الضمير يبحر والاحتلال يختنق: قراءة وفق قوانينهم في ملاحقة أسطول الحرية
تاريخ النشر: 9th, June 2025 GMT
مرة أخرى، يستعرض "الجيش الأكثر أخلاقا في المجرة" عضلاته في مواجهة قارب صغير محمّل بالضمير والإنسانية. السفينة "مادلين"، التي لم تكن تقلّ صواريخ أو طائرات مُسيّرة، بل فقط أرزا، وحليب أطفال، وأطرافا صناعية لضحايا الإبادة، أصبحت في نظر دولة الاحتلال "استفزازا سياسيا" و"عملا غير مشروع".
الركاب؟ نائبة في البرلمان الفرنسي، وناشطون بيئيون، وصحفيون معروفون، ومنظمات سلام.
فمن المخالف للقانون فعلا؟ النشطاء الإنسانيون الذين يحاولون إيصال مساعدات إلى شعب يتعرض لحصار منذ أكثر من 17 عاما؟ وتجويع غير مسبوق منذ عدة شهور؟ أم القوة العسكرية التي تنتهك حرية الملاحة وتمنع الإغاثة وتفرض عقابا جماعيا على أكثر من مليوني إنسان؟
الجواب واضح لمن يراجع القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية:
أولا: الحصار الإسرائيلي على غزة غير شرعي:
• تقرير لجنة تقصي الحقائق في الأمم المتحدة بشأن أحداث سفينة مافي مرمرة عام 2011 اعتبر الحصار خرقا للقانون الدولي الإنساني.
• اللجنة الدولية للصليب الأحمر صنّفته كـ"عقاب جماعي”" وهو محظور بموجب المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة.
• مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أدرج تجويع السكان وعرقلة الإغاثة ضمن جرائم الحرب.
ثانيا: حرية الملاحة مكفولة قانونا
• تنص المادة 87 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982)على أن أعالي البحار مفتوحة لجميع الدول، وتشمل حرية الملاحة.
• والمادة 90 تؤكد على حق كل دولة في الإبحار بسفنها في أعالي البحار.
- اعتراض السفينة "مادلين" في المياه الدولية هو انتهاك مباشر لهذا الحق، وليس دفاعا مشروعا كما تدّعي إسرائيل.
ثالثا: إيصال المساعدات الإنسانية واجب دولي
• المادة 23 من اتفاقية جنيف الرابعة تفرض السماح بمرور شحنات الأغذية والملابس والأدوية للسكان المدنيين.
• منع تلك المساعدات "بشكل تعسفي" يُعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي الإنساني.
- المبادرة التي يقودها "أسطول الحرية" ليست استفزازا، بل التزام قانوني وأخلاقي في وجه جريمة موصوفة دوليا.
رابعا: السياق الإنساني والرمزية العالمية
السفينة "مادلين" لم تكن شاحنة حربية، بل مبادرة رمزية. ممن كان على متنها:
• غريتا تونبرغ، الناشطة البيئية المعروفة.
• ريما حسن، برلمانية فرنسية من أصول فلسطينية.
• ليام كننغهام، الممثل الإيرلندي المعروف.
- رمزية هؤلاء تُسقط الدعاية الإسرائيلية، وتفضح وجه الاحتلال الذي يخاف حتى من قارب يحمل "النيّة" الإنسانية.
خامسا: كسر الحصار.. جزء من التراث الإنساني
• في اليمن، وسريلانكا، وكوسوفو، وتيمور الشرقية، والحرب العالمية الثانية، استخدمت قوارب مدنية لكسر الحصار ونقل الإغاثة.
• التاريخ يعجّ بأمثلة تكرّم من قادوا تلك السفن.. وتُدين من منعها.
- من يقف اليوم بوجه "مادلين"، سيسجل اسمه في خانة المعتدين لا في صفحة النظام.
ما تصفه إسرائيل بـ"اللاشرعي" هو في الحقيقة الواجب الإنساني المشروع، وما تحاول تجميله كـ"قانوني" هو جريمة إبادة مستمرة ضد شعب محاصر.
"مادلين" ليست مجرد سفينة.. بل صفعة رمزية على وجه الاحتلال، ورسالة بأن الضمير العالمي، وإن تأخر، لا يموت.
وستبقى الشرعية الحقيقية في صفّ من يرمّم الحياة لا من يُمعن في خنقها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء مادلين الإسرائيلية القانون الدولي الحصار غزة إسرائيل غزة حصار القانون الدولي مادلين قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة صحافة اقتصاد مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تسيطر على السفينة "مادلين" وتوجهها لأحد موانئها
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن السفينة "مادلين" تكمل طريقها بأمان إلى سواحل إسرائيل، ومن المتوقع عودة ركابها إلى بلدانهم.
وبينت الخارجية الإسرائيلية أنه "سيتم نقل الكمية الضئيلة من المساعدات التي كانت على متن اليخت إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بمصادرة الجيش الإسرائيلي لسفينة "مادلين" التي تضم ناشطين مؤيدين للفلسطينيين كانت متجهة إلى غزة، واعتقلت كل من كانوا على متنها.
وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، قالت الخارجية الإسرائيلية إن قوات البحرية تواصلت مع سفينة تابعة لتحالف "أسطول الحرية" وأصدرت تعليمات لها بتغيير مسارها.
وأضافت الخارجية الإسرائيلية إن "المنطقة البحرية قبالة سواحل غزة مغلقة أمام السفن غير المرخصة بموجب حصار بحري قانوني".
وتابعت: "لا تزال المنطقة البحرية في غزة منطقة صراع نشطة، وحماس استغلت سابقا الطرق البحرية لشن هجمات إرهابية".
واعتبرت أن "المحاولات غير المصرح بها لاختراق الحصار خطيرة وغير قانونية وتقوّض الجهود الإنسانية الجارية".
وحسبما قال تحالف "أسطول الحرية"، في وقت مبكر من اليوم الإثنين فإن الجيش الإسرائيلي "صعد" على متن السفينة "مادلين" المتجهة إلى قطاع غزة.
وكتب التحالف في منشور على تطبيق"تلغرام" أن الاتصالات انقطعت مع السفينة.
وأبحرت السفينة "مادلين" من صقلية الأحد الماضي متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام، وزاد إطباقا عقب اندلاع الحرب الأخيرة مع حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس قد أكد في وقت سابق الأحد أنه أمر الجيش بمنع السفينة التي تقل ناشطين من بينهم السويدية غريتا ثونبرغ، من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وصرّح كاتس قائلا: "أعطيت تعليمات للجيش بمنع السفينة مادلين من بلوغ غزة"، واصفا ثونبرغ بأنها "معادية للسامية" وأعضاء المجموعة بأنهم "أبواق دعاية لحماس".
وردا على تصريحات كاتس، قال تحالف "أسطول الحرية" في بيان إنه يتوقع "اعتراضا واعتداء من إسرائيل في أي لحظة"، داعيا حكومات دول الناشطين إلى التحرك لحمايتهم.
وأفراد الأسطول هم من ألمانيا وفرنسا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا.
وتفرض إسرائيل حصارا بحريا على غزة منذ ما قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنته حماس على إسرائيل وأشعل فتيل الحرب في القطاع.