الثورة نت:
2025-08-01@17:20:11 GMT

عيد الغدير

تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT

عيد الغدير

 

الجهل بالشيء ربما يكون مقبولاً أحياناً لأنه ناتج عن عدم فهم أو أُمية مطلقة، لكن هذه الصفة إذا كانت مسبوقة بعمليات تجهيل مسبقة تؤثر على الذاكرة فإنها معضلة، هذا ما حدث مع بعض من يدَّعون أنهم مثقفون في مقيل طويل عريض، تحدثوا طويلاً عن الغدير وقالوا: إنه بدعة ابتدعها الحوثي “بحسب وصفهم” لم أشارك في الحوار لأنني وجدت الحاضرين كلهم على درجة عالية من الغباء، يتحدثون عن حالتين ولم يفرقوا بين مسمى واحد حولوه إلى مسميين بحسب قولهم عيد الولاية وعيد الغدير، لم يدركوا أن المسمى هو لشيء واحد إلا أن التسميات اختلفت تبعاً للحديث الذي يدور.


فالغدير يعود إلى المكان التي تمت فيه الواقعة، والولاية ناتج عن ما صدر من الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال: “اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه…إلخ” هذا الحديث المتواتر الذي قال معظم من ذكره أنه استغرب من كثرة المصادر التي أوردته وأكدته، مع ذلك نجد من يقول إنه دكتور في الجامعة يتحدث عن الموضوع وكأنه مختلق أو مدسوس على الرسول وهذه هي الكارثة الكبرى.
كما قُلنا التجهيل المتعمد هو أكبر معضلة حدثت للأمة، لأنه أثرَّ على الهوية والقيم والمبادئ والأخلاق، وأصبحنا نستمد هذه المقومات الأساسية من الغرب أو من مدارس فقهية مغلوطة كما هو حال الوهابية.
وهنا لابد من إيضاح حقيقة هامة تتعلق بهذه الواقعة ، فالغدير كما نعرف واقعة تمت بعد حجة الوداع، وبعد أن حدد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين المعالم الأساسية للحياة ، بقي الجانب الأهم المتعلق بسياسة الحكم وعند عودته وقف في المكان المعروف بغدير خُم، وطلب من المسلمين التجمع امتثالاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) في المقطع الأخير من الآية دلالة على أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يتهيب الموقف ويخشى من احتجاجات بعض أصحابه ، مع أن الله سبحانه وتعالى قد مهَّد للأمر بحادثة سابقة عندما كلف الإمام علي عليه السلام بالذهاب إلى مكة للتبليغ بآيات البراءة التي كان قد حملها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، إلا أن جبريل هبط إلى الرسول وأخبره أن هذه الآيات لا يبلغها إلا أنت أو أحد من أهلك، ومع أن أبا بكر سلَّم بالأمر وأعاد الرسالة إلى الإمام علي إلا أنه يأتي بعد مئات السنين شخص مثل ابن تيمية ليقول في كتابه “منهاج السنة” (إذا كان الرسول قد عمل هذا الشيء فإنه عنصري) تصوروا أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم خير البرية من أنقذ البشرية من الضلالة عنصري في نظر ابن تيمية، لا لشيء إلا أنه حاقد على الإمام علي -كرم الله وجه-، مع أن الواقعة تقدم دليلاً واضحاً على سياسة الحكم كمهمة خاصة منوطة بالرسول أو أحد من أهله.
ثم جاء يوم الغدير ليؤكد نفس المعنى حتى أن عمر بن الخطاب خاطب الإمام علي قائلاً: “بخٍ بخٍ يا بن أبي طالب لقد صرت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة” مع ذلك جاء من يعارض هذه الواقعة بل وينكرها في أزمنة لاحقة ، وهذا سبب ضياع الأمة وتخلفها وتحولها إلى مجرد صدى للأمم الأخرى كما هو الحال الآن ، وصندوق جباية للدول المتقدمة وعلى وجه الخصوص أمريكا، ولو أن المسلمين سلَّموا الأمر الله واتبعوا هدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لظلوا في نفس المكانة التي حققوها بعد الدعوة الإسلامية وأسسوا أكبر دولة في العالم، لكن هوى النفوس وتغلب المصالح والأنا ظلت محفوفة بالموروثات الجاهلية المتخلفة، وجعلت الأمور تسير باتجاه أخر وجعلت الأمة ترزح في هذه المكانة المتدنية مع ما تمتلك من ثروات زاخرة، إلا أنها للأسف تحولت إلى مصدر هدم لذاتها من خلال الانقياد لنزوات المترفين على شاكلة منظمات الإرهاب التي صنعتها أمريكا باسم الإسلام، أو القوى المتغطرسة الكبرى التي ترى في الإسلام مصدر شر.
المهم.. إني آليت على نفسي أن أوضح هذه الحقائق، لكي لا يظل الغباء هو السائد بعد ذلك المقيل المشؤوم، الذي شعرت فيه بالحزن على الدين والأمة والخوف على مستقبل الأجيال “لا سمح الله”.
أكتفي بهذه النبذة لعلَّ الحليم يفهم، والله من وراء القصد..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل الأفضل تأخير صلاة العشاء عن وقتها؟.. الإفتاء ترد

أسئلة كثيرة تدور حول تأخير صلاة العشاء، وهل الأفضل تأديتها في وقتها أم تأخيرها حتى منتصف الليل خاصة أنه وردت أحاديث في السنة النبوية، وفي السطور التالية نتعرف على حكم تأخير صلاة العشاء عن وقتها. 

