الظروف مهيأة لبلاد الحرمين في المكان والزمان معا!
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
ها قد أظلنا شهر ذي الحجة، وقد طيّب بعبيره ورياحينه كل بلاد العالم الإسلامي من إندونيسيا والمحيط الهادي شرقا إلى طنجة والأطلنطي غربا، وتوحدت معه قلوب ملياري نسمة يعيشون في قارات العالم أجمع، قد استنفرهم الحدث الجلل، وحرّك مشاعرهم ناحية المشاعر المقدسة في بلاد الحرمين الشريفين في أرض الحجاز. والسعودية وحدها دون سواها هي من تملك الخصوصية؛ لاحتضانها أشرف البقاع التي يشد إليها الرحال، وخدمتها للحرمين وزواره من ضيوف الرحمن، ويا لها من خصوصية، ويا له من شرف!
ولقد تزاحمت علينا -نحن المسلمين- الهموم دون سوانا من الناس، حتى بِتنا في شر حال لا نُحسد عليه، وأصبحت بلادنا فئرانَ تجارب لكل أشكال الإنتاج؛ بدءا بالأدوية والأمصال وانتهاء بكافة الصناعات العسكرية، وآخرها كانت الحرب التي وقعت بين باكستان والهند مؤخرا، ودخول الصين في مضمار السباق، والخسارة التي تلقتها مافيا تصنيع السلاح في أوروبا وأمريكا؛ للنجاح الذي حققته منظومات الدفاع الجوية الباكستانية ضد منظوماتها القتالية، والحقيقة ان ذلك النجاح إنما يحسب لصاحب التصنيع (بكين) الحليف الاستراتيجي لإسلام أباد!
رغم تقارب المسافات بين شعوب الأرض بفعل الشبكة العنكبوتية إلا أنها قد تباعدت بين حكومات دولنا الإسلامية! والتي امتلأ جدول أعمال لقاءاتها بكمّ الأزمات التي لا ترى حلا شافيا وافيا بسبب الغياب المباشر للإرادة السياسية
ورغم تقارب المسافات بين شعوب الأرض بفعل الشبكة العنكبوتية إلا أنها قد تباعدت بين حكومات دولنا الإسلامية! والتي امتلأ جدول أعمال لقاءاتها بكمّ الأزمات التي لا ترى حلا شافيا وافيا بسبب الغياب المباشر للإرادة السياسية، وفي ظل انحراف بوصلة العلاقات البينية بين عدد من الدول وبعض الجهات الخارجية المؤثرة في التقارب الواجب بين الأشقاء!
الدور المنوط بالمملكة القيام به استغلالا لموسم الحج!
في ظل الإدارة الحالية للمملكة والتي أثبتت استقلاليتها في عدد من القرارات المهمة، وأكدت على عدم التبعية المهينة لبعض القوى الغربية، وإيمانها بحقها في ظل الإمكانيات المتاحة لديها في أن تحترم المصالح المشتركة، ولسان حالهم: لسنا هنا لتلقي التعليمات أو لخدمة الإدارات المتعاقبة لبلادكم، ولقد أثبتت إدارة المملكة ليبراليتها ورؤيتها النفعية المتجردة لمصلحة البلاد في إدارتها لعدد من الملفات المهمة مثل التقارب السعودي الإيراني، والتطبيع الفوري مع الثورة السورية، وإزالة العقبات أمام التحالف الاستراتيجي المهم مع الدولة التركية.
1- ليكن الشعار الثابت في مواجهة الحجيج على اختلاف لغاتهم ولهجاتهم وجنسياتهم وأعراقهم بل ومذاهبهم الدينية وإن شطّ بعضها، هو قول الله تعالى: "إنَّ هَذِه أُمّتَكُم أُمَّة وَاحِدَة وَأنَا رَبُكم فَأعْبُدُون" (الأنبياء)، وبعيدا عن تسييس الشعيرة وإن كنا نعترض على هذه الكلمة التي أطلقتها الأبواق العلمانية لإرهابنا دون سوانا، وسكتت عن التصريحات الكنسية في مجالس الكنائس العالمية والمحلية، وفي حفلات التنصيب البابوية وغيرها، تلك التي لا تخوض إلا في السياسة رغم الطبيعة الروحية -المفترضة!- للكنيسة، مع أن الشعار الذي يحفظه العلمانيون -دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله- قد وُلِدَ في رحم النزاع بين السلطة والكنيسة، ولا علاقة للمسجد به، بعد التغول الذي قامت به الكنيسة في حياة الشعوب وتدخلها حتى في النظريات العلمية؛ ومعاقبتها لمخترع منظار "جاليليو" الذي أثبت كروية الأرض خلافا لما تؤمن به الكنيسة!
