فيتنام تتخلى عن سياسة الولدين مع تصاعد القلق من شيخوخة السكان
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
ألغت الحكومة الفيتنامية رسميا السياسة التي طالما قيدت الأسر بإنجاب طفلين فقط، في مسعى لوقف التدهور السكاني المرتبط بالشيخوخة المتسارعة.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية، وافق البرلمان الفيتنامي (الجمعية الوطنية) على تعديل تشريعي يُسقط القيود المفروضة على عدد الأطفال المسموح بإنجابهم، لتنهي بذلك سياسة تحديد النسل المعمول بها منذ عام 1988.
وتشير البيانات إلى أن معدل الخصوبة في فيتنام شهد تراجعا منتظما في السنوات الأخيرة، فبعد أن بلغ 2.11 طفل لكل امرأة عام 2021 (أي بالكاد أعلى من معدل الإحلال السكاني) انخفض إلى 2.01 في 2022، ثم إلى 1.96 في 2023، ليصل إلى 1.91 فقط في عام 2024.
هذا التراجع يضع فيتنام ضمن قائمة الدول الآسيوية التي تواجه أزمة سكانية، إلى جانب كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة، لكنها تختلف عنها بكونها دولة نامية، مما يجعل التحديات الاقتصادية والديمغرافية أشد تعقيدا.
وفي هذا السياق، تقول نغوين ثو لينه -وهي مديرة تسويق في هانوي تبلغ من العمر 37 عاما- "نفكر أحيانا في إنجاب طفل ثانٍ حتى لا يكون ابننا وحيدا، لكن الضغوط المالية والزمنية تجعل ذلك خيارا صعبا للغاية".
من سياسة النمو السكاني إلى أزمة شيخوخةتعود سياسة الطفلين إلى عام 1988 حين سعت الحكومة الفيتنامية إلى تقليص عدد المواليد بهدف تخفيف العبء على الأسر وتعزيز مشاركة النساء في سوق العمل.
إعلانومع بلوغ "مرحلة السكان الذهبيين" منذ عام 2007 -أي حين يفوق عدد العاملين عدد الأطفال وكبار السن- سعت فيتنام إلى استثمار هذه المرحلة التي يتوقع أن تنتهي عام 2039.
ورغم توقعات ببلوغ ذروة عدد السكان القادرين على العمل في عام 2042 فإن التقديرات تُظهر أن عدد السكان قد يبدأ بالتراجع فعليا بحلول 2054، مما قد يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي في ظل زيادة نفقات الرعاية الاجتماعية لكبار السن.
التراجع في معدلات الخصوبة لا يتوزع بالتساوي بين المناطق، ففي مدينة هو تشي منه (كبرى مدن البلاد) بلغ معدل الخصوبة 1.39 طفل لكل امرأة عام 2024، مما يعد من أدنى المعدلات في البلاد، كما تجاوزت نسبة السكان ممن هم فوق سن الـ60 حاجز الـ12%.
ولتدارك ذلك أطلقت السلطات المحلية في ديسمبر/كانون الأول الماضي برنامجا تحفيزيا يمنح مكافآت مالية تصل إلى 120 دولارا للنساء اللواتي ينجبن طفلين قبل سن الـ35.
اختلال التوازن بين الجنسينوتواجه فيتنام أيضا مشكلة ديمغرافية أخرى تتمثل في تفضيل اجتماعي راسخ للذكور، مما أدى إلى ارتفاع نسب الإجهاض الانتقائي وفق الجنس، لذلك يُمنع الأطباء قانونا من الكشف عن جنس الجنين، كما يعد الإجهاض على أساس النوع غير قانوني.
وفي محاولة لردع هذه الممارسات اقترحت وزارة الصحة مضاعفة الغرامة المفروضة على اختيار نوع الجنين إلى 3 أضعاف، لتصل إلى 3800 دولار.
وتماثل التجربة الفيتنامية في جذورها ما قامت به الصين التي فرضت سياسة الطفل الواحد عام 1979 ثم خففت القيود تدريجيا، وصولا إلى السماح بـ3 أطفال منذ 2021.
لكن رغم هذه التسهيلات فإن معدلات الولادة لم ترتفع بالشكل المتوقع، بل استمرت في الهبوط، مما عمّق المخاوف من تبعات اقتصادية خطيرة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
زلزال كامتشاتكا.. عودة ملايين السكان بعد تراجع تحذيرات تسونامي
بدأ ملايين السكان من اليابان إلى الإكوادور العودة إلى منازلهم يوم الخميس، بعد أن تراجعت التحذيرات من موجات تسونامي التي أعقبت زلزالًا قويًا ضرب كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، وصُنف بين أقوى الزلازل المسجلة عالميًا خلال العقود الأخيرة.
وكان الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجة وقع قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا صباح الأربعاء، متسببًا في موجات إنذار من تسونامي طالت سواحل المحيط الهادئ في آسيا والأمريكيتين.
أخبار متعلقة تمديد تشغيل محطة الفضاء الدولية رغم التوترات بين موسكو وواشنطنطهران: العقوبات على تجارة النفط دليل على العداء الأمريكي للإيرانيينورغم المخاوف الواسعة، فلم تُسجل أضرار كارثية، ما سمح للسلطات في عدة دول برفع الإنذارات والسماح للناس بالعودة إلى ديارهم.
روسيا: انتهاء الخطر بعد تدمير جزئي للبنية الساحليةأعلنت السلطات الروسية رفع التحذيرات، بعد أن كانت أمواج تسونامي قد غمرت شوارع مدينة سيفيرو كوريلسك في جزر الكوريل، وتسببت في دمار للميناء ومرافق ساحلية.
وأكدت السلطات إجلاء السكان بنجاح، وقال مسؤول إقليمي: "سيطرنا على الوضع، والجميع بدأ في العودة بعد انحسار المياه".
اليابان: عودة الحياة بعد إجلاء مليوني شخصفي اليابان، رفعت هيئة الأرصاد الجوية إنذاراتها، وأُتيحت الفرصة لملايين السكان الذين جرى إجلاؤهم، خصوصًا في هوكايدو ومحافظة مياجي، للعودة إلى بيوتهم.
ورغم تسجيل ضحية واحدة، سيدة سقطت سيارتها من منحدر في أثناء محاولة الفرار، فقد انتهى الإنذار دون أضرار جسيمة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تراجع التحذيرات من موجات تسونامي التي أعقبت زلزال كامتشاتكا - BBC News
في تايوان، نصحت الفنادق نزلاءها بالحذر، فيما طلبت الفيليبين من السكان الابتعاد عن السواحل الشرقية.
أما في بالاو، فقد جرى إخلاء المناطق الساحلية بالكامل كإجراء احترازي قبل أن تسمح السلطات بعودة الأهالي.
الأمريكيتان: عودة تدريجيةفي تشيلي، نفذت الحكومة أكبر عملية إجلاء في تاريخ البلاد بإبعاد 1.4 مليون شخص من السواحل، وبعد زوال الخطر، بدأت عودة تدريجية إلى المدن الساحلية.
كذلك، رفعت الإكوادور والبيرو والمكسيك تحذيراتها، وسمحت بعودة السكان رغم استمرار بعض الإجراءات الوقائية مثل إغلاق المواني.
في جزر جالاباجوس، حيث توقع المعهد البحري أمواجًا بارتفاع 3 أمتار، أُعلن لاحقًا أن الخطر قد زال، وسُمح بعودة الزوار والسكان تدريجيًا.
وأبقت السلطات الأمريكية على حالة الاستعداد في هاواي وكاليفورنيا وألاسكا، لكنها لم تُسجل أضرار تُذكر، ما شجع على استئناف النشاط في المناطق الساحلية.