ما هي أيام التشريق ووصية النبي فيها؟ أيام التشريق هي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه أوصانا بثلاثة أمور في أيام التشريق الثلاثة المباركة التي يؤدي فيها الحجاج مناسك الحج، ويحرم صيام هذه الأيام.

3 أمور في أيام التشريق


وأوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بثلاثة أمور في أيام التشريق هي: «الأكل، والشرب، وذكر الله عز وجل»، كما ورد في صحيح مسلم، أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».


وقال الإمام الحافظ بن رجب رحمه الله تعالى: «وفي قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل"، إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته».

ما هو يوم القر وسبب تسميته وفضله وماذا قال عنه الرسول.. وأسرار استجابة الدعاء فيه؟دعاء يوم القر مستجاب.. ردد أفضل أدعية تقضي الحوائج وتزيد الأرزاق وتحقق الأمنياتيوم القر ثاني أيام العيد .. سبب تسميته وفضله وحكم صيامه؟يوم القر 2025 بدأ.. لا تفوت منه لحظة تفاديا لـ8 خسائر3 فضائل في يوم القر لغير الحاج.. لا تفوت ثوابه العظيميوم القر أعظم الأيام بعد عرفة.. فضائل عظيمة يجهلها كثيرون

سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم

سميت أيام التشريق بهذا الاسم، لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزنونها للشمس حتى لا تفسد، فسموها أيام التشريق لذلك.


وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله سبب تسمية أيام التشريق في كتابه فتح الباري ج 2، ص 589: «سُميت أيام التشريق لأنهم كانوا يُشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يقددونها ويبرزونها للشمس، وقيل لأن الضحايا لا تُنحر حتى تُشرق الشمس، وقيل لأن صلاة العيد إنما تَصلى بعد أن تشرق الشمس».

أيام التشريق في القرآن

أيام التشريق ذكرت بالقرآن في قول الله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203)» سورة البقرة.

وهذه الأيام القليلة -أيام التشريق- هي التي يبيت الحجيج لياليها في «منى»، فيبيتون ليلة الحادي عشر من شهر ذي الحجة، والثاني عشر، ومن تعجل يغادر «منى» في يوم الثاني عشر بعد أن يرمي الجمرات بعد الزوال، ومن لم يتعجل يبيت ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات بعد الزوال في يوم الثالث عشر، ثم يغادر منى بعد ذلك.

يوم القرصيام أيام التشريق


ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن صومها، ولم يرخص في صومها إلا للحاج المتمتع أو القارن -يؤدي عمرة وحجًا- الذي لم يجد ذبح الهدي، وروى أحمد (16081) عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: «لا تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ» وروى أحمد (17314) وأبو داود (2418) عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ، فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.


وهذه الأحاديث – وغيرها – فيها النهي عن صيام أيام التشريق، ولذلك ذهب أكثر العلماء إلى أنها لا يصح صومها تطوعًا، وأما صومها قضاءً عن رمضان، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جوازه، وآخرون إلى عدم جوازه.
 

أعمال مستحبة أيام التشريق الثلاثة

1- الصلاة من أفضل الأعمال وينبغي المحافظة عليها في جماعة والتبكير إليها والإكثار من النوافل ، فإن ذلك من أفضل القربات، ففي الحديث «عليك بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة » رواه مسلم.

وورد عن أَبي هُريرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الصَّلواتُ الخَمْس، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ» رواه مسلم،وعن عثمانَ بنِ عفان-رضي الله عنه-قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه-صلى الله عليه وسلم-يقولُ: «ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ» رواه مسلم.

فضل المحافظة على الصلاة


1. نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
2. محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
3. أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
4. يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
5. تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
6. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.
7. أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
8. يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
9. يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه.
10. تبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.

2- من أفضل الأعمال في أيام التشريق حفظ الجوارح عن المحرمات مطلقًا في هذا اليوم: ففي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للفضل ابن عباس يوم عرفة «يا ابن أخي هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له» رواه أحمد بسند صحيح، وزاد البيهقي من «حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة».

3- الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص: ففي الحديث «كان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير» مسند الإمام أحمد.

ويعدالدعاء سببا لرفع البلاءقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ». (رواه الترمذي)، وأيضاً يكون الداعي في معيةُ اللهقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يقول الله عز وجل: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي» (رواه مسلم).

4- كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار: وكان من دعاء علي بن أبى طالب: «اللهم اعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال واصرف عني فسقة الإنس والجان».

