كاتب فلسطيني: اليمن يبعث الطمأنينة في قلوب الغزيين ويزلزل الكيان الصهيوني بكل أبعاده
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
يمانيون |
أشاد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني وليد محمد علي بالعمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، ضد أهداف استراتيجية تابعة للعدو الصهيوني، مؤكدًا أن الموقف اليمني بات يمثل ركيزة دعم حقيقية للمقاومة الفلسطينية، ورسالة طمأنة معنوية وميدانية لأهالي غزة المحاصَرين.
وفي تصريح لقناة المسيرة وصف الكاتب الفلسطيني الضربات اليمنية الأربع التي استهدفت مطار اللد وأهدافًا حيوية في يافا وأسدود وأم الرشراش، بأنها “إسناد قتالي نوعي يتجاوز الجغرافيا وينتمي لروح الأمة الحية”، مشيرًا إلى أن صنعاء تخوض هذه المعركة كأنها في قلب غزة، نيابة عن شعوب خانعة أو أنظمة متواطئة.
وقال وليد محمد علي إن “الموقف اليمني الشريف والمشرّف جاء ليقول لأهل غزة: لا تخافوا.. لستم وحدكم، نحن معكم، نشارككم الجرح والميدان والكرامة”، مضيفًا أن هذا الموقف في جوهره يشكّل رسالة مزدوجة: طمأنة للمقاومة وإرباك للعدو.
وأضاف: “لقد وجّه اليمن بعملياته الأخيرة ضغوطًا متعددة الأبعاد على الكيان الصهيوني، ضغوطًا عسكرية واقتصادية ونفسية، بل واستراتيجية أيضًا”، معتبرًا أن الكيان لم يعد قادرًا على الإيحاء لمستوطنيه بأنه محصّن وآمن أو أن غزة قد عُزلت وتركها العالم وحيدة.
وأكد الكاتب الفلسطيني أن “العدو الصهيوني، الذي لطالما راهن على عزلة المقاومة، وجد نفسه اليوم أمام معادلة مقلوبة، فبدلًا من أن يُحاصر غزة، أصبحت الصواريخ والطائرات المسيّرة تطارده من آلاف الكيلومترات”، مشيرًا إلى أن جبهة اليمن أصبحت جزءًا أصيلًا من معركة التحرير الكبرى التي تخوضها الأمة.
وتابع: “لم يعد بإمكان العدو أن يقول: لقد حيدنا الجبهات، فجبهة صنعاء وحدها كفيلة بخلخلة الأمن الاستراتيجي للكيان، لا سيما في ظل استمرارها ونجاعتها ودقتها”، مؤكدًا أن اليمنيين يقدمون نموذجًا متكاملًا لمفهوم الجبهة الواعية التي تتجاوز الخطاب وتدخل الميدان بثقلها النوعي.
وأشار وليد محمد علي إلى أن العمليات اليمنية لا تنحصر في بعدها العسكري فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى كونها “رافعة معنوية كبرى للمجاهدين في غزة”، الذين باتوا على يقين أنهم ليسوا وحدهم في هذه المواجهة المصيرية.
وختم حديثه بالقول: “هؤلاء هم جند الله من أبناء اليمن، الذين يدافعون عن المظلومين في فلسطين، وينتصرون لقيم الأمة، ويثبتون أن العزيمة الحرة قادرة على إرباك الكيان رغم بعد المسافات، وهم بإذن الله سيكونون جزءًا من النصر القادم بإذن الله”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
التعطيش.. سلاح صهيوني بغيض ضد الغزيين في أتون الإبادة
الثورة / متابعات
مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تُسجَّل أزمة المياه كواحدة من أشد الأزمات التي تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني، وسط انهيار شبه كامل في البنية التحتية للمياه، وتوقف محطات التحلية، وتعطّل أغلب الآبار، وحرمان السكان من مصادر المياه النظيفة.
