يديعوت أحرنوت: ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر لاحتلال غزة
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، "الضوء الأخضر" لتنفيذ عملية عسكرية عنيفة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووفقا للصحيفة، فإن الاعتقاد السائد في تل أبيب وواشنطن أن الحركة "لا ترغب بالتوصل لصفقة"، على حد قولها.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي لم يعقد فيه المجلس الأمني المصغر (الكابينت)، حتى بعد نشر مقاطع الفيديو التي ظهر فيها الجنديان الأسيران لدى المقاومة، تؤكد مصادر مقربة من رئيس الوزراء، المتهم بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، أنه تُجرى نقاشات بشأن مواصلة الحرب.
ونقلت يديعوت أحرنوت، عن مقربين من نتنياهو قولهم إن "القرار قد اتُّخذ، ونتجه نحو احتلال كامل للقطاع وحسم المعركة مع حماس"، على حد زعمهم.
ومع ذلك، لم تستبعد الصحيفة أن تكون هذه التصريحات جزءا من تكتيك تفاوضي للضغط على حماس والمقاومة في القطاع.
ووفقا للمسؤولين، فإن جيش الاحتلال يسعى "لاحتلال كامل القطاع، وستشمل عملياته المناطق التي يعتقد وجود رهائن فيها"، حسب ادعائهم.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن خلال الحرب المستمر لأكثر من سنة ونصف تحديد أماكن احتجاز جنوده الأسرى لدى المقاومة، وفشلت عدة محاولات لتحرير البعض منهم.
وكشفت الصحيفة أن المسؤولين أشاروا إلى معارضة داخل الجيش لتوسيع العملية في القطاع، وأن الأزمة المتفاقمة بين المستويين السياسي والعسكري قد تدفع رئيس الأركان إيال زامير للتفكير في الاستمرار في منصبه، وقالوا "إذا لم يكن هذا مناسبا لرئيس الأركان، فليستقل".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي: حماس “بصقت” في وجه نتنياهو.. وائتلافه أدخلنا بمأزق تاريخي
#سواليف
تترقب أوساط #الاحتلال، سير العملية التفاوضية مع حماس لإنهاء #حرب_الإبادة الجارية في غزة وفق #خطة الرئيس دونالد #ترامب، ورغم تفاؤلهم بالإفراج فيها عن #الأسرى، إلا أنهم يتحدثون أنها تحمل أخبارا سيئة تتعلق بأن #إنهاء_الحرب الآن يعني نصرا كاملا لقطر، و #هزيمة_سياسية كاملة لدولة #الاحتلال، وكل هذا بسبب قصف مفرط لرئيس الحكومة بنيامين #نتنياهو على #الدوحة.
#آري_شافيت الكاتب السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن “الخبر السار هو خبر سار للغاية، لأن هناك فرصة أكبر من أي وقت مضى لانتهاء الحرب في غزة، وعودة عدد كبير من الرهائن، حتى أن ترامب نفسه أعاد الإسرائيليين إلى الواقع، فكل شيء وارد في الأفق، ولا تزال حماس قادرة على نسف الاتفاق، وتجديد الحرب، لكن هناك فرصة أكبر من أي وقت مضى لانتهاء الحرب، لأن معاناة الرهائن وكابوس أطول حرب في تاريخهم يقتربان من نهايتهما”.
وأضاف في مقال ترجمته “عربي21” أن “الخبر السيئ في الوقت ذاته هو خبر سيئ للغاية، فإذا انتهت الحرب الآن، فسوف تنتهي بانتصار كامل لقطر، وهزيمة سياسية كاملة لدولة الاحتلال، لأنه بعد أن وضع ترامب رؤية صحيحة، وأصدر إنذارا واضحا، بصقت حماس في وجهه، وكان رده متطورا وماكرا وكاذبا، حيث لم يستوفِ أيا من الشروط الأساسية لخطة السلام، لكن رئيس القوة العظمى انحنى أمام الحركة، ومسح البصاق عن وجهه”، وأعلن للعالم أن هذه قطرات مطر، وبذلك، أطلق عملية دبلوماسية حيوية بطريقة فاشلة”.
