البيت الأبيض ينفي تورّط الولايات المتحدة في هجوم على إيران
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
نفى مسؤول بارز في البيت الأبيض أي مشاركة أمريكية في الهجمات التي شنتها إسرائيل على أهداف داخل إيران، وذلك في أعقاب تكثيف الضربات الإسرائيلية ضمن التصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب.
وأكد المتحدث الرسمي أليكس بفيفر أن "القوات الأمريكية ليست جزءاً من عمليات الهجوم أو التخطيط لها"، وأن دور واشنطن يقتصر على "مسار دفاعي لحماية مصالحها وأصولها في المنطقة"، بما في ذلك تأمين البعثات الدبلوماسية والقواعد العسكرية ومحطات الدعم اللوجستية .
وفي المقابل، تناول تقرير "تايم" تلميحات إلى أن الولايات المتحدة قد تكون على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية، أو أنها سمَحت بها بشكل غير معلن، إلا أن البيت الأبيض شدد على أن هذا لا يعني تورطًا مباشراً في التخطيط أو التنفيذ، بل بمعنى "الإبلاغ المعروف" المعتاد بين حلفاء ـ مما لا يغيّر حقيقة أن العمليات بقيت كلها تحت مسؤولية إسرائيل.
ويأتي التوضيح الأمريكي بعد تقارير دولية وصفت الضربات بأنها "بالتنسيق"، لكن تصريحات البنتاغون ووزارة الدفاع الأمريكية أكدت أن القوات الأميركية في المنطقة لم تشارك بأي هجوم استباقي على الأراضي الإيرانية، وأن الولايات المتحدة لم تُصدر أوامر من أي نوع بصدد الفور على التنفيذ، مؤكدة أن الأصول الأميركية تتبع “وضعية دفاعية فقط”.
جاء هذا النفي تزامناً مع موافقة ترامب على عدم اغتيال الزعيم الإيراني الأعلى، مما أبرز ما وصفه تحليل خبراء بأنه "تنسيق مرحلي شبه استخباراتي" مع الجانب الإسرائيلي، غير أن النفي الرسمي يترك مجالاً قانونياً وسياسياً لتأكيد عدم انزلاق واشنطن إلى تورط صريح في حرب مفتوحة ضد إيران.
في نفس السياق، يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن الكثير من الأنظمة الإقليمية الممتدة من الشرق الأوسط لم تتغير جذرياً؛ وأن الولايات المتحدة لم تستخدم طائراتها أو معداتها لإطلاق أو دعم الهجمات الفعلية، بل اكتفت بدور رصد وتحذير وتأمين، كما دعت مناشدتها لوقف التصعيد عبر القنوات الدبلوماسية.
وبالرغم من تكرار تقارير ترجّح وجود نوع من التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، فإن النفي الرسمي يهدف إلى تفادي اتهامات بالتورط العسكري أمام الشارع الأمريكي والكونغرس، إضافة إلى تجنّب تبعات قانونية دولية، مثل سعي بعض أعضاء الكونغرس لسن قيود تشترط تفويضاً مسبقاً لأي عمل عسكري ضد إيران .
ويبدو أن موقف واشنطن اليوم يرتكز على محاولة الحفاظ على توازن دقيق: دعم دبلوماسي وإعلامي لإسرائيل في وجه طهران، من دون الخروج عن سياق الردع الدفاعي وحدود الإجراءات الوقائية، محافِظة على "النأي بالنفس" من العمليات العسكرية المباشرة لكن مع الحفاظ على بلورة خطوط اتصال أمنية استراتيجية مع حلفاء ينتظرون تأكيد الإطار الدقيق لمنطق الردع الأمريكي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البيت الأبيض إيران إسرائيل طهران تل أبيب الضربات الإسرائيلية الولایات المتحدة البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل جديدة حول المشتبه به في حادث إطلاق النار قرب البيت الأبيض
كشفت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، عن معطيات جديدة تتعلق بالمهاجر الأفغاني رحمن الله لاكانوال، المشتبه في تنفيذه الهجوم الذي استهدف اثنين من أفراد الحرس الوطني قرب البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وأوضحت أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن عملية تطرفه الفكري تمت بعد وصوله إلى الولايات المتحدة.
وقالت نويم في مقابلة مع شبكة NBC إن لاكانوال كان مقيماً في ولاية واشنطن عندما ظهرت عليه مؤشرات التشدد، مضيفة أن المحققين يعملون حالياً على جمع مزيد من المعلومات من أفراد عائلته والمقربين منه داخل المجتمع المحلي.
وأكدت الوزيرة: "نعتقد أنه اتجه للتطرف هنا داخل الولايات المتحدة، وسنواصل التحدث مع كل من كانت تربطه به علاقة مباشرة".
ترامب يلمح إلى تعليق قبول طلبات اللجوء
وفي سياق متصل، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية بأن إدارته قد تتجه إلى تعليق استقبال طلبات اللجوء لفترة طويلة، دون تحديد سقف زمني واضح. وقال: "قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً… لدينا ما يكفي من التحديات، ولا نريد المزيد من هؤلاء الأشخاص"، في إشارة إلى المخاوف الأمنية المرتبطة ببعض الملفات.
خلفية الحادث
وكانت السلطات قد أعلنت أن لاكانوال، البالغ من العمر 29 عاماً، هو المشتبه بإطلاق النار قرب البيت الأبيض الأربعاء الماضي، في حادث أسفر عن مقتل مجندة من الحرس الوطني وإصابة آخر بجروح خطيرة.
ويذكر أن لاكانوال عمل سابقاً ضمن وحدة أفغانية مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
ورغم انتقادات إدارة ترامب للإجراءات الرقابية خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، أشارت سجلات حكومية إلى أن لاكانوال حصل على حق اللجوء في أبريل الماضي خلال فترة إدارة ترامب، بعد دخوله الولايات المتحدة عام 2021 ضمن عمليات الإجلاء التي شملت آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأميركية قبل انسحابها من أفغانستان.