#سواليف

في ظل #التصعيد #العسكري المتسارع بين #الاحتلال و #إيران، تتصاعد الانتقادات لدى #المحللين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين لغياب الرؤية الاستراتيجية لدى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين #نتنياهو، خصوصًا في ثلاث #جبهات رئيسية: #غزة، تجنيد #الحريديم، والمواجهة مع #إيران.

وكتب المحلل السياسي الإسرائيلي البارز ناحوم برنيع أن “نتنياهو لا يمتلك استراتيجية خروج في أي من هذه الساحات”، محذرًا من أن الحكومة الإسرائيلية تتحرك بلا بوصلة واضحة وسط معركة قد تتوسع دون هدف نهائي مرسوم.

برنيع أشار إلى أن الحرب الجارية ضد إيران لم تكن لتقع لولا الضوء الأخضر الأمريكي، الذي منحه الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن بشروط واضحة، أهمها أن تبقى واشنطن خارج الصورة بشكل علني، دون أن تبدو كشريكة في العملية. الهدف – وفقًا لتحليله – كان استخدام “إسرائيل” كـ”الكلب المهاجم” بغية إنهاك طهران وإعادتها إلى طاولة المفاوضات من موقع ضعف.

مقالات ذات صلة مدير الإعلام العسكري: الجيش في حالة “الإنذار القصوى” 2025/06/15

ويضيف برنيع أن نتنياهو يزعم تحقيق إنجاز إستراتيجي بقوله “أزلنا تهديد القنبلة النووية الإيرانية”، إلا أن الواقع لا يقدّم أي مؤشرات حقيقية تؤيد هذا الادعاء. على العكس من ذلك، يرى أن الضربة الإسرائيلية قد تدفع إيران إلى التخلي عن سياسة الغموض الاستراتيجي وإعلان امتلاكها للسلاح النووي بشكل رسمي، وهو تطور ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.

برنيع يلفت أيضًا إلى أن إيران ليست تنظيمًا مسلحًا، بل دولة قوية ذات مؤسسات راسخة. القادة الذين سقطوا في الهجوم سيتم استبدالهم، والبنى التحتية التي تضررت ستُعاد بناؤها. وهو يُذكّر بأن الحروب الاستباقية تبدأ عادة بنشوة وغبطة ميدانية، لكنها تنتهي بثمن باهظ يُدفع على مدى طويل، بينما الحماسة تتآكل مع الوقت.

من جهته، حذر يوسي ميلمان، أحد أبرز المختصين في الشؤون الأمنية والاستخباراتية، من المبالغة في الرهانات العسكرية. وكتب: “إلى من يُمنّي نفسه بقصف مكثف لطهران وحملات انتقام كما يتحدث وزير الجيش يوآف غالانت، من الأفضل أن يفكر مرتين”. واستعاد ميلمان دروس التاريخ الإيراني قائلاً إن طهران خلال حربها مع العراق في ثمانينات القرن الماضي تعرّضت لآلاف الصواريخ والغارات، بل حتى لأسلحة كيميائية، ومع ذلك لم تنكسر إرادتها. بل إن تلك المعاناة هي ما دفعها لاحقًا لإطلاق برنامجها الصاروخي الذي بات اليوم من أقوى برامج التسليح في المنطقة.

وفي تعبير عن خيبة الأمل من الأداء الرسمي، كتب ميلمان لاحقًا: “النشوة كانت قصيرة. حتى صباح الجمعة تساءلت: هل كان من الضروري أصلًا الدخول في هذه الحرب، وخصوصًا ضد الإيرانيين؟ الشيعة تاريخيًا مستعدون لتحمّل المعاناة. أنصح بأن نقلل الخسائر وأن نتوجه إلى ترامب ليوقف هذا الجنون من خلال اتفاق معقول، وإلا فسنجد أنفسنا نتوسّل وقف إطلاق النار، وإيران سترفض”.

وعكست الإعلامية الإسرائيلية هداس كلاين حالة الغضب والسخط السائدة في الشارع الإسرائيلي، فكتبت: “مجموعة من الأوغاد الجبناء يختبئون في ملاجئ محصنة ويغردون. يُقتل الأطفال، ويسقط القتلى، ويفقد العشرات أرواحهم. هناك أنقاض في كل مكان، وشوارع بأكملها مدمّرة”. وأضافت بحدة: “المختطفون يقبعون في الأنفاق، والجنود يسقطون واحداً تلو الآخر. انزلوا إلى الشوارع أيها القادة البائسون، الشعب يعاني — وأنتم أقل من أن تمثلوه”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف التصعيد العسكري الاحتلال إيران المحللين نتنياهو جبهات غزة الحريديم إيران

إقرأ أيضاً:

محللون: قدرات إيران الهجومية ستؤثر على سيناريو المواجهة مع اسرائيل

توقع خبراء، أن تلعب الهجمات الإيرانية على إسرائيل دورا في إعادة تشكيل المواجهة التي تحاول تل أبيب بها إنهاء البرنامج النووي الإيراني، بينما تحاول طهران الإبقاء على نفسها دولة قوية.

فعلى الرغم من الضربة الإسرائيلية القوية على إيران، إلا أن الأخيرة لم تنتظر سوى ساعات حتى نفذت ردا سريعا وقويا وغير مسبوق، وتمكنت من إيقاع خسائر في قلب إسرائيل هذه المرة، وعادت مساء السبت، لتنفذ ما تعهدت به من هجمات صاروخية غير مسبوقة طالت مواقع عدة في إسرائيل، أبرزها مدينة حيفا التي اشتعلت النيران في إحدى منشآتها الإستراتيجية.

