أعلن مكتب النائب العام الليبي عن تحريك دعاوى جنائية ضد 141 عنصراً من منسوبي جهازي "الأمن المركزي" و"دعم الاستقرار" ووحدات أمنية مرتبطة بهما، بتهم خطيرة تشمل القتل، والتعذيب، والاختطاف، والاحتجاز التعسفي، في ظل تصاعد الضغوط المحلية والدولية لمحاسبة المتورطين بانتهاكات حقوق الإنسان.

وأوضح بيان صادر عن المكتب، الاثنين، أن لجنة التحقيق المكلّفة أنجزت التحقيق في 121 واقعة موثقة، وخلصت إلى تحميل المتهمين مسؤولية مباشرة، حيث صدرت بحقهم مذكرات قبض رسمية، في حين قررت النيابة تجديد أوامر القبض بحق آخرين مطلوبين على خلفية قضايا سابقة.



وأضاف البيان أن هناك تقدماً في ملف المفقودين، إذ تم التعرف على هويات خمسة جثامين كانت محفوظة في ثلاجات الموتى، بينما تستمر التحقيقات والفحوصات لتحديد هوية جثث أخرى مجهولة وظروف وفاتها، بما في ذلك جمع البصمات الوراثية.



في السياق ذاته، بدأت النيابة التحقيق في انتهاكات وقعت في نطاق بلدية أبوسليم، نسبت سابقاً إلى "مجهولين"، حيث بدأت بحصر البلاغات والاستماع إلى أقوال عدد من المقبوض عليهم من منتسبي الأجهزة الأمنية وقادة الشرطة، في مسعى لكشف ملابسات تلك الجرائم.



تحذيرات أممية من خروقات متزايدة

بالتزامن مع هذه التطورات القضائية، دانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بشدة خروقات الهدنة التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال عطلة عيد الأضحى، بما في ذلك هجوم على مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، مشيرة إلى أن النزاعات في المناطق الحضرية تهدد حياة المدنيين بشكل مباشر.

وحثّت البعثة في بيانها جميع الأطراف على احترام التزاماتهم وعدم تقويض الهدنة، وشدّدت على أهمية حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية كأولوية قصوى، مذكّرة بقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى محاسبة كل من يثبت تورطه في هجمات على المدنيين.

وأكدت البعثة أنها تراقب الوضع عن كثب وتعمل مع الأطراف المعنية لضمان استدامة الهدنة، محذّرة من الانجرار إلى تصعيد عسكري يعيد العاصمة إلى أجواء الفوضى.



وقد شهدت بعض مناطق طرابلس فجر اليوم اشتباكات مسلّحة دامت نحو ساعتين في محيط "عمارات الطبي"، ما أثار موجة هلع بين السكان، وأعاد إلى الأذهان هشاشة الوضع الأمني رغم جهود التهدئة.

وفي 12 مايو / أيار الماضي، شهدت طرابلس اشتباكات مسلحة تركزت في منطقتي صلاح الدين وأبو سليم بالتزامن مع أنباء عن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي عبد الغني الككلي على يد اللواء 444 العسكري التابع لحكومة الوحدة الوطنية وفق إعلام ليبي.

وتجددت الاشتباكات فجر يوم 13 مايو بين مجموعات مسلحة في مناطق متفرقة من طرابلس إلا أن وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية أعلنت عقب ذلك "بدء تنفيذ وقف لإطلاق النار ونشر قوات نظامية محايدة في عدد من نقاط التماس بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة".

وفي 18 مايو الماضي، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا أنها والمجلس الرئاسي الليبي شكّلا لجنة للهدنة.

بينما أصدر رئيس "الرئاسي" محمد المنفي في 5 يونيو/ حزيران الحالي قرارا بتشكيل لجنة للترتيبات الأمنية والعسكرية برئاسته تتولى "إعداد وتنفيذ خطة لإخلاء طرابلس من المظاهر المسلحة".

وتعيش ليبيا أزمة منذ أكثر من ثلاث سنوات متمثلة في صراع بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا، ومقرها العاصمة طرابلس التي تدير منها كامل غرب البلاد.

وحكومة أسامة حماد، التي كلفها مجلس النواب ومقرها بنغازي، وتدير شرق البلاد كاملا ومدنا بالجنوب.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ليبيا طرابلس ليبيا طرابلس امن متابعات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وزارة الدفاع الليبية تعلن ضبط الموقف في طرابلس عقب خرق للهدنة

طرابلس- أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الاثنين 9 يونيو 2025، تمكنها من ضبط الموقف في العاصمة طرابلس وفرض احترام الهدنة بعد خرقها.

