تحولات سياسية آسيوية.. كوريا الجنوبية تنتخب رئيساً جديداً ومنغوليا تقيل رئيس وزرائها
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
تشهد آسيا اليوم مشهداً سياسياً غير مسبوق، مع تقاطع مصيري بين عملية ديمقراطية حاسمة في كوريا الجنوبية واضطرابات سياسية في منغوليا، حيث يتوجه الكوريون الجنوبيون لاختيار رئيس جديد خلفاً للرئيس المعزول، بينما صوت البرلمان المنغولي على إقالة رئيس الوزراء لوفسانامسرين أويون-إردين بعد تصاعد الضغوط الشعبية والجدل حول قضايا فساد عائلية.
كوريا الجنوبية تنتخب رئيساً جديداً بعد عزل سلفه
توافد ملايين الناخبين الكوريين صباح اليوم الثلاثاء إلى 14,295 مركز اقتراع في مختلف أنحاء البلاد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المبكرة الـ21، وسط أجواء من الترقب الشديد لاختيار رئيس جديد يتولى مهامه فور إعلان فوزه، دون فترة انتقالية، في أعقاب عزل الرئيس السابق يون سيوك-يول وفرضه الأحكام العرفية قبل ستة أشهر.
وبحسب وكالة يونهاب، يتنافس في السباق الرئاسي: لي جيه-ميونغ، مرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي، المعروف بمواقفه التقدمية، كيم مون-سو، مرشح حزب سلطة الشعب المحافظ، الذي يدعو إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الأمن، وويبلغ عدد الناخبين المؤهلين أكثر من 44 مليون شخص، منهم ما يزيد عن 15.4 مليوناً شاركوا مسبقاً في التصويت المبكر يومي 29 و30 مايو بنسبة مشاركة بلغت 34.74%، وهي ثاني أعلى نسبة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الكورية.
ووفق الوكالة، من المنتظر أن تبدأ عملية الفرز في تمام الساعة 8:30 مساء، بمشاركة نحو 70 ألف موظف انتخابي في 254 مركزاً، على أن تصدر النتائج الأولية بحلول منتصف الليل، فيما تعلن اللجنة الوطنية للانتخابات النتائج النهائية صباح الأربعاء، ليبدأ الرئيس الجديد ولايته على الفور.
البرلمان المنغولي يقيل رئيس الوزراء وسط اتهامات واحتجاجات
في تطور سياسي موازٍ، أعلن البرلمان المنغولي مساء الاثنين إقالة رئيس الوزراء لوفسانامسرين أويون-إردين، بعد تصويت سري لم يحصل خلاله على ثقة أغلبية النواب.
ووفقاً لبيان صادر عن المكتب الصحفي للبرلمان، تم تكليف رئيس الوزراء المستقيل بمواصلة مهامه مؤقتاً إلى حين تعيين خليفة له خلال مهلة أقصاها 30 يوماً.
وجاءت الإقالة على وقع احتجاجات سلمية متواصلة في العاصمة أولان باتور، إثر تقارير أثارت جدلاً واسعاً حول ابن رئيس الوزراء البالغ من العمر 22 عاماً، الذي انتشرت صور له على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يقدم هدايا فاخرة لخطيبته، من بينها خاتم ألماس وسيارة فارهة وحقيبة تقدر بآلاف الدولارات. وطالب المتظاهرون بكشف مصادر دخل الابن، وبتحقيق شفاف حول ثروته.
وفي المقابل، خرجت مجموعات أخرى داعمة لرئيس الوزراء، مطالبة بتعزيز صندوق الرعاية الاجتماعية الوطني من خلال تأميم الموارد الاستراتيجية الكبرى، وهو الصندوق الذي أُقر قانون إنشائه في 2024 بهدف توزيع عائدات الموارد الطبيعية بشكل عادل بين المواطنين.
وتشكل هذه التحركات في كوريا الجنوبية ومنغوليا مؤشراً واضحاً على ديناميكيات ديمقراطية حيوية وإن اختلفت دوافعها وسياقاتها، حيث تعيد كل من سيول وأولان باتور رسم ملامح سلطتيهما التنفيذية، على وقع تصاعد مطالب الشفافية، العدالة، والمحاسبة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا وكوريا الجنوبية رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول كوريا الجنوبية كوريا الجنوبية وأمريكا واليابان منغوليا کوریا الجنوبیة رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
رئيس كوريا الجنوبية الجديد يمد يده للشمال ويتعهد بإنعاش الاقتصاد
تعهّد رئيس كوريا الجنوبية الجديد لي جاي ميونغ اليوم الأربعاء باستئناف "الحوار" مع بيونغ يانغ وتحسين العلاقات مع جارته المسلحة نوويا. كما وعد بإخراج البلاد من فوضى أزمة الأحكام العرفية وإنعاش الاقتصاد، الذي يعاني من تباطؤ النمو وتهديدات الحماية التجارية العالمية.