ما هو يوم القر

5- الإكثار من الأعمال الصالحة في ذلك اليوم، منها: قيام الليل، والاستغفار، ووقت السحر، والتبكير في الذهاب إلى صلاة الجماعة، والجلوس بعد أداء صلاة الفجر لذكر الله -تعالى- حتى تطلع الشمس، والرباط في انتظار الصلاة بعد الصلاة، والإكثار من ذكر الله -تعالى- بالحمد والتهليل والتكبير والتسبيح.

6- استجماع شروط إجابة الدعاء وآدابه، من إخلاص النية لله تعالى، والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، واليقين بإجابته للدعاء، واستقبال القبلة، والحرص على الطهارة، والانكسار بين يدي الله.

7-المداومة على الأذكار، خاصة الباقيات الصالحات: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر».

8-من أفضل الأعمال في أيام التشريق صلة الرحم وبر الوالدين، وهناك فضائل لصلة الرحم منها: تحقيق الصلة مع الله- تعالى- في الدنيا والآخرة؛ فالرّحم معلّقة بالعرش، بدليل ما روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شئتم: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم»، رواه البخارى.

- تحقيق محبة الله تعالى ومحبة الناس.

- بسط في الرزق وزيادة البركة في العمر وتعمير البيت.

- إكرام الفرد بالميتة الحسنة وإبعاد الميتة السيّئة عنه.

- دخول الجنة مع أول الداخلين.

 فوائد ذكر الله

ذكر الله أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

ذكر الله يرضي الرحمن عز وجل.

ذكر الله يزيل الهم والغم عن القلب.

ذكر الله يجلب للقلب الفرح والسرور.

ذكر الله يقوي القلب والبدن،

ذكر الله ينور الوجه والقلب.

ذكر الله يجلب الرزق.

ذكر الله يكسو الذاكر المهابة والنضرة.

ذكر الله يورث الذاكر محبة الله عز وجل التي هي روح الإسلام ومدار السعادة والنجاة.


ذكر الله يورث العبدَ مراقبةَ الله عز وجل، حتى يدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه.

ذكر الله يورث العبد الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعَه بقلبه إليه في كل أحواله، فيكون اللهُ عز وجل مفزعَه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا.

ومن فوائد الذكر أنه يورث العبدَ القربَ من الله تعالى، فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه، وعلى قدر غفلته يكون بعده منه، وأنه يورث العبدَ ذكرَ الله تعالى له كما قال تعالى: «فاذكروني أذكركم» البقرة/152 ولو لم يكن في الذكر إلا هذه الفائدة وحدها لكفى بها فضلا وشرفا، وقال تعالى في الحديث القدسي: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ خَيْرٍ مِنْهُمْ) البخاري ( 7405) ومسلم ( 2675).


ومن فوائد الذكر أنه يورث حياة القلب، وأنه غذاء القلب والروح الذي يتقويان به، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين غذائه.

ومن فوائد الذكر أنه يحط الخطايا، ويُذْهِبُهَا فإنه من أعظم الحسنات، والحسناتُ يذهبن السيئات، كما قال الله عز وجل : «إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ» هود/114.

الذكر يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشه لا تزول إلا بالذكر، وأنه ينجي من عذاب الله تعالى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّه» رواه أحمد (21064) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5644).


الذكر سبب لتنزل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا حَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رواه مسلم ( 2700 ).


الذكر سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل، فإن العبد لا بد له من أن يتكلم، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى، وذِكْرِ أوامرِه تكلم بهذه المحرمات أو بعضها، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى.


مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبدُ أعجبَهما إليه فهو مع أهله في الدنيا والآخرة، وأنه يُؤَمِّنُ العبدَ من الحسرة يوم القيامة، فإن كل مجلس لا يذكر العبدُ فيه ربه تعالى كان عليه حسرةً يوم القيامة، وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ» قال الترمذي: وَمَعْنَى قَوْلِهِ (تِرَةً) يَعْنِي: حَسْرَةً وَنَدَامَةً» صحيح الترمذي (2691).


ومن فوائد الذكر أنه مع البكاء في الخلوة سببٌ لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه، والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ ... ذكر منهم: وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» البخاري (660) ومسلم (1031).

