تواصل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي، مسجلًا محطة دموية جديدة فجر الثلاثاء، إذ أكد مساعد الشؤون الأمنية في محافظة أصفهان الإيرانية مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين إثر استهداف إسرائيلي مباشر لنقطة تفتيش أمنية بمدينة كاشان وسط البلاد.

ووفقًا لوسائل إعلام إيرانية، نُفذ الهجوم بواسطة قذيفة أطلقتها إسرائيل، ما أدى إلى تدمير جزئي للنقطة الأمنية وإلحاق أضرار بإحدى المركبات المتوقفة في الموقع، وسط حالة استنفار أمني في المدينة.

وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن هجومًا صاروخيًا نفذه الحرس الثوري الإيراني صباح الثلاثاء استهدف مراكز استخبارات إسرائيلية شمال تل أبيب، وأسفر عن مقتل عدد من كبار ضباط جهاز الموساد، بينهم مساعد رئيس الجهاز، حسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية.

وأشارت الوكالة إلى أن الهجوم استهدف مقرات تابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي “أمان” والموساد، وأدى إلى “سقوط عدد كبير من قادة وضباط الاستخبارات والتجسس في الكيان الصهيوني”، مضيفة أن إسرائيل تفرض رقابة إعلامية صارمة على الحادث وترفض الكشف عن عدد القتلى والجرحى.

وفي بيان للحرس الثوري، أعلن أن “مجاهدي القوات الجوفضائية نفذوا عملية مؤثرة ومحورية ضد مركز استخباراتي عسكري تابع للجيش الإسرائيلي في تل أبيب”، مشيرًا إلى أن المركز المستهدف كان “مقرًا لتصميم عمليات الاغتيال والتخريب التابعة للموساد”، وأنه “احترق بالكامل ولا تزال النيران مشتعلة فيه”، على حد تعبير البيان.

في السياق، توعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، العميد رضا طلائي، بـ”كسر ظهر إسرائيل”، مؤكدًا أن تل أبيب “لا تمتلك القدرة على الصمود في حرب طويلة الأمد”. وقال طلائي، في مقابلة مع شبكة “خبر”، إن إيران تواجه “حربًا مفروضة”، متهماً العدو الإسرائيلي باستهداف النساء والأطفال منذ بداية المواجهة.

وأكد أن القوات الإيرانية استهدفت مركزًا أمنيًا استخبارياً إسرائيليًا، مشددًا على أن الدفاع الإيراني شامل ويشمل مشاركة مختلف فئات المجتمع، باستخدام كامل القدرات الهجومية والدفاعية.

في المقابل، صرّح المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغير، أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يعلن حتى الآن حالة الحرب رسميًا، موضحًا أن إعلانها سيؤدي إلى تفعيل قوانين الطوارئ القضائية، كما أصدر أوامر للمدعين العامين في البلاد بالتصدي الصارم لما وصفهم بـ”الجواسيس والعملاء” المرتبطين بإسرائيل.

وأعلنت وكالة “تسنيم” اعتقال أحد عملاء جهاز الموساد داخل إيران، كان ينشط في تصنيع المتفجرات. وأفادت بالعثور على ورشة لصناعة الطائرات المسيّرة والمتفجرات في أصفهان، إضافة إلى ورشة سرّية في مدينة ري مكونة من ثلاثة طوابق، احتوت على أكثر من 200 كيلوغرام من المواد شديدة الانفجار وطائرات مسيّرة انتحارية ومنصات إطلاق.

وفي تطور موازٍ، نفذت السلطة القضائية الإيرانية حكم الإعدام شنقًا بحق إسماعيل فكري، المدان بالتجسس لصالح الموساد، بعد إدانته بـ”الإفساد في الأرض” و”الحرابة”، في حين أعلنت الشرطة اعتقال شخصين آخرين في محافظة ألبرز بشبهة التعاون مع الجهاز الإسرائيلي.

من جهتها، أعادت السلطات الإيرانية فرض الحظر على تطبيق “واتساب”، متهمة إياه بجمع معلومات لصالح الموساد، ودعت المواطنين لحذفه، وسط تصعيد أمني أعقب الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية.

خطة إيرانية طارئة لمواجهة الاغتيالات: “البدلاء العشرة” لضمان استمرارية القيادة

في ظل التصعيد الأمني المستمر مع إسرائيل، كشفت مصادر إيرانية عن خطة طوارئ أعدّتها طهران لضمان استمرارية القيادة والحيلولة دون حدوث فراغ مؤسسي في حال استهداف قيادات بارزة في الدولة. ونقلت وكالة “فارس” عن مصدر مطلع أن الخطة، المعروفة باسم “البدلاء العشرة”، تقوم على تعيين عشرة بدلاء لكل منصب قيادي حساس في الدولة، بهدف الحفاظ على سير العمل دون انقطاع، في حال تعرض أي مسؤول لعملية اغتيال.

وفي سياق متصل، وصف مسؤول إيراني رفيع العمليات الإسرائيلية بـ”الأعمال الإرهابية”، مؤكدًا أن “إسرائيل ركّزت على مدى سنوات على تطوير قدراتها الأمنية والتكنولوجية، ما منحها قدرة عالية على تنفيذ عمليات محدودة ودقيقة داخل الأراضي الإيرانية”.

رد إسرائيلي واسع وتحذيرات من تل أبيب

في المقابل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال عدد من المواطنين الإسرائيليين بشبهة التخابر مع إيران، ضمن عملية نفذها جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن سلاح الجو دمّر نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، فيما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن إسرائيل “تضع أكثر من 10 أهداف نووية داخل طهران” على قائمة الاستهداف، بما في ذلك منشأة “فوردو”، مشددًا على أن كل بنية تحتية إيرانية تختلط بالبنية العسكرية تعتبر هدفًا مشروعًا.

وأضاف كاتس أن بلاده ستواصل استهداف القادة العسكريين والمنشآت النووية الإيرانية، فيما أشار وزير الدفاع السابق يؤاف غالانت إلى أن إسرائيل اتخذت “قرارًا حاسمًا” لمنع إيران من بلوغ القدرة النووية. وقال إن طهران كانت على وشك إنتاج الوقود النووي اللازم لصناعة قنبلة، مشيرًا إلى أن “جميع الخيارات مطروحة”، من بينها استهداف كبار القادة والعلماء.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستبعد بدوره اغتيال خامنئي، معتبرًا أن ذلك قد ينهي الصراع، فيما ألمح السفير الإسرائيلي لدى واشنطن إلى “مفاجأة مرتقبة” قد تقع الخميس أو الجمعة.

قلق دولي متزايد وتحذيرات روسية وصينية

في المقابل، أعرب الكرملين عن “قلقه العميق” إزاء التصعيد الجاري، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الوضع “يتجه نحو مزيد من التصعيد” مع تزايد الضحايا المدنيين. ودعت موسكو الطرفين إلى ضبط النفس والسير نحو مسار سياسي سلمي، مؤكدًا أن روسيا تتابع التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إيران، ملاحظًا وجود “تردد إسرائيلي” في القبول بالوساطة أو الحلول السياسية.

الإعلامي الأميركي بيل أورايلي، المعروف بقربه من الرئيس ترامب، كشف عن محادثة نصية بينهما قال فيها ترامب إن القيادة الإيرانية “ستستسلم في نهاية المطاف”، مشيرًا إلى أن واشنطن تفضّل حاليًا الضغط دون اللجوء للحرب. وأوضح أورايلي أن ترامب يراهن على انهيار النظام الإيراني من الداخل تحت ضغط اقتصادي وشعبي متزايد، لكنه لم يستبعد تنفيذ ضربات جوية أميركية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

صواريخ “فاتح” تدخل المعركة وتقلص مهلة الإنذار

أفادت وكالة “تسنيم” أن الحرس الثوري بدأ باستخدام صواريخ “فاتح” الباليستية فرط الصوتية في الهجمات الأخيرة على إسرائيل، وهو ما يمثل تطورًا نوعيًا في القدرات الإيرانية الهجومية. ويعد هذا الصاروخ من أحدث ما أنتجته طهران، وتم الكشف عنه عام 2023، وتبلغ سرعته 12 إلى 15 ماخ، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، ويتميز برأس حربي مناور يصعب على الدفاعات الجوية اعتراضه.

وصفت “روسيسكايا غازيتا” الصاروخ بأنه أحد أكثر الأسلحة الإيرانية تقدمًا، ونقلت عن خبراء عسكريين أن “فاتح” مزود بمحرك صاروخي ذي دفع موجه، ما يسمح له بتعديل مساره بسرعة عالية أثناء الطيران لضرب الأهداف بدقة.

