يمانيون:
2025-06-08@00:16:08 GMT

مجزرة الأحشاء الخاوية

تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT

مجزرة الأحشاء الخاوية

يمانيون || كتابعات:

في مدينة تنقش ملامحها المآسي، وتُطرز سماؤها بألسنة النيران، تنفتح فصول ذاكرة النزيف، وتنبثق منها مأساة لا تسعها الحروف أو الكلمات وإن اجتمعت، ولا تحتملها القلوب.غزة تلك الأرض الضيقة على الخريطة، الممتلئة بالعزيمة، الشاهقة بالثبات والاستبسال، كانت شاهدة  على واحدة من أبشع فصول هذا العصر: مجزرة الأحشاء الخاوية
مالذي أوصل البشر ليُقتلوا من أجل كسرة خبز؟!
أيُّ كسرة هذه ليدفع ثمنها بالدماء؟! في شوارع غزة، وزوايا خان يونس، وأطراف جباليا وغيرها من المناطق، خرج  الأطفال والنساء والشيوخ  بعيون يملاؤها الأمل، وبطون يعتصرها الألم، يبحثون عن مايسد رمقهم ورمق أطفالهم،  لم يحملوا سلاحاً،  بل  صمت الجوع فقط ، فهم يتبعون صوت ندائهم الفطري:  الجوعتتلقفهم رصاصات الغدر من كل مكان، فهم لايسألون عن النوايا، ولا يتريثون أمام الضعفاء؛ فقانونهم لا يحمي أحد غير ذوي الزنانير فقط، ليسقط العشرات من الشهداء كما تتساقط أوراق الخريف بفعل عاصفة لاتحمل الرحمة في طياتها، لتائن الأرض من هول الدماء، وتدمع السماء، ونشيج الكلمات يرتفع من حناجر الأمهات، كأنه أنين صامت يشق طريقة من بين الدمار.

في مجزرة الأحشاء الخاوية، لم يكن الضحايا يحملون رايات الحرب، بل رايات الكرامة، كانوا فقط يُريدون أن تظل أعضائهم حية، ومع ذلك بترت صرخاتهم وامتلأت القبور بأحلام لم تولد بعد، وبأطفال لم يعرفوا طعم الطفولة.العالم كالعادة، قرأ العنوان ثم قلب الصفحة، لكن لو فهموا لعلموا بأن غزة لاتطوى في الهامش، لغة الرماد الطافي فوق الأرض يُعيد خلق نفسه؛ ليتلو أسماء الشهداء كما تتلو الأم أغنية المساء: حزينة، واثقة بأن الغد سيبنى من بين الركام.أي زمن هذا الذي يكون الموت هو عقوبة الجائع؟!
أي روح يحملون هؤلاء العرب حتى لاتهتز ضمائرهم ، ولاتتحرك لِإغاثة  أهلهم؟! مجزرة الأحشاء الخاوية ليست حادثة عابرة، بل مرآة دامغة لهذا العصر، وبصمة عار على جبين الإنسانية، ودليل قاطع على أن الخبز حين يُحاصر يتحول إلى معركة دامية، وأن الأسئلة بلا أجوبة تطرح في وجه الضمير العالمي كل يوم، فسلام الله عليكِ يامن حولت الجوع بطولة، والبقاء معجزة، سيكتب التاريخ أنك في ذروة الألم؛ كنت أكرم من قاتليك

 

 

بقلم/ البتول المحطوري*

مجزرة الأحشاء الخاوية

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مرور مجزرة الجوعى!

 

 

