بقلم دد. نجلاء شمس تكتب : الأَضحى.. نُسُكٌ واختبارٌ
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
ليس العيد محطة زمنية عابرة تُختزل في التهاني والذبائح، بل هو لحظة كونية تتجدد فيها معاني الطاعة، وتُختبر فيها نفوس المؤمنين عند مَذبح الفداء، حيث لم يكن الكبش إلا رمزًا لامتحان الإنسان في قدرته على التسليم، لا على الذبح وحده، فحين وقف خليل الله إبراهيم عليه السلام وفي يده سكين، وقلبه يرتجف بحب الله وإيمانه، والابن يسأله أن يُمضي أمره دون تردد، كانت التضحية هنا أعمق من الدم وأبعد من النحر.
وعبر القرون، ظل عيد الأضحى أكثر من مجرد طقس، بل تحول إلى مرآة لحال الأمة؛ فحين تعلو القيم، يسمو العيد وتسمو النفوس، وحين يغلب الشكل على الجوهر، يصبح العيد لحظة ترف لا محطة تزكية. ومع ذلك، لا يزال العيد في وجدان الشعوب الإسلامية مساحة للدفء الإنساني، حيث تجتمع العائلات، وتُوزع الأضاحي على الفقراء، ويتجلى مبدأ "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" في أبهى صورة.
ومن ملامح البهجة في سيرة العيد أن الصحابة كانوا يتبادلون الثياب ويتزينون، بل إن بعضهم كان يعيد ارتداء أفضل ثوبٍ عنده وإن كان قديمًا، لأن العيد في جوهره لا يُقاس بالجديد، بل بالمجيد، أي بما يعيد للروح بهجتها
وفي عيد الأضحى، نحن لا نُحيي ذكرى فداء فقط، بل نستعيد رمزية الاستسلام لله، ونستحضر سؤالًا عميقًا: ماذا نحن مستعدون لأن نُضحّي به من أهوائنا، أنانياتنا، غرورنا، من أجل أن نكون أقرب إلى الله وأنقى بين الناس؟ إن العيد ليس ما نلبس، بل ما نلبث عليه من خلق، وليس ما نذبح، بل ما نُبقي من إنسانيتنا بعد الذبح. وهكذا، يُولد العيد من قلب الإنسان، لا من صخب البيع والشراء، ويُختبر في سكينة الضمير، لا في ضجيج المناسبات. .إن أعظم أضحية اليوم، أن نذبح ما فينا من قسوة، وأن ننحر غفلتنا، لنعود أنقياء كما خرج النبي في صلاته، مكبرًا، ضاحكًا، يوزّع الرحمة قبل اللحم، والمحبة قبل الأضاحي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العيد خليل الله إبراهيم الإسلام
إقرأ أيضاً:
حلويات العيد تراث يحافظ عليه أهالي طرطوس
طرطوس-سانا
تزيّن الحلويات بأنواعها والمصنّعة منزلياً بشكل خاص موائد أبناء مدينة طرطوس طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، حيث تشكّل رمزاً للفرح والسعادة بقدوم العيد ولقاء الأحبة.
السيدة إيمان إسماعيل تحدثت عن صناعة الحلويات في المنزل، وقالت: أبدأ التحضير بشراء مستلزمات الحلويات قبل أيام من قدوم العيد، وأتشارك مع أفراد أسرتي وأخواتي في ممارسة طقوس هذه العادة التي تجمعنا على المحبة، وأوضحت أنها تصنع أنواعاً مختلفة، منها كعك العيد و التلّاج والراحة والمعمول بأنواعه، وخاصة المحشو بالتمر والمكسرات، كالفستق الحلبي والجوز.
الانخفاض الذي شهدته بعض أنواع الحلويات دفع السيدة عليا حسينة “ربة منزل”، إلى شراء الحلويات الجاهزة بدلاً من إعدادها في المنزل، مضيفة: إنها تتسوق ما تحتاجه من الحلويات التقليدية بأشكال وأصناف مختلفة، وبأسعار مناسبة، مثل كعك العيد والمعمول، وغيرهما.
وأشار بسام لطش “صاحب محل حلويات معروف في طرطوس”، إلى أن العيد ينعش حركة البيع والشراء في الأسواق، وخاصة الحلويات، وأوضح أنه يجهّز المحل بالعديد من أصناف الحلويات الشعبية والتراثية التي يكون عليها طلب، مثل المعمول، وأقراص العيد المالحة و الحلوة والكلاج والوربات، وغيرها من أصناف الحلويات التي تباع بالوزن أو جاهزة بالعلب المغلفة.
تابعوا أخبار سانا على