الثورة نت:
2025-08-01@17:11:14 GMT

حين يبكي العيد: غزة تنحر القلوب لا الخراف

تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT

 

في غزة، لا يطرق العيد الأبواب، بل تمر أيامه خجولة، حزينة، تتوارى خلف أصوات القصف والجوع وصمت الخيام، هنا لا جديد في هذا العيد سوى مزيدٍ من الفقد، ومزيدٍ من القبور المفتوحة، ومزيدٍ من الأطفال الذين ينتظرون آباءً لن يعودوا، أو أمهاتٍ خطفهم الموت تحت الركام.

هذا هو العيد في قطاع محاصر منذ سنوات، ويُذبح منذ عشرين شهرًا بسكين الاحتلال على مرأى من كل العالم، في غزة لا تُذبح الأضاحي، بل يُذبح الناس، لا تنحر الخراف، بل تُنحر الطفولة، وتُصلب الأمهات على مذابح الفقد، وتُطحن العائلات تحت الحمم والنيران، تُسفك الدماء لا تقرّبًا إلى الله، بل على مذابح التهجير والإبادة.

في هذا العيد، لا توجد ملابس جديدة، لا أحذية لامعة للأطفال لا ألعاب لا حلوى لا زيارات عائلية لا عناق، لا حتى قبور منظمة يمكن وضع الورود عليها كل شيء مفقود كل شيء مدفون تحت الإسمنت المكسور، تحت ركام البيوت التي كانت يومًا دافئة.

هُجّرت العائلات من بيوتها، واقتلعت من جذورها، وألقت بها يد الاحتلال في خيام لا تقي حرًّا ولا تصدّ بردًا، ولا تحفظ كرامة، ولا تستر وجعًا، يخاف الأب من عين طفلته التي تسأله عن ثوب العيد، يخاف من السؤال البريء: «هل سنعود إلى بيتنا؟» فلا يملك إلا أن يبتسم بانكسار ويشيح بوجهه.

أما الأمهات، فصامتات يخبئن دموعهن كي لا ينهار كل شيء، يتقاسمن رغيفًا واحدًا أن وجد على سبعة، ويقمن الليل على دعاء لا ينقطع، يرقبن السماء التي لا تمطر سوى النار.

الطفل في غزة لم يعد يكتب قائمة أمانيه في العيد، لم يعد يطلب دراجة، أو كرة، أو ساعة يد، أصبح يتمنى فقط أن يعيش، أن لا يُقصف في الليل، إن يجد كسرة خبز، أن لا يسمع أمه تصرخ أو أخته تبكي أو جاره يُنتشل من تحت الردم.

عيدٌ آخر يمر على غزة، كأنه يوم حداد جماعي، عيد بلا زينة، بلا فرحة، بلا ضحكة تنبع من القلب، وحدها رائحة الموت تملأ الشوارع، وحدها المقابر تزدحم، وحدها الأمهات يُجبرن على أن يكنّ أقوى مما يحتمل القلب.

مع كل فجرٍ جديد، تواصل إسرائيل حربها على البشر والحجر، تحاصر أرواحًا أرهقها القصف والجوع، وتجعل من المعابر أبوابًا مغلقة أمام كل ما يمكن أن يمنح الحياة بصيص أمل، لم يعد الفلسطينيون ينتظرون شيئًا من العالم، فقد صمّت الآذان، وغلّقت القلوب، وتواطأ الصمت مع القاتل.

يمر العيد على أمٍّ تجلس إلى جانب قبر ابنها الذي كان يجهّز ثوبه الجديد قبل عام، على أبٍ يحمل صور أطفاله الأربعة الذين قضوا في ضربة واحدة، على فتاة صغيرة ما زالت تنام كل ليلة في حضن ذاكرة لم يمحُها النزوح.

وفي ختام هذه المأساة التي لا تنتهي، لا نملك إلا أن نقول:

– ليس هذا عيدًا، بل اختبارٌ لصبر أمّة، ونزفٌ مستمر في خاصرة الكرامة.

– هل يُعقل أن يحتفل العالم، وفلسطين تبكي؟ هل يُعقل أن تُزين العواصم بالأضواء، وغزة تُضاء فقط بنيران القصف؟

– يا عيد، لا تزر هذه الأرض المفجوعة، فهنا لا فرح إلا بالنجاة، ولا زينة إلا شواهد القبور، ولا نحر إلا للقلوب.

– عيد غزة هذا العام لا يشبه الأعياد، إنه جنازة مؤجّلة، وبكاء مكتوم، ودعاء يتيم يصعد إلى السماء:

– يا رب، خذ هذا العيد عنّا… وأعد لنا من نحب.

* كاتب فلسطيني

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

النمر يذكر الأطعمة التي تحسن صحة القلب

أميرة خالد

ذكر الدكتور خالد النمر استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين ، الأطعمة التي ثبت أنها بذاتها تحسّن صحة القلب .

وقال النمر عبر حسابه على إكس :”الأطعمة التي تحسن صحة القلب من الأكثر أهمية إلى الأقل”الخضروات والفواكه الطازجة:مطلوب ٤٠٠ غرام يومياً،الحبوب الكاملة والبقوليات،الحبوب الكاملة (مثل الشوفان والأرز البني) والبقوليات (العدس والفاصوليا،الأسماك الدهنية:
‏مرتين اسبوعياًسمك السلمون،الماكريل والسردين”٠

‏وأضافت” المكسرات والبذور،منتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم قليلة الدهون(صدور الدجاج،لحم الحاشي،تجنب الصوديوم،الملح أقل من ٥ جرام يومياً،تجنب الدهون المشبعة: لاتزيد عن ١٠% من مجموع السعرات الحرارية اليومية ،ابتعد نهائياً عن الدهون المصنّعة”.

مقالات مشابهة

  • تصنيف الدول حسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب (إنفوغراف)
  • المبعوث الأمريكي يوضح عدد الساعات التي قضاها في غزة والهدف من زيارته
  • النمر يذكر الأطعمة التي تحسن صحة القلب
  • السيسي يبعث برقيات تهنئة إلى ملك المغرب ورئيسة الاتحاد السويسري ورئيس جمهورية فانواتو بمناسبة العيد الوطني لبلادهم
  • وزيرة التضامن تكشف حجم المساعدات التي قدمتها مصر لـ غزة خلال 4 أيام
  • من هو أبو شباب؟ .. تحقيق يُعرّي الميليشيا التي تحكم بالمساعدات التي تنهبها وتُهدد مستقبل غزة
  • بالصور: ليلى أحمد، طفلة غزة التي تقاوم الجوع وتكتب حكاية صمود
  • العماد هيكل في أمر اليوم بمناسبة العيد الثمانين للجيش: سنبقى الضامن لجميع اللبنانيين
  • ما هي السورة التي تقرأ في شهر صفر؟
  • أيُّ عصابة هذه التي تزعم حماية دارفور وتبتز أبناءها؟!