طباعة شارك أيام التشريق أيام التشريق الثلاثة ما هي أيام التشريق أعمال أيام التشريق ما هو سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم لماذا لا يجوز صيام أيام التشريق لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم ماذا يفعل المسلم في أيام التشريق متى تبدأ أيام التشريق ومتى تنتهي لماذا سميت أيام التشريق حكم صيام أيام التشريق ماذا تفعل في أيام التشريق أيام التشريق فضل أيام التشريق أيام التشريق في القرآن صيام أيام التشريق أعمال مستحبة أيام التشريق

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أيام التشريق أيام التشريق الثلاثة ما هي أيام التشريق أعمال أيام التشريق حكم صيام أيام التشريق أيام التشريق صيام أيام التشريق صلى الله علیه وسلم صیام أیام التشریق فی أیام التشریق أفضل الأعمال رضی الله عنه یوم القیامة الله عز وجل الله تعالى لله عز وجل فی الحدیث لله تعالى رواه مسلم رسول الله رسول الل ذکر الله یوم القر من أفضل

إقرأ أيضاً:

ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يستعرض تأثير رحمة النبي في فتح مكة

عقد الجامع الأزهر أمس الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "رحمة النبي صلى الله عليه وسلم "فتح  مكة نموذجا" وذلك بحضور كل من؛ أ.د أسامة المهدي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأ.د حسن القصبي، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأدر الحوار الأستاذ محمد جمعة، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.

في بداية الملتقى، أوضح فضيلة الدكتور حسن القصبي أن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم ورأفته في كل أفعاله وأقواله، هي التي فتحت قلوب الناس لهذا الدين، ويؤكد القرآن الكريم هذا المعنى بقول الله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"، هذه الآية تبين أن الرحمة ليست مجرد صفة عابرة، بل هي جوهر الدعوة النبوية، لأنها مفتاح القلوب وسر الألفة والمودة بين الناس، ويجب علينا  أن نقتدي بهذا الخلق النبوي  في حياتنا، فالرحمة هي التي تزيل الحواجز وتذيب الخلافات، وتجعل المجتمعات أكثر تماسكا، وعلينا أن ندرك جيدا أن الرحمة ليست مجرد شعور، بل هي سلوك ينعكس في تعاملاتنا مع أسرنا، جيراننا، وجميع من حولنا، فإذا ما غلبنا خلق الرحمة، تفتح القلوب، وتزداد المودة، وتنتشر السكينة بين الناس، مما يعزز  الترابط ويجعلنا أمة متماسكة مترابطة.

حكم ترك الدعاء لتأخر الإجابة ؟.. الإفتاء ترددعاء تفريج الهم والحزن.. ردده يوميا ينشرح صدرك وتكن في معية الله

وأشار فضيلة الدكتور حسن القصبي إلى أن فتح مكة يقدم دروسًا للمسلمين، فمن أبرز تلك الدروس  أن من ينقض عهدًا قد قطعه، يكون قد ارتكب خيانة ومكرا، وهو ما يستوجب الحذر التام ممن يتعاملون بهذه الأخلاق، لهذا، كان تحرك النبي صلى الله عليه وسلم تجاه تصرف قريش بنقض عهدهم "صلح الحديبية" أمرا حتميا لرد الظالم عن ظلمه، ومن الدروس الأخرى  التي نتعلمها من فتح مكة، هو  حظر الشائعات ووأد الفتن في مهدها، يتجلى ذلك بوضوح في موقف النبي صلى الله عليه وسلم الحكيم تجاه مقولة سعد بن عبادة  عند دخول مكة، حين قال: "الْيَوْمُ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، الْيَوْمُ تُسْتَحَلُّ فِيهِ الْكَعْبَةُ"، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بحكمة بالغة: "كَذَبْتَ يَا سَعْدُ، هَذَا يَوْمُ الْمَرْحَمَةِ، هَذَا يَوْمٌ تُعَظَّمُ فِيهِ الْكَعْبَةُ"، بل وأرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليلحق بسعد ويأخذ الراية منه، ليكون دخول مكة سلميا، موقف النبي صلى الله عليه وسلم هذا كان حائلا بين انتشار الشائعات، التي يمكن أن تؤدي إلى الفتنة وسفك الدماء.

وأضاف فضيلة الدكتور حسن القصبي أن الرحمة التي قابل بها النبي صلى الله عليه وسلم، قريشا عند  فتح مكة هي أعظم الدروس الإنسانية، وهي التي تجعلنا نطلق على فتح مكة فتح الأخلاق، فعلى الرغم من كل ما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قريش من إخراج من ديارهم وظلم واضطهاد على مدار سنوات طويلة، إلا أن خلق النبي العظيم تجلى في أبهى صوره يوم الفتح، فعندما دخل مكة منتصرًا، جمع قادة قريش الذين كانوا أشد أعدائه، وسألهم: "مَا تَرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ؟"، فردوا: "خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ"، فقال صلى الله عليه وسلم كلمته الخالدة التي أذهلت العالم: "اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ"،  هذا العفو الشامل لم يكن مجرد تسامح، بل كان درسا عمليا في القوة التي تتحلى بالرحمة، والقدرة التي تقابل بالإحسان، مما أثر في قلوب أهل مكة ودفعهم إلى الدخول في الإسلام أفواجا، هذا الدرس يعلمنا أن القوة الحقيقية تكمن في ضبط النفس، وأن النصر لا يعني الانتقام، بل هو فرصة لإرساء قيم العدل والرحمة.