منذ اليوم الأول للعدوان على القطاع في مارس الماضي، أعلن الاحتلال عن استخدام “سلاح التعطيش” كأداة ضغط إضافية على السكان المدنيين، عبر إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومحطات التحلية، قبل أن يقطع إمدادات المياه (مكروت) ما أدى إلى تفاقم الأزمة.
ووفقًا للمعطيات الحقوقية، فإن أكثر من 96% من المياه في غزة غير صالحة للشرب، نتيجة التلوث، وخلط مياه الشرب مع مياه مالحة أو كيميائية، وتوقف عمل محطات المعالجة.
مشاهد العطش تتكرر
ورُصدت طوابير طويلة من المواطنين يصطفون أمام شاحنات المياه، في محاولة للحصول على جالون أو اثنين من الماء “الحلو”، الذي أصبح عملة نادرة.
وتشير شهادات محلية إلى أن الماء غالبًا ما يكون ملوثًا، وله طعم غير معتاد، ويباع بأسعار مرتفعة، تصل إلى 4 شواكل للجالون الواحد.
لم يكن هذا المشهد من نسج الخيال…الدكتور غانم العطار، أحد قامات غزة ؛مستشار قانوني وحاصل على دكتوراه في القانون الدستوري الدولي من جامعة دمشق، يركض حاملاً جالونات المياه، محاولاً تعبئتها وسط ركام الحرب في قطاع غزة..
تقول “رؤى القطاع”، وهي شابة من سكان غزة: “ننتظر لساعات من أجل الحصول على جالون ماء واحد، وغالبًا يكون غير نقي، الماء سبب أمراضًا معوية لأطفال عائلتنا، لكن لا خيار أمامنا”.
فيما أوضحت النازحة “هنا أبو شعبان”، أن المياه التي تصلهم تحتوي على طعم الكلور، وغالبًا لا تصلح لا للشرب ولا للطهي.
تتابع: “حتى لو حاولنا غليها لتعقيمها، تختلط برماد النار وتصبح غير صالحة تمامًا”.
آبار مدمرة ومحطات متوقفة
بحسب المتحدث باسم بلدية غزة، المهندس عصام النبيه، فإن إجمالي أضرار قطاع المياه في مدينة غزة تجاوزت 75%، حيث تعرضت 63 بئرًا من أصل 80 إما لتدمير كلي أو جزئي بفعل القصف الإسرائيلي، وتوقفت محطة التحلية الرئيسية في شمال غرب المدينة عن العمل.
طفل يجمع قطرات المياه المتسربة من صهريج ليملأ جالون الماء لعائلته، في ظل حرب التعطيش التي يمارسها الاحتلال على أهالي قطاع غزة.
يقول النبيه: “نحن نضخ فقط 12% من حاجة المدينة من المياه، نصيب الفرد اليومي لا يتجاوز 5 لترات، بينما توصي المعايير الدولية بـ 100 لتر للفرد”.
كما أشار إلى أن أكثر من 100 ألف متر من خطوط شبكة المياه قد تضررت بشكل كبير، ما زاد من معاناة السكان، خصوصًا في المناطق الشرقية من مدينة غزة، حيث لم تتمكن الطواقم الفنية من الوصول إلى محابس توزيع مياه “ميكروت” بسبب وجودها تحت السيطرة الإسرائيلية.
تداعيات صحية وبيئية
وحذّرت البلدية من أن شُح المياه النقية يؤدي إلى كارثة صحية وبيئية، سيما في مراكز الإيواء المكتظة وخيام النازحين، حيث تنتشر الأمراض المعوية والجلدية بين الأطفال نتيجة تلوث المياه وسوء الصرف الصحي.
وناشدت بلدية غزة والمؤسسات الحقوقية الجهات الدولية والأممية بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للسماح بإدخال: كميات كافية من الوقود، ومعدات صيانة البنية التحتية للمياه، وتقديم الإمدادات الضرورية لتشغيل محطات التحلية.
كما طالبت بالسماح للطواقم الفنية بالوصول إلى المناطق المتضررة، وإعادة تشغيل خطوط مياه “ميكروت” المغذية لبعض المناطق.