معتصم عبدالله (أبوظبي)
أخبار ذات صلة
إنجاز تاريخي..
بيراميدز يُتوج بدوري أبطال أفريقيا

الزمالك يرفض «4 حكام» لمباراة بيراميدز في نهائي كأس مصر
«لا أعرف ماذا أقول... لقد فعلناها! التتويج بهذا اللقب هو المكافأة العظيمة للعمل الجاد»، بهذه الكلمات عبّر الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، المدرب السابق لبني ياس والنصر في الإمارات، والحالي لفريق بيراميدز المصري، والذي اعتاد القفز فرحاً عقب كل إنجاز، عن شعوره بعد قيادة فريقه للتتويج التاريخي بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم «الأميرة السمراء» لأول مرة في تاريخه.
قاد كرونسلاف فريقه بيراميدز لتحقيق إنجاز غير مسبوق، عقب الفوز على ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي بنتيجة 2-1 في إياب النهائي على استاد الدفاع الجوي في القاهرة، بعد أن انتهت مباراة الذهاب في بريتوريا بالتعادل 1-1، ليحسم بيراميدز اللقب بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين. ووصف موقع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف» هذا الإنجاز بأنه «لحظة فارقة» في مسيرة كرونسلاف، ليصبح أول مدرب كرواتي يتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا، في إنجاز تاريخي يضعه في مصاف كبار المدربين الأوروبيين الذين تركوا بصماتهم في القارة، أمثال اليوغوسلافيين إيفان ريدانوفتيش وبرانكو زوتيتش. بيراميدز،
الذي كان يشارك للمرة الثانية فقط في البطولة، أصبح رابع نادٍ مصري يُتوّج بلقب دوري الأبطال بعد الأهلي والزمالك والإسماعيلي، ليؤكد تفوق الكرة المصرية قارياً، كما ضمن المشاركة في كأس السوبر الأفريقي أمام نهضة بركان المغربي، وكأس الإنتركونتيننتال، وكأس العالم للأندية 2029. النجاح الكبير الذي حققه كرونسلاف مع بيراميدز، جاء امتداداً لمسيرته التي انطلقت خليجياً من السعودية، حين تعاقدت معه هيئة الرياضة والاتحاد السعودي في نوفمبر 2017 لقيادة منتخب المواهب من مواليد المملكة للفئة العمرية بين 18 و28 عاماً، في مشروع تطويري غير مسبوق. ومثل منتخب المواهب نقطة انطلاق في مسيرة المدرب الكرواتي عربياً، لينتقل بعدها لتدريب النصر السعودي لفترة مؤقتة، ثم انتقل إلى الدوري الإماراتي، حيث تولى تدريب بني ياس في موسم 2018-2019، قبل أن يقود النصر لاحقاً للتتويج بلقب كأس رابطة المحترفين 2019-2020، قبل إنهاء عقده في فبراير 2021. عرف كرونسلاف خلال تجربته الخليجية بتفاعله الحماسي على الخطوط الفنية، ما عرضه لانتقادات متباينة، لكنه رد عليها دوماً بالنتائج والإنجازات، وهو ما علّق عليه قائلاً: «سلوك الانضباط الذي أمارسه هو إرث عائلي، ورثته من والدي، الذي كان مدرساً ومديراً لمدارس عدة، وأثر في تكويني الشخصي والمهني». نشأ كرونسلاف في بيئة كروية مثالية على بُعد أقل من 500 متر من ملعب دينامو زغرب، حيث عاش أفضل فتراته لاعباً ومدرباً، ويقول عن علاقته بالنادي: «دينامو زغرب جزء لا يتجزأ من حياتي، حتى في أصعب فتراتي، كانت ذكرياتي الأجمل هناك.» وبعد بلوغه نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية الموسم الماضي، واصل بيراميدز بقيادة كرونسلاف التقدم بثبات نحو القمة، ليجني الآن ثمار الرؤية الفنية والعمل الجاد. قبل المباراة النهائية، قال المدرب الكرواتي: «سنلعب بطريقتنا المعتادة، ونطلب من الجماهير المصرية دعمنا ليس فقط من أجل بيراميدز، بل من أجل كرة القدم المصرية». وبعد الفوز، عبّر قائلاً: «لا أعرف ماذا أقول... لقد فعلناها! التتويج بهذا اللقب هو المكافأة العظيمة للعمل الجاد. الجماهير دعمتنا بقوة، وأشكرهم على الحضور، كانوا جزءاً من هذا الإنجاز». ويحظى بيراميدز اليوم، بوجود عناصر خبرة مثل رمضان صبحي، وليد الكرتي، ومحمد الشيبي، ما يمنحه عموداً فقرياً صلباً يمهّد لبداية مرحلة جديدة من الحضور القاري بقيادة المدرب الذي صنع مجده بين الخليج وأفريقيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية:
بيراميدز
دوري أبطال أفريقيا
إقرأ أيضاً:
أيمن سماوي يوجّه الشكر للأجهزة الأمنية: العيون الساهرة على أمن الفرح
صراحة نيوز- بقلم المستشار القانوني وليد حياصات
على امتداد ثلاثة عشر عامًا من عملي في مهرجان جرش، كنتُ أُصغي إلى نبض المكان لا كزائر أو موظف، بل كشاهد على تفاصيل تُصنع خلف الكواليس، تفاصيل تبدأ مع أول ضوء شمس يلامس حجارة المدرّج، وتبقى حتى آخر زائر يهمّ بالمغادرة.
في كل دورة من دورات المهرجان، ومع كل يوم يقترب من الافتتاح، كانت عيني تذهب إلى أولئك الرجال المنتشرين في الموقع الأثري، بهدوء لا يُعلن نفسه، رجال الأمن… الحاضرون بلا ضجيج، والذين يكتبون سطور الأمان التي لا تُقرأ لكنها تُحس.
أعرف، بحكم التجربة والخدمة العسكرية في بدايات حياتي، أن التحدّي الأكبر الذي يحمله رجل الأمن في مثل هذه المناسبات لا يكمن فقط في تنظيم الدخول والخروج، ولا في ضبط حركة الجمهور. التحدّي الحقيقي هو أن تمنح آلاف الزوار شعورًا طبيعيًا بالأمان، دون أن يشعروا بأن هناك من يتعب لأجل هذا الشعور.
ما يقوم به رجال الأجهزة الأمنية خلال مهرجان بحجم وعراقة “جرش” ليس مجرد واجب وظيفي، بل هو جهد ذهني ونفسي مستمر، يتطلب أقصى درجات التركيز، والقدرة على التنبؤ، واتخاذ القرار في لحظة. إنها طاقة تُستنزف بصمت.
ولذلك، فإن إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون، مُمثلة بعطوفة المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، تتوجه بكل مشاعر التقدير والامتنان إلى رجال الأمن بكافة تشكيلاتهم ومسمياتهم. نقف أمامهم شكرًا لا يُختزل في كلمات، بل يُترجم احترامًا حقيقيًا لكل لحظة سهر، وكل قرار سريع، وكل عين بقيت يقظة كي نحتفل بثقة.
أنتم لستم فقط “الأمن”، أنتم ضامنون للفرح، شركاء للثقافة، وحُماة لذاكرة المكان.