شراكة بين سونيك وول وديجيتال بلانتس لتعزيز الدفاعات السيبرانية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أعلنت شركتا سونيك وول (SonicWall) وديجيتال بلانتس (Digital Planets) – التابعة لمجموعة دي بي (DP Group) – عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف إلى رفع مستوى الحماية الرقمية في أسواق الشرق الأوسط، خلال فعاليات جيتكس جلوبال 2025 المقام في مركز دبي التجاري العالمي.
وبموجب الاتفاقية، أصبحت ديجيتال بلانتس شريكاً ذهبياً معتمداً (Gold Partner) لسونيك وول في ثلاث من أهم أسواق المنطقة وهي مصر، والسعودية، والإمارات، لتقديم حلول متطورة في مجالات الدفاع الإلكتروني والمراقبة الذكية والاستجابة السريعة للحوادث الرقمية.
تأتي هذه الشراكة في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تصاعداً غير مسبوق في حجم الهجمات السيبرانية، بالتزامن مع التوسع السريع في التحول الرقمي واعتماد المؤسسات على التقنيات السحابية والذكاء الاصطناعي. ووفقاً لتقارير متخصصة، سجلت مصر أكثر من 20 ألف هجوم سيبراني خلال النصف الأول من عام 2025، استهدفت قطاعات الاتصالات والبنية التحتية الحيوية، فيما تُقدَّر الخسائر العالمية للجرائم الإلكترونية بنحو 10.5 تريليون دولار سنوياً.
ويُتوقع أن يكون سوق الأمن السيبراني في الشرق الأوسط وأفريقيا ثاني أكبر سوق عالمي من حيث النمو، بمعدل سنوي مركب يصل إلى 16.2% خلال الأعوام المقبلة، وهو ما يبرز الحاجة المتزايدة إلى شراكات تكنولوجية قادرة على مواجهة تصاعد التهديدات الرقمية.
قال الدكتور أحمد حنفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة دي بي، إن الاتفاقية تمثل خطوة استراتيجية تتماشى مع رؤية المجموعة في تمكين التحول الرقمي الآمن لعملائها في المنطقة. وأوضح أن توقيعها خلال فعاليات جيتكس جلوبال، الذي يُعد أكبر حدث تكنولوجي عالمي، يؤكد التقاء الابتكار مع التحديات الواقعية التي تواجه المؤسسات اليوم، حيث أصبح الأمن السيبراني أحد أعمدة استدامة التحول الرقمي.
وأضاف حنفي أن دمج تقنيات سونيك وول المتقدمة مع خبرات ديجيتال بلانتس الإقليمية سيسهم في بناء منظومة حماية متكاملة للمؤسسات في مصر والإمارات والسعودية، تضمن المرونة والاستجابة الفورية في مواجهة الهجمات المعقدة وحماية الأصول الرقمية الحيوية.
أما المهندس محمد عبدالله، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في سونيك وول، فأكد أن الشراكة مع ديجيتال بلانتس تعكس التزام الشركة بتعزيز وجودها في المنطقة ودعم شركائها المحليين بأحدث التقنيات الأمنية.
وأشار إلى أن ديجيتال بلانتس تمتلك نهجاً احترافياً يركز على العميل، وهو ما يتماشى مع فلسفة سونيك وول التي تضع الشركاء في قلب منظومة العمل وتمنحهم أدوات فعالة لتأمين التحول الرقمي.
وأردف قائلاً: نهدف إلى تمكين المؤسسات من جميع الأحجام من الانتقال الآمن نحو البيئات السحابية والهجينة، في ظل تزايد المخاطر الناتجة عن التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي كان محور اهتمام جيتكس هذا العام.
ديجيتال بلانتس انضمت رسمياً إلى برنامج SecureFirst التابع لشركة سونيك وول، مما يعزز من قدراتها في تقديم خدمات الأمن السيبراني الحائزة على جوائز عالمية، بما في ذلك حلول الكشف المبكر، والدفاع التنبؤي، والمراقبة الاستباقية للشبكات.
