الجزيرة:
2025-10-12@20:03:50 GMT

لماذا لا تصاب الخفافيش بالسرطان؟

تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT

لماذا لا تصاب الخفافيش بالسرطان؟

كشفت دراسة تبحث في سبب عدم إصابة الخفافيش طويلة العمر بالسرطان آفاقا جديدة فيما يتعلق بالدفاعات البيولوجية التي تقاوم المرض.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة روتشسترـ ونشرت في مجلة نيتشر كومينكيشنز Nature Communications ، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

ووجد الباحثون أن 4 أنواع شائعة من الخفافيش تتمتع بقدرات خارقة تمكنها من العيش حتى 35 عاما، أي ما يعادل نحو 180 عاما من حياة الإنسان، دون الإصابة بالسرطان.

قادت الدكتورة فيرا غوربونوفا، والدكتور أندريه سيلوانوف، وهما عضوان في قسم الأحياء بجامعة روتشستر ومعهد ويلموت للسرطان، هذا العمل. ومن أهم اكتشافاتهما حول كيفية وقاية الخفافيش من السرطان:

وتوصل الباحثون إلى أن الخفافيش والبشر تمتلك جينا يسمى "بي 53" (p53)، وهو جين مثبط للأورام قادر على إيقاف السرطان. تحدث طفرات في بي 53، مما يحد من قدرته على العمل بشكل صحيح، في نحو نصف حالات سرطانات البشر).

ويحتوي نوع يعرف باسم الخفاش "البني الصغير" -الموجود في روتشستر وشمال ولاية نيويورك- على نسختين من بي 53، ويتمتع بنشاط بي 53 مرتفع مقارنة بالبشر. يمكن للمستويات العالية من بي 53 في الجسم أن تقتل الخلايا السرطانية قبل أن تصبح ضارة في عملية تعرف باسم موت الخلايا المبرمج. ومع ذلك، إذا كانت مستويات بي 53 مرتفعة جدا، فهذا أمر سيئ لأنه يقضي على عدد كبير جدا من الخلايا. لكن الخفافيش لديها نظام محسن يوازن موت الخلايا المبرمج بفعالية.

إعلان

إنزيم التيلوميراز نشط بطبيعته في الخفافيش، مما يسمح لخلاياها بالتكاثر إلى أجل غير مسمى. وهذه ميزة في الشيخوخة لأنه يدعم تجديد الأنسجة أثناء الشيخوخة والإصابة. ومع ذلك، إذا انقسمت الخلايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، فإن نشاط بي 53 الأعلى في الخفافيش يعوض ويمكنه إزالة الخلايا السرطانية التي قد تنشأ.

تتمتع الخفافيش بجهاز مناعي فعال للغاية، يقضي على العديد من مسببات الأمراض القاتلة. وقال جوربونوفا إن هذا يسهم أيضا في قدرات الخفافيش المضادة للسرطان من خلال التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها. مع تقدم البشر في السن، يتباطأ الجهاز المناعي، ويميل الناس إلى الإصابة بمزيد من الالتهابات (في المفاصل والأعضاء الأخرى)، لكن الخفافيش جيدة في السيطرة على الالتهابات أيضا. يسمح لها هذا النظام المعقد بدرء الفيروسات والأمراض المرتبطة بالعمر.

كيف تنطبق أبحاث الخفافيش على البشر؟

السرطان عملية متعددة المراحل وتتطلب العديد من "الضربات" حيث تتحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا خبيثة. وهكذا، كلما طالت حياة الإنسان أو الحيوان، زاد احتمال حدوث طفرات خلوية مصحوبة بعوامل خارجية (كالتعرض للتلوث ونمط حياة غير صحي، على سبيل المثال) تعزز الإصابة بالسرطان.

أفاد الباحثون بأن من الأمور المدهشة في دراسة الخفافيش أن الخفافيش لا تمتلك حاجزا طبيعيا ضد السرطان. يمكن لخلاياها أن تتحول إلى سرطان بـ"ضربتين" فقط – ومع ذلك، ولأن الخفافيش تمتلك آليات قوية أخرى لقمع الأورام، كما هو موضح أعلاه، فإنها تبقى على قيد الحياة.

وأكد الباحثون، بشكل هام، أنهم أكدوا أن زيادة نشاط جين بي 53 تمثل دفاعا جيدا ضد السرطان من خلال القضاء عليه أو إبطاء نموه. تستهدف العديد من الأدوية المضادة للسرطان بالفعل نشاط بي 53، ويجري دراسة المزيد.

وأضاف سيلوانوف أن زيادة إنزيم التيلوميراز بأمان قد تكون أيضا وسيلة لتطبيق نتائجهم على البشر المصابين بالسرطان، لكن هذا لم يكن جزءا من الدراسة الحالية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج

إقرأ أيضاً:

اكتشافات غيّرت حياة البشر: من البذرة إلى الشبكة الدولية

منذ أن خطا الإنسان خطواته الأولى على الأرض، لم يتوقف فضوله ولم تتوقف محاولاته لتحسين ظروف حياته. أدى ذلك إلى ظهور اكتشافات عظيمة عبر العصور غيرت حياة البشرية جمعاء ومكنت الإنسان من تحقيق إنجازات وتطوير نمط العيش نحو الأفضل، بل أعادت تشكيل الحضارات، وأنتجت أدوات لبناء العالم الذي نعيش فيه اليوم. 
هذه أبرز تلك الاكتشافات:
1- الزراعة تُمهد لاستقرار الإنسان
قبل أكثر من 10 آلاف عام، تعلّم الإنسان زراعة الأرض وتدجين الحيوانات، لتنتهي بذلك حقبة الترحال والجمع والالتقاط بحثا عن الطعام.

علاوة على توفير الطعام، أسّست الزراعة لمجتمعات مستقرة، مهدت لبناء القرى، ونشوء الاقتصاد، والبدء في تقسيم العمل، مما شكّل حجر الأساس للحضارة.
2- الكتابة: جسر يربط بين الأجيال
ظهرت الكتابة في حضارة سومر كوسيلة لتسجيل المعاملات التجارية، لكنها سرعان ما أصبحت أداة لحفظ التاريخ، ونقل العلم والتجارب إلى الأجيال المقبلة، ونشر القوانين.

كتابة هيروغليفية

من المسمارية إلى الهيروغليفية، فتحت الكتابة أبواب المعرفة، وشكلت جسرا بين الأجيال عبر الزمان.
3- العجلة: ثورة النقل 
لم يكن اختراع العجلة في الألفية الرابعة قبل الميلاد مجرد وسيلة نقل فحسب، بل أداة أحدثت ثورة في البناء والزراعة والتقنيات البدائية.

من العربات إلى الآلات البسيطة، غيّرت العجلة مفهوم الحركة. وسهلت على الإنسان التنقل حاملا معه وسائل الإنتاج والبناء.
4- الحديد يفتح عصر القوة
حين تعلم الإنسان صهر الحديد وصنع الأدوات منه، أصبح بإمكانه الزراعة بفعالية أكبر، وبناء هياكل أقوى، وتطوير أسلحة أكثر فتكا.

وإذا كان ذلك قد أدى إلى تطور المجتمعات، فإنه تسبب أيضا في تنامي الهيمنة العسكرية لبعض الحضارات.
5 – البوصلة.. وإعادة رسم الخريطة
اخترع الصينيون البوصلة، فحرّكت عجلة الاستكشافات الكبرى، وربطت الشرق بالغرب عبر تسهيل الملاحة البحرية.

أخبار ذات صلة جلسات ثرية في «ملتقى الشارقة الثقافي» سالم بن عبدالرحمن القاسمي ومحمد بن حميد القاسمي يشهدان حفلي تخريج طلبة كليات التقنية العليا في الشارقة

فتحت هذه الأداة السحرية الباب لعصر الكشوف الجغرافية، واستكشاف قارات جديدة، وتبادل حضاري لم يعرف له العالم مثيلًا قبل ذلك.
6 - المطبعة تُشعل نهضة المعرفة
مع اختراع الألماني يوهان غوتنبرغ للمطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، لم تعد المعرفة حكرًا على النخبة.

انتشرت الكتب بسرعة ومعها بات التعلم أكثر يسرا، وبدأت ثورات فكرية وثقافية، مما جعل المطبعة من أعظم محركات التغيير.
7- اللقاح: القطرة المنقذة
في عام 1796 م، طوّر الطبيب البريطاني إدوارد جينر لقاحًا ضد مرض الجدري، الذي كان يفتك بالملايين، باستخدام فيروس شبيه من البقر. من أجل هذا الاكتشاف، استحق جينر لقب "أبو علم المناعة". 

فتح هذا الاكتشاف الباب أمام علم اللقاحات، ومكن من بدء فصل جديد في الحرب ضد الأمراض المعدية، منهيا قرونا من المعاناة.
8- الكهرباء تُولد العصر الحديث
من تجارب بنجامين فرانكلين إلى محركات مايكل فاراداي، ومن مصباح توماس إديسون إلى شبكات الطاقة، غيّرت الكهرباء حياة البشر بشكل جذري.

أصبحت الطاقة الكهربائية أساس الصناعة، والاتصالات، والحياة اليومية في العصر الحديث.
9- البنسلين: ثورة في الطب
اكتشف العالم الاسكتلندي ألكسندر فليمنغ في عام 1928م أن نوعًا من العفن يقتل البكتيريا.

وقد قادت هذه الصدفة إلى تطوير أول مضاد حيوي في التاريخ "البنسلين"، وأنقذت حياة ملايين البشر الذين كانوا يموتون بسبب جرح بسيط، وأطلقت ثورة في علم الأدوية.
10 – الإنترنت: عالم بلا حدود
في أواخر القرن العشرين، خرجت الإنترنت من المختبرات العسكرية إلى كل بيت، وغيّرت جذريًا طريقة تواصل البشر، وتبادلهم للمعرفة، والتجارة، والتعليم.

أصبحت الإنترنت (الشبكة الدولية) قلب العالم النابض، ومحور كل تطور تقني لاحق ومكنت من تحويل ما كان يعتبر ضربا من الخيال إلى واقع: الذكاء الاصطناعي.  
كل واحد من هذه الاكتشافات مثل للإنسان قفزة كبيرة نحو التقدّم، ورسخ مكانته ككائن يسعى للفهم، والابتكار، والتحسين المستمر من نمط حياته. وما زالت المسيرة مستمرة... فمن يدري ما الاكتشاف الذي سيُكتب له أن يغير وجه العالم في العقود القادمة؟.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • بحبك فى الله!!
  • "دفقات طاقة" تطلقها الخلايا السرطانية قد تمهد لسياسات علاجية جديدة
  • باحثون صينيون يبتكرون طريقة لتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا قاتلة للسرطان
  • انتبه.. عارض شائع قد ينذر بالسرطان مبكرًا
  • الكلاب تصاب بإدمان اللعب... دراسة تكشف تشابهها مع البشر
  • أول إنذار يشير لإصابتك بالسرطان.. الطب البريطاني يحذر من كارثة
  • عارض شائع جداً قد ينذر بالإصابة بالسرطان
  • دراسة: بكتيريا في لقاح النحل تنتج مضادات حيوية تحمي الخلايا والمحاصيل
  • دراسة جديدة: الترامادول ليس فعالا للغاية في تخفيف الآلام المزمنة
  • اكتشافات غيّرت حياة البشر: من البذرة إلى الشبكة الدولية