الصحة تطلق الدليل الاسترشادي لفيروس نقص المناعة
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
أطلقت وزارة الصحة ممثلة بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها اليوم بفندق ميركيور ـ مسقط "الدليل الاسترشادي لفيروس نقص المناعة البشري (HIV)".
رعى حفل الإطلاق سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري ـ وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي- بحضور الدكتورة أمل بنت سيف المعنية -المديرة العامة لمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها.
وألقى سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري كلمة أثنى فيها على الجهود المخلصة للقائمين على الدليل الإرشادي من البداية وحتى يوم الانطلاقة، كما أثنى سعادته على المجهودات الطيبة التي يقومون بها لهدف التعامل مع هذا النوع من الأمراض، وأشاد بالمنظومة الصحية لسلطنة عُمان وآلية التعامل مع هذا المرض من ناحية التشخيص الجيد، وتقديم العلاج اللازم له، والتعامل الجيد للوقاية من هذا المرض في ظل التحديات المستمرة التي يواجهها العالم حاليا، وتمنى سعادته الصحة والسلامة للجميع.
كما ألقت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية كلمة أشادت فيها بالجهود المخلصة التي قام بها فريق العمل المكلف بإعداد "الدليل الاسترشادي لفيروس نقص المناعة البشري (HIV) ".
بعدها تحدثت الدكتورة زيانة بنت خلفان الحبسية -رئيسة قسم العوز المناعي بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة- عن الوضع العام في سلطنة عُمان فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشري (HIV).
وعلى هامش حفل الإطلاق، نظم مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها حلقة عمل تدريبية حول"الدليل الاسترشادي لفيروس نقص المناعة البشري (HIV)" بمشاركة 150 موظفا من الكوادر الطبية بمختلف التخصصات الطبية والعلاجية والطبية المساعدة من المؤسسات الصحية بجميع محافظات سلطنة عُمان، حاضر فيها عدد من الكوادر الطبية من مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بالوزارة والمستشفى السلطاني.
تهدف حلقة العمل هذه إلى التعرف على آخر المستجدات الرئيسية في الدليل الاسترشادي الوطني لفيروس نقص المناعة البشرية للعام الحالي، وتحديد آثار الإرشادات الجديدة على الممارسة السريرية، وتعزيز التعاون المهني بين مقدمي خدمات فيروس نقص المناعة البشرية.
تضمنت الحلقة كذلك عدة جلسات شارك فيها عدد من المحاضرين.
الجلسة الأولى، كانت عن إطلاق الدليل الاسترشادي، والوضع الراهن لفيروس نقص المناعة البشرية في سلطنة عُمان، وتطوير الدليل والمستجدات.
الجلسة الثانية، كانت حول العلاج المضاد للفيروسات لعلاج فيروس نقص المناعة والوقاية منه.
ودار موضوع الجلسة الثالثة حول التعامل مع الفئات الخاصة المصابة بفيروس نقص المناعة البشري.
ويأتي إعداد هذا الدليل في سياق حرص وزارة الصحة على ضمان الاتساق في تقديم خدمات الرعاية والعلاج عبر مختلف المرافق الصحية، وتطبيق الممارسات الطبية المبنية على الأدلة، وتعزيز كفاءة العاملين الصحيين في التعامل مع حالات فيروس نقص المناعة البشري، ودعم أهداف الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز، وتخفيف العبء الصحي والاجتماعي للفيروس.
كما يتضمن الدليل المحدث إرشادات عملية وعلمية محدثة في مجالات التشخيص، والعلاج، والمتابعة طويلة الأمد، إلى جانب الجوانب النفسية والاجتماعية والحقوقية ذات الصلة بالأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري.
وقد طور محتوى الدليل بالتعاون مع خبراء مختصين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، مع الالتزام بالمعايير الدولية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية والبرنامج المشترك للأمم المتحدة المعني بالإيدز (UNAIDS).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فیروس نقص المناعة البشری التعامل مع
إقرأ أيضاً:
هل يمكن مكافحة العدوى بتناول الفيتامينات؟
تعتمد أجسامنا على مجموعة كاملة من الفيتامينات للنمو، والإصلاح، والحفاظ على عمل خلايانا بشكل سليم — وخصوصًا تلك التي تُشغّل جهاز المناعة.
وعندما لا نحصل على ما يكفي من هذه العناصر الغذائية الأساسية، يمكن أن تتعرض قدرتنا على مقاومة العدوى لضربة قوية، بحسب موقع "سايتك دايلي".
فهل يمكن أن تعزز مكملات الفيتامينات بالفعل دفاعاتنا المناعية؟
إنه سؤال مهم، لكن الإجابة ليست بسيطة. تُظهر الأبحاث نتائج متباينة فيما يتعلق بدور الفيتامينات في محاربة العدوى. ما نعرفه هو أن التغذية الجيدة مهمة، لكن حتى الأشخاص الأكثر صحة يمكن أن يمرضوا. تساعد الفيتامينات، لكنها ليست سوى جزء واحد من الأحجية عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الصحة.
