واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي في الصراع؟
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
تشير التحركات العسكرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط إلى أن واشنطن قد تنضم إلى إسرائيل في توجيه ضربات إلى إيران. وقد حذّر ترامب سكان طهران بإخلاء المكان، في إشارة إلى التحول من التفاوض إلى عمل عسكري محتمل. اعلان
أفادت تقارير بأن عدداً من الناقلات العسكرية الأمريكية المخصصة للتزود بالوقود، إلى جانب طائرات مقاتلة أمريكية، تحركت شرقاً فوق البحر الأبيض المتوسط بعد ظهر الثلاثاء، وسط مخاوف من احتمال انضمام واشنطن إلى إسرائيل في تنفيذ ضربات عسكرية تستهدف مواقع الأنشطة الصاروخية والنووية الإيرانية.
وكتب ترامب، مساء الاثنين، قبيل عودته إلى واشنطن في وقت مبكر من قمة مجموعة السبع في كندا: "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي". وأضاف: "على الجميع إخلاء طهران على الفور".
وشكّل تحذير ترامب المقلق لسكان العاصمة الإيرانية تحولاً مفاجئاً في الموقف الأمريكي، الذي كان يتمثل سابقاً في تجنب الانخراط العسكري المباشر في النزاع، والسعي بدلاً من ذلك إلى إيجاد حل تفاوضي لتحقيق "السلام".
وفي هذا الصدد، رصدت "يورونيوز" عبر تطبيق Flightradar لمراقبة حركة الملاحة الجوية، وبناءً على ما أكدته مصادرنا العسكرية، وإلى جانب تقارير مفتوحة المصدر صادرة عن مراقبين عسكريين على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤشرات لحركة طيران مكثفة تعكس تعزيزاً للقدرات العسكرية الأمريكية الضاربة في البحر الأبيض المتوسط، واستعدادات محتملة لتنفيذ عمل عسكري.
هل تتحرك الطائرات العسكرية الأمريكية؟ وإلى أين تتّجه؟شوهدت بعض طائرات صهاريج التزود بالوقود التابعة للقوات الجوية الأمريكية، التي كانت قد أقلعت يوم الأحد من قاعدتي "راف ميلدنهال" في المملكة المتحدة و"مورون دي لا فرونتيرا" في إسبانيا، وهي تحلق شرقاً فوق البحر الأبيض المتوسط بعد ظهر الثلاثاء، وفقاً لما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث.
ووثّق مراقبون عسكريون لحظة إقلاع طائرة من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في "ميلدنهول"، وهي ترافق مقاتلات أمريكية انطلقت من قاعدة "لاكينهيث" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
كما رصدت "يورونيوز" بعد ظهر الثلاثاء طائرات التزود بالوقود من طراز KC-135 ستراتوتانك، التابعة للقوات الجوية الأمريكية، قادمة من قاعدتي سلاح الجو الملكي في ميلدنهول والقاعدة الجوية الأمريكية في مورون دي لا فرونتيرا، وهي تحلق شرقاً قرب السواحل الإيطالية باتجاه وجهات غير معلومة.
وتُعد طائرة KC-135 ستراتوتانكر، المصنّعة من قبل شركة بوينغ، ناقلة مخصصة للتزود بالوقود جواً. وتتواجد طائرات أخرى من هذا الطراز في القواعد الجوية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا، وأفيانو في إيطاليا، وخليج خانيا-سودا في جزيرة كريت اليونانية، وذلك بهدف تعزيز وجود المقاتلات الأمريكية وقدراتها العملياتية في منطقة الشرق الأوسط.
ووفق ما نقلته مصادر عسكرية لـ"يورونيوز"، فإن الطائرات الناقلة التي وصلت ليلة الأحد إلى القاعدة الجوية الأمريكية في مورون دي لا فرونتيرا، غادرت القاعدة بعد ظهر الثلاثاء. كما تُسجَّل في الوقت نفسه حركة نشطة للطائرات المقاتلة من قواعد رامشتاين، لاكينهيث، سبانغداهلم، وأفيانو.
