إسبانيا – أفادت قناة NBC أن فريقا إسبانيا اكتشف أقدم دليل فني معروف لإنسان نياندرتال حتى الآن، حيث عثروا على حجر منقوش عليه رسومات في أحد مواقع استيطان إنسان نياندرتال الأثرية.

كشف الباحثون عن تفاصيل مذهلة للرسم المكتشف، حيث وُجد منقوشا على حجر ذي انحناءات طبيعية تشكّل ملامح تشبه الوجه البشري. وفي مركز هذه “القطعة الفنية البدائية”، لاحظ الفريق وجود نقطة حمراء داكنة وضعت بدقة في موضع الأنف.

وأظهر التحليل المخبري أن هذه النقطة صُممت باستخدام أصبع مغموس بالمغرة (صبغة أرضية طبيعية كانت شائعة في عصور ما قبل التاريخ)، وهو ما يستبعد أي احتمال لتشكلها بشكل عشوائي أو طبيعي.

وباستخدام تقنيات تحليل البصمات الدقيقة، استنتج الباحثون أن الفنان النياندرتالي كان على الأرجح ذكرا بالغا. ويفترض الفريق العلمي أن هذا الإنسان القديم قد لاحظ التشابه بين شكل الحجر والوجه البشري، مما ألهمه لإضافة لمسة فنية متعمدة تكمل التشابه. وقد وصف الخبراء هذه القطعة بأنها تمثل “أحد أقدم الأمثلة المعروفة على التجريد الفني والتعبير الرمزي في السجل الأثري”، مما يقدم دليلا جديدا على التطور المعرفي والمعقد لإنسان نياندرتال.

يقلب هذا الاكتشاف المفاهيم السائدة عن تاريخ الفن البشري رأسا على عقب، حيث يُفند الفرضية القائلة بأن الإنسان العاقل (Homo sapiens) كان أول من أبدع أعمالًا فنية. كما يشير إلى وجود قدرات تجريدية متطورة لدى إنسان نياندرتال، مما يدفعنا لإعادة تقييم التطور المعرفي للإنسان القديم.

في سياق متصل، كشفت بحوث أثرية حديثة النقاب عن أدوات عظمية يعود تاريخها إلى 1.5 مليون سنة، تم اكتشافها في الخامس من مارس الماضي. هذا الاكتشاف يؤخر زمن بداية استخدام الأدوات العظمية بمليون سنة عن التقديرات العلمية السابقة، مما يوسع آفاق فهمنا لتطور المهارات التقنية للإنسان البدائي.

المصدر: صحيفة “إزفيستيا”

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

“زيلانديا”.. علماء يحددون موقع القارة الثامنة المفقودة

يمن مونيتور/الجزيرة نت

اكتشف فريق من علماء الجيولوجيا مساحة قارية شاسعة في مياه جنوب المحيط الهادي ظلت مخفيّة في معظمها تحت سطح الماء على مساحة تقارب 5 ملايين كيلومتر مربع، انفصلت عن كتل أرضية أكبر منذ ملايين السنين، مما يجعلها المرشح الأحدث على هذا الكوكب لتكون قارة جديدة مكتملة.

ويطلق الباحثون على هذه المساحة الغارقة من التضاريس اسم “زيلانديا”، ولا يظهر منها فوق سطح المحيط إلا أجزاء صغيرة لا تتجاوز 5% منه في أماكن مثل نيوزيلندا.

كيف تشكلت زيلانديا؟

قاد نيك مورتيمر، الخبير بمعهد العلوم الجيولوجية والنووية في نيوزيلندا، دراسات رائدة قبل عدة سنوات لدراسة كيفية تشكل المساحة القارية زيلانديا، قبل ما يزيد على 100 مليون عام.

وتوضح تلك الأبحاث أن أجزاء من قارة غندوانا العظمى التي كانت تضم أميركا الجنوبية وأفريقيا والقارة القطبية الجنوبية وأستراليا وأجزاء من آسيا، بدأت بالانجراف مع مرور الوقت وتطور أحدها في النهاية إلى زيلانديا، وبدأت الأرض التي كانت مرتفعة فوق مستوى سطح البحر بالانزلاق تحت سطح المحيط بسبب تغيرات القوى التكتونية.

ويمكن إرجاع جزء كبير من نشأة زيلانديا إلى حركة الصفائح التكتونية، وهي ألواح ضخمة من سطح الأرض تتحرك بمرور الزمن، وعندما تتقارب الصفائح في بعض الأماكن، يؤدي هذا التقارب إلى غرق إحدى الصفيحتين تحت الأخرى في عملية تُسمى الاندساس.

وتشكلت قشرة زيلانديا الرقيقة نتيجة لهذه التحولات، ثم سمح تمدد الصفائح بغمر مياه المحيطات العميقة لجزء كبير من اليابسة، تاركا بضع جزر فقط بارزة فوق مستوى سطح البحر.