الفعل الدنيء الذي ارتكبه الكيان الصهيوني في ما بات يعرف بـ«مجزرة الجوعى»، لم يضف لنا شيئا جديدا لجهة دموية هذا الكيان ووحشيته وتجرده من كل القيم الإنسانية، لكنه ربما يعزز أو يزرع بذرة المعرفة في نفوس كثير من الغرب والأوروبيين عن حقيقة هذا الكيان.
عشرات الشهداء سقطوا ليشهدوا على ما صارت عليه الإنسانية اليوم من تآكل، وما صارت عليه الضمائر من انسلاخ مؤسف عن القيم والأخلاق والانتماء للنوع الإنساني.
لم يكونوا يتهيأوا لجولة مواجهة مع العدو الصهيوني، ولم يكونوا يحملون أي نوع من أنواع السلاح.. كانوا جوعى عصفت بهم نذالة المجتمع الدولي وهو يشاهد الكيان الصهيوني يمنع عنهم الغذاء والدواء بقوة السلاح الأمريكي والأوروبي، كانوا ينتظرون الحصول على ما يسدون به رمقهم.. وجبة واحدة تعينهم على الوقوف والسعي من جديد بحثا عن فرصة في الحصول على وجبة أخرى.
وفي أماكن بعيدة عنهم أو قريبة، كانت عائلات تنتظر عودة عائلهم بشيء مما قيل أنه مساعدات غذائية، وهُم يتضورون جوعا، وليس في الأمر إنشاء أو مبالغة فالقطاع تحت حصار خانق، وهؤلاء إن كانوا سعداء حظ فإنهم قد يلقون شبه وجبة في كامل يومهم. إلا أن ما كان للأسف، هو مواجهة القادمين بحثاً عن طعام بالموت، وكأن المحظوظ هو من لم يأت للحصول على حظه من هذه المساعدات.
لم ينكر العدو الصهيوني الجريمة الشنعاء، لكنه تحجج بوجود حركات مشبوهة كانت تستهدف قواته، وهو المبرر الأقبح من الذنب، فالمدنيون أمام العالم أجمع كانوا متجمعين من أجل الحصول على قليل من الطحين، وفي هذه الحالة يُمنع ويُجرَّم – حسب القانون الإنساني – أي استهداف لهم حتى لو كانت هناك شبهة وجود عناصر مسلحة.
فما الذي استند عليه العدو ليرتكب هذا الانتهاك للحياة وأمام العالم المنافق؟
الأمر الآخر الذي يتوجب الاستناد عليه عند مساءلة هذا الكيان على جريمته التي لا تُعد الأولى من نوعها، هو حساب مسألة التناسب الموضوعي، فإذا وُجِدت عناصر خطر على العدو، حسب زعمه، فإن الموقف بطبيعته لا يحتمل اللجوء إلى استهداف المدنيين. مع ذلك ظهرت النتائج مؤكدة هذا القول، إذ ذهب في المجزرة عشرات المدنيين الفلسطينيين ولم يكن بينهم أحد من عناصر المقاومة.
بكل تأكيد ستمر هذه الجريمة كباقي الجرائم وسيتمادى العدو أكثر في القتل لمجرد القتل وإشباع نهمه للدماء العربية، وإذلال العرب والمسلمين أكثر وأكثر من خلال تعرية جُبنهم بهذا الإجرام المفتوح والمتواصل ضد الفلسطينيين.
صحيح أن الكيان يبدو اليوم دوليا في وضع مزر.. كائن متوحش لا يجيد إلا لغة القتل الجبان للأطفال والنساء والجوعى، لكنه مع ذلك يستمر، مستندا إلى القوة الخفية التي تدعمه وتتخذ من العمق الأمريكي موقعا لها.
مع ذلك سيبقى العدو الإسرائيلي مجرد مُحصلة غير متينة لمؤامرة خططت بأن يكون لها كيان في قلب الأمة العربية، ويدعم ذلك، انه منذ (77) عاما ظل محل جدل غير معترف به من كل الدول، كما ظل بؤرة قلق وإقلاق للعالم، وشاهد «مُحرج» على جُبن المجتمع الدولي في كثير من الأحيان، حين يدوس على ما أجمعوا عليه من القوانين والمبادئ الإنسانية في السلم والحرب.
ولأنه كذلك فإن المنطق والقاعدة تؤكد أن خطأ المُدخلات لا بد وأن يقود إلى كارثة في النتائج والمخرجات، فالكيان هو بذاته عبارة عن مؤامرة، ثم قام لتثبيت وجوده على مؤامرات، لم تستثن أحداً، بدأها بأمريكا ثم أوروبا والغرب بشكل عام، قبل أن يتحول إلى سلب العرب والمسلمين من إرادتهم وقرارهم، فصار الأمر بهذا الشكل المخزي من السلبية.

مقالات مشابهة

  • مرور مجزرة الجوعى!
  • وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (9) مخالفين لأنظمة وتعليمات الحج لنقلهم (111) مخالفًا لا يحملون تصاريح لأداء الحج
  • الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق 9 مخالفين لنقلهم 111 مخالفًا لا يحملون تصاريح لأداء الحج
  • الإعلام السوري: طي صفحة شاهد على فصول مأساة النزوح
  • مجزرة إسرائيلية إثر قصف دمر منزلا مأهولا بالسكان بغزة
  • نهاية مخيم الركبان.. آخر فصول المأساة السورية يغلق أبوابه
  • معاقبة 17 شخصًا لنقلهم 109 مخالفين لا يحملون تصاريح الحج
  • “الداخلية” تصدر قرارات إدارية بحق (49) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج لنقلهم (197) مخالفًا لا يحملون تصاريح لأداء الحج
  • الإحصاء السعودية: عدد الحجاج من الخارج 1.506.576 يحملون 171 جنسية