وأشارت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى أن قدرة منظومات التحذير المسبق تراجعت بشكل كبير بسبب تغيير إيران لتكتيكاتها الهجومية، موضحة أن طهران باتت تستخدم منصات إطلاق متحركة تغادر مواقعها بسرعة، ما قلّص مهلة التحذير إلى أقل من 10 دقائق.

إيران تطلق 400 صاروخ وإسرائيل ترد بعنف

قال الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت منذ يوم الجمعة نحو 400 صاروخ ومئات المسيّرات، مؤكدًا تدمير عشرات منها إضافة إلى أكثر من ثلث منصات الإطلاق. وفي المقابل، واصلت إسرائيل استهدافها المكثف لمنشآت نووية ودفاعات جوية وقادة عسكريين إيرانيين، ضمن عملية “الأسد الصاعد”.

ورغم ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ”تراجع نسبي” في وتيرة الهجمات الإيرانية، يُتوقع أن تستأنف طهران هجماتها بكثافة، خصوصًا مع دخول الأسلحة فرط الصوتية على خط المواجهة.

وبحسب التقديرات الرسمية، سقط في إسرائيل نحو 20 قتيلاً وأصيب قرابة 390 شخصًا، فيما تشير بيانات إيرانية إلى سقوط أكثر من 220 قتيلاً في الهجمات الإسرائيلية، من بينهم شخصيات عسكرية وعلماء نوويون.

ترامب يعلن الطوارئ ويعود لواشنطن

في واشنطن، أفاد موقع “أكسيوس” بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب غادر قمة مجموعة السبع بشكل مفاجئ متوجهًا إلى البيت الأبيض، حيث عقد اجتماعًا طارئًا مع مجلس الأمن القومي لمتابعة تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران.

ودعا ترامب، في منشور عبر منصة “تروث سوشيال”، جميع سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى “الإخلاء الفوري”، ما أثار تكهنات حول احتمال توجيه ضربة أميركية وشيكة، قبل أن ينفي البيت الأبيض تلك التقارير، مشيرًا إلى أن ترامب لا يسعى لوقف إطلاق النار، بل إلى “حل نووي شامل”.

البيت الأبيض يرفض اغتيال خامنئي

وفي تطور لافت، كشفت تقارير أميركية أن ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، معتبرًا أن “من نعرفه خير ممن نجهله”، في إشارة إلى التخوف من تداعيات تغيير النظام في طهران. وأكدت مصادر في الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض لا يدعم توسيع أهداف الحرب الإسرائيلية إلى ما يشبه تغيير النظام، بل يركّز على تدمير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية فقط.

الصين تحذر وتدعو إلى خفض التصعيد

علّقت الخارجية الصينية على تصريحات ترامب بشأن طهران، محذرة من أن “صب الزيت على النار” لن يؤدي إلا إلى تعقيد المشهد وتصعيد التوتر. ودعت بكين الأطراف ذات التأثير، خصوصًا الداعمين لإسرائيل، إلى اتخاذ خطوات فورية لخفض التصعيد ومنع تمدد النزاع.

النظام الإيراني يحتفظ بتماسكه وسط التفاف شعبي

رغم الهجمات العنيفة، لم تشهد إيران أي مظاهرات ضد النظام، بل لوحظ التفاف شعبي حول القيادة، بحسب باحثين إسرائيليين. ويُعتقد أن صور الضحايا المدنيين أسهمت في تعزيز الشعور الوطني، على الرغم من وجود استياء داخلي واسع من الخروقات الأمنية. ويرى خبراء في تل أبيب أن استمرار الحرب قد يؤدي لاحقًا إلى إضعاف قدرة النظام الأمنية والاستخباراتية، لكنه في الوقت الراهن يبدو متماسكًا وعازمًا على الرد.

آخر تحديث: 17 يونيو 2025 - 18:07

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل إيران إيران وأمريكا إيران وإسرائيل اسرائيل تقصف إيران ايران تقصف اسرائيل مشیر ا إلى أن البیت الأبیض فی المقابل تل أبیب أکثر من مؤکد ا

إقرأ أيضاً:

هل تملك إسرائيل القدرة على تغيير النظام في إيران؟

تنصب المتابعة الدولية على التصعيد المتزايد بين إيران وإسرائيل، في ظل مؤشرات قوية على أن تل أبيب لا تسعى فقط إلى ردع طهران، بل ربما تسعى لإطالة أمد المواجهة. فإسرائيل، التي لطالما توعدت بتحجيم النفوذ الإيراني، لم تُخفِ طموحاتها تجاه إضعاف النظام الإيراني، بل ذهب بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى التلويح بإمكانية اغتيال المرشد الأعلى علي الخامنئي، في خطوة توحي بأن سقف المواجهة قد يكون أعلى مما هو معلن.

الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت داخل العمق الإيراني، ولا سيما مواقع ذات طابع عسكري أو نووي، دفعت طهران إلى تبني رد عسكري مباشر، تمثل في استهداف وزارة الحرب الإسرائيلية، ومصفاة حيفا، ومنشآت عسكرية أخرى. هذا الرد لم يكن مجرد محاولة لإعادة التوازن، بل حمل رسالة سياسية وأمنية لإسرائيل والولايات المتحدة بأنها لن تسمح بتكرار سيناريوهات الضربات الصامتة دون رد.

في هذا السياق، يُطرح سؤال جوهري: هل تسعى إسرائيل إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني فحسب، أم أن الهدف أوسع ويكمن في تقويض النظام نفسه؟
الإشارات التي تلت الهجوم، من تصريحات وتحليلات واصطفافات إقليمية، توحي بأن طهران ترى نفسها أمام مشروع يتجاوز الاستهداف التكتيكي إلى استهداف استراتيجي، وأن المواجهة الحالية قد تكون أحد فصول محاولة أوسع لإعادة رسم موازين القوى في المنطقة.
يلاحظ العميد الركن المتقاعد خليل الجميّل، من الناحية العسكريّة، خللا كبيرا في ميزان القوى وفوارق واضحة لصالح إسرائيل أهمّها تفوّق جوي شبه كامل للطيران الإسرائيلي، ممّا يجعل أي نقطة أو هدف إيراني في وضعٍ مكشوف وفي دائرة الاستهداف السهل، متحدثا عن ضعف الدفاعات الجويّة الإيرانية في مواجهة موجات متتالية من أسراب طائرات حديثة، وضعف إيراني تكنولوجي كبير في منظومة الرصد والانذار، لعب دورًا سلبيًّا حاسمًا في إنجاح عنصر المفاجأة للضربات الإسرائيلية الأولى وحتى اللاحقة، وهذا الضعف يقابله تفوق إسرائيلي كبير يتجلّى في رصد مكان إطلاق أي مسيرة او صاروخ إيراني في لحظة اطلاقه، ويعطي اسرائيل الوقت الكافي لاعتراض مسارها وتدمير معظمها قبل بلوغها أهدافها، ومن ثم الردّ الدقيق على منصات الاطلاق بعد انكشافها هذا فضلا عن ضعف استخباراتي إيراني كبير تجلّى في استهداف القيادات العليا وعلماء البرامج الإيرانية النوويّة بشكلٍ دقيق ومفاجئ، بالإضافة إلى تواجد فاعل للموساد الإسرائيلي وعملائه في الداخل الإيراني مع أسلحة ومعدّات متطورة وثقيلة ساهمت في توجيه سلاح الجو الإسرائيلي ميدانيًّا وضرب اهداف حساسة من داخل الأراضي الايرانيّة. كما وتجلّى الضعف الاستخباري الإيراني في عدم القدرة على اكتشاف التحضير الإسرائيلي لعمليّة عسكريّة ضخمة من هذا النوع.

ان الضربات الاسرائيليّة على ايران تكشف، بحسب العميد الجميّل، عن عمليّة بالغة الدقة والتعقيد، تمّ التخطيط والتحضير لها لسنوات، وأظهرت قدرة اسرائيل على ضرب اهداف تبعد عنها الاف الكيلومترات، فالضربات أتت دقيقة وحاسمة بينما كان الرد الإيراني يتمثّل في اطلاق اعداد كبيرة من المسيّرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، لتعطيل قدرتها على التصدي للعدد الكبير وبالتالي إنجاح وصول نسبة معيّنة إلى الداخل الإسرائيلي، ولكن تبيّن أن هذه المقذوفات الايرانيّة لم تكن بالدقّة المطلوبة لناحية مستوى الأهداف لغاية الان، مقارنةً بنوعية ومستوى الأهداف التي طالتها وتطالها إسرائيل داخل ايران.

ولكن بالرغم من التفوق التقني والتكنولوجي الإسرائيلي والمساعدة التي تتلقاها، فقد تمكّنت إيران، كما يقول العميد الجميّل، من إصابة قلب تل ابيب وإلحاق الدمار، واحداث صدمة داخل المجتمع الإسرائيلي، وفاجأت المراقبين الاسرائيليّين والأميركيين، فإيران ما زالت تملك ترسانة كبيرة قد تحوي مفاجآت غير محسوبة لا سيّما في صواريخها البالستية التي تقلق إسرائيل، بالإضافة إلى اعداد هائلة من المسيّرات الهجوميّة والانتحاريّة، فإيران تعتبر من أكبر مصنّعي المسيرات العسكريّة في العالم. بالإضافة على ذلك فأن إيران بلد مترامي الأطراف وهناك عشرات المنشئات العسكريّة التي تخزّن المسيّرات والصواريخ البالستية ومنصّات اطلاقها، والكلام عن أن الضربات الاسرائيليّة على إيران كانت قاصمة هو كلام غير منطقي، وفي حال لم يتمّ التوصّل إلى حلِّ سلمي سريع فالأيام المقبلة ستُثبت أن اطلاق الصواريخ والمسيّرات لن يتوقّف وستزداد وتيرته بعد استيعاب إيران للضربات الأولى - رغم شدّتها - ومن ثم دخولها في حالة استنفار شامل.

أمام ما تقدم ، هل تنتهي الحرب بين إيران وإسرائيل قريبًا ام انها ستزداد شراسة ابتداءً من الساعات المقبلة؟

ان تصريح إسماعيل بقائي المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الايرانيّة بأنه "طالما لم تتوقف اعتداءات الكيان الصهيوني ضد الشعب الإيراني فان المشاركة في الحوار مع طرف يُعدّ الداعم الأكبر والمتعاون مع المعتدي، لا معنى له اطلاقًا"، وقد يعني هذا التصريح ايضًا انه إذا توقفت الاعتداءات فسوف تشارك إيران في مفاوضاتٍ لاحقة.

ان من يقرأ الاحداث بشكلٍ واقعي يعرف، بحسب العميد الجميّل أن فشل المفاوضات النوويّة مع إيران ادّى إلى إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر الذي طالما تمنّته واستعدّت له، وبالتالي فانه إذا ما تحلّت إيران بالواقعية فأنها ستعود إلى طاولة المفاوضات لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه في سياسة العصا والجزرة التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركيّة، وعندها من الطبيعي أن تسبق جولة المفاوضات تصعيد عسكري من كلا الطرفين في الساعات المقبلة، فالطرف الإيراني سيستخدم اقصى إمكاناته لتحقيق انجاز يحفظ له ماء الوجه، بينما ستستغّل إسرائيل الوقت المتبقّي لتدمير ما يُمكن تدميره من اهداف حسّاسة.

انما في حال اصرّت إيران على عدم المشاركة في جولات المفاوضات ، وواصلت تصعيدها العسكري فسيكون ذلك قرارا غير واقعي، في حرب تقوم بها إسرائيل بالواسطة عن محور كامل.

الأكيد، أن ايران تخشى أولًا اسقاط النظام القائم لأنه مركز الثقل الرئيسي، فهي تعلم جيدًا،كما يقول العميد الجميّل، أنه وبحسب العلم العسكري ووفق تسلسل الاحداث في الشرق الاوسط منذ "طوفان الأقصى"، فقد تمّ ضرب مراكز الثقل الثانويّة التابعة لها، والمحيطة بها والتي كانت تحمي مركز الثقل الرئيسي، فضُربت حماس في غزة، وتمّ اضعاف حزب الله في لبنان، واسقاط النظام السوري السابق، وتحييد العراق، واضعاف الحوثيّين في اليمن، وضرت منشئاتها النوويّة وتم اغتيال قياداتها العسكريّة العليا وأهمّ علمائها النوويّين، وبالتالي اصبح ضرب مركز الثقل الرئيسي اسهل، ومن المنطقي والواقعي أن تختار ايران العودة إلى طاولة المفاوضات وتقديم بعض التنازلات للحفاظ على النظام الذي قد يستطيع ترميم هذه البرامج في ظروفٍ إقليمية وعالميّة مغايرة مستقبلًا، امّا في حال التمسّك بالبرامج النوويّة فمن الواضح أن الإصرار العالمي قد يؤدّي إلى محاولة اسقاط النظام وتدمير المنشئات النوويّة بالكامل فتكون المخاطرة بخسارة كليهما. ومن الطبيعي أن تكون المفاوضات جارية حاليًّا وفق قنوات سريّة لترتيب مخرج وإخراج يرضي الجميع، مع العلم أن إيران وبالرغم من تقليم اظفارها الإقليميّة أثبتت أنها ما زالت تملك مخالبًا يحسب لها حساب، وبأن اسقاط النظام ليس ابدًا بالأمر السهل في مجتمعٍ داعم ومجروح.

