أخطر من مجرد تصريحات.. كيف يمضي سموتريتش نحو تحقيق خطة أعلنها في 2017؟
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
أعلن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، التي تشهد تصاعدا في الاعتداءات والجرائم، ما أدى إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقال سموتريتش، في تبريره القرار من ناحية دينية "لم نأخذ أرضًا غريبة، بل ميراث أجدادنا، وهذا يومٌ عظيمٌ للاستيطان ويوم مهم لدولة إسرائيل.
إعلان سموتريتش الذي يعمل بالتوازي على عرقلة أي آمال للتوصل إلى صفقة تنهي العدوان على قطاع غزة، يأتي ضمن مشروع كبير كشف عنه لأول مرة في العام 2017، ويستهدف إزالة الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.
سموتريتش الذي لم يتوقف عن إطلاق التصريحات المتطرفة، والتي تكشف عن أطماعه التوسعية، تجاوز رفقة وزير الأمن القومي المتطرف الآخر إيتمار بن غفير الخطاب السائد لليمين الإسرائيلي خلال العقود الماضية.
وتكمن خطورة سموتريتش اليوم في كونه انتقل من مجرد عضو كنيست شاب عن حزب غير مؤثر في العام 2017، إلى وزير في حكومة متطرفة يقودها بنيامين نتنياهو الذي يرتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة منذ نحو 19 شهرا.
ومنذ العام 2024، أطلق سموتريتش عدة مرات تصريحات بأن العام 2025، سيشهد فرضا رسميا للسيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية.
وزير المالية الإسـرائيلي، بتسلئيل #سموتريتش، يعرب عن أمله في بسط السيادة على الضفة الغربية في عام 2025، حيث كشف عن إصداره تعليمات لإعداد البنية التحتية اللازمة لتحقيق هذا الأمر pic.twitter.com/jZHGzhikB0 — عربي21 (@Arabi21News) November 12, 2024
"خطة الحسم"
في أيلول/ سبتمبر 2017، طرح سموتريتش الذي كان حينها عضوا في الكنيست عن حزب "الاتحاد القومي"، ما أسماه بـ"خطة الحسم"، وحينها قال في وصفها إنها ليست مجرد أوراق وأحلام بعيدة، ولكنها وثيقة سياسية متكاملة تهدف إلى حل نهائي للأزمة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية.
تقترح الخطة على الفلسطينيين ثلاثة خيارات لا رابع لها: القبول بحكم إسرائيلي كامل دون حقوق سياسية متساوية، أو الهجرة الطوعية إلى دول أخرى بمقابل مالي، أو مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
في شرحه للخطة، قال سموتريتش إن الفلسطيني الذي يقبل بالعيش في ظل إسرائيل دون المطالبة بدولة أو سيادة، يمكنه البقاء، أما من يرفض فالحل هو "أن يغادر طوعًا أو يُقمع بقوة السلاح".
وأطلق سموتريتش أوصافا ساخرة من "حل الدولتين"، وهاجم اليسار الإسرائيلي بشدة، قائلا إن مساعيه للتوصل إلى حل مع الفلسطينيين يهضم حق اليهود.
للاطلاع إلى النص الكامل للخطة باللغة العبرية (هنا)
أفكار دينية وأطماع خارج فلسطين
تعكس "خطة الحسم" انتماء سموتريتش إلى المدرسة الدينية الصهيونية، التي تمزج بين التوراة والقومية اليهودية، وتعتبر أن "أرض إسرائيل الكاملة" هبة إلهية غير قابلة للتقسيم.
هذه الأيديولوجيا ترفض حل الدولتين، ولا ترى في الفلسطينيين شعبًا، بل مجرد مجموعات سكانية يمكن التعامل معها إما بالإخضاع أو التهجير. ويرى سموتريتش أن السيادة الإسرائيلية يجب أن تمتد من البحر إلى النهر، وألمح إلى طمعه بحدود أوسع تضم شرق الأردن وأجزاء من سوريا ولبنان.
وفي آذار/ مارس 2023، قال سموتريتش في تصريح لقناة "كان" العبرية: "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، هذا اختراع حديث نسبياً. لا يوجد شعب فلسطيني ولا تاريخ فلسطيني ولا لغة فلسطينية."
صلاحيات محدودةقال سموتريتش في خطته، إن الفلسطينيين الراغبين بالبقاء تحت ظل الحكم الإسرائيلي، سيتم تقسيمهم إلى ستة بلديات صغيرة، ومنحهم صلاحيات محدودة لإدارة شؤونهم الداخلية.
وقال إن "عرب الخليل، ليسوا مثل عرب رام الله، وهؤلاء ليسوا مثل عرب نابلس، وليسوا كعرب أريحا. حتى أن لهجة اللغة العربية تختلف من منطقة إلى أخرى".
وتابع أن "التقسيم إلى بلديات محلية من شأنه أن يفكك التنظيمات الوطنية الفلسطينية والتطلعات لتحقيق دولة، ولكنه في الوقت نفسه سيحافظ على الانقسام القبلي والعشائري وبالتالي يسمح بوجود نظام مستقر لإدارة الحياة اليومية دون توترات وصراعات داخلية".