على المملكة أن تخطو خطوات لن يستطيع غيرها أن يخطوها خاصة لما حباها الله به من سدانة الحرم وخدمة الحجيج واجتماع المسلمين سنويا بكل تلك الأعداد من أجل الحج والعمرة
2- ليكن الحجّ مؤتمرا جامعا للمسلمين في حضرة الكعبة المُشرَفة وفي أروقة الشعائر الأخرى؛ بدءا بطواف الإفاضة، ثم السعي بين الصفا والمروة، مرورا بالركن الأعظم (عرفة) ثم المبيت بمُزْدلفة ورمي الجمرات. وثمّة إشارات مهمة ينبغي أن نراها في وقائع نقل الشعائر.
فخطبة عرفة يجب أن يعُاد النظر في محتواها، وعلى سبيل المثال: حاجة الشباب المسلم للحديث الواقعي عن مخاطر الإلحاد الذي يسري بين القواعد من أبناء المسلمين، والذي تسرب إلى نفوسهم المُحْبطة والناقمة على البؤس والتخلف، والمفتونة بما تراه من رفاهية الغرب، فقد صارت أعظم خطرا من أي مظهر من مظاهر الشرك التقليدية! أبناء المسلمين تتخطفهم الأحاديث الماكرة عن مسئولية الإسلام فيما يعانونه من بؤس وحروب ودمار! إنهم بحاجة إلى معرفة الإسلام الذي لا يمنع سعادتهم ورفاهيتهم ولم يأت لشقائهم وبؤسهم، "قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" (الأعراف).
3- الحضور في مسجد نَمِرة: هو المسجد الوارف على جبل عرفة وفوق منبره يصعد الخطيب الذي تتناقل الكاميرات خطبته المشهودة، واني أقترح أن يُدعى كل وجهاء البعثات من العالم الإسلامي كله، من الساسة والكُتّاب والمفكرين والإعلاميين والدعاة بل والفنانين ممن أنعم الله عليهم بتصحيح المسار؛ لتتناقلهم الكاميرات وهم جلوس يستمعون الخطبة، وعلى المملكة أن تُنظِّم لبعضهم الكلمات على هامش أداء الشعائر، فذلك أدعى لإيصال الرسائل القوية التي تجعل من التخطيط المستقبلي لجمع شتات المسلمين ولجعل التعاون فيما بينهم اقتصاديا أو حتى عسكريا غير مستبعد ولا مستحيل، خصوصا بعد تلك المشاهد ذات الدلالات الواضحة والتي تؤكد للعالم كله على عالمية الحجّ للبشرية وليس للمسلمين وحدهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الحجة الحرمين السعودية اسلام الحج الحرمين قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات رياضة صحافة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
من هي الحاجة الأردنية التي توفاها الله في عرفات اليوم؟
#سواليف
توفيت الحاجة الأردنية عريفة مصطفى النهار أبو الأسعد أثناء دخولها إلى مشعر عرفات لأداء ركن الحج الأعظم .
وأعلن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، رئيس بعثة الحج الأردنية، محمد الخلايلة، الخميس، وفاة حاجة أردنية من مواليد عام 1953، فجر اليوم، نتيجة إصابتها بعارض صحي.
ويبلغ عدد حجاج الأردن لهذا الموسم نحو 8 آلاف حاج وحاجة، إضافة إلى 4500 حاج من مسلمي عام 1948، وترافقهم بعثة إرشاد ورعاية تضم مرشدين وإداريين وكادرًا طبيًا وإعلاميًا.
مقالات ذات صلة عمال ميناء “مرسيليا” يرفضون تحميل أسلحة إلى “إسرائيل” 2025/06/05