ووفقاً للمصادر نفسها، واستناداً إلى معطيات إضافية متوفرة، فإن الطائرات التي انطلقت من قاعدة لاكينهيث شملت مقاتلات من طراز F-15E وF-35، فيما أقلعت عدة طائرات F-16CJ/DJ من قاعدة سبانغداهليم الجوية، وF-16C/D من قاعدة أفيانو الجوية، وجميعها اتجهت نحو منطقة الشرق الأوسط.
"لست في مزاج للتفاوضأعلن وزير الدفاع الأمريكي بيتر هيغسيث، يوم الاثنين، عبر منشور على منصة التواصل الاجتماعي X، أن الولايات المتحدة بصدد نشر "قدرات إضافية" بهدف "تعزيز وضعنا الدفاعي في المنطقة".
لكن بعد ساعات فقط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ قراره مغادرة قمة مجموعة السبع في كندا قبل موعدها المحدد، مشيراً إلى أن دوافع المغادرة لا تمت بصلة لمحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال للصحافيين إنه "ليس في مزاج مناسب للتفاوض حالياً"، مضيفاً: "نحن نتطلع إلى ما هو أبعد من مجرد وقف إطلاق النار". وعندما طُلب منه توضيح مقصده، أجاب الرئيس: "نهاية... نهاية حقيقية. أما الاستسلام الكامل فلا بأس به أيضاً".
وتزامن التحول المفاجئ في موقف ترامب مع دعوات متكررة أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لإجلاء فوري لسكان طهران، محذراً من ضربات إسرائيلية وشيكة وواسعة النطاق تستهدف، على حد تعبيره، البنية التحتية النووية والمنشآت المرتبطة بالنظام. وخصّ بالذكر منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض، واصفاً إياها بأنها "مشكلة سيتم التعامل معها حتماً".
Relatedماذا نعرف عن نظام "باراك ماغن" الذي استخدمته إسرائيل لصدّ المسيّرات الإيرانية؟"أكثر من مجرد مدينة".. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيليا الإسرائيلية؟ خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاءفي السياق نفسه، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة ABC News، يوم الاثنين، بأنه لا يستبعد احتمال اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وزعم نتنياهو أن مثل هذا التحرك "لن يؤدي إلى تصعيد الصراع، بل إلى إنهائه"، وهو تصريح كرره الرئيس ترامب يوم الثلاثاء، حين استخدم أيضاً كلمة "إنهاء" في بيانه.
وفي موازاة ذلك، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الثلاثاء من أن أي تدخل عسكري محتمل من قبل الولايات المتحدة "سيجرّ" منطقة الشرق الأوسط بأكملها "بلا شك" إلى صراع أوسع نطاقاً وأكثر خطورة.
وقد شهدت العاصمة الإيرانية طهران، التي يسكنها قرابة 10 ملايين نسمة وتُعد من كبرى مدن الشرق الأوسط، حركة نزوح جماعي مع تصاعد حدة الصراع مع إسرائيل. وامتدت الاختناقات المرورية للطرق المؤدية إلى خارج المدينة، حيث توجه عدد كبير من السكان.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي إيران الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي القوات الجوية إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني قطاع غزة هجمات عسكرية علي خامنئي سوريا الشرق الأوسط البحر الأبیض المتوسط العسکریة الأمریکیة الجویة الأمریکیة حزیران یونیو 2025 الشرق الأوسط الأمریکیة فی من قاعدة
إقرأ أيضاً:
الحوثيون في مهب التحولات العسكرية الإقليمية.. تأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على الحركة اليمنية
يمن مونيتور/وحدة التقارير/من عميد المهيوبي
في خضم التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، تبرز تداعيات غير مسبوقة على المشهد اليمني، حيث تشير مصادر إلى تعرض قيادات بارزة في جماعة الحوثي لضربات جوية مفاجئة.
وأفادت تقارير محلية بوقوع غارات إسرائيلية فجر الأحد استهدفت اجتماعاً سرياً للجماعة في العاصمة صنعاء، دون أن يصدر أي بيان رسمي من الجماعة يؤكد أو ينفي الخسائر، مما يثير تساؤلات حول حجم الإصابات في صفوف القيادات.
تصاعد التوتر الإقليمي يربك الحوثيين
في هذا السياق قال الناشط السياسي وليد الجبزي في تصريح لـ”يمن مونيتور” إن “التصعيد الإقليمي الأخير أحدث ارتباكاً ملحوظاً لدى جماعة الحوثي، التي تعد أحد أبرز حلفاء طهران في المنطقة”.
وأشار الجبزي إلى أن “طائرات إسرائيلية نفذت، في الساعات الأولى من فجر الأحد، غارات دقيقة استهدفت اجتماعاً سرياً لقيادات حوثية في العاصمة صنعاء، ولم تصدر المليشيا أي بيان رسمي بشأن حصيلة الهجوم مما يعزز من فرضية إصابة أهداف حساسة وتكبد الجماعة خسائر كبيرة”.
ويرى الجبزي أن ” هذا التخبط الحوثي يأتي نتيجة مباشرة لانشغال إيران بجبهتها الاقليمية وغياب الدعم المباشر والتوجه الميداني المعتاد. معتبراً أن هذا الوضع يشكل فرصة استراتيجية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لتعزيز موقفها ميدانياً واستعادة ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قبل أن تتحول البلاد إلى ساحة جديدة للحرب بالوكالة”.
ويواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مساعيه لإعادة تفعيل العملية السياسية في اليمن.
ويرى الجبزي أن “فرص نجاح المبادرة الأممية تظل محدودة ما دام السلاح لا يزال في أيدي الحوثيين، وأن أي تسوية سياسية عادلة تتطلب نزع سلاح المليشيات وضمان عدم تكرار سيناريوهات الانقلاب والتمرد، التي تهدد استقرار اليمن ومستقبله”.
منذ صعود الحوثيين في 2014، اعتمدت الجماعة بشكل كبير على الدعم الإيراني في مختلف المجالات، من التمويل العسكري إلى الإمدادات النفطية والدعم الإعلامي والسياسي. لكن التصعيد الإسرائيلي ضد إيران، الذي شمل استهداف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية داخل العمق الإيراني، قد يؤدي إلى تراجع قدرة طهران على تمويل أذرعها الخارجية. مما قد يحول الجماعة من ورقة ضغط إلى عبء استراتيجي، ويضع مستقبلها العسكري والسياسي على المحك خلال المرحلة المقبلة.
الصحفي المتخصص في الشؤون السياسية، عبدالواسع الفاتكي، قال إن: ” التصعيد العسكري ما بين اسرائيل وايران ينعكس بشكل مباشر على الحوثي المعتمدة على الدعم الايراني منذ نشأتها كجماعة مسلحة كواحدة من أبرز أذرع ايران العسكرية في الجزيرة العربية وقد وفر هذا الارتباط لجماعة الحوثي قدرات كبيرة مكنتها من السيطرة على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة اليمنية في 21 سبتمبر 2014م”.
وأضاف أن “الضربات الاسرائيلة التي طالت بنية إيران التحتية، من مصافٍ ومنشآت حيوية، تعمق أزمتها الاقتصادية المتفاقمة بفعل العقوبات، وتجعل من الصعب عليها مواصلة تمويل حلفائها الخارجيين بنفس الزخم السابق. مرجحاً أن تُقدم طهران على إعادة هيكلة إنفاقها الخارجي، أو تقليصه، ضمن أولويات ترتكز على تأمين الجبهة الداخلية وتقليص الانفاق على اذرعها الخارجيين”.
