الكشف عن أنواع الفاكهة والخضار الأكثر تلوثًا بالمبيدات الحشرية
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف دليل المتسوّق للمبيدات في المنتجات لعام 2025 أن أكثر من 90% من عينات 12 نوعاً من الفاكهة والخضار احتوت على بقايا مبيدات حشرية يُحتمل أن تكون ضارّة.
وأُطلق على هذه القائمة اسم "Dirty Dozen" (الدزينة القذرة)، اعتماداً على أحدث بيانات الاختبارات الحكومية للمنتجات غير العضوية، وتصدرها مجموعة العمل البيئي (EWG)، وهي منظمة معنيّة بالصحة تُصدر هذا التقرير السنوي منذ عام 2004.
تصدّر السبانخ القائمة، إذ احتوى على أكبر نسبة من بقايا المبيدات بالوزن مقارنة بأي نوع آخر من المنتجات التي خضعت للاختبار، تلته الفراولة، ثم الكرنب الأجعد (إلى جانب الخردل الأخضر والكرنب)، والعنب، والخوخ، والكرز، والنكتارين، والكمثرى، والتفاح، والتوت الأسود، والتوت الأزرق، والبطاطا.
أوضحت أليكسيس تيمكين، وهي نائب رئيس قسم العلوم في مجموعة العمل البيئي (EWG)، أن التقرير السنوي لا يهدف إلى ثني المستهلكين عن تناول الفاكهة والخضار، والتي تُعد أساسية لصحة جيدة، بل يهدف إلى تزويدهم بأدوات تساعدهم على اتخاذ قرارات بشأن شراء المنتجات العضوية.
أضافت تيمكين: "يُوجد الدليل لمساعدة المستهلكين على تناول كميات كبيرة من الفاكهة والخضار مع محاولة تقليل التعرّض للمبيدات".
وأشارت إلى أن "إحدى النتائج التي أظهرتها العديد من الدراسات المحكّمة مراراً وتكراراً، هي أنه عندما ينتقل الأشخاص من نظام غذائي تقليدي إلى نظام غذائي عضوي، يمكن ملاحظة انخفاض ملحوظ وقابل للقياس في مستويات المبيدات في البول".
منذ فترة طويلة، كان التحالف من أجل الغذاء والزراعة، الذي يمثّل مزارعي المنتجات العضوية والتقليدية، من المنتقدين الدائمين للتقرير السنوي.
وقالت تيريزا ثورن، وهي المديرة التنفيذية للتحالف، في رسالة عبر البريد إلكتروني: "نحن ندعم بقوة حرية المستهلك في اختيار الفاكهة والخضار عند التسوق، لكن لا ينبغي أن يتأثر هذا الاختيار بهذه القائمة".
كيفية تنظيف المنتجات الزراعيةيجب غسل جميع المنتجات الزراعية، حتى العضوية منها، قبل تقشيرها، وذلك لتجنب انتقال الأوساخ والبكتيريا من السكين إلى الفاكهة أو الخضار، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وبعد الغسل، يُنصح بتجفيفها باستخدام قطعة قماش نظيفة أو منشفة ورقية.
شرحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنه يمكن فرك الخضار الصلبة مثل الجزر، والخيار، والبطيخ، والبطاطس بفرشاة نظيفة تحت الماء الجاري. أما باقي أنواع المنتجات، فيمكن فركها بلطف أثناء شطفها. ولا حاجة لاستخدام المبيض، أو الصابون، أو غسول خاص بالمنتجات، إذ إن الفاكهة والخضار مسامية وقد تمتص المواد الكيميائية.
يجب أيضَا إزالة الأوراق الخارجية من الكرنب، والخس، وغيرها من الخضار الورقية، مع غسل كل ورقة بعناية.
وأوضح الخبراء أنه من الأفضل استخدام ماء منخفض الضغط، ويكون أكثر دفئًا من درجة حرارة الخضار، واستخدام مصفاة لتجفيف الأوراق بعد غسلها، مع غسل المصفاة بعد الاستخدام.
أما الاستثناء فيتمثل بالخضار الورقية المعبأة والموسومة بأنها "مغسولة ثلاث مرات"، حيث أشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إلى أنه لا حاجة لغسلها مرة أخرى.
مخاطر المبيداتربطت دراسات بين المبيدات الحشرية وحالات الولادة المبكرة، والتشوهات الخلقية مثل عيوب الأنبوب العصبي، والإجهاض التلقائي، وزيادة في تلف الجينات لدى البشر. كما ارتبط التعرض للمبيدات بانخفاض تركيز الحيوانات المنوية، وأمراض القلب، والسرطان، واضطرابات أخرى.
نشر الخميس، 12 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الفاکهة والخضار
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. الصين تحقق أصعب أنواع النقل الآني الكمي
في خطوة كبيرة قد تُسرّع من بزوغ فجر الإنترنت الكمومي لعالمنا، أعلن فريق من العلماء في جامعة نانجينج بالصين عن نجاحهم في تحقيق ظاهرة "النقل الآني" للمعلومات.
هذا الإنجاز، الذي نُشر في دراسة حديثة في دورية "فيزيكال ريفيو ليترز"، يستغل أحد أغرب الظواهر في ميكانيكا الكم والتي لا تكف عن إثارة دهشة العلماء حول العالم.
ويقول شياو سونغ ما، الباحث في قسم الفيزياء في مختبر نانجينج الصيني للبنى المجهرية للحالة الصلبة، والمشارك في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت، محتفلا بالإنجاز "لقد نجحنا في إثبات إمكانية إجراء النقل الآني الكمومي من ضوء مستخدم في الاتصالات إلى ذاكرة كمومية في الحالة الصلبة تعتمد على أيونات الإربيوم".
ويكمن جوهر هذا الإنجاز في ربط عالمين، وهما عالم الفوتونات الضوئية، التي تعد أفضل حامل للمعلومات الكمومية عبر مسافات طويلة، مع عالم الذاكرة الكمومية الصلبة، القادرة على تخزين هذه المعلومات الهشة ومعالجتها.
على عكس ما تصوره أفلام الخيال العلمي، فالنقل الآني المقصود هنا ليس نقل إنسان أو مادة من مكان إلى آخر، بل المقصود هو عملية نقل "للمعلومات" أو بالأحرى للحالة الكمومية الدقيقة لجسيم ما، مثل فوتون، إلى جسيم آخر بعيد.
والحالة الكمومية هي الوصف الكامل لجميع الخصائص الممكنة لجسيم دون ذري مثل الإلكترون أو الفوتون، والتي تشمل موقعه، وسرعته، وطاقته، إلخ، ولكن بطريقة تختلف تمامًا عما يمكن أن تتصور.
في العالم الكلاسيكي (عالم الحياة اليومية)، يمكننا أن نعرف موقع وسرعة جسم ما بدقة في وقت واحد، أما في العالم الكمومي، فالحالة الكمومية لا تحدد نتيجة واحدة أكيدة، بل تعطي احتمالات لنتائج مختلفة، تخيّل مثلا أنك تصف عملة تدور في الهواء، وتقول: "هناك 50% احتمال أن تسقط على وجه الصورة، و50% على الكتابة"، لكن لا يمكنك الجزم إلا بعد أن تقع، هذا شبيه بالحالة الكمومية.
إعلانيشرح سونغ: "تصف الحالة الكمومية سلوك الفوتونات. إذ يمكن للحالة الكمومية أن توجد في حالة تراكب بحسب ميكانيكا الكم، أي قد يُحتمل أن يكون الفوتون في الحالة "أ" ويُحتمل أن يكون في الحالة "ب" في نفس الوقت، وهذا يعني أن المُستقبِل يمكنه استنساخ وتخزين الحالة الكمومية الأولية عن بُعد دون إجراء أي قياس على الفوتونات المُرسلة، وهذا هو جوهر المكررات الكمومية".
نقل من خلال ميكانيكا الكمفي الإنترنت التقليدي، تضعف الإشارة الرقمية الثنائية (0 و1) الناقلة للبيانات بعد مسافة معينة، فيقوم ما يعرف بـ"المُكرر" بقراءة الإشارة قبل ضياعها، ونسخها، ثم إعادة إرسال نسخة مُكررة قوية.
لكن هذه الطريقة مستحيلة في العالم الكمومي، إذ لا يمكن إنشاء نسخة مثالية من حالة كمومية غير معروفة لأن مجرد محاولة قراءة الحالة الكمومية بهدف تكرارها سيؤدي إلى تدميرها وفقدان معلوماتها الكمومية الاحتمالية الهشة.
ولكن في هذه التجربة، دمّر العلماء الحالة الكمومية للفوتون الأصلي في موقع الإرسال كما هو متوقع، لكنهم نجحوا في إظهار نسخة طبق الأصل منه في موقع الاستقبال، مما سمح بنقل المعلومات الكمومية قبل تعرضها للتلف أثناء الانتقال عبر الأسلاك أو القنوات المادية المعتادة، وهو أمر ضروري لبناء "مُكررات" كمومية قادرة على تطوير مدى الاتصالات الكمومية لمسافات كبيرة.
تتم العملية عبر ظاهرة كمومية شهيرة تُعرف باسم "التشابك الكمومي"، حيث يرتبط جسيمان بطريقة خفية تجعل قياس حالة أحدهما مؤثرة فوريا على حالة الآخر، حتى وإن بلغت المسافة الفاصلة بينهما الكون بأسره.