ووفقا للباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، فقد كانت الولايات المتحدة تريد من هذه الحرب جلب طهران إلى طاولة المفاوضات قوةً، التي يستخدمها الرئيس دونالد ترامب أداة في سياسته.

لكن الإيرانيين رفضوا المضي قدما في المفاوضات، بينما إسرائيل تواصل هجماتها على العديد من المنشآت الإيرانية، مما يعني أن الحرب لن تتوقف بمجرد الدعوة إلى وقفها، كما قال مكي في تحليل للجزيرة.

ويعتقد مكي، أن الرئيس دونالد ترامب "يحاول استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– للضغط على إيران، بينما الأخير هو من يستخدم ترامب للقيام بهذا الأمر".

إعلان

وتوقع مكي، أن تشهد الساعات المقبلة تصعيدا إيرانيا واستهداف مراكز إستراتيجية وحكومية وعسكرية إسرائيلية مع تجنب استهداف مناطق المدنيين.

تصعيد إيراني متوقع

ومع إعلان طهران نيتها شن مزيد من الهجمات على إسرائيل، توقعت الباحثة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي، أن يستخدم الإيرانيون صواريخ لم تستخدم من قبل "خلال هذه الليلة".

ورغم فوارق التكنولوجيا والدعم الأميركي الكبير، فإن الصمادي ترى، أن عوامل التاريخ والجغرافيا تخدم إيران التي وصفتها بالدولة العميقة في المنطقة على عكس إسرائيل التي هي "دولة احتلال مأزومة".

وإن كل الإيرانيين المؤيدين للنظام أو المعارضين، لن يتخلوا عن حقهم في أن يكونوا بلدا قويا بالمنطقة، وفق الصمادي التي قالت، إن هذا الموقف "لن يتغير حتى لو سقط نظام الجمهورية الإسلامية الحاكم حاليا".

كما أن البرنامج النووي "يحظى بإجماع كافة التيارات السياسية الإيرانية، لأن الجميع يرى أن هذا البرنامج منجز وطني، وأن امتلاك هذه التقنية حق الأجيال الجديدة، وهي نقطة قوة داخلية في مواجهة العدوان الحالي" كما تقول الصمادي.

وحتى الخسائر التي طالت القادة العسكريين الإيرانيين الكبار في هذه الحرب، ستدفع بجيل جديد إلى القيادة، وهو جيل أكثر إيمانا بأهمية التكنولوجيا في بناء مستقبل إيران، على حد قول الصمادي، التي خلصت إلى أن المسألة حاليا "تجاوزت مستقبل النظام السياسي إلى مستقبل البلد كله"، وقالت إن "المجتمع والنظام في إيران يتغيران، وقد دخلا معا أتون هذه المواجهة".

محاولة إسقاط النظام الإيراني

وتحاول إسرائيل تخريب البرنامج النووي الإيراني أو تعطيله لأنها عاجزة عن تدميره كاملا، كما أنها تسعى إلى إسقاط النظام في طهران بتحريك الشارع ضده، لأن هذا سيؤدي بالضرورة إلى توقف هذا البرنامج، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى.

إعلان

وهذا ما يفسر استهداف إسرائيل المنشآت المدنية أكثر من النووية لأنها تحاول -وفق مصطفى- خلق نظام إيراني ضعيف سياسيا وعسكريا ومعزول إقليميا، فضلا عن سعيها إلى تدمير البرنامج الصاروخي الذي يمثل تهديدا حقيقيا لتل أبيب.

ولو نجحت إسرائيل في القضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني، فستكون سيدة الأجواء في الشرق الأوسط، على حد وصف مصطفى، الذي أشار إلى أن هذه الحرب لا تزال محل إجماع إسرائيلي لأنها في بدايتها.

ومع ذلك، أشار المتحدث إلى أن هذا الإجماع على مواصلة الحرب لن يدوم طويلا، خصوصا وأنها المرة الأولى التي يصبح فيها الداخل الإسرائيلي جزءا من المواجهة.

ومن ثم، فإن المواقف سوف تتغير عند حد معين من الخسائر، حتى لو لم يتغير الإجماع على أهداف هذه الحرب، ولو استمر الهجوم الإيراني بنفس الوتيرة ولفترة أطول، فإن الموقف الداخلي الإسرائيلي سيتصدع يقينا، كما يقول مصطفى.

وكان مسؤول أميركي قد أقر في وقت سابق، إنه من الصعب القضاء على البرنامج النووي الإيراني بواسطة العمل العسكري، وأن هذا الأمر لن يتحقق إلا بالتسوية السياسية.

وشنت إيران مساء السبت، هجوما صاروخيا جديدا بعد هجوم آخر شنته مساء الجمعة، على مناطق مختلفة في إسرائيل وأوقعت أضرارا غير مسبوقة في تل أبيب الكبرى، وذلك ردا على هجوم واسع شنته إسرائيل على الأراضي الإيرانية صباح اليوم نفسه.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة للعملية الإسرائيلية
  • يوسي ميلمان: نشوة ضرب إيران لم تدم.. قد نضطر للتوسل لإنهاء الحرب
  • هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
  • كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب إيران؟
  • محللون: قدرات إيران الهجومية ستؤثر على سيناريو المواجهة مع اسرائيل
  • بعد ضرب إيران.. نتنياهو يشعل فتيل الخطر النووي
  • “ترامب”: الضربات الإسرائيلية قد تدفع طهران للتفاوض
  • بعد الضربة الإسرائيلية .. ترامب: المسئولون الإيرانيون يتصلون بي هاتفيًا
  • محللون: الاعتداءات الإسرائيلية على إيران تصعيد سافر يهدد الأمن بالشرق الأوسط