تعرف على شبكة تنوع.. مبادرة قطرية لتعزيز التعاون العالمي في علم الجينوم والصحة الدقيقة
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
شبكة "تنوّع" هي مبادرة بحثية وتطبيقية رائدة، تهدف إلى إحداث تحول جذري في علم الجينوم والصحة الدقيقة. وأطلق المبادرة معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وهو مركز وطني بحثي وتطبيقي ينضوي تحت مظلة مؤسسة قطر.
وقال معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة -في بيان صحفي وصل اليوم الجزيرة نت- إن هذه المبادرة الطموحة تُجسّد رؤية شاملة لتوحيد الجهود الفكرية والعلمية العالمية في هذا المجال الحيوي، فاسم "تنوع" دلالة عميقة على التكامل بين الخبرات المتنوعة من مختلف أنحاء العالم.
تسعى الشبكة إلى رسم ملامح جديدة لمستقبل الطب الشخصي من خلال بناء روابط علمية مستدامة بين الباحثين والخبراء. وقد انطلقت فعلياً في ديسمبر 2024 بعقد ورشة عمل دولية استمرت يومين تحت عنوان "إطلاق برامج شاملة لتمكين الرعاية الصحية الدقيقة"، وجمعت نخبة من الخبراء والباحثين من أكثر من 17 دولة. ناقش المشاركون خلال الورشة أحدث التطورات في مجال التخزين البيولوجي وعلم الجينوم التنبؤي وتطبيقاتهما في تعزيز الصحة العامة، ما يعكس الدور الريادي الذي تنهض به دولة قطر إقليميًا في مجال الطب الشخصي.
تعكس الشبكة الدور الريادي الذي تضطلع به دولة قطر إقليميًا في مجال الطب الشخصي، وسعيها لتوسيع آفاق التعاون الدولي في العلوم الصحية.
وفي هذا السياق، تؤكد السيدة ديما درويش، خبير تعليم جينومي في المعهد، أن "هذه المبادرة تمثل نموذجاً فريداً للتعاون العلمي الدولي، وتبرز كيف لوجهات النظر المتعددة أن تلتقي لتحقيق هدف مشترك". وأضافت: "تعتز دولة قطر بكونها من الدول الرائدة في تبني مفهوم الصحة الدقيقة، ونحن نعتز بدعوة العلماء وصناع السياسات من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذه الورشة والمبادرات المنبثقة عنها."
تعمل شبكة "تنوع" على تعزيز التعاون البحثي الدولي من خلال توفير منصة متكاملة لتبادل الموارد والخبرات، ودعم البحوث المشتركة التي تهدف إلى مواجهة التحديات الصحية العالمية. وبذلك، تُسهم "تنوّع" في بناء مجتمع علمي دولي يتبادل الأفكار ويعمل بروح الفريق لإيجاد حلول عملية في مجالي الصحة وعلم الجينوم.
إعلانتتميز المبادرة بتركيزها على الشمولية والتنوع، إذ تجمع تحت مظلتها خبراء من مختلف التخصصات والقطاعات والجنسيات، بما يعزز فرص تكامل البيانات وضمان خصوصية المرضى وتحويل نتائج البحوث إلى تطبيقات سريرية عملية تلبي احتياجات المجتمعات المختلفة، وتدعم التقدم في التخزين البيولوجي وعلم الجينوم على مستوى العالم.
وبعد نجاح الورشة الأولى في الدوحة، واصل المعهد مسيرة التعاون العلمي بتنظيم ورشة عمل ثانية في الجزائر خلال الشهر الماضي، ركزت على تدريب المشاركين على أحدث التقنيات الحسابية في تحليل تسلسل الجينوم وتنبؤ الجينات واستدعاء المتغيرات، إلى جانب استكشاف أدوات تصوير البيانات المتقدمة، مع التركيز بشكل خاص على التطبيقات العملية في علم الجينوم السريري والدوائي.
تشكل كل فعالية تنظمها مبادرة "تنوع" ركيزة جديدة في صرح التعاون العلمي العالمي تسهم في توسيع شبكة الخبراء والباحثين العاملين في مجال الصحة الدقيقة. وقد نجحت الشراكات التي يقودها معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة في وضع أسس متينة لتنظيم ورش عمل مستقبلية تستهدف مجالات بحثية متخصصة وتدفع عجلة الابتكار العلمي إلى الأمام.
وتعليقاً على الخطط المستقبلية، توضح ديما درويش أن "هذه الانطلاقة ليست سوى البداية، فنحن نعمل حالياً على تطوير خطط طموحة لتعميق البحث في مجال التحليل الجزيئي واستكشاف إمكاناته الواعدة".
مبادرة "تنوع" تجسد قناعة راسخة بأن التقدم الحقيقي في مجال الرعاية الصحية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تضافر جهود العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم، حيث تسهم هذه الشبكة الفريدة في صياغة مستقبل علم الجينوم والصحة الدقيقة على المستوى العالمي من خلال تعزيز التعاون طويل الأمد ودعم البحوث العلمية القائمة على البيانات الدقيقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الصحیة الدقیقة الصحة الدقیقة علم الجینوم من مختلف من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة تعزز القدرات الوطنية في مجال تقييم التكنولوجيا الصحية
أكدت وزارة الصحة العامة حرصها على تعزيز القدرات الوطنية في مجال تقييم التكنولوجيا الصحية (HTA) والسياسات الصحية لاسيما بعد إنشاء وحدة وطنية متخصصة في هذا المجال، وتطوير إطار شامل للتقييم مع معايير واضحة.
وتأتي هذه الجهود في إطار تحقيق النتيجة الثانية عشرة "التميز في البحث والتطوير والابتكار الصحي"، ضمن الأولوية الثالثة "كفاءة النظام الصحي ومرونته" في الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030.
وفي إطار ذلك نظمت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وشركة "هوفمان لا روش" ورشة عمل رفيعة المستوى لتعزيز القدرات الوطنية في تقييم التكنولوجيا الصحية والسياسات الصحية.
جاءت الورشة ضمن جهود الوزارة المستمرة لترسيخ اتخاذ القرار القائم على الأدلة عبر قطاعات الرعاية الصحية، ودفع الاستدامة والمرونة طويلة الأمد في نظام الصحة في قطر.
كما عكست الورشة التزام وزارة الصحة العامة بضمان التخصيص الفعال والعادل للموارد الصحية، ودعم الابتكار من خلال الحوكمة الفعالة للتقنيات المبتكرة، وتعزيز مرونة واستدامة النظام الصحي بشكل عام، كما أكدت أهمية الشراكات متعددة القطاعات في تحقيق الأولويات الوطنية في مجال الصحة.
وتتماشى هذه الجهود مع أهداف ركيزة التنمية البشرية لرؤية قطر الوطنية 2030 وأولويات الاستراتيجية الوطنية للصحة، لا سيما في بناء نظام صحي عالي الأداء والكفاءة، يتمحور حول الفرد، ويستند إلى البيانات، ويستجيب للاحتياجات الصحية الحالية والمستقبلية.
وشدد الدكتور أنس حمد رئيس مشروع الوحدة الوطنية لتقييم التكنولوجيا الصحية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة بوزارة الصحة العامة على أهمية تضافر الجهود لتحقيق أهداف الوزارة ضمن استراتيجيتها 2024–2030، والارتقاء بمخرجات النظام الصحي، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة في هذا المجال.
وقال إن مشروع إنشاء وحدة وطنية لتقييم التكنولوجيا الصحية يأتي بناء على الأولوية الثالثة في الاستراتيجية الوطنية للصحة المعنية بالكفاءة والمرونة، وفي سياق النتيجة الثانية عشرة الخاصة بالتميز في البحث والتطوير والابتكار حيث يعد المشروع مبادرة محورية تهدف إلى تطوير إطار متكامل وموثوق يدعم اتخاذ قرارات شفافة، مبنية على الأدلة، ضمن النظام الصحي القطري.
وأضاف أنه من خلال التقييم المنهجي للتأثيرات السريرية والاقتصادية والاجتماعية للتقنيات الصحية الحديثة، يتم العمل على ضمان تحقيق أفضل قيمة صحية للمواطنين والمقيمين، وتعزيز استدامة النظام الصحي في دولة قطر.
وأشار إلى أن الورشة تعد خطوة تأسيسية لهذا المشروع الذي يساهم في السعي نحو تحقيق نظام صحي مستدام، قائم على الرعاية الحكيمة، عالي الجودة والكفاءة، متمركز حول المريض، ويستجيب لاحتياجات الأجيال الحالية والمقبلة.
من ناحيته أشار الدكتور أحمد توفيق المدير العام لشركة "هوفمان لا روش" في منطقة الخليج إلى أهمية توحيد الجهود بين القطاع العام والقطاع الخاص في تنمية أطر الاستدامة بما يتماشى مع التوجهات المشتركة بين القطاعين.
وقال إنه يتم العمل مع الشركاء في وزارة الصحة العامة وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية لتحقيق هدف مشترك وهو تحسين الرعاية الصحية في قطر، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، لافتا إلى أنه من خلال بناء القدرات في مجال تقييم تكنولوجيا الصحة، يتم ضمان وصول العلاجات المناسبة للمرضى المناسبين في الوقت المناسب، معتمدين على أحدث الأدلة العلمية والتقنيات الحديثة.
بدوره، قال البروفيسور إلياس موسيالوس رئيس كرسي تشنغ يو تونغ للصحة العالمية ومدير مركز الصحة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية إن الكلية تفخر بتقديم برنامج تدريبي مكثف لوزارة الصحة العامة مع التركيز على الاتجاهات الرئيسية في الرعاية الصحية، والوقاية من الأمراض والتشخيص المبكر، والتقييم الاقتصادي في الرعاية الصحية باعتباره أداة أساسية لتحسين أداء النظام الصحي واتخاذ القرار، إضافة إلى برامج تقييم التكنولوجيا الصحية والأطر القائمة على القيمة التي تقدمها الابتكارات الصحية.
وقد أتاحت الورشة للمشاركين فهما شاملا ومعمقا للأطر والقدرات والعوامل الأساسية المطلوبة لبناء هيكلية فعالة لتقييم التكنولوجيا الصحية، مع التركيز على تطبيق الأدلة المستمدة من الواقع العملي لتوجيه السياسات وقرارات الاستثمار كما أرست الأساس لاستخدام منظم وممنهج للتقييم الاقتصادي ضمن إطار السياسات الصحية في قطر.