يكمن أحد الجوانب الأكثر أهمية في هذه الدراسة في اختيار مكوناتها بعناية فائقة لتكون متوافقة مع التكنولوجيا الحالية، فقد كان العثور على ذاكرة كمومية قادرة على العمل بكفاءة في نطاق مماثل للنطاق الذي تستخدمه شبكات الألياف الضوئية العالمية تحديا كبيرا من أجل الاستفادة من عقود من التطور في تكنولوجيا الاتصالات والبنية التحتية الموجودة بالفعل والبناء عليها.
هنا يأتي دور أيونات الإربيوم، وهو عنصر نادر زرعه الباحثون داخل بلورة من مادة خاصة. يعلق سونغ: "تمتلك أيونات الإربيوم تحولات بصرية فريدة ومناسبة ضمن هذا النطاق تحديدًا، مما يجعل هذا المزيج مهمًّا جدًّا لمستقبل التقنيات الكمومية".
عند تبريد أيونات الإربيوم إلى درجات حرارة شديدة الانخفاض تبلغ حوالي 200 ملي كلفن، أي أبرد من الفضاء السحيق، تصبح قادرة على امتصاص وتخزين الحالة الكمومية للفوتون الضوئي لفترة وجيزة، ثم إعادة إطلاقه عند الطلب.
تحدث عملية التخزين عندما يمتص أيون الإربيوم فوتونا ضوئيا، نتيجة لذلك فإن إلكترونا بداخله "يقفز" من مستوى طاقة منخفض إلى مستوى أعلى، هذه "القفزة" هي ما يُسمى تحولًا بصريًّا، لأنها تحدث نتيجة امتصاص الضوء (أو إطلاقه لاحقًا). خلال هذه القفزة، يحتفظ الأيون بمعلومات الفوتون، كأن الأيون صار ذاكرة مؤقتة.
وبعد فترة قصيرة، يمكن "تحفيز" الأيون ليُطلق فوتونًا يحمل نفس المعلومات الكمومية الأصلية، كأنه يخرج الرسالة المحفوظة داخله من الصندوق ويعيد إرسالها.
نقل آني للفوتوناتلتنفيذ عملية النقل الآني، صمم الفريق تجربة معقدة تتكون من عدة أجزاء رئيسية، حيث استخدموا شريحة سيليكونية قادرة على توليد أزواج من الفوتونات المتشابكة للاستفادة من خاصية التشابك الكمومي. هذه الشريحة، التي يمكن إنتاجها بكميات كبيرة، هي خطوة نحو جعل التكنولوجيا أقل تكلفة وأكثر قابلية للتطوير.
إعلانيؤخذ فوتون "دخيل" غير متشابك يحمل الحالة الكمومية المراد نقلها مع واحد من فوتوني الزوج المتشابك ويسمى الفوتون "العاطل"، ويُدفعان دفعًا للتفاعل معًا إلى أن يُدمَّر الفوتونان، ولكن بفضل التشابك الكمومي، ينقل الفوتون العاطل حالة الفوتون الدخيل فورًا إلى الفوتون البعيد قبل التدمير.
يُرسل الفوتون المتبقي، والمُسمى فوتون "الإشارة"، إلى ذاكرة الإربيوم المُهيأة لاستقباله وامتصاصه ثم إعادة إطلاقه في ذات الحالة التي تم امتصاصه فيها مكررة إياه كالصدى.
والمسافة بين عملية الامتصاص وإعادة الإطلاق تُعرف باسم فترة التخزين، وقد نجح الفريق في تخزين الحالة الكمومية المنقولة في مجموعة أيونات الإربيوم لفترة تجاوزت 2 ميكروثانية!
يقول سونغ: "زمن تماسك الفوتونات العاطلة ليس طويلاً (حوالي 1 نانوثانية)، مما يصعب تحقيق تراكب مثالي بين الفوتونات الدخيلة والفوتونات العاطلة في النطاق الزمني".
ولكن على الرغم من هذه الصعوبات، أثبت الفريق نجاح العملية، كما تمكنوا من التحقق من أن الحالة الكمومية المخزنة مطابقة للأصلية بدقة بلغت في المتوسط 81.8%، وهو ما يتجاوز بشكل كبير الحد الأقصى النظري الذي يمكن تحقيقه بأي إستراتيجية غير كمومية، مما يؤكد بشكل قاطع أن العملية كمومية بحتة.
يقول سونغ: "في رأيي، زمن التخزين العملي لشبكة كمومية واقعية يحتاج إلى أن يصل إلى أكثر من 500 ميكروثانية. لكن حاليًا، ما زال زمن التخزين في تجاربنا محدودا". أي أنها تظل فترة قصيرة جدًّا مقارنةً بتطبيقات العالم الحقيقي، ويقر الفريق بهذا التحدي ويعمل بالفعل على الخطوات التالية.