واتّسم خطاب لي جاي ميونغ (61 عاما) أثناء تنصيبه بنبرة تصالحية طاغية. وقال "سنداوي جراح الانقسام والحرب ونرسي مستقبلا يسوده السلام والازدهار".
وأضاف "مهما كان الثمن، فالسلام أفضل من الحرب"، متعهدا بـ"ردع الاستفزازات النووية والعسكرية الكورية الشمالية وفي الوقت نفسه فتح قنوات اتصال" مع الشمال.
وأعلنت لجنة الانتخابات في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء رسميا انتخاب لي جاي ميونغ رئيسا جديدا للجمهورية بعد فوزه في الانتخابات المبكرة التي أُجريت أمس الثلاثاء في ختام فوضى سياسية استمرت 6 أشهر ونجمت من محاولة الرئيس السابق يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في البلاد.
وحقّق لي فوزا ساحقا على المحافظ كيم مون سو من حزب الرئيس السابق يون سوك يول. وحصل لي على 49.4% من الأصوات، متقدما بفارق كبير على كيم الذي حاز 41.2% من الأصوات وسارع للإقرار بهزيمته.
إعلانوبسبب شغور منصب الرئيس جراء عزل الرئيس السابق، فإنّ تنصيب لي جاي ميونغ تمّ فورا من دون الحاجة لانتظار المرحلة الانتقالية المعتادة بين الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب.
والرئيس الجديد ذو ميول يسارية، وقد سعى في السابق إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة التي سارعت من جهتها إلى تهنئته على فوزه، مؤكّدة أن العلاقة بين البلدين راسخة.
وتحدّث لي جاي ميونغ مع قائد الجيش الكوري الجنوبي وتولّى رسميا اليوم الأربعاء القيادة العملياتية للقوات المسلحة للبلاد. وحث الرئيس الجديد القوات المسلحة على الحفاظ على "الاستعداد" تحسبا لأيّ استفزازات قد تصدر من بيونغ يانغ.
ويواجه لي جاي ميونغ ما قد تكون أصعب مجموعة من التحديات التي يواجهها رئيس لكوريا الجنوبية منذ قرابة ثلاثة عقود، والتي تشمل العمل على تعافي البلاد من محاولة فرض الأحكام العرفية والتعامل مع تحركات الحماية التجارية التي لا يمكن التنبؤ بها من جانب الولايات المتحدة، وهي شريك تجاري وحليف أمني رئيسي لسول.
وفي خطاب تنصيبه، حذّر الرئيس الجديد من أن "تصاعد الحمائية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد" يُشكّلان تهديدا وجوديا لرابع أكبر اقتصاد في آسيا.
ويعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية بشدة على التصدير الذي تضرّر بشدّة من فوضى التجارة العالمية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وشدد لي جاي ميونغ على أنه سيتعامل مع التحديات الاقتصادية العاجلة التي تواجه البلاد من اليوم الأول من توليه منصبه، مع التركيز على مخاوف تكاليف المعيشة التي تؤثر على الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، والصعاب التي تواجه أصحاب الأعمال الصغيرة.
ويواجه الرئيس الكوري الجديد أيضا موعدا نهائيا حدده البيت الأبيض للتفاوض على الرسوم الجمركية على الواردات، وهي مفاوضات تقول واشنطن إن سببها هو اختلال كبير في الميزان التجاري بين البلدين.
إعلانوهنأ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الرئيس الجديد لي جاي ميونغ على فوزه في الانتخابات، وقال إن البلدين "يتقاسمان التزاما قويا بالتحالف القائم على معاهدة الدفاع المشترك والقيم المشتركة والعلاقات الاقتصادية العميقة".
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن انتخاب لي كان "حرا ونزيها"، لكن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بالقلق وتعارض تدخلات الصين ونفوذها على ديمقراطيات في أنحاء العالم.
وعبر لي جاي ميونغ عن خطط أكثر تصالحا بالنسبة للعلاقات مع الصين وكوريا الشمالية، مشددا بشكل خاص على أهمية بكين باعتبارها شريكا تجاريا رئيسيا، مع الإشارة إلى تردده في اتخاذ موقف حازم إزاء التوتر الأمني في مضيق تايوان.
ومع ذلك، تعهد الرئيس الكوري الجديد بمواصلة التعاون مع اليابان، كما قال إن التحالف مع الولايات المتحدة هو العمود الفقري للدبلوماسية العالمية لكوريا الجنوبية.