حين تتحوّل الشهرة إلى إساءة… البلوكرات وتشويه الأماكن العامة
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
بقلم: نورا المرشدي ..
في زمن الإعلام المفتوح، لم يعد الغريب أن نرى المؤثرين على مواقع التواصل يتصدرون المشهد، يصورون حياتهم اليومية، ويقتحمون المساحات العامة بجولاتهم ولقطاتهم وتحدياتهم. لكنّ المقلق هو تحوّل بعض هذه السلوكيات إلى ممارسات تسيء للمكان، وللذوق العام، بل وللذوق المجتمعي برمّته.
مؤخراً، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع لعدد من “البلوكرات” وهنّ يقمن بتصوير أنفسهن أمام فندق “قلب العالم” في مشهد لا يليق بمكان يُفترض أن يكون واجهة حضارية ورسمية.
الخطورة هنا ليست في الفعل فقط، بل في تكراره واستباحة الأماكن العامة والمرافق الرسمية كأنها ديكور بلا حرمة أو رمزية. فالفنادق الكبرى والمرافق السياحية ليست فقط أماكن للتصوير، بل رموز لمكانة المدن، ومؤسسات لها طابعها المهني والثقافي.
قد يقول البعض: “هذه حرية شخصية”. نعم، الحرية حق، لكن حين تتحول إلى أداة لإزعاج الآخرين أو الإساءة لصورة المجتمع، فهي تنزلق إلى فوضى لا تليق بمفهوم التحضر.
المطلوب ليس تقييد الحريات، بل وضع معايير للسلوك العام في الأماكن الرسمية، والتأكيد على أن النجومية لا تبرر التصرفات الخارجة، وأن الجمال لا يعني الغرابة، وأن التأثير الحقيقي يبدأ من احترام المكان.
ختامًا، لا بد أن نفهم أن شهرتك لا يجب أن تكون على حساب سمعة المكان… ولا على حساب ذوق الناس.
نورا المرشديالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
خطوب ودروب.. مقالات ترصد الواقع المعيش وتفاعلات العالم الافتراضي
الدوحة "العُمانية": يقدّم الكاتب المصري محمد شبراوي في كتابه "خطوب ودروب: سرور التواصل.. وحسرة التّفاصل"، مجموعة من المقالات التي تتناول الواقع المعيش وتقاطعاته مع العالم الرقمي، في محاولة لقراءة ظواهر ثقافية واجتماعية وفكرية برؤية تحليلية تقوم على الموازنة بين التراث والمعاصرة.
ويناقش المؤلف في مقالاته ظواهر منصّات التواصل الاجتماعي وتأثيراتها على الأفراد والمؤسسات، متطرّقًا إلى قضايا مثل الثقافة الاستعجالية، آداب الحوار، آلام الانفصال، وظاهرة "الكاتب النجم"، موثقًا هذه المشاهد بأمثلة من الحياة اليومية ومستندًا إلى شواهد من التراثين العربي والغربي.
ويُبرز شبراوي أهمية القراءة والتفكّر كأساس للكتابة الجادة، منتقدًا الاعتماد المفرط على الثقافة السمعية والبصرية دون تعزيزها بالاطلاع المعمق. كما يدعو إلى الإلمام بالمناهج النقدية وتفادي التكرار والانجراف وراء الشهرة السطحية.
ويستعرض المؤلف ما يسميه بـ "الطوابير حول الكاتب النجم"، معتبرًا أن الظاهرة مؤقتة ولن تصمد أمام المتغيرات الثقافية، مؤكدًا على أن القيمة الحقيقية تكمن في المادة المكتوبة لا في توقيع صاحبها.
كما يتناول الكتاب ظواهر الشهرة المبكرة والمتأخرة، مستشهدًا بتجارب لكُتّاب وفنانين عالميين مثل فرانسواز ساغان وجوزيه ساراماغو، ليؤكد على أن الشهرة ليست دائمًا مؤشرًا للنجاح، وقد تكون عبئًا إذا لم تُحسن إدارتها.
ويتوقف شبراوي عند أهمية الكلمة وتأثيرها، محذرًا من الاستسهال في الحديث دون وعي بالعواقب، خصوصًا في بيئة التواصل الرقمية، داعيًا إلى التفكير المتزن والقول المسؤول.