حكم تأخير صلاة العشاء

استدل بعض الفقهاء على تأخيرُ صلاةِ العشاء وأنها أفضلُ إذا لم يَشقَّ على الناسِ ببعض أحاديث السنة النبوية، وهو مذهبُ الحنفيَّة، والحنابلة، وقول لمالكٍ، وقولٌ للشافعيِّ، وبه قال أكثرُ أهلِ العِلم، واختارَه ابنُ حَزمٍ، والشوكانيُّ.

واستشهدوا بما جاء عن سَيَّارِ بنِ سَلامةَ، قال: دخلتُ أنا وأَبي على أَبي بَرْزةَ الأسلميِّ، فقال له أَبي: كيفَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: «... وكان يَستحبُّ أنْ يُؤخِّرَ العِشاءَ، التي تَدْعونَها العَتَمةَ، وكان يَكرَهُ النَّومَ قَبلَها، والحديثَ بَعدَها...» وعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُؤخِّرُ صلاةَ العِشاءِ الآخِرةِ».

هل الأفضل تأخير صلاة العشاء؟

من جانبها أكدت دار الإفتاء المصرية أنه من الوارد في الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضلية تأخير العشاء عن أول الوقت إلى ثلث الليل أو نصفه، ومن هذه الأحاديث ما رواه الترمذي عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلأخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ» قال الترمذي: [هذا حديث حسن صحيح] اهـ، وما رواه أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ»، قال الترمذي: [حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح] اهـ.

وذكرت دار الإفتاء آراء عدد من الفقهاء ومنهم:

قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 59-60، ط. المنيرية) بعد أن ذكر جملة من الأحاديث في فضيلة التأخير: [فهذه أحاديث صحاح في فضيلة التأخير، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد وإسحاق وآخرين، وحكاه الترمذي عن أكثر العلماء من الصحابة والتابعين، ونقله ابن المنذر عن ابن مسعود وابن عباس والشافعي وأبي حنيفة.. وهو أقوى دليلًا؛ للأحاديث السابقة] اهـ. وهذا يكون لمَن يعلم من نفسه أنه إذا أخّرها لا يغلبه نوم ولا كسل، وإلا فيجب عليه تعجيلها، وأداؤها في أول الوقت.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 48، ط. دار المعرفة): [من وجد به قوة على تأخيرها -أي: العشاء-، ولم يغلبه النوم، ولم يشق على أحد من المأمومين، فالتأخير في حقه أفضل، وقد قرر النووي ذلك في "شرح مسلم"، وهو اختيار كثير من أهل الحديث من الشافعية وغيرهم] اهـ.

شوقي علام: الأفضلية تأخير صلاة العشاء عن أول الوقت

وفي هذا السياق، كان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أكد أن الوارد في الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضلية تأخير العشاء عن أول الوقت إلى ثلث الليل أو نصفه.

وأفاد «علام»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم تأخير صلاة العشاء وأدائها في جماعة؟»، بأن من هذه الأحاديث ما رواه الترمذي عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَلأخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ» قال الترمذي: [هذا حديث حسن صحيح] اهـ، وما رواه أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ»، قال الترمذي: [حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح].

وأوضح مفتي الجمهورية السابق أن أفضلية تأخير العشاء عن أول الوقت إلى ثلث الليل أو نصفه تثبت في حق النساء مطلقًا، وكذلك في حق من لا يحضرون الجماعة لعذرٍ شرعي، وأما غيرهم من الرجال فتثبت الأفضلية للتأخير في حقهم إذا كانوا جماعةً في مكانٍ وليس حولهم مسجد.

وتابع: «أما إن كان هناك مسجدٌ جامعٌ فتركوا الجماعة فيه لأجل تأخيرها مع جماعةٍ أخرى في غيرِ مسجدٍ فلا أفضلية للتأخير، وكذلك إن كان التأخير بالمسجد ولكنه يشق على المأمومين فلا أفضلية له».

طباعة شارك صلاة العشاء العشاء تأخير صلاة العشاء

مقالات مشابهة

  • أخطاء المصلين يوم الجمعة .. احذر من 11 خطأ تضيع ثواب الصلاة
  • كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • أمين الفتوى: الاتفاق على مبلغ «من تحت الترابيزة» في عقد الإيجار لا يجوز شرعًا
  • غرف في الجنة يدخلها من فعل 4 أمور.. حاول أن تكون منهم
  • هل الأفضل تأخير صلاة العشاء عن وقتها؟.. الإفتاء ترد
  • سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
  • فضل الصلاة في جوف الليل .. الأفضل بعد الفريضة
  • التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم