الحفاظ على الوطن.. مسؤولية كل المصريين
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
ما حدث في الضربة الاستباقية التي نفذها الكيان الصهيوني ضد إيران يؤكد أن الأمن الداخلي لطهران كان مخترقا بشكل مكن العدو من اصطياد عدد كبير من قيادات الجيش والحرس الثوري الإيراني في ضربة نوعية، ربما لم تفق منها إيران حتى الآن، ووصل حد الاختراق إلى إطلاق مسيرات إسرائيلية من داخل الأراضي الإيرانية.
هذا الاختراق الذى دفعت طهران ثمنه باهظا، يجعل من الأهمية بمكان أن أتحدث عن مسؤولية الحفاظ على الوطن، وهل هي مسؤولية الجيش وحده، أو هي مسؤولية كل المواطنين؟
في البداية لابد أن ندرك أن الوطن ليس مجرد بقعة جغرافية نعيش عليها، أو اسم نردده.
في كل يوم، ينبغى أن نجدد الدعوة إلى الحفاظ على هذا الوطن، ليس كشعار نرفعه، بل كفعل نعيشه، ومسؤولية نتشاركها جميعاً.
قد يظن البعض أن حماية الوطن مسؤولية تقع على عاتق الجيش والشرطة فقط، أو أنها مهمة تقتصر على القيادة السياسية والحكومة. هذا فهم قاصر ومحدود.صحيح أن مؤسسات الدولة تبذل جهوداً جبارة في حفظ الأمن وصون الحدود وتطوير البلاد، لكن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها كاملة إلا إذا تكاتفت معها جهود كل المواطنين.
فالمواطن الذي يلتزم بقوانين المرور، ويحافظ على نظافة الشارع، ويؤدي عمله بإتقان، ويربي أبناءه على حب الوطن، هو جندي مجهول في معركة الحفاظ على الوطن. الطالب الذي يجتهد في دراسته، والعامل الذي يخلص في مصنعه أو حقله، والطبيب الذي يرعى مرضاه بضمير، والمعلم الذي يبني العقول، كل هؤلاء يسهمون في بناء قوة الوطن وحصانته.
والحفاظ على الوطن يتخذ أبعاداً مختلفة تتجاوز مجرد الأمن العسكري، فالمسؤولية الأمنية تبدأ من اليقظة والانتباه لأي محاولات لزعزعة الاستقرار، والإبلاغ عن أي شبهات، وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تهدف إلى بث الفتنة وتقسيم الصف الوطني، لأن حدود الوطن لا تحميها الأسوار فقط ولا قوات حرس الحدود، بل يحميها وعي أبنائه.
وهناك المسؤولية الاقتصادية التى تسهم إسهاما كبيرا فى الحفاظ على الوطن، وهى تقع على عاتق كل من يعمل وينتج ويدفع الضرائب ويحارب الفساد.دعم المنتج المحلي، ترشيد الاستهلاك، والإسهام في دوران عجلة الإنتاج، كلها خطوات حاسمة نحو بناء اقتصاد قوي قادر على توفير حياة كريمة للجميع.
ثم تأتى المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، وتتمثل في التمسك بقيم التسامح والتعاون والتراحم، احترام الآخر، نبذ التعصب، والمحافظة على النسيج المجتمعي الواحد، إنها حصون منيعة ضد أي محاولات لتفتيت الوحدة الوطنية.
وبعد ذلك المسؤولية الثقافية والحضارية ـ دون اعتبار للترتيب، لأنها جميعا على القدر نفسه من الأهمية ـ وهى تعني الاعتزاز بتاريخنا العريق، ولغتنا الجميلة، وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة. إنها مسؤولية الحفاظ على هويتنا المصرية الفريدة، ونقلها للأجيال القادمة لتكون سنداً لهم.
إن بناء مستقبل مشرق لوطننا مصر العزيزة الغالية لا ينتظر القرارات الكبرى من القمة فقط، بل يحتاج إلى المجهود اليومي المخلص من القاعدة أيضاً. كل خطوة صغيرة نحو الأفضل، كل فكرة بناءة، كل يد ممدودة للمساعدة، هي لبنة تضاف إلى صرح مصر العظيم.
فلنجعل من كل يوم فرصة جديدة لنثبت فيها أن الحفاظ على الوطن ليس مجرد واجب، بل هو شرف عظيم ومسؤولية نعتز بها جميعا، وعندما يدرك أفراد المجتمع قيمة الوطن، فإنهم يتوحدون في مواجهة التحديات ويكونون على استعداد للتضحية والعمل من أجل خير الجميع.
اللهم احفظ مصر وشعبها، ووفق ولاة أمورها لما فيه خير البلاد والعباد، وانصر جيشها على كل من أراد المساس بأمنها أو العدوان على أرضها.. اللهم آمين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر إسرائيل الشرطة الجيش إيران القيادة السياسية إبراهيم نصر الوطن صحيفة الأسبوع الحرب الإيرانية الإسرائيلية الحفاظ على أمن الوطن الحفاظ على الوطن
إقرأ أيضاً:
غوميز لـ بن نافل: كنت أكثر من مجرد رئيس
نواف السالم
وجّه الفرنسي بافيتيمبي جوميز، مهاجم الهلال السابق، رسالة مؤثرة إلى فهد بن نافل، رئيس نادي الهلال، عقب إعلانه عدم الترشح لرئاسة النادي في الدورة الانتخابية المقبلة.
وقال جوميز في رسالته عبر حساباته الرسمية: ” فهد بن نافل.. كنت أكثر بكثير من مجرد رئيس نادٍ، كنت قوة ثابتة، ومرشدًا، ورجلًا صاحب رؤية وقناعة.”
وكان فهد بن نافل قد قرر إنهاء رحلته الإدارية مع الهلال بعد مسيرة دامت نحو ستة أعوام، منذ توليه المنصب في عام 2019 وحتى 2025، قاد خلالها النادي لتحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية، في فترة تُعد من الأنجح بتاريخ الزعيم.