جندي احتياط إسرائيلي: سدي تيمان معسكر تعذيب سادي للفلسطينيين
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
كتب جندي احتياط إسرائيلي مجهول أن أي شخص زار مركز احتجاز سدي تيمان يعلم أنه معسكر تعذيب سادي، وأن العشرات من المعتقلين دخلوه أحياء وغادروه في أكياس الجثث، منذ أواخر عام 2023.
وقال الجندي المجهول -في تقرير لصحيفة هآرتس- إنه كان متوترا وهو ينتظر بث تقرير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية الاستقصائي الذي شارك فيه، حول أحداث مركز احتجاز سدي تيمان، ولكن مقابلته لم تدرج في النسخة النهائية من التقرير، ولم يدرج فيه أي شيء يتعلق بالإساءة الممنهجة للمعتقلين وموتهم، رغم أن الكثير من كبار المسؤولين يعلمون ذلك.
وأوضح الكاتب أن برنامج "زمان إيميت"، وترجمته "وقت الحقيقة"، لم يقدم الحقيقة للجمهور، بل قدم حقيقة مصفاة ربما تكون أسوأ من كذبة، وركز على تحقيق أجراه الجيش في الانتهاكات في سدي تيمان عن حالة موثقة لاعتداء جنسي مزعوم، ارتكبه جنود من الوحدة السرية المعروفة باسم "القوة 100".
وركز "زمان إيميت" على هذه الحادثة وكيف خرج حشد غاضب، ضم عددا من المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين، اقتحم سدي تيمان وقاعدة عسكرية أخرى قريبة دعما للمتهمين، وتجاهل عمدا السياق الأوسع، والصورة الكبيرة المقززة لسدي تيمان، كما يقول الكاتب المجهول.
إعلان رأيت ذلك الجحيموذكر الكاتب بوجود شهادات من الحراس والأطباء والمعتقلين، لم يذكر أي شيء منها في التحقيق، "وكأن الجحيم الذي خلقناه هناك يتلخص في حدث واحد يمكن تفسيره بمناقشة مجردة حول شرعية أنواع مختلفة من العقاب البدني. لكنني رأيت ذلك الجحيم"، كما يقول الكاتب.
ويقول جندي الاحتياط "رأيت معتقلا يموت أمام عيني. وشاهدت قائد السجن يجمع الجميع في محاولة للتخفيف من وطأة الإساءة اليومية، والاستخدام المفرط للقوة، والظروف اللاإنسانية التي يحتجز فيها السجناء، وسمعته يقول إن "كبار القادة يقولون إن سدي تيمان تسمى مقبرة"، وأن "علينا أن نوقف ذلك".
ويتابع المجهول "رأيت أناسا يصلون إلى المركز من قطاع غزة جرحى، ثم يعانون من الجوع لأسابيع من دون رعاية طبية. رأيتهم يتبولون ويتغوطون على أنفسهم لأنهم منعوا من استخدام الحمام. كانوا مجرد مدنيين فلسطينيين عاديين من غزة احتجزوا للتحقيق، وبعد تحملهم انتهاكات وحشية أُطلق سراحهم. لا عجب أن يموت الناس هناك. العجيب أن أحدا نجا".
وقد صدم باحثو "زمان إيميت" عندما أخبرتهم بكل هذا -كما يقول الكاتب- لكن ذلك لم يدرج في التقرير، وأدرج بدلا منه رئيس قسم تحقيقات الشرطة العسكرية متظاهرا بأنه كان يجهل ما يحدث حتى تلقوا بلاغا عن معتقل جريح ينزف.
والحقيقة هي أن معتقلين سابقين، وجنودا وطاقما طبيا خدم في سدي تيمان، كانوا قد نشروا شهادات عن انتهاكات جسيمة وظروف لاإنسانية ونقص في الرعاية الطبية الأساسية، بل كان يكفي المحققين إحصاء عدد المعتقلين الداخلين ومقارنته بعدد الذين لم يخرجوا، حسب الكاتب.
وكل من خدم في سدي تيمان -كما يروي الكاتب- يعلم عن التعذيب والعمليات الجراحية التي تجرى من دون تخدير، والظروف الصحية المزرية، لكن أي شيء من ذلك لم ينشر، كما لو أن معسكر تعذيب عسكري، يعمل بعلم كامل من كبار القادة، أقل إثارة للاهتمام من حالة اعتداء واحدة معزولة يمكن إنكارها.
إعلانوخلص الكاتب إلى أن ما يحدث في سدي تيمان لم يكن سرا، ومع ذلك لا يعرف معظم الإسرائيليين شيئا عنه حتى الآن، لأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تجاهلته تماما تقريبا، والصحفيون الإسرائيليون المدركون للحقائق يختارون إخفاءها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی سدی تیمان
إقرأ أيضاً:
"حقك تعرف".. الكاتب الصحفي عادل حمودة يطلق قناته الرسمية على يوتيوب
أطلق الكاتب الصحفي عادل حمودة قناته الرسمية على يوتيوب تحت اسم "حقك تعرف مع عادل حمودة"، حيث يقدم من خلالها تحليلات لأهم القضايا والأسرار التي تشغل الرأي العام المصري والعربي بأسلوبه المميز. بدأ البرنامج بعرض حلقتين رئيسيتين: الأولى تناولت الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والثانية سلطت الضوء على حياة الدكتورة نوال الدجوي.
أعلن حمودة عن إطلاق القناة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك فيسبوك وتويتر، حيث حظيت بترحيب واسع ووصف بأنها قناة صاحب القلم الحر والرؤية الثاقبة.
وتناولت الحلقة الأولى من برنامج "حقك تعرف مع عادل حمودة" قصة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي وصفه حمودة بأنه "الجاسوس رقم 1 في إسرائيل" وأهم عميل صنعته "الموساد".
وكشف البرنامج كيف أطلقت إسرائيل حملة سياسية وإعلامية عالمية للإفراج عنه بعد اعتقاله، حيث كانت مستعدة لدفع مليون دولار كعربون (رقم ضخم عام 1965) والإفراج عن جميع الجواسيس السوريين في سجونها، إلا أن السلطات السورية أصرت على إعدامه.
أما الحلقة الثانية فركزت على سيرة الدكتورة نوال الدجوي، والتي أحدثت ضجة في الفترة الأخيرة بقضايا الميراث بين أحفادها، حيث استعرض حمودة بداياتها المبكرة في تأسيس أول مدرسة خاصة للغات في مصر بعمر 21 عامًا فقط. سلط الضوء على دور والدها الأكاديمي (أستاذ فلسفة وعلم نفس ثم وكيل وزارة المعارف)، وكيف حصلت على موافقة شخصية من الرئيس جمال عبد الناصر لفتح أول حساب بنكي بالدولار لمؤسستها التعليمية، في وقت كان يؤمم فيه التعليم والشركات.
يُذكر أن البرنامج يقدم محتوىً يستند إلى معلومات دقيقة لتحليل القضايا المطروحة.
ويمكنكم متابعة قناة عادل حمودة من هنا.