مقالات ذات صلةوأشار أن “ترامب عندما اضطر للاختيار بين تل أبيب والدوحة، فقد اختار الأخيرة، ودون أن يرف له جفن، وألقى بالأولى تحت عجلات الحافلة التي كانت تقله لحفل توزيع جوائز نوبل للسلام في ستوكهولم، والسبب المباشر للاضطراب الكبير الذي أصاب صديقنا المفترض هو الهجوم الإسرائيلي المتهوّر على قطر، هذا الفعل الأحمق الذي ارتكبه نتنياهو في الدوحة كان قنبلة واحدة زائدة عن الحد، وبدلا من محاربتها سياسيا منذ 8 أكتوبر 2023، فقد اختار التحرك ضدها عسكريا في 9 سبتمبر 2025”.
وأوضح أنه “منذ البداية، كانت مقامرة نتنياهو مجنونة، وتتمثل بالإضرار بسيادة دولة عربية يستثمر فيها الرئيس الأمريكي شخصيا ملاعب الغولف، وصناديق العملات المشفرة، وبمجرد فشل المقامرة، انتقلنا من الفائزين إلى الخاسرين في نظر ترامب، وبدأ يرانا كلاعب مجنون يعرض الاستقرار الإقليمي والشركات العائلية للخطر، وبسبب هذا، أصبح الأمريكيون قريبين جدا من جماعة الإخوان المسلمين، وباتت قطر وتركيا وسوريا أبناء واشنطن المفضّلين”.
وأكد أن ما وصفها بـ”الاضطرابات التي أحدثها ترامب لها سببان عميقان: أولاهما هو الانهيار السياسي، ففي الصيف الماضي، أصبحت دولة الاحتلال مصابة بالجذام بشكل نهائي، بعد أن خسر نتنياهو العالم والحزب الديمقراطي الأمريكي، كما فقد أيضا نصف الحزب الجمهوري، وإن الهجمات الجديدة التي يشنها قادة تيارات يمينية أمريكية على دولة الاحتلال أكثر ضراوة من هجمات اليسار التقدمي، ولا يفتقر مطوّر العقارات المحب للنجاح إلى الجوهر الذي سيضمن وقوفه بجانب الاحتلال طويلا في وجه التيار”.
وأضاف أن “السبب الثاني هو المال، فترامب محاط بمليارديرات يهود، كما يتمتع بقاعدة مانحين سخية من اليهود الإسرائيليين، لكن المال العربي اليوم يفوق في العالم المال اليهودي، وهو لا يتردد في رشوة ترامب، ودون حساب، بينما اختار اليمين الإسرائيلي ضيّق الأفق والشوفيني أن يعامل ترامب بطريقة مهينة، رغم أن لديه اعتبارات مالية عديدة تفوق حبّه” لدولة الاحتلال.
ورأى أن “هناك احتمالا بأن تنتهي الحرب، ويعود العديد من الرهائن، لكن من الصعب تصور كيف سيصمد النظام المتعصب في تل أبيب بعد فشله التام في إدارتها، ولذلك فإنه على المدى المتوسط والبعيد، سيكون وضع دولة الاحتلال حرجا، فقد تآكل تحالفها الحيوي مع الولايات المتحدة حتى النخاع، وانهار الردع السياسي، وستواصل حماس سيطرتها الفعلية على غزة”.
برغم ما يستبشر الاسرائيليون، وكذلك الفلسطينيون، بقرب نهاية حرب الإبادة الدموية في غزة، فإن أوساطا سياسية نافذة في تل أبيب على قناعة بأن خلفاء نتنياهو المقبلين سيواجهون تحديا غير مسبوق، لأن مهمتهم ستتمثل في انتشال دولة الاحتلال من قاع تاريخي غير مسبوق، بعد هزيمة سياسية غير مسبوقة، ولن تقتصر المهمة الآن على إصلاحها فحسب، بل إنقاذها أيضا من الورطات والمآزق التي وقعت فيها خلال عامي الحرب الأخيرين.