خبراء: الإعلام التقليدي يكسب الثقة وسيعود إلى مكانته
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
دبي: «الخليج»
أكدت جلسة «من الجريدة إلى التغريدة»، التي عُقدت ضمن منتدى الإعلام العربي، في ثاني أيام قمة الإعلام العربي 2025، بمشاركة راغدة درغام، مستشارة قناتي العربية والحدث للشؤون الأمريكية والدولية، ورائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج، وأدارتها مقدمة البرامج نانسي بحمد، أنّ الصحافة ليست تغريدة عابرة، أو منشوراً سريع الانتشار، وإنّما هي مسؤولية ومصداقية وتحقيق وتدقيق.
وقال رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج، إنّ هناك إحصائية تُوضّح أنّ أكثر من 59% يثقون بوسائل الإعلام التقليدية، مثل التلفزيون والصحف والإذاعة، رغم سرعة انتشار المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنّ الإعلام التقليدي يكتسب ثقة الحكومات.
وأضاف أنّه في أزمة كورونا وانتشار الكثير من الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي، كان المصدر الإعلامي الموثوق هو الإعلام التقليدي، لذلك نحن نُؤمن بأنّ الإعلام المهني يظل هو «المطبخ الحقيقي للمعلومة»، لأنّه الإعلام المسؤول، والمتقن، لذلك سيستعيد الإعلام التقليدي مكانته بين وسائل الإعلام المختلفة.
وأكد رائد برقاوي أنّه سيكون هناك دمج كبير بين الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي، خاصةً أن الإعلام الرقمي بدأ يتطور في المرحلة الماضية، ويُفرز نوعياتٍ جيدةً في الإطار العملي، مؤكداً أنّ المشكلة التي نُواجهها اليوم في الإعلام المهني والتقليدي هي أنّنا لم نعد ننافس فقط من هم في محيطنا، أو ضمن مؤسساتنا، بل أصبحنا ننافس الجميع في كل مكان، لأنّ المشهد تغيّر بالكامل.
وأشار إلى أنّ المنصّات الإعلامية الرائجة اليوم والتي تبدو مؤثرةً، تعتمد الكثير منها في محتواها على مصادر من الإعلام التقليدي، وقال: «المعادلة الآن أصبحت مُعقّدة لأنّ الإعلام التقليدي يجب أن يوازن بين المصداقية والمهنية من جهة، والسرعة والتقنية التي يفرضها الواقع الرقمي من جهة أخرى».
ضوابط ومعايير
من جانبها، قالت راغدة درغام، مستشارة قناتي العربية والحدث للشؤون الأمريكية والدولية، إنّ الإشكالية التي نُواجهها اليوم تكمُن في الخلط بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة كمهنةٍ قائمةٍ على الضوابط والمعايير، مشيرة إلى أنّ الصحافة ليست تغريدة عابرة، أو منشوراً سريع الانتشار، بل هي مسؤولية ومصداقية وتحقيق وتدقيق، لكن هناك دوراً مهنياً سواء كان المحتوى ورقياً أو رقمياً أو منشوراً على موقع إلكتروني، فالمعيار الأساسي هو القيمة الصحفية والمهنية التي يحملها الإعلام.
وأضافت راغدة درغام أنّنا اليوم أمام تحدٍّ حقيقي هو هل نسمح لوسائل التواصل بأن تكون بديلاً عن الصحافة؟ هل نقبل بأن تُصبح «التغريدة» بديلةً عن «التقرير الصحفي»؟ موضحةً أنّ الإجابة تكمن في أنّ وسائل التواصل وسيلة للتفاعل، لكن الصحافة مهنةٌ تقوم على المسؤولية والمعرفة والمصداقية، والفرق كبير، ولا بُدّ من التمييز بين من ينشر رأياً شخصياً، ومن ينشر معلومةً مسؤولةً.
واختتمت مستشارة قناتي العربية والحدث للشؤون الأمريكية والدولية حديثها بأنّ قمة الإعلام العربي في دبي ليست مجرد مناسبة بروتوكولية، بل هي فرصة حقيقية لأن نقف أمام أنفسنا، ونصغي لبعضنا البعض كمحترفين، لمناقشة مستقبل الإعلام.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام العربي رائد برقاوي الإمارات صحيفة الخليج الإعلام التقلیدی وسائل التواصل
إقرأ أيضاً:
التصدى للشائعات حماية لأمن واستقرار مصر
إن مواجهة الشائعات أمر ضرورى وملح فى ظل ما تواجهه الدولة من تحديات جسيمة وما تموج به المنطقة من أزمات وصراعات وحروب وفى ظل حدود ملتهبة من جميع الاتجاهات، لذلك تحاول الأيادى الخبيثة والجماعة الإرهابية وأعداء الوطن أن يستغلوا أى ثغرات لضرب استقرار الدولة المصرية وهدم اقتصادها من خلال نشر الشائعات والأكاذيب والتى يتم صرف مليارات الدولارات ميزانية مخصصة لنشر الشائعات والأخبار المضللة وتحريف المعلومات.