وتأتي هذه الشراكة في سياق متنامٍ من التعاون الإقليمي لمواجهة تصاعد الهجمات الإلكترونية، إذ تشير الإحصاءات إلى أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا جاءت في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عدد الهجمات خلال عام 2024، وهو ما يجعل التعاون بين الشركتين خطوة محورية نحو بناء مستقبل رقمي أكثر أمناً واستدامة في المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دیجیتال بلانتس التحول الرقمی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
ترجمة: بدر بن خميس الظفري -
من الواضح اليوم أن وقف إطلاق النار في غزة ليس سوى «خفضٍ للنار»، لا أكثر؛ فالعدوان مستمر، والهجمات على القطاع تتكرر شبه يوميًّا.
ففي يوم واحد فقط في نهاية أكتوبر قُتل نحو مائة فلسطيني. وفي 19 نوفمبر قُتل 32، وفي 23 نوفمبر قُتل 21، وهكذا دواليك؛ فمنذ بدء وقف إطلاق النار تجاوز عدد القتلى 300، وارتفع عدد الجرحى إلى ما يقارب الألف، وسترتفع هذه الأرقام بلا شك.
التحول الحقيقي الذي حدث مع الهدنة هو تراجع الاهتمام العالمي، وتخفيف الرقابة الدولية فيما تتضح ملامح المخطط الإسرائيلي شيئًا فشيئًا، وهي فرض سيطرة دامية لا تقتصر على غزة وحدها، بل تشمل فلسطين بأكملها، وتمتد إلى المنطقة المحيطة.
وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشونال أنييس كالامار ما بعد الهدنة بأنه «وهم خطير يوحي بأن الحياة تعود إلى طبيعتها في غزة». وقالت: إن السلطات الإسرائيلية قلّصت الهجمات وسمحت بدخول بعض المساعدات، «لكن لا ينبغي للعالم أن يُخدع. فالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل لم تنتهِ»؛ فلا مستشفى واحدا في غزة عاد إلى العمل بكامل طاقته.
ومع هبوط الأمطار وانخفاض درجات الحرارة باتت آلاف العائلات مكشوفة الأسقف في خيام متهالكة. ومنذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر مُنعت أكثر من 6,500 طن من المساعدات التي تنسقها الأمم المتحدة من دخول القطاع.
ووفق منظمة أوكسفام فقد مُنعت في الأسبوعين التاليين للهدنة شحنات مياه وغذاء وخيام وإمدادات طبية تعود لسبع عشرة منظمة دولية.
والنتيجة أن سكانًا فقدوا منازلهم وأرزاقهم ومأوى آمنًا ما زالوا عاجزين عن الحصول حتى على خيام أفضل أو غذاء كافٍ. وتمسك السلطات الإسرائيلية سكان غزة في وضعية عقاب جماعي مؤلم تمنع فيها بروز أي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، وتترسخ من خلالها إسرائيل كقوة منفردة لا يُحاسبها أحد تمتلك سلطة مطلقة على أرواح الناس.
غزة ليست سوى رأس الحربة في توسّعٍ واضح للنزعة الإمبريالية الإسرائيلية توسّع يمتد إلى الضفة الغربية وما بعدها.
ففي الأراضي المحتلة يتحول القمع الذي تصاعد منذ 7 أكتوبر 2023 إلى حصار عسكري شامل. وقد أُجبر عشرات آلاف الفلسطينيين هذا العام على مغادرة منازلهم في نمط قالت عنه منظمة هيومن رايتس ووتش إنه يشكل «جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهيرًا عرقيًا يوجب التحقيق والمحاسبة».
وفي الأسبوع الماضي ظهرت لقطات مصورة لقيام جنود إسرائيليين بإعدام فلسطينيَّين في جنين بعد أن بدت عليهما نية الاستسلام. وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير منح العناصر المتورطة دعمه الكامل قائلاً إنهم تصرفوا كما يجب.
