لجريدة عمان:
2025-07-31@05:28:18 GMT

هل مرّ العيد من هنا ؟!

تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT

كلما مر عيدٌ، تذكرناهم، ثم عدنا إلى فرحنا، وعادوا إلى ألمهم، عدنا إلى حياتنا، وعادوا إلى موتهم، عدنا إلى بيوتنا المكيفة، وعادوا إلى توابيتهم، لم يعد للكلمات معنى، ولم تعد اللغة تستوعب ما يجري فـي «غزة»، الموت يلاحق الفلسطينيين الجوعى حتى وهم يهرولون بحثا عن الطعام، يقتلهم الظمأ، والجوع، والأمراض، بينما نجلس على أريكة مريحة نشاهد موتهم، ودمارهم، على شاشات التلفاز، يتجرعون الوجع العظيم، بينما نتحسر على حالهم، ونرفع أيدينا إلى السماء كي تنقذهم، ولا نملك غير الدعاء، مشاهد دمار يومية، تفوق قدرة البشر على التحمّل، يقف حتى المجرم المتمرس فـي الإجرام عاجزا عن التعبير، بينما يتبجح الساسة عديمي الإنسانية بأن ذلك ما كان ليجري لولا هجوم السابع من أكتوبر.

لولا الولايات المتحدة لما استمرت الحرب فـي غزة، ولولا ذلك الدعم العسكري والمعنوي اللامتناهي الذي يتلقاه الصهاينة لما استطاع ذلك الكيان الاستمرار فـي حرب استنزاف طويلة، فمرة تلو مرة تلو مرة وقفت أمريكا بعصاها الغليظة فـي الأمم المتحدة، ضد كل قرار يدين مجرمي إسرائيل، مستخدمة «حق النقض» لإفشال القرارات التي تجرّم المجرم، وتنصف ـ ولو قليلا ـ الضحية، بل وتذهب إلى أبعد من ذلك حين تطالب بمكافأة المجرمين، وعدم معاقبتهم، كما حصل فـي قرار فرض بريطانيا ودول غربية أخرى عقوبات على وزيرين إسرائيليين من مجرمي الحرب، حين طالبت الولايات المتحدة تلك الدول بـ«إلغاء القرار والوقوف بجانب إسرائيل!»، فأي معايير أخلاقية وإنسانية هذه التي يتمتع بها الساسة الأمريكان، وأي تطرف هذا الذي يمكن أن يغذي ويدعم قتل الأطفال، والنساء تحت أي ظرف؟!!..وأي إنصاف يُنتظر لحل القضية الفلسطينية، من داعم منحاز بكل ما فـيه لكيان مغتصب إجرامي؟!!.

الغريب فـي الأمر أن الخطوات الجادة والعملية التي تدين الكيان الإسرائيلي، وتساند الفلسطينيين، سياسيا وشعبيا، تأتي من دول غير عربية، خاصة (أوروبية وأمريكية جنوبية)، بينما تقف الدول العربية متفرجة فـي الصف الخلفـي، ومكتفـية بالإدانات الكلامية، فالمظاهرات، والمساندات المعنوية، وحتى محاولة كسر الحصار عبر السفـينة «مادلين» جاءت من مواطنين غربيين، بينما ينتظر العرب فـي طوابير طويلة «إذن إسرائيل» لإدخال المساعدات إلى غزة، وبينما تضج الجامعات الغربية بأصوات الطلبة المنددين بالجرائم الإسرائيلية، رغم حملات القمع التي تقوم بها السلطات الأمنية هناك، تنام الجامعات العربية بهدوء، بل وتمنع سلطات بعض البلدان العربية أي نشاط مؤيد لفلسطين!. فهل نصدق الكلام أم الأفعال؟!.

إن القضية الفلسطينية تكاد تلفظ أنفساها الأخيرة، رغم بعض المحاولات الخجولة من دول غربية، للاعتراف بـ«دولة فلسطين»، ورغم الخطاب الملتوي والمطاطي الذي تصرّح به الولايات المتحدة، والذي لا يمكن الوثوق به على الأرض، فالدولة الفلسطينية تتقلص مساحتها كل يوم، وشروط قيامها وبقائها بيد عدوها، وما تصريح السفـير الأمريكي لدى «إسرائيل إلا موقف واضح لإدارة «ترامب»، فحين يصرح السفـير «هاكابي» أن «الولايات المتحدة لم تعد تسعى لتحقيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة»، فهو يفكر بصوت عالٍ نيابة عن سياسة بلاده، ورغم محاولة الخارجية الأمريكية التنصل من التصريح، إلا أن الواقع يؤكده، ولا أدري لماذا لا يزال العرب يهرولون إلى البيت الأبيض طلبا لحل القضية الفلسطينية، وتحقيق أحلامهم التي يعلمون غالبا أنها لن تتحقق دون ضغوط حقيقية على الإدارة الأمريكية؟!!.. وهم يعرفون حق المعرفة أن «صديق عدوك، عدوك».