الأمر يتطلب عين يقظة فى كل وزارة ومؤسسة من مؤسسات الدولة للرد أولاً وأولاً على أى معلومات كاذبة وشائعات ويتم تصحيحها والرد عليها بكل الوسائل الممكنة لدحض هذه الأكاذيب، ومنع تداول الشائعات وتحجيمها ومنع أضرارها وتأثيراتها الخطيرة على أمن وسلم المجتمع وعلى الاقتصاد الوطنى، ولاسيما فى ظل المؤشرات الإيجابية العديدة خلال هذه الفترة والتصنيف الإيجابى للاقتصاد المصرى من المؤسسات الاقتصادية الدولية والتى تعد شهادة ثقة فى الاقتصاد الوطنى.
وبكل تأكيد نثمن كل خطوة إيجابية تتخذها الدولة فى سبيل التصدى للشائعات، مثل اجتماع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، منذ أيام قليلة، لمتابعة إجراءات تفعيل آليات التصدى للشائعات، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين ورؤساء الهيئات الإعلامية والصحفية، هذا الاجتماع الذى تناول مناقشة الحجم الهائل من الشائعات التى تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعى بصفة يومية، بالإضافة إلى كم الأخبار الزائفة التى تنشرها وسائل الإعلام الخارجية المعادية للدولة المصرية، ويتم الترويج لها باعتبارها حقائق، بهدف إحداث بلبلة فى المجتمع.
اتفق مع توصيات وتوجيهات هذا الاجتماع الحكومى خاصة حول ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة حيال من يتعمد اختلاق وقائع كاذبة، ونشر أخبار مغلوطة تستهدف النيل من الاقتصاد الوطنى، وأؤكد أن الأمر لا يحتاج إلى تعديلات تشريعية وتغليظ عقوبات خاصة أن القوانين الحالية تحتوى على العديد من العقوبات الكفيلة بمواجهة «جرائم نشر أخبار كاذبة» عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، والتى من شأنها إلحاق الضرر بالمجتمع، أو بالمصلحة العامة للدولة، وهو ما يحقق الردع المطلوب.
نحتاج هنا أكثر إلى توعية المواطنين بخطورة الشائعات وضرورة عدم الانجراف أو الانسياق خلف الشائعات والأكاذيب وتوخى الحذر ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعى وعلى منصات وقنوات الإعلام المعادى، وأن يستقوا المعلومات من مصادرها الرسمية الموثقة، كما يجب تطبيق ما خرج عن اجتماع الحكومة بتفعيل عمل جهات رصد الشائعات والأخبار الكاذبة على مختلف المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى، واتخاذ الإجراءات القانونية مباشرة، وتوحيد جهود جميع الوزارات والأجهزة والجهات المعنية بالدولة فى التصدى لمختلف الشائعات من خلال استراتيجية وطنية متكاملة للأكاذيب والشائعات.
كما يجب فى الوقت ذاته أن تعمل الحكومة جاهدة على توجيه كل وزاراتها لتفعيل آليات التصدى للشائعات ونشر المعلومات والأخبار الصحيحة حول ما يتعلق بجهود الحكومة وإنجازات الدولة وأعمال وجهود الوزارات، وتوفير المعلومات والبيانات الصحيحة الموثوقة والدقيقة، وأتمنى أن تسرع الحكومة فى تقديم قانون تداول المعلومات إلى مجلس النواب لمناقشته فى البرلمان وإصداره، بما يضود حرية تداول المعلومات، كما يجب تفعيل دور المتحدثين الرسميين والمكاتب الإعلامية فى الوزارات والجهات الحكومية، وأن يهتموا بتوضيح الحقائق والبيانات للمواطنين ووسائل الإعلام، وأن تتم معاقبة ومحاسبة المقصرين والمخطئين ومن ينشرون الشائعات، وذلك لحماية أمن واستقرار بلدنا الحبيب مصر، وحماية الاقتصاد الوطنى من أى أضرار.