الإرهابيون يجب أن يموتوا. وما هذه إلا نافذة صغيرة في لحظة موثقة نادرة وسط نزيف مستمر؛ فقد قُتل أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين على يد قوات الاحتلال والمستوطنين خمسهم من الأطفال، وأكثر من 300 حالة يشتبه بأنها «إعدامات خارج القانون».
وفي أكتوبر سجّل مكتب الأمم المتحدة مئتين وستين هجومًا للمستوطنين، وهو أعلى رقم منذ بدء توثيق هذه الاعتداءات قبل عشرين عامًا. وأكثر من 93 في المائة من التحقيقات تُغلق بلا توجيه تهم. كما تُسجّل وفاة عشرات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بسبب الضرب أو الإهمال الطبي، ويخرج من ينجون منها ليحكوا عن جحيم من التعذيب وسوء المعاملة.
وعلى الرغم من ذلك ما تزال دائرة التفويض الإسرائيلي في القتل والاستيلاء على الأرض تتوسع.
فالأسبوع الماضي نفّذت القوات الإسرائيلية عملية توغل برّي في جنوب سوريا أسفرت عن مقتل 13 سوريًا بينهم أطفال. ورفض الجيش الإسرائيلي تقديم أي معلومات عن الجهة المستهدفة مكتفيًا بالتذكير بحقّه في ضرب الأراضي السورية، وهو ما يكرره منذ احتلاله مناطق واسعة من الجنوب السوري سابقًا.
وقد اتُّهمت القوات الإسرائيلية هناك، وفق تحقيقات هيومن رايتس ووتش باتباع الأساليب الاستعمارية نفسها المستخدمة في فلسطين، وهي التهجير القسري، ومصادرة منازل، وهدم بيوت، وقطع مصادر رزق، ونقل غير قانوني لمعتقلين سوريين إلى إسرائيل. وتعتزم إسرائيل البقاء هناك بلا أفق للانسحاب.
وفي لبنان حيث ما يزال 64 ألف شخص نازحين منذ حرب العام الماضي تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية رغم المفاوضات التي جرت في نوفمبر. فقد واصلت إسرائيل قصفها شبه اليومي للأراضي اللبنانية كان آخره الأسبوع الماضي فقط، وما تزال تحتل خمس نقاط استراتيجية تستخدمها لشن هجمات على أهداف تزعم أنها لحزب الله.
ووفق قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان؛ ارتكبت إسرائيل أكثر من 10 آلاف خرق جوي وبري للهدنة قُتل خلالها مئات الأشخاص. وفي هذه الفوضى يُطرد المدنيون مجددًا من أراضيهم، ويُتركون تحت رحمة الضربات الإسرائيلية، وكأنهم رعايا خاضعون لسيادة إسرائيلية فائقة تتجاوز كل حدود القانون.
وبحسب تقرير حديث من صحيفة نيويورك تايمز؛ فإن «الوضع في لبنان يقدم مثالًا صارخًا على شرق أوسط جديد باتت فيه اليد الإسرائيلية ممتدة في كل مكان».
فكيف يمكن وصف كل ذلك بأنه «وقف إطلاق نار»؟ وما هذا «الوضع القائم» سوى واقع متفجر لا يمكن أن ينبت فيه أي سلام حقيقي، لا في فلسطين ولا في المنطقة.
فالساسة والوسطاء والدبلوماسيون قد يكررون مفردات «الهدنة المرحلية» و«خطط إعادة الإعمار»، لكن الحقيقة أن هذه أفكار لمستقبل لن يتحقق ما دامت الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة في أراضٍ لا حقّ لها فيها.
والوهم الخطير الذي يصوّر أن الحياة تعود إلى طبيعتها لا ينطبق على غزة وحدها، بل يمتد إلى فلسطين كلها والمنطقة بأسرها. ولن يلبث أن يتبدّد.
نِسْرين مالك كاتبة في صحيفة الغارديان