هزاع أبو الريش (أبوظبي)

في زوايا الإبداع، حيث تنبض الكلمات وتتشكل المعاني، يبرز سؤال لا يزال يشغل النقاد والمبدعين على حد سواء: هل يستطيع النص الأدبي أن يتحرر من أيديولوجيا كاتبه، أم أن كل عمل فني يحمل في طياته بذرته الفكرية الأولى؟ هذا التساؤل كان محور نقاش بين مجموعة من الكُتّاب والمبدعين الذين التقيناهم، فكانت آراؤهم كمرآة تعكس تنوع الرؤى وحدّة الإشكال.


في البداية يرى الإعلامي والكاتب سليمان الهتلان، أن «الكاتب لا يمكنه القطيعة التامة مع قناعاته وأفكاره، فهي تتسلل إلى نصوصه شاء أم أبى». ويضيف: «الكتابة الإبداعية المؤدلجة، حين تتحول إلى وسيلة دعائية مباشرة، تُفقد النص جمالياته وتُحيله إلى خطابٍ سياسي أو ديني لا يُغري بالتأمل، بل يغلق أبواب التفكير الخلّاق». ومع ذلك، يحذر من أن تكون القناعة الفكرية طاغية على روح النص، فتُقصي الفن لصالح التلقين.

حوار دائم
أما الكاتب محفوظ بشرى، فتبنى رؤية فلسفية أعمق حين قال: «النص الأدبي يبدأ من موقف الكاتب الوجودي، لذا لا يمكن أن يكون معزولاً عن أيديولوجيته، لكنّ القرّاء بدورهم يسقطون أيديولوجياتهم على النص، وهكذا يبقى النص في حالة حوار دائم بين ذوات متعددة». ويضيف بشرى أن تعدد القراءات لا يسجن النص، بل يحرّره من التجمّد، ويمنحه حياة متجددة مع كل قارئ.

لحظة شعور
أما الشاعر والكاتب خالد العيسى، فيدعو إلى الانعتاق من عباءة الأيديولوجيا قدر الإمكان، قائلاً: «الإبداع يجب أن يخرج من لحظة شعور خالصة، لا من قوالب فكرية مسبقة. فالأيديولوجيا قد تُثقل النص، وتحدّ من عفويته وتدفقه».
ويُقرّ العيسى بأن الأفكار الراسخة في اللاوعي تتسلل بلا استئذان، لكنه يرى أن مسؤولية المبدع تكمن في وعيه بمدى تأثيرها، وسعيه لتقديم نص خالص، يلامس الروح قبل أن يُحاكم العقل.

طيف من الحقيقة
في كل رؤية من هذه الرؤى طيف من الحقيقة، فالنص الإبداعي لا يولد في الفراغ، بل ينبثق من ذات الكاتب، محمولاً على قلقه الفكري وتجاربه. لكنه في الوقت ذاته، لا يكتمل إلا حين يُقرأ ويتأوّل ويتحوّل في وعي المتلقي. فهل الأيديولوجيا لعنة النص أم سرّ نضوجه؟ الجواب على الأرجح… في سطور كل قارئ.

أخبار ذات صلة الشارقة.. جسر ثقافي بين أفريقيا والعالم العربي وفد المكاتب الإقليمية للمنظمات الدولية يبحث سبل التعاون في التعليم والثقافة والتراث

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الأيديولوجيا الأدب الفلسفة الثقافة

إقرأ أيضاً:

ماهي أسباب إعفاء الكاتب العام لوزارة النقل من طرف الوزير قيوح؟

أعفى وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، أمس، خالد الشرقاوي من مهامه ككاتب عام للوزارة.
وسبق للشرقاوي أن تولى منصب مدير الطيران المدني. وكان كاتبا عاما منذ تولي عزيز رباح منصب وزير التجهيز والنقل، واستمر كاتبا عاما الى عهد الوزير السابق محمد عبد الجليل.
ولا تعرف الأسباب المباشرة لاعفاء الكاتب العام لكن تشير مصادر إلى حزازات قديمة بين قيوح والكاتب العام. فحسب مصادر من الوزارة فإنه منذ تعيين الوزير قيوح في الوزارة خلال التعديل الحكومي الذي جرى في أكتوبر 2024، كانت علاقته بالكاتب العام غير ودية، رغم أن هذا الأخير سعى إلى التعامل بإيجابية.
وتعود قصة الشنآن بين الطرفين إلى الفترة التي كان فيها محمد عبد الجليل وزيرا في القطاع حين طلب مرة من الكاتب العام الشرقاوي استقبال عبد الصمد قيوح الذي حينها كان برلمانيا قصد حل ملف يهمه ولكن الكاتب العام لم يستقبل البرلماني قيوح، بل تركه ينتظر أمام مكتبه. وشكل تعيين قيوح على رأس الوزارة صدمة للكاتب العام الذي تذكر طريقة تصرفه. ورغم أنه حاول التعامل بإيجابية الا انه مع مرور الوقت كان شبه مستحيل ان يستمر في منصبه فقرر الوزير إنهاء مهامه أمس.

 

كلمات دلالية الكاتب العام الشرقاوي وزير النقل قيوح

مقالات مشابهة

  • الكاتب محمد سلماوي تاريخ حافل ومقتنيات فنية .. تفاصيل
  • النفط ينخفض لكنه يتجه لتحقيق أول مكاسبه في ثلاثة أسابيع
  • ماهي أسباب إعفاء الكاتب العام لوزارة النقل من طرف الوزير قيوح؟
  • حكم قضائى غير قابل للطعن.. تفاصيل