ومع استمرار الحركة داخل الطبقات الخارجية للأرض، ابتعدت زيلانديا تدريجيا عن غرب القارة القطبية الجنوبية قبل حوالي 85 مليون سنة لتنفصل لاحقا عن أستراليا وتشكل كتلة معزولة.

وفقدت القشرة الأرضية في هذه المنطقة المعزولة سماكتها وبردت، مما أدى إلى انخفاض مستوى الأرض النهائي تحت مستوى سطح البحر. واليوم، لا تزال هذه القشرة بعيدة عن الأنظار في معظمها، إلا أن وجودها له قيمة علمية بالغة الأهمية.

الدلائل والاستنتاجات

ولدعم أبحاث قارة زيلانديا، قام الباحثون باستخراج عينات صخرية من قاع سلسلة فيرواي ريدج في بحر المرجان، قبالة الساحل الشمالي الشرقي من أستراليا، وحللوا البازلت والحجر الرملي والحصى وحُددت أعمارها.

ويعود الحجر الرملي المدروس إلى أواخر العصر الطباشيري (حوالي 95 مليون سنة)، ويحتوي على غرانيت وحصى بركانية من أوائل العصر الطباشيري (130-110 مليون سنة)، أما البازلت، فيعود إلى عصر الأيوسين (حوالي 40 مليون سنة).

واستخدم الباحثون نتائج تحليل العينات الصخرية، إلى جانب قياسات الشذوذ المغناطيسي الإقليمي، التي رصدت أنماطا واضحة مرتبطة بنشاط بركاني قديم، ساهمت في تحديد حدود القارة، ومعلومات من دراسات أخرى، لرسم خريطة للجيولوجيا البحرية لشمال زيلانديا، واستطاعوا في النهاية إكمال رسم خرائط جيولوجية استطلاعية برية وبحرية لقارة زيلانديا بأكملها، التي تبلغ مساحتها 5 ملايين كيلومتر مربع.

وبينما خمّن العديد من الجيولوجيين لعقود مضت أن هذه المنطقة المغمورة قارية بطبيعتها، لم يكن تصنيفها كقارة مستقلة مقبولا على نطاق واسع، واعتقد الكثيرون أن هذه التلال والهضاب تحت الماء مجرد شظايا، ولكن الأدلة الحديثة أظهرت أن هذه الأرض تحت الماء تشترك في سمات رئيسية مع القارات الأخرى المعترف بها.

ما أهمية ذلك

تحتفظ هذه الكتلة الأرضية الغارقة بأدلة عن ماضي الأرض قد لا تكون مرئية على القارات فوق السطح، مما يمنح زيلانديا قيّمة لدراسة كيفية تطور القارات وتأثير ديناميكيات الصفائح على أشكالها ومواقعها على مر الزمن الجيولوجي.

ويعود تاريخ العديد من الصخور الرسوبية في زيلانديا إلى أواخر العصر الطباشيري، مما يشير إلى أن أجزاء منها ظلت فوق الماء لفترة طويلة بعد انفصالها عن القارات الأخرى، وتكشف عينات البازلت عن نبضات بركانية أحدث نشأت عند تشكل حدود صفائح جديدة.

ولا تزال أجزاء كبيرة من زيلانديا غير مستكشفة، ومن المرجح أن تكشف تقنيات مثل التصوير الزلزالي والحفر في أعماق البحار المزيد من التفاصيل حول بنيتها وماضيها.

ويأمل بعض الباحثين في العثور على أدلة إضافية حول كيفية تأثير القارات المنجرفة على مستوى سطح البحر، وأنماط المناخ، وتوزيع النباتات والحيوانات، ويمكن لكل اكتشاف أن يُحسّن فهمنا لكيفية إعادة ترتيب سطح الأرض.

المصدر : مواقع إلكترونية

 

 

 

مقالات مشابهة

  • 10.5 مليون ريال من” إنسان” للأسرة المستفيدة
  • الذكاء الاصطناعي يحاكي تعقيدات العقل البشري.. GPT-4o يعكس تناقضات نفسية
  • مؤلف فى عز الضهر: فكرة تناسب عقلية أى إنسان
  • حماية المستهلك: تسجيل الشكاوى أصبح أسهل وبدون تدخل العنصر البشري
  • العمل: غرامة لا تقل عن 800 دينار على صاحب العمل الذي يُضبط لديه عامل سوري لا يحمل تصريحًا
  • علماء يبتكرون علاجًا للتخلص من آلام السرطان| تفاصيل
  • مستثمرة لـ صدى البلد: السوق المصري لديه صناعات غذائية لافتة للنظر
  • الأرض تذوب.. و البشريّة تدفع الثمن!
  • “زيلانديا”.. علماء يحددون موقع القارة الثامنة المفقودة