراغ يُحيط بالدماغ. عندما تحاول الوقوف، تشعر بالدوار وفقدان التوازن. تحاول أن تستند على شيء ما وتغمض عينيك لبعض الوقت، ويحاول الدم حينها الوصول إلى الدماغ من جديد.”

“مع مرور الوقت، بدأت أجسادنا تهضم نفسها، وكتلة العضلات تتلاشى، فنصاب بالهزال الشديد…. الجوع ليس مجرد استعارة، بل هو في الواقع سلاح قتل نتعرض له كل ساعة”، كتب الناطور.

أغذية معلبة، أسعار باهظة

أفاد الصحفيون الذين تحدثت إليهم “لجنة حماية الصحفيين” أن نظامهم الغذائي يتكون بشكل رئيسي من المعلبات، وتُضاف إليه أحيانًا كميات متقطعة من الطحين ذي الرائحة الكريهة، وخضراوات متعفنة أحيانًا. حتى هذه الإمدادات المحدودة أصبحت نادرة بشكل متزايد وباتت بعيدة المنال بسبب الارتفاع الباهظ في الأسعار.

وقال الناطور لـ”لجنة حماية الصحفيين”: “نعتمد كليًا على الأغذية المعلبة من طرود المساعدات – الفاصوليا والجبن واللحوم المصنعة التي تفتقر إلى القيمة الغذائية الكافية. إنها تساعدنا فقط على إشباع جوعنا – لا أكثر”.

“حتى أبسط الضروريات، بما في ذلك الأغذية المعلبة، أصبحت غير متوفرة”، قال أكرم دلول، مراسل قناة “الميادين” التي تتخذ من لبنان مقرّها، والذي انخفض وزنه من 95 إلى أقل من 80 كيلوغرامًا خلال الحرب.

دلول الذي نشر فيديو على “فيسبوك” يظهر فيه مع ابنه وهما يتناولان باذنجانًا نيئًا كوجبة، أضاف: “نحن نتحدث عن واقع يصعب وصفه بالكلمات. في كثير من الأحيان، لا نستطيع الوقوف على أقدامنا لعدم توفر الحليب أو البيض”.

وقال محمد الحجار، وهو صحفي مستقل يساهم في وكالة أسوشيتد برس وموقع “ميدل إيست آي” الذي يتخذ من لندن مقراً، إن الصحفيين يعانون كغيرهم في غزة.

وأضاف الحجار لـ”لجنة حماية الصحفيين” من مدينة غزة: “لا توجد إمدادات غذائية أساسية – لا طحين ولا سكر ولا زيت طهي ولا سمن ولا أرز ولا بقوليات. ليس لدينا سوى القليل من المعلبات وبعض الخضراوات المزروعة محليًا في الجزء الجنوبي من القطاع”. وأضاف: “عانى ابني مجد، البالغ من العمر ثماني سنوات، من سوء التغذية والجفاف خلال الموجة الأولى من المجاعة في بداية الحرب”.

الصيارفة يتقاضون 30% من الرسوم

الحجار ليس الصحفي الوحيد الذي يحاول أن يُوازن بين عمله وتوفير الطعام لعائلته.

قالت شروق العيلة، مديرة شركة “عين ميديا” للإنتاج، ومراسلة قناة “فرانس 24″، والأم لطفلة صغيرة: “الفاكهة معدومة، وبعض الخضراوات متوفرة بكميات محدودة جدًا وأسعارها باهظة للغاية. ابنتي تشكو كثيرًا من آلام في البطن”.

كما تسبب سوء التغذية في مشاكل في المعدة والقولون لشروق العيلة البالغة من العمر 30 عامًا، والتي حصلت على جائزة “لجنة حماية الصحفيين” الدولية لحرية الصحافة لعام 2024 تقديرًا لشجاعتها في إدارة شركة “عين ميديا” بعد مقتل زوجها رشدي السراج في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

“نواجه عدة معارك: أولًا، العثور على طحين صالح وآمن للاستهلاك البشري؛ ثانيًا، تحمّل ارتفاع الأسعار؛ وثالثًا، الحصول على النقد في ظل إغلاق البنوك”، قالت العيلة، مضيفةً أن سعر كيس الطحين الذي يزن 25 كيلوغرامًا ارتفع من 25 إلى 1500 شيكل (من 7 إلى 418 دولارًا أميركيًا) أو أكثر – بزيادة قدرها 6900% – منذ بدء الحرب.

وتابعت العيلة، مشيرةً إلى النظام الذي يعتمد عليه الفلسطينيون لتحويل أموالهم رقميًا إلى وسطاء مقابل الحصول على النقد منذ توقف البنوك عن العمل: “هذا يُجبرنا على اللجوء إلى الصرافين الذين يقتطعون 30% من أي مبلغ نقدي نقوم بسحبه”.