وأضاف أن "الإدارات المحلية لهذه المناطق الست، ستعمل على إنشاء نظام من العلاقات المتبادلة مع دولة إسرائيل، مما يتيح تنمية اقتصادية إقليمية مستقرة والمستدامة".
واللافت أن سموتريتش ضرب في حديثه عن فكرة البلديات أو الأقاليم الصغرى، مثالا على الإمارات العربية المتحدة، والتي توحدت في العام 1971، قائلا إنها النموذج المزدهر في الخليج حاليا.
من الأقوال إلى الأفعال
ما إن وصل سموتريتش إلى الحكومة في 2022، حتى بدأ بالفعل بتطبيق خطته، حيث ساعده نتنياهو بذلك بتسليمه ملفات البناء والهدم والاستيطان.
وأطلق سموتريتش عدة مشاريع استيطان، تم البدء بتنفيذها في الضفة الغربية، بعضها يقع بالقرب من حدود الأردن.
في تشرين ثاني/ نوفمبر 2024، أعلن رسميًا عن بدء الاستعدادات لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مشيرًا إلى أنه وجّه بتهيئة "البنية التحتية القانونية والإدارية" لذلك.
كما كرر دعوته لإفراغ غزة من سكانها عبر ما سماه بـ"الهجرة الطوعية"، متوقعًا أن ينخفض عدد السكان في القطاع إلى أقل من النصف خلال عامين، في حال توفر غطاء دولي لهذا المسار.
كما أضاف في مقابلات لاحقة أن "بقاء الفلسطينيين في هذه الأرض يزيد من التهديدات الديموغرافية والأمنية، والحل الوحيد هو تقليص وجودهم بكل الوسائل الممكنة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
أفكار صريحة
لا يخفي سموتريتش أفكاره الخطيرة والتي يريد من خلالها ممارسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
فعلى سبيل المثال، قال في أعقاب هجوم مستوطنين على بلدة حوار قضاء نابلس في آذار/ مارس 2023، إن "حوارة يجب أن تمحى".
ولم يتراجع عن تصريحه، بل قال لاحقًا: "من لا يفهم الرسالة، سيفهمها عندما تتحول بلدته إلى رماد".
وفي آذار/ مارس الماضي، كشف سموتريتش عن مدى توسعية مخططه حين تحدث عن امتداد حدود إسرائيل إلى دمشق، في تعبير صريح عن مفهوم "إسرائيل الكبرى" الذي يشمل أراضي في الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر والسعودية. وأوضح في مناسبة أخرى أن هذا التصور ليس شعارًا دينيًا بل هدفًا سياسيًا واستراتيجيًا يجب العمل عليه تدريجيًا.
كما أدرج خريطة خلال مؤتمر في فرنسا تحدث فيه، تظهر صورة "إسرائيل الكبرى" المزعومة، والتي تقضم البلدان العربية المحيطة بفلسطين المحتلة.
اقرأ أيضا: ما قصة الشعار الذي ظهر أمام سموتريتش وأثار غضبا واسعا؟ (شاهد)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سموتريتش الضفة غزة غزة الاحتلال الضفة سموتريتش المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة قال سموتریتش
إقرأ أيضاً:
بالصور.. الكهوف في حياة الفلسطينيين
الخليل- عاش الفلسطيني عبد الله الدبابسة لعقود في كهف سكنه والده وأجداده منذ مئات السنين، إلى الشرق من بلدة يطا، جنوب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، لكن تحولا طرأ على حياة الرجل بعد أن استولى المستوطنون عليه مساء الاثنين الماضي وحولوه إلى بؤرة استيطانية.
وقبل ذلك بأسابيع سنت قوات الاحتلال حملة هدم واسعة في تجمع خلة الضبع الذي يسكنه، بما في ذلك كهوف قديمة، لتتشكل ملامح حرب جديدة، بعد عقود كانت فيها الكهوف بمنأى عن سياسة الهدم الإسرائيلية في الضفة.
وتربط الفلسطيني بالكهوف علاقة وطيدة وقديمة تمتد آلاف السنين، كما حافظت على وجودها رغم ما استحدثه البشر، وخاصة في العصر الحديث من بدائل.
والكهوف تجويفات صخرية بمساحات مختلفة قد تكون تشكلت بفعل العوامل الطبيعية، أو بفعل الإنسان، وتنتشر بشكل خاص في مناطق صخرية أو جبلية وتقل في المناطق السهلية والرملية والصحراوية.
وكما اعتاد بعض العرب على بناء خيمة في ساحة المنزل، يتجه فلسطينيون إلى حفر كهوف بمحاذاة المنازل أو في أراضيهم الزراعية، وبعد أن كانت تحفر باليد والفؤوس ساعدت الإنسان اليوم معدات الحفر.
أما استخدامات الكهوف فقد تعددت، فمنها ما استخدم لغرض السكن أو تربية المواشي أو حفظ الحبوب، أو للحماية، واستخدمها مناضلون للاختباء من الاحتلال الإسرائيلي.
إعلانتابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline