حكم رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاء
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
الدعاء.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الدعاء عبادة جليلة حثَّ عليها الشرع الشريف ورغَّب فيها؛ قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]؛ قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (21/ 408، ط. مؤسسة الرسالة): [قيل: إنَّ معنى قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾: إنَّ الذين يستكبرون عن دعائي] اهـ.
وقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]؛ قال مقاتل في "تفسيره" (ص: 163-164، ط. دار إحياء التراث): [أَي فأعلمهم أنِّي قريب منهم في الاستجابة أُجِيبُ دعوة الدَّاعِ إِذا دَعانِ] اهـ.
وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]».
فضل الدعاء:
قال الإمام فضل الله التُّورِبِشْتِي في "الميسر في شرح مصابيح السنة" (2/ 514، ط. مكتبة نزار): [والعبد إذا سأل ربَّه وشكا إليه ضُرَّه، ورفع إليه حاجته فقد علم أنَّ ربَّه مرغوبٌ إليه في الحوائج، ذو قدرة على ما يشاء، وعلم أنَّه عبدٌ ضعيفٌ لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، واعترف بالفقر والفاقة والذلة لمَن يدعوه، فلذلك قال: «هُو العِبَادَة» ليدل على معنى الاختصاص] اهـ.
ومن آداب الدعاء رفع اليدين إلى السماء أثناءه، وهو ثابت مشروع؛ لما فيه من التَّضرُّع والابتهال إلى الله تعالى؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟».
قال الإمام القرطبي في "المفهم" (3/ 59، ط. دار ابن كثير): [وقوله: «يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ»؛ أي: عند الدعاء، وهذا يدلُّ على مشروعية مدِّ اليدين عنده إلى السماء] اهـ.
الدعاء
وقال الإمام نجم الدين الطوفي في "التعيين في شرح الأربعين" (1/ 114، ط. مؤسسة الريان): [قوله: «يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ» يدلُّ على أنَّ من أدب الدعاء رفع اليدين إلى السماء، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يُرَى بياض إبطيه] اهـ.
وقد جمع الإمام السيوطي الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب في رسالته "فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعاء فضل الدعاء أهمية الدعاء حكم رفع اليدين أثناء الدعاء رفع اليدين أثناء الدعاء رفع الیدین إلى السماء قال الإمام
إقرأ أيضاً:
كيف يلتزم المسلم بصلاة الفجر ولا ينام عنها؟ أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال أسامة من القليوبية، قال فيه: "أنا بنام عن صلاة الفجر، أعمل إيه علشان أواظب وأنضبط في صلاة الفجر؟".
وأوضح أمين الفتوى، خلال فتوى له، اليوم الخميس، أن صلاة الفجر من أعظم الصلوات عند الله، وهي مقياس لمحبة العبد لربه وحرصه على الطاعة، مؤكدًا أن النوم عنها تفريط ينبغي أن يسعى المسلم لعلاجه بالوسائل المشروعة.
وقال الدكتور شلبي: "أول حاجة تساعدك على المواظبة على صلاة الفجر هي النوم المبكر، لأن من ينام متأخرًا يُثقل جسده ولا يستيقظ بسهولة. فابدأ ليلك مبكرًا، واقرأ قبل نومك آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة بنية أن يوقظك الله للفجر".
وأضاف أمين الفتوى: "الأمر الثاني أن تضبط المنبه، أو تستعين بأحد من أهلك ليوقظك، أو تستخدم الوسائل الحديثة، فالأخذ بالأسباب جزء من العبادة، كما أن الدعاء من أقوى الأسباب".
وتابع: "قبل أن تنام، ادعُ الله بصدق: (اللهم أيقظني لصلاة الفجر، اللهم اجعلني من أهل صلاة الفجر)، فإذا خرج الدعاء من قلبك بصدق، استجاب الله لك، لأن النبي ﷺ قال: «الدعاء هو العبادة»".
وأشار إلى أن "من كانت له نية صادقة وهمّة حقيقية في المحافظة على صلاة الفجر، أعانه الله عليها، فالله تعالى يقول: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾، فالمجاهدة في القيام للصلاة باب من أبواب القرب".
وقال: "إذا أكرمك الله واستيقظت لصلاة الفجر، فاحمده وادعه في هذا الوقت المبارك، لأن النبي ﷺ قال: «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله»، وهذه أعظم منزلة ينالها المؤمن في يومه".