د.حماد عبدالله يكتب: عيد الأضحى المبارك...
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
فى أول أيام عيد الأضحى المبارك، ستقبل المواطنين هذا اليوم بعدة مظاهر منها ما هو دينى، منها ما هو شعبى، ومنها ما هو وظيفى، ويعود إحتفال المصريين بالأعياد الدينية، إلى أصول تراكمية منذا الفراعنة حتى المعاصرين، وذلك بخلط العادات، وإندماج المصريين بإختلاف دياناتهم فى هذه المناسبات،فنجد أن المصريين جميعًا،يحتفلون بعيد شم النسيم،وهو فى " الأصل فرعونى”،وفى ليلة رأس السنة الميلادية،وهو فى الأصل "مسيحى كاثوليكى"،وأخيرًا فى عيد الميلاد المجيد 7 يناير،يشارك جميع أقباط مصر من المسلمين والمسيحيين هذه المناسبة، سواء بالأجازات الرسمية أو رحلات الأعياد القصيرة.
ولا شك بأن عيد الأضحى المبارك أصبح عيدًا للمسلمين وفيه تزداد الخيرات ولا تفرق فى إسعاد فقراء المسلمين والمسيحيين سواء.
ولقد كان للقرار الجمهورى الصادر بشأن الإحتفال بيوم " عيد الميلاد المجيد 7 يناير " عيدًا قوميًا ذد زاد من أواصر الترابط بين عنصرى الأمة.
إن مصر فى كتابات المستشرقين،وفى كتابات " جان دى شايرول" أحد علماء الحملة الفرنسية ضمن مجموعة كتاب " وصف مصر"، والذى ترجمه زهير الشايب يتحدثون عن أمة لا تعرف الفصل بين الجيران ولا الفصل بين الأديان، وسجلوا فى وصفهم " للمصريون المحدثون"، من يطالعه اليوم يكتشف ويجد أننا تائهون، وأننا عن أصولنا بعيدون !! تميزت " مصر" بالتجمع والتقارب بين شعبها أثناء الأزمات، وخاصة حينما كان الفيضان يأتى ليُغْرقْ الأراضى، فيخرج الجميع للتعاون على رفع أضراره، وعلى حماية أراضيهم وبيوتهم، وكانت " صوانى الغذاء " تخرج من بيوت المسلمين أو المسيحيين لجميع المنكوبين، من أى كوارث طبيعية، لعل ما سجلته محاضر أقسام البوليس فى جميع أنحاء مصر إبان حرب 1973، بأنه لم تقع حادثة سرقة أو سُجلْ محضر شرطه لمشاجرة واحدة أثناء أيام حرب أكتوبر المجيد، دليل أكبر على ترابط عناصر الأمة أمام المصائب الكبرى،حتى تعود هذه الروح التى إفتقدناها، تذكرت ذلك ونحن فى أول أيام عيد الأضحى المبارك.
تذكرت اليوم شهدائنا الأبرار الذين أفتقدناهم سواء فى حروب مصر ضد العدوان الخارجى أو شهداء الوطن فى حربنا ضد الغوغاء، والأرهاب وخونة الوطن،
نتذكر اليوم شهدائنا الأبرار، ونخرج إليهم فى مقابرهم لوضع زهره، ودمعه، وخطاب شكر، وأنهم السابقون ونحن لا حقون بإذن الله !!
وإلى جنودنا فى الجبهة أو فى مواجهة الإرهاب الأسود الوافد إلينا، ندعوا لهم بالتوفيق، والسدد فى مهمتهم الوطنيه وندعو الله أن يحفظهم بعنايته وبفضله على أمتنا المسالمة !!
وفى أول أيام عيد الأضحى المبارك كل سنة والمصريون طيبون !!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ذكرى عيد العرش المجيد في المغرب.. ملاحم متجددة من التنمية والتحديث والبناء
طارق الحسيسن
يحتفل الشعب المغربي في الثلاثين من يوليو الجاري بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه الميامين، وهي مناسبة وطنية جليلة تحمل في طياتها العديد من الرموز والدلالات التي تعبر عن عمق أواصر الولاء والبيعة والتلاحم الوثيق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي، وتكريس الالتزام الراسخ بمواصلة مسارات التنمية والبناء والتحديث، وتحقيق النموذج التنموي المغربي المتميز الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة، نصره الله، باعث نهضة المغرب الحديث، وفق مقاربة قوامها النمو الاقتصادي المستمر والتنمية المستدامة والتضامن الاجتماعي والحكامة الجيدة.