جاء ذلك في بيان للوزارة نقلته منصة "حكومتنا" الرسمية على فيسبوك، عقب تداول سكان وشهود عيان منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سماعهم إطلاق نار كثيفا بعدة أحياء في طرابلس.

وعن ذلك، قالت وزارة الدفاع إنها "تابعت خلال الساعات الماضية تحركات ميدانية مفاجئة شهدتها بعض مناطق العاصمة، في خرق واضح لترتيبات التهدئة والتفاهمات الأمنية المعتمدة".

وأضافت أنه "فور رصد التحركات، تدخلت الوزارة ميدانيا عبر قنواتها الرسمية وتمكنت من ضبط الموقف وفرض احترام الهدنة ما أدى إلى انسحاب العناصر (لم تذكر هويتها أو تبعيتها) المخالفة وعودتها إلى مواقعها السابقة".

وأكدت "التزامها الكامل بقرارات القائد الأعلى للجيش الليبي (المجلس الرئاسي) وبمهام اللجنة المؤقتة للترتيبات العسكرية والأمنية".

وشددت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية على "انضباط قواتها النظامية وحرصها على عدم الانزلاق للتصعيد".

وحذرت من "تكرار مثل هذه التجاوزات"، مؤكدة "استعدادها لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان احترام السيادة الأمنية وحماية المسار القائم على إعادة الانتشار تحت إشراف مؤسسات الدولة".

وفي 12 مايو/ أيار الماضي، شهدت طرابلس اشتباكات مسلحة بين قوات حكومة الوحدة الوطنية وتشكيلات مسلحة إضافة إلى مظاهرات واحتجاجات مستمرة مناوئة لحكومة الوحدة وأخرى مؤيدة لها.

وترجمة لذلك الاتفاق أصدر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، قرارا يقضي بتشكيل لجنة مؤقتة للترتيبات الأمنية والعسكرية في طرابلس برئاسته أو من ينوب عنه، وعضو عن وزارة الداخلية بحكومة الوحدة.

وتضم اللجنة أيضا وفق القرار، عضوا عن وزارة الدفاع، وعضوا عن جهاز الردع لمكافحة الإرهاب، وعضوا عن "المنطقة العسكرية الساحل الغربي"، وفق صفحة المكتب الإعلامي للمنفي، عبر فيسبوك.

وتتولى تلك اللجنة "إعداد وتنفيذ خطة شاملة للترتيبات الأمنية والعسكرية في طرابلس، وفقا للتشريعات النافذة والمرجعيات السياسية المعتمدة"، وفق المصدر نفسه.

وتهدف الخطة إلى "إخلاء المدينة من كافة المظاهر المسلحة وتمكين الجهات النظامية الشرطية والعسكرية من أداء مهامها في مناخ أمن ومنضبط وتعزيز سلطة الدولة".

وتجددت الاشتباكات فجر 13 مايو، بين مجموعات مسلحة في مناطق متفرقة بطرابلس إلا أن وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية أعلنت عقب ذلك "بدء تنفيذ وقف لإطلاق النار ونشر قوات نظامية محايدة في عدد من نقاط الالتماس بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة".

وعقب الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة عن هدنة ونشر قوات محايدة في نقاط التماس، بينما أعلنت البعثة الأممية إطلاق ترتيبات هادفة لتثبيت الهدنة بالتعاون مع المجلس الرئاسي.

وتعيش ليبيا أزمة منذ أكثر من ثلاث سنوات متمثلة في صراع بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا، ومقرها العاصمة طرابلس التي تدير منها كامل غرب البلاد.

وحكومة أسامة حماد، التي كلفها مجلس النواب ومقرها بنغازي، وتدير شرق البلاد كاملا ومدنا بالجنوب.

ووسط كل ذلك تتابع البعثة الأممية جهودا تهدف لإيصال البلاد إلى انتخابات يأمل الليبيون أن تؤدي إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011).

مقالات مشابهة

  • ليبيا.. إدانة أممية لخرق الهدنة في طرابلس ودعوة لتجنب التصعيد
  • الراشد: مشهد طرابلس يدار بخطة تركية وتمهيد لسلطة مركزية واحدة لكل ليبيا
  • أبوراص: منْ يسعى لبناء ليبيا عليه أن يحمي طرابلس
  • تجدد الاشتباكات في طرابلس بعد انهيار الهدنة
  • «الدفاع الليبية» تؤكد استقرار الوضع الأمني في طرابلس
  • وزارة الدفاع الليبية تعلن ضبط الموقف في طرابلس عقب خرق للهدنة
  • ليبيا..تجدد المعارك بين الميليشيات بعد انهيار الهدنة
  • ليبيا… معارك تهز العاصمة طرابلس بعد انهيار الهدنة
  • الهدنة تنهار مجدداً في طرابلس.. من يتحمل المسؤولية؟