عليه فإن الحرب التي تشنها إسرائيل حاليًّا على إيران مضبوطة وفق المايسترو الأميركي الذي يرغّب ويرهّب، وهو يضبط إيقاع مستوى شدّة الحرب بدقّة متناهية، يقول العميد الجميّل، فإسرائيل قد تكون أخّرت البرنامج النووي الإيراني وارجعته سنوات إلى الوراء لكنها تحتاج إلى آليّة دوليّة للمراقبة والتأكد من عدم إعادة ترميمه، وهذا ما سوف يتقرّر خلال المفاوضات، ولا يوجد افق غير ذلك سوى استمرار الضغط على إيران وتجاوز الخطوط الحمراء في حال تفاقمت الأمور، وإذا كان الهدف الأبعد المُعلن من قبل إسرائيل هو اسقاط النظام الإيراني فمن المحتمل انها لن تتقيّد بأي خطوط حمراء اذا استمر التصعيد، ويبقى السؤال هل تملك إسرائيل القدرة على تغيير النظام في إيران التي لا تبدو ابدًا بالهشاشة التي تصورها بها وسائل الاعلام الاسرائيليّة.

في هذه الحالة من الحرب المفتوحة فإن المفاجآت التي تخبئها الدول،كما يقول العميد الجميّل لا يمكن التنبؤ بها لا سيما في حالة الحرب بين دولتين تتحضّران للحرب الشاملة بينهما منذ عقود والأوضاع العسكريّة قد تتبدّل في أي لحظة لصالح طرف على حساب أخر.
  المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة هجمات إسرائيل على إيران تشير إلى طموح أكبر: تغيير النظام Lebanon 24 هجمات إسرائيل على إيران تشير إلى طموح أكبر: تغيير النظام 15/06/2025 10:01:40 15/06/2025 10:01:40 Lebanon 24 Lebanon 24 وزيرة السياحة لورا الخازن لحود خلال حفل إطلاق مهرجانات القبيات: نستعدّ لاستقبال صيف حافل والمناطق التي عانت طويلاً من التهميش تملك القدرة لأن تزهر Lebanon 24 وزيرة السياحة لورا الخازن لحود خلال حفل إطلاق مهرجانات القبيات: نستعدّ لاستقبال صيف حافل والمناطق التي عانت طويلاً من التهميش تملك القدرة لأن تزهر 15/06/2025 10:01:40 15/06/2025 10:01:40 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الدفاع الإيراني: إسرائيل ليس لديها القدرة على تهديد إيران Lebanon 24 وزير الدفاع الإيراني: إسرائيل ليس لديها القدرة على تهديد إيران 15/06/2025 10:01:40 15/06/2025 10:01:40 Lebanon 24 Lebanon 24 سي إن إن عن تقييم استخباري أميركي: تغيير النظام في إيران كان منذ فترة طويلة هدفا للحكومة الإسرائيلية Lebanon 24 سي إن إن عن تقييم استخباري أميركي: تغيير النظام في إيران كان منذ فترة طويلة هدفا للحكومة الإسرائيلية 15/06/2025 10:01:40 15/06/2025 10:01:40 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً صناعة لبنانية 100 %.. "سكاي ليرة" أول سيارة طائرة كهربائية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية (فيديو) Lebanon 24 صناعة لبنانية 100 %.. "سكاي ليرة" أول سيارة طائرة كهربائية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية (فيديو) 02:30 | 2025-06-15 15/06/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مفاجأة تهريب مخدرات إلى لبنان.. ابتلعها لتمريرها! (صور) Lebanon 24 مفاجأة تهريب مخدرات إلى لبنان.. ابتلعها لتمريرها! (صور) 02:57 | 2025-06-15 15/06/2025 02:57:00 Lebanon 24 Lebanon 24 إشعاعات نووية قد تطال لبنان! Lebanon 24 إشعاعات نووية قد تطال لبنان! 02:15 | 2025-06-15 15/06/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الصواريخ تمرّ فوق "حفل لبناني".. شاهدوا الفيديو Lebanon 24 الصواريخ تمرّ فوق "حفل لبناني".. شاهدوا الفيديو 02:00 | 2025-06-15 15/06/2025 02:00:58 Lebanon 24 Lebanon 24 إلى متى سيبقى لبنان محيَّدًا عن صراع "الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق 3"؟ Lebanon 24 إلى متى سيبقى لبنان محيَّدًا عن صراع "الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق 3"؟ 02:00 | 2025-06-15 15/06/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة إبنه أعلن الخبر الحزين... وفاة فنان قدير بعد 5 عقود من العمل الفنيّ Lebanon 24 إبنه أعلن الخبر الحزين... وفاة فنان قدير بعد 5 عقود من العمل الفنيّ 05:49 | 2025-06-14 14/06/2025 05:49:15 Lebanon 24 Lebanon 24 "والله العظيم كلّ واحد عايش لحالو".. ممثل لبنانيّ يُؤكّد خبر إنفصاله عن زوجته (فيديو) Lebanon 24 "والله العظيم كلّ واحد عايش لحالو".. ممثل لبنانيّ يُؤكّد خبر إنفصاله عن زوجته (فيديو) 07:39 | 2025-06-14 14/06/2025 07:39:55 Lebanon 24 Lebanon 24 صحيفة إسرائيلية تنشر صورة لمرفأ بيروت.. ماذا كتبت عنها؟ Lebanon 24 صحيفة إسرائيلية تنشر صورة لمرفأ بيروت.. ماذا كتبت عنها؟ 11:48 | 2025-06-14 14/06/2025 11:48:22 Lebanon 24 Lebanon 24 "حصن صهيون": فضيحة تل أبيب التي فجّرتها إيران Lebanon 24 "حصن صهيون": فضيحة تل أبيب التي فجّرتها إيران 11:01 | 2025-06-14 14/06/2025 11:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد 20 عاماً من الزواج... ممثلة تنفصل عن زوجها الممثل (صورة) Lebanon 24 بعد 20 عاماً من الزواج... ممثلة تنفصل عن زوجها الممثل (صورة) 10:10 | 2025-06-14 14/06/2025 10:10:48 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب هتاف دهام - Hitaf Daham أيضاً في لبنان 02:30 | 2025-06-15 صناعة لبنانية 100 %.. "سكاي ليرة" أول سيارة طائرة كهربائية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية (فيديو) 02:57 | 2025-06-15 مفاجأة تهريب مخدرات إلى لبنان.. ابتلعها لتمريرها! (صور) 02:15 | 2025-06-15 إشعاعات نووية قد تطال لبنان! 02:00 | 2025-06-15 الصواريخ تمرّ فوق "حفل لبناني".. شاهدوا الفيديو 02:00 | 2025-06-15 إلى متى سيبقى لبنان محيَّدًا عن صراع "الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق 3"؟ 01:45 | 2025-06-15 مهرجانات بعلبك الدولية: "إلغاء عروض" فيديو بعد هجومها المدمّر على إيران... إسرائيل تعلن الانتهاء من عملية واسعة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية Lebanon 24 بعد هجومها المدمّر على إيران... إسرائيل تعلن الانتهاء من عملية واسعة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية 04:19 | 2025-06-13 15/06/2025 10:01:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) 04:21 | 2025-06-11 15/06/2025 10:01:40 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) 01:42 | 2025-06-11 15/06/2025 10:01:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • انفجارات تهز طهران ونطنز وترامب يدعو إلى إخلاء العاصمة الإيرانية فورًا
  • حرب بلا خطوط حمراء.. إيران وإسرائيل على حافة الانفجار الكامل
  • الاتحاد: التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يقود المنطقة إلى حافة الانفجار
  • عاجل| المنطقة على حافة الانفجار.. إيران تتوعد وإسرائيل ترد بسلسلة غارات جوية مكثفة
  • أردوغان وترامب يبحثان التصعيد بين إيران وإسرائيل
  • نتنياهو: هاجمنا إيران لمنع محرقة نووية وهذا ما قاله عن تغيير النظام
  • نتنياهو: تغيير النظام في إيران قد يكون نتيجة للعملية الإسرائيلية
  • عاجل| ترامب: منفتح على وساطة بوتين بين إيران وإسرائيل وواشنطن تراقب الوضع دون تدخل مباشر
  • هل تملك إسرائيل القدرة على تغيير النظام في إيران؟