يظلّ الحصار الإسرائيلي على غاز الطهي قائمًا. وأضافت العيلة، التي انخفض وزنها من 59 إلى 50 كيلوغرامًا خلال الحرب: “نعتمد على الحطب للطهي، وهو أمر غير فعال ومُرهق”.

“نعمل جائعين”

مع استمرار حظر استيراد لوازم تنقية المياه، تفاقمت مشكلة شح المياه المزمن، وانعدام سبل إدارة مياه الصرف الصحي، وانتشر الإسهال والجرب والطفح الجلدي.

وقال مجدي إسليم، وهو مراسل فلسطيني يبلغ من العمر 40 عامًا ويعمل في قناة “الكوفية” الفضائية الموالية لحركة فتح، لـ”لجنة حماية الصحفيين” من مدينة غزة: “أصبنا بالتهاب الكبد نتيجةً لعدم توفر الطعام أو مستلزمات النظافة أو المياه النظيفة”. وأضاف الأب لخمسة أطفال: “نعمل [كصحفيين] جائعين في معظم الأيام”.

“أعاني كثيرًا خلال العمل والحياة اليومية من مشاكل صحية، منها الدوار وصعوبة الرؤية والصداع المستمر والضعف العام”، قال المصور المستقل، عبد الحكيم أبو رياش، الذي يتعاون مع قناة “الجزيرة”.

وأضاف أبو رياش: “من الصعب للغاية الحصول على الطعام أو حتى وجبة واحدة… السعرات الحرارية التي أحرقها أثناء العمل الميداني لا تُعوّض بسبب ندرة الطعام”.

أحال المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي في أميركا الشمالية “لجنة حماية الصحفيين” في نيويورك إلى وحدة تنسيق أعمال الحكومة (كوغات)، وهي الوحدة الإسرائيلية المسؤولة عن الإشراف على المساعدات الإنسانية، والتي قالت في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “يعمل الجيش الإسرائيلي، من خلال وحدة كوغات، على تسهيل وتمكين نقل المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، ويدعم هذه الجهود بشكل فعّال، بما في ذلك من خلال المتابعة المنتظمة لمخزون المواد الغذائية داخل القطاع”.

مع اشتداد المجاعة في غزة، تدعو “لجنة حماية الصحفيين” المجتمع الدولي – وخاصةً الاتحاد الأوروبي، الذي يُراجع حاليًا اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والدول الخمسين الأعضاء في “تحالف حرية الإعلام” – إلى دعم دعوات التحرك التالية:

على إسرائيل ومصر السماح السماح الفوري وغير المشروط لوسائل الإعلام بالوصول إلى غزة، حتى يتمكنوا من تغطية الأعمال العدائية على الأرض والأخبار ذات الصلة مباشرةً، بما في ذلك المجاعة والخسائر الإنسانية الأوسع.

على إسرائيل أن تُسهّل فورًا وصول المساعدات الإنسانية للصحفيين في غزة والضفة الغربية المحتلة. فالصحفيون، كغيرهم من المدنيين في غزة، يُكافحون للحصول على الضروريات – كالغذاء والماء والمستلزمات الصحية – اللازمة للعيش، ناهيك عن تغطية الواقع الذي يواجهه سكان غزة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحة غزة تنشر أحدث إحصائية لعدد شهداء العدوان الإسرائيلي اليونيسف: استشهاد وإصابة 50 ألف طفل في قطاع غزة منذ بدء العدوان أسواق الهند في غزة: تجارة فوق الحطام الأكثر قراءة نتنياهو: الضغوط تتزايد ومن دون دعم "لا يُمكن استمرار الحرب" محافظة القدس تُحذّر من تصعيد خطير ستشهده المدينة بالأيام المقبلة الرئيس عباس يصل لبنان في زيارة رسمية لـ 3 أيام بالفيديو: الاحتلال يُطلق النار على وفد دبلوماسي عند مدخل جنين و"الخارجية" تُعقّب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • كيف يعيش سكان غزة في ظل الحصار وشح المساعدات؟
  • غزة الإنسانية: إيقاف توزيع المساعدات مؤقتا بسبب الفوضى
  • “سلاح قتل”: الجوع يَنهش صحفيي غزة تحت الحصار الإسرائيلي
  • أونروا تنتقد آلية توزيع المساعدات الجديدة في غزة: لا تلائم معايير الإنسانية وتُهدر الموارد
  • مدير الأونروا: نظام توزيع المساعدات بغزة هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع
  • الأمم المتحدة تدعو إلى فتح جميع معابر قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • الأمم المتحدة: غزة تغرق في المجاعة والمساعدات لا تكفي
  • إذاعة جيش إسرائيل: آلية توزيع مساعدات بغزة تبدأ الاثنين مع “ثغرات كبيرة”
  • بعد ساعات من استقالة رئيسها.. مؤسسة مدعومة إسرائيليا تبدأ اليوم توزيع المساعدات بغزة