******

مر العيد على بلاد العرب، كضيف مرح، يحمل الهدايا، والبخور، والأكل، ولكنه مر على «غزة» حاملا توابيت الموت، وأكفان السلام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية

نفت تايوان، أمس الثلاثاء، أن يكون رئيسها لاي تشينغ تي مُنع من زيارة الولايات المتحدة، مؤكدة أنه لا يعتزم القيام بأي رحلة إلى الخارج قريبا.

يأتي هذا النفي عقب تقارير إعلامية أميركية عن رفض إدارة الرئيس دونالد ترامب السماح للرئيس لاي بالتوقف في نيويورك ضمن رحلة رسمية إلى أميركا اللاتينية الشهر المقبل.

ولم يؤكد مكتب لاي رحلته تلك، لكن الباراغواي، الحليف الدبلوماسي الوحيد لتايوان في أميركا الجنوبية، أعلنت في منتصف يوليو/تموز أنها ستستضيف الرئيس التايواني في غضون 30 يوما.

وكان مرجحا أن تشمل هذه الزيارة توقفا في الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانغ وي للصحفيين في تايبيه "لم يكن هناك من الجانب الأميركي تأجيل أو إلغاء أو رفض للسماح بالتوقّف".

وبدورها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحفيين في واشنطن أنه "لم يتم إلغاء أي شيء".

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس الثلاثاء، أن إدارة ترامب رفضت السماح للرئيس التايواني بالتوقف في نيويورك بعد اعتراض بكين على زيارته.

وأضافت الصحيفة أن لاي قرر إلغاء رحلته بعد تبليغه بأنه لن يتمكن من التوقف في نيويورك.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غيو جياكون تأكيد أو نفي صحة التقارير التي تحدثت عن تدخل صيني في هذه المسألة، مؤكدا موقف بلاده "المعارض بشدة" لمثل هكذا زيارة "بغض النظر عن الذريعة أو المبررات".

إشارة خطرة

وتعليقا على ما أوردته "فايننشال تايمز"، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إن "هذا القرار يُرسل إشارة خطرة".

واعتبرت الزعيمة الديمقراطية أن الرئيس (الصيني) شي جين بينغ انتصر على القيم الأميركية والأمن والاقتصاد من خلال منع إدارة ترامب رئيس تايوان المنتخب ديمقراطيا من القيام برحلة دبلوماسية عبر نيويورك.

إعلان

وعبرت، في منشور على فيسبوك، عن أملها في ألا يكون رفض الرئيس ترامب لهذه المحطة في نيويورك مؤشرا إلى تحوّل خطر في السياسة الأميركية تجاه تايوان.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، فإن واشنطن تسمح للقادة التايوانيين بالقيام بتوقفات خاصة على الأراضي الأميركية.

وجميع الرؤساء التايوانيين الذين انتُخبوا منذ أول انتخابات جرت بالاقتراع العام في 1996 توقفوا في الولايات المتحدة.

وفي نهاية العام الماضي أجرى لاي تشينغ تي زيارة إلى هاواي وغوام، الإقليمين التابعين للولايات المتحدة.

ونددت الصين بشدة بسماح الولايات المتحدة لرئيس تايوان بزيارة هاواي، وتعهدت بكين باتخاذ "إجراءات مضادة حازمة" تجاه مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان.

الجدير بالذكر أن تايوان والصين انفصلتا في خضم الحرب الأهلية قبل 76 عاما، لكن التوترات تصاعدت منذ عام 2016، عندما قطعت الصين جميع الاتصالات تقريبا مع تايبيه.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاس
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • أمواج تسونامي تبدأ بضرب سواحل الولايات المتحدة الأمريكية
  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر إذا لم تتحرك إسرائيل لإنهاء الحرب
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران