الثورة نت:
2025-06-08@00:25:17 GMT

حين يبكي العيد: غزة تنحر القلوب لا الخراف

تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT

 

في غزة، لا يطرق العيد الأبواب، بل تمر أيامه خجولة، حزينة، تتوارى خلف أصوات القصف والجوع وصمت الخيام، هنا لا جديد في هذا العيد سوى مزيدٍ من الفقد، ومزيدٍ من القبور المفتوحة، ومزيدٍ من الأطفال الذين ينتظرون آباءً لن يعودوا، أو أمهاتٍ خطفهم الموت تحت الركام.

هذا هو العيد في قطاع محاصر منذ سنوات، ويُذبح منذ عشرين شهرًا بسكين الاحتلال على مرأى من كل العالم، في غزة لا تُذبح الأضاحي، بل يُذبح الناس، لا تنحر الخراف، بل تُنحر الطفولة، وتُصلب الأمهات على مذابح الفقد، وتُطحن العائلات تحت الحمم والنيران، تُسفك الدماء لا تقرّبًا إلى الله، بل على مذابح التهجير والإبادة.

في هذا العيد، لا توجد ملابس جديدة، لا أحذية لامعة للأطفال لا ألعاب لا حلوى لا زيارات عائلية لا عناق، لا حتى قبور منظمة يمكن وضع الورود عليها كل شيء مفقود كل شيء مدفون تحت الإسمنت المكسور، تحت ركام البيوت التي كانت يومًا دافئة.

هُجّرت العائلات من بيوتها، واقتلعت من جذورها، وألقت بها يد الاحتلال في خيام لا تقي حرًّا ولا تصدّ بردًا، ولا تحفظ كرامة، ولا تستر وجعًا، يخاف الأب من عين طفلته التي تسأله عن ثوب العيد، يخاف من السؤال البريء: «هل سنعود إلى بيتنا؟» فلا يملك إلا أن يبتسم بانكسار ويشيح بوجهه.

أما الأمهات، فصامتات يخبئن دموعهن كي لا ينهار كل شيء، يتقاسمن رغيفًا واحدًا أن وجد على سبعة، ويقمن الليل على دعاء لا ينقطع، يرقبن السماء التي لا تمطر سوى النار.

الطفل في غزة لم يعد يكتب قائمة أمانيه في العيد، لم يعد يطلب دراجة، أو كرة، أو ساعة يد، أصبح يتمنى فقط أن يعيش، أن لا يُقصف في الليل، إن يجد كسرة خبز، أن لا يسمع أمه تصرخ أو أخته تبكي أو جاره يُنتشل من تحت الردم.

عيدٌ آخر يمر على غزة، كأنه يوم حداد جماعي، عيد بلا زينة، بلا فرحة، بلا ضحكة تنبع من القلب، وحدها رائحة الموت تملأ الشوارع، وحدها المقابر تزدحم، وحدها الأمهات يُجبرن على أن يكنّ أقوى مما يحتمل القلب.

مع كل فجرٍ جديد، تواصل إسرائيل حربها على البشر والحجر، تحاصر أرواحًا أرهقها القصف والجوع، وتجعل من المعابر أبوابًا مغلقة أمام كل ما يمكن أن يمنح الحياة بصيص أمل، لم يعد الفلسطينيون ينتظرون شيئًا من العالم، فقد صمّت الآذان، وغلّقت القلوب، وتواطأ الصمت مع القاتل.

يمر العيد على أمٍّ تجلس إلى جانب قبر ابنها الذي كان يجهّز ثوبه الجديد قبل عام، على أبٍ يحمل صور أطفاله الأربعة الذين قضوا في ضربة واحدة، على فتاة صغيرة ما زالت تنام كل ليلة في حضن ذاكرة لم يمحُها النزوح.

وفي ختام هذه المأساة التي لا تنتهي، لا نملك إلا أن نقول:

– ليس هذا عيدًا، بل اختبارٌ لصبر أمّة، ونزفٌ مستمر في خاصرة الكرامة.

– هل يُعقل أن يحتفل العالم، وفلسطين تبكي؟ هل يُعقل أن تُزين العواصم بالأضواء، وغزة تُضاء فقط بنيران القصف؟

– يا عيد، لا تزر هذه الأرض المفجوعة، فهنا لا فرح إلا بالنجاة، ولا زينة إلا شواهد القبور، ولا نحر إلا للقلوب.

– عيد غزة هذا العام لا يشبه الأعياد، إنه جنازة مؤجّلة، وبكاء مكتوم، ودعاء يتيم يصعد إلى السماء:

– يا رب، خذ هذا العيد عنّا… وأعد لنا من نحب.

* كاتب فلسطيني

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الوقوف بعرفات.. الحجاج يؤدون الركن الأعظم في أجواء روحانية تهزّ القلوب (فيديو)

تحت أشعة شمس عرفات ونسائم الإيمان العابقة، بدأت جموع حجاج بيت الله الحرام أداء الركن الأعظم من مناسك الحج، بالوقوف على صعيد عرفات، في مشهد مهيب يهز القلوب ويستحضر عظمة الزمان والمكان.

ومنذ فجر هذا اليوم المبارك، تدفقت الحشود إلى عرفات بقلوب خاشعة وعيون دامعة، ترتفع منها الأدعية والابتهالات، وتغمرها مشاعر الرجاء والمغفرة في أعظم يوم من أيام الدنيا. يوم تتنزل فيه الرحمات، وتُجاب فيه الدعوات، ويُباهي الله بعباده ملائكته.

وسخرت السلطات السعودية جميع إمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن، حيث انتشرت الفرق الطبية والإسعافية في أرجاء المشعر، وتوفرت خدمات النقل والتموين والإرشاد بلغات متعددة، لضمان راحة الحجاج وسلامتهم في هذا اليوم التاريخي الذي يمثل ذروة الشعائر.

ويتوجّه المسلمون حول العالم بأنظارهم إلى صعيد عرفات، حيث تُلقى خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة، محمّلة برسائل التوحيد والتسامح والوحدة، في وقت تتوحد فيه قلوب ملايين المسلمين على دعاء واحد، وهمسة رجاء واحدة: “اللهم تقبل.”

ومع غروب شمس هذا اليوم، يتجه الحجاج إلى مزدلفة للمبيت وجمع الحصى، استعدادًا ليوم النحر وأداء باقي المناسك، حاملين معهم ذكرى لا تُنسى من وقفةٍ لا تشبهها أي لحظة أخرى في العمر.

#مباشر |حجاج بيت الله يؤدون ركن الحج الأعظم، بالوقوف على صعيد عرفات. #يوم_عرفة #ليبيا #الحج #حكومتنا #حكومة_الوحدة_الوطنية

تم النشر بواسطة ‏حكومتنا‏ في الخميس، ٥ يونيو ٢٠٢٥

مقالات مشابهة

  • ثاني أيام العيد ..  ارتفاع الطلب على الأضاحي البلدية
  • البلدي يتصدر المشهد
  • حيدر: معايدة من تحت الركام إلى القلوب التي لم تنكسر
  • فيلم “بوحة”.. أيقونة العيد التي لا تغيب عن الشاشة رغم مرور 20 عامًا
  • من مخيمات حجاج الجمعيات الأهلية: لا صوت يعلو فوق صوت التلبية والدعاء
  • أفضلهم البرقي يوفر لحم أكثر .. أنواع وأسعار الأضاحي بجنوب سيناء
  • بعثة الحج المصرية: جميع حجاجنا بخير اطمئنوا.. فيديو
  • الوقوف بعرفات.. الحجاج يؤدون الركن الأعظم في أجواء روحانية تهزّ القلوب (فيديو)
  • في العيد.. "التنمية الأسرية" بالأحساء تدعو للتسامح وتصفية القلوب