وبيّن الفاتكي أن “النفط الإيراني المهرّب مثّل أحد أبرز أدوات التمويل غير المباشر للجماعة، عبر بيعه في السوق السوداء داخل اليمن. إلا أن الحرب والضغوط الدولية المتزايدة تجعل من هذا النمط أقل فاعلية وربما معرضاً للتوقف”.
وتابع قائلاً: “في حال استمر التصعيد ضد إيران، فإن الدعم المالي والعسكري للحوثيين مرشح للتراجع، ما قد يضع الجماعة أمام اختبار صعب يتعلق بقدرتها على الحفاظ على بنيتها القتالية والسياسية”.
يرى الفاتكي أن “المرحلة المقبلة قد تشهد تحولاً في النظرة إلى الحوثيين، ليس فقط كذراع ضغط إيراني، بل كعبء استراتيجي في حال تراجعت قدرة إيران على تقديم الدعم”، مشيراً إلى أن “الجماعة تواجه تحدياً وجودياً في ضوء معادلة جديدة تفرضها المتغيرات الإقليمية، وقد تكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مستقبلها السياسي والعسكري داخل اليمن”.
يرى العميد عبدالرحمن الربيعي، المحلل السياسي المتخصص في الشؤون العسكرية، أن أي مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل ستحمل تداعيات مباشرة وغير مباشرة على جماعة الحوثي في اليمن. ويتوقع الربيعي أن تتكبد طهران وحلفاؤها خسائر استراتيجية كبيرة جراء هذا الصراع.
وفي تصريح لـ”يمن مونيتور”، أوضح الربيعي أن إيران هي الداعم الأساسي للحوثيين، وقد ساهمت في تأسيس وتغذية العديد من الأذرع المسلحة في المنطقة، ما أثر سلبًا على الاستقرار في أربع دول عربية، بما فيها اليمن.
أشار الربيعي إلى أن النفوذ الإيراني في المنطقة يشهد تراجعًا تدريجيًا. وقد تجلى ذلك في تقلص تأثير حزب الله في لبنان، وتراجع الحضور الإيراني في سوريا والعراق. بالإضافة إلى ذلك، تلقى الحوثيون ضربات متواصلة من القوات الأمريكية خلال إدارتي الرئيس جو بايدن والرئيس الحالي ترامب.
وأضاف الربيعي أن إسرائيل استهدفت مؤخرًا بنى تحتية ومنشآت اقتصادية حيوية تابعة لإيران، مما أثر بشكل مباشر على الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مثل الصليف ورأس عيسى وميناء الحديدة، التي خرجت عن الخدمة. وقد وضع هذا الحوثيين في حالة حصار بحري وجوي خانق.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة لنهاية الصراع، يعتقد الربيعي أنه في حال توقفت العمليات العسكرية بين إيران وإسرائيل، فمن المرجح أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات بشروط أكثر صرامة. هذه الشروط قد تشمل ثلاثة ملفات أساسية: البرنامج النووي الإيراني، وتحديد قدرات إيران الصاروخية بعيدة المدى، والحد من نفوذ أذرعها في المنطقة، وعلى رأسها جماعة الحوثي.
وأشار الربيعي إلى أن إيران ستُجبر حينها على التخلي عن دعم هذه الجماعات بشكل كامل، ما سيعني حرمان الحوثيين من أي دعم
كما أكد الربيعي أن أي محاولة من الحوثيين لاستهداف الملاحة أو إغلاق مضيق باب المندب ستكون مغامرة فاشلة، وذلك في ظل الحصار الجوي والبحري المفروض، وانتشار القوات الأوروبية وحاملات الطائرات البريطانية في البحر الأحمر.
واختتم الربيعي تصريحه بالإشارة إلى توقعات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، بأن يكون عام 2025 عامًا للحسم. ويعتقد الربيعي أن ما يجري حاليًا على الأرض يشير إلى تنفيذ هذا السيناريو، بدءًا من تفكيك الأذرع وصولًا إلى “الرأس”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...