إن تخليد هذه الذكرى الغالية لعيد العرش المجيد، يشكل لدى كل المغاربة قاطبة مناسبة للتأمل في منجزات العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهي لحظة سياسية مهمة لرسم معالم العشرية الثالثة من حكم جلالته الزاهر، والتي جعلت من إرساء الدولة الاجتماعية هدفا استراتيجيا ومحورا أساسيا لها يقوم على العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، من خلال تعزيز المكتسبات المحققة، والعمل على انتهاج النموذج التنموي الجديد وفق الرؤية الملكية المتبصرة والسديدة.
على الصعيد الدبلوماسي، تواصل المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الإسهام الفاعل والمؤثر في القضايا الإقليمية والدولية، وفق رؤية ملكية سامية سديدة، مبنية على الحوار وحسن الجوار واحترام سيادة الدول ودعم الأمن والسلم الدوليين وتكريس التعاون الدولي وترقية حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، فإن المغرب يعمل جاهدا، منذ سنوات، من أجل تفعيل الاتحاد المغاربي، وتعزيز العمل العربي المشترك، والدفاع عن القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في إطار حل الدولتين ووفقا للمرجعيات الأممية ذات الصلة. كما إن التوجه الإفريقي أضحى محددا ثابتا واستراتيجيا في السياسة الخارجية المغربية، والتي بفضل ديناميتها، حققت نتائج مهمة على مستوى دعم التنمية في عدد من البلدان الإفريقية، وفق قاعدة الكسب المشترك والمنفعة المتبادلة، والتنمية الجماعية المستدامة للقارة، وهو ما تمت بلورته فعليا وعلى أرض الواقع من خلال المبادرة الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله- لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وفق رؤية ملكية سامية طموحة ومبتكرة.
وفيما يخص واقع العلاقات المغربية العمانية وآفاقها، لا بد من التذكير أن هذه العلاقات الأخوية المتينة والراسخة والمتميزة بين البلدين الشقيقين والقائمة على الثقة المتبادلة والتعاون والتنسيق المثمر والبناء والتضامن المتواصل، عرفت وستعرف مزيدا من التقدم والتطوير إلى آفاق أرحب، في ظل القيادة الحكيمة والرشيدة لقائدي البلدين المبجلين صاحب الجلالة الملك محمد السادس -نصره الله، وأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه، والذي نتمنى لجلالته بهذه المناسبة السداد والتوفيق في قيادة الشعب العماني الشقيق نحو مزيد من التقدم والازدهار والرخاء.
وفي هذا الصدد، ينبغي التذكير أن العلاقات المغربية العمانية، تعززت خلال الفترة الأخيرة بالتوقيع -بمناسبة انعقاد الدورة السابعة للجنة المشتركة المغربية العمانية بمسقط بتاريخ 13 أبريل 2025، برئاسة معالي وزيري خارجية البلدين الشقيقين- على عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم شملت العديد من القطاعات الحيوية والمهمة، كالرياضة والرقمنة وتبادل الخبرات بين وزارتي العدل بالبلدين ومجال الطاقة المتجددة والمجال السياحي والاعتراف بالشهادات الصادرة بموجب أحكام الاتفاقية الدولية لمعايير التدريب والإجازة والخفارة للملاحين لعام 1978 وتعديلاتها، إضافة إلى استمرار التشاور والتنسيق على مختلف المستويات بين مسؤولي البلدين الشقيقين، من أجل إبرام اتفاقيات جديدة تخص مجالات تعاون أخرى كالتعاون الأمني والعسكري وغيرها، فضلا عما تعرفه العلاقات الثقافية والعلمية من زخم متميز.
ويظل الطموح قائما للدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين إلى مستويات أرحب، خاصة في ظل توفر كل الظروف المواتية لتحقيق ذلك من موقع استراتيجي متميز، ومؤهلات اقتصادية كبيرة، وبيئة استثمارية جاذبة، فضلا عن وجود إطار قانوني غني يغطي كافة مجالات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.
وفي الختام، أغتنم هذه المناسبة لأتقدم إلى كافة أفراد الجالية المغربية المقيمة بسلطنة عمان، بأحر التهاني بهذه المناسبة الغالية، وأتمنى لهم مزيدا من التقدم والنجاح، كما لا يفوتني أن أعبِّر عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير العالي لكل المؤسسات والهيئات الرسمية والخاصة بهذه الأرض الطيبة المعطاء، التي أبت إلا أن تعبر لنا عن تهانيها بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد.
** سفير صاحب الجلالة ملك المغرب، عميد السلك الدبلوماسي