من جانبه أكد فضيلة الدكتور أسامة مهدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثالا للرحمة الكاملة، كما تجلى هذا  في قول الحق سبحانه و تعالى في وصفه للنبي صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، كما أن هذه الرحمة النبوية ظهرت بوضوح في موقف الطائف، فحين شج رأسه الشريف وكسرت رباعيته، رفض الدعاء على المشركين، قائلا: "إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة"، ونراها في كل مواقف للنبي حتى  في تعامله الأبوي؛ فعندما رأى الأقرع بن حابس النبي يقبل الحسن والحسين، قال متعجبا: "إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا"، ليرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدا أهمية الرحمة الأسرية: "من لا يرحم لا يرحم"، وفي هذه المواقف تجسيد أن خلق الرحمة دعامة أساسية للمودة والسكينة في الأسرة والمجتمع ككل.

وقال فضيلة الدكتور أسامه مهدي، لقد تجلت الرحمة كخلق عظيم  في دعوة الأنبياء والمرسلين أجمعين، يتضح هذا جليًا في مواقف عظيمة سطرها التاريخ، فنجد سيدنا يوسف عليه السلام عندما قال له الملك: "إنك اليوم لدينا مكين أمين"، لم يتردد سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا السلام، في استخدام علمه وحكمته في إدارة شؤون مصر الاقتصادية، فأغاث الناس من الجفاف والمجاعة، مظهرا أقصى درجات الرحمة بهم وببلادهم، هذا الموقف يتوازى مع موقف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، حيث وقف شامخا وقال لأهل مكة الذين طالما آذوه وحاربوه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، هذان الموقفان الخالدان يؤكدان أن الرحمة جوهر رسالات الأنبياء، ودليلا ساطعا على عظمة أخلاقهم التي تدعو إلى التسامح والعطاء.

كما بين الإعلامي محمد جمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم يفيض رحمة في خلقه وسلوكه، ولم يكن ليتحمل أعباء الدعوة وتبليغ الرسالة إلا لرحمته الفياضة التي شملت الجميع،  هذا المعنى الذي جاء في قول الحق سبحانه وتعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"، هذه الآية الكريمة تبين مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وشفقته عليها، مما يجعله القدوة  لنا في إرساء دعائم مجتمع مبني على الرحمة والتراحم، مؤكدا أننا في أمس الحاجة لتطبيق خلق الرحمة في واقعنا المعاصر، مستلهمين ذلك من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الذي جسد هذا الخلق العظيم في كل موقف من مواقفه، لا نه لا يمكن لحياتنا أن تستقر أو تزدهر دون ترسيخ هذه المعاني السامية في كافة جوانبها: في الأسرة، في العمل، في الشارع، وفي كل تعاملاتنا اليومية، لأن الرحمة ليست مجرد صفة، بل هي دليل على رقة القلب ورأفته.


يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.

طباعة شارك الجامع الأزهر السيرة النبوية فتح مكة

مقالات مشابهة

  • التشاؤم في شهر صفر.. ولماذا حذر النبي من أربعة أمور؟
  • دعاء الحر الشديد والرطوبة .. اللهم قنا عذاب نار جهنم وزمهريرها
  • كيف تنال أجر تحرير 10 رقاب؟.. دعاء أوصى بترديده النبي مائة مرة
  • من هم الممنوعون من شفاعة النبي يوم القيامة؟.. 5 فئات لا تنالها
  • سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .. خطيب المسجد النبوي: أعظم نعم الله
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: المؤمن يعتبر بسرعة انقضاء الأيام والشهور.. واتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبيل السعادة والفلاح
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • فتاوى وأحكام.. لماذا أوصى النبي بصلاة الظهر في وقتها؟..هل يجوز طاعة الزوج فى مقاطعة الأخ والأهل؟| الإفتاء ترد
  • لماذا أوصى النبي بصلاة الظهر في وقتها؟.. اعرف السبب
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يستعرض تأثير رحمة النبي في فتح مكة