الفيتامينات تدعم وظائف جهاز المناعة
هناك سبب يجعل كلمة "فيتامين" تستحضر صور الخضروات الورقية الطازجة والفواكه الناضجة. الأطعمة الطازجة والكاملة هي مصدر غني بالفيتامينات، وهي (من الناحية المثالية) المصدر الأساسي للفيتامينات لدى الناس. كما تنتج البكتيريا أيضًا بعض الفيتامينات، مما يُساهم في خزان المغذيات الدقيقة في الجسم.
لكن الفيتامينات لا تأتي فقط من البكتيريا؛ بل تدعم أيضًا قدرة جهاز المناعة على الاستجابة لها ولغيرها من الميكروبات. يشمل ذلك تقوية الحواجز الجسدية والكيميائية في الجسم، وتعزيز تمايز وتكاثر وعمل الخلايا المناعية الفطرية والتكيفية.
على سبيل المثال، يشارك فيتامينا A وD في تكوين الأنسجة الطلائية التي تبطّن الجلد والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، ويساعدان على إحكام الإغلاق بين الخلايا. فيتامين E يعزز إنتاج الأجسام المضادة، بينما ينظم فيتامين C إنتاج السيتوكينات بواسطة الخلايا المناعية.
كما تساعد الفيتامينات في تطور الخلايا التائية واستجابتها، وتزيد من قدرة الخلايا البالعة (البلعميات) على ابتلاع الكائنات الدقيقة، وتسهم في تشكيل ميكروبيوم الأمعاء، الذي يمكن، اعتمادًا على تركيبته، أن يمنع استعمار الميكروبات الضارة.
الفيتامينات والعدوى: السياق مهم
يسهم دور الفيتامينات في دعم جهاز المناعة في التأثير على مدى القابلية للإصابة بالعدوى ونتائجها. فالأشخاص الذين يعانون من نقص أو قصور في الفيتامينات — لأسباب متعددة، منها قلة الوصول إلى الغذاء المغذي — قد يكونون أكثر عرضة للعدوى الشديدة.
على سبيل المثال، توجد بعض الأدلة التي تدعم العلاقة بين مستويات فيتامين D في الدم وشدة الإصابة بفيروس كوفيد-19، حيث ارتبط انخفاض مستوياته بزيادة حدة المرض والوفيات.
وتشير دراسات أخرى إلى أن الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين A — وهو شائع في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ونادر في الدول الغنية — معرضون لخطر أكبر من الإصابة بالحصبة والإسهال الحاد والمميت.
كما أن تطور العدوى الناتجة عن فيروسات مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والبكتيريا مثل المطثية العسيرة (Clostridioides difficile)، مرتبط بمستويات الفيتامينات. كما يمكن للنشاط المناعي المكثف أثناء العدوى أن يُفاقم من نقص الفيتامينات، مما يُضعف الاستجابات المناعية بشكل أكبر.
مع ذلك، لا تتفق كل البيانات العلمية. فالتباين في تصميم الدراسات، وجودتها، والسكان الذين شملتهم، والنتائج المدروسة، يؤدي إلى أن دراسة ما قد تجد ارتباطًا بين فيتامين وعدوى معينة، بينما لا تجد دراسة أخرى أي علاقة.
وبالتالي، رغم وضوح أن الفيتامينات مهمة لوظائف المناعة، فإن تفاصيل تورطها في أنواع العدوى المختلفة، وبالنسبة لأشخاص مختلفين، لا تزال غير واضحة.
وما يُعد "منخفضًا" أو "غير مثالي" من مستويات الفيتامينات، خصوصًا فيما يتعلق بوظائف المناعة، هو أمر غير محدد بدقة أيضًا. كثير من الناس لا يلبّون القيم الغذائية الموصى بها (RDA) لفيتامين أو أكثر. لكن انخفاض المستوى قليلاً عن الحد الموصى به لا يعادل النقص الحاد السريري، وهو ما يُرتبط بشكل أوضح بالنتائج الصحية السلبية.
ما مدى انخفاض مستوى الفيتامينات اللازم كي يتأثر الجهاز المناعي؟ وهل القيم الموصى بها تهدف فقط إلى الوقاية من الأمراض العامة، أم أنها تعزز الاستجابات المناعية المثلى؟ هذه الأسئلة — التي تختلف إجابتها حسب الفرد والظروف — لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث.
هل تفيد مكملات الفيتامينات ضد العدوى؟
في بعض الحالات، يمكن أن يكون استخدام المكملات لرفع مستويات الفيتامينات مفيدًا لتقليل حدة العدوى، خاصة لدى من يعانون من نقص واضح. لكن هذا الأمر يجب أن يُنظر إليه بعين الحذر. خذ فيتامين A والحصبة كمثال.
توصي منظمة الصحة العالمية بأن يتلقى الأطفال المصابون بالحصبة جرعتين من مكملات فيتامين A بفاصل 24 ساعة، لتعويض النقص الذي قد يحدث أثناء الإصابة. وقد ثبت أن هذا النظام يقلل من معدلات المرض والوفيات لدى الأطفال المعرضين للخطر في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث ينتشر نقص فيتامين A. مع ذلك، فإن نفس المكملات قد لا تقدم فائدة تُذكر في دول غنية.
فعلى سبيل المثال، في دراسة شملت أكثر من 100 طفل مصاب بالحصبة في إيطاليا، لم يُلاحظ أن فيتامين A قلّل من مدة الحمى أو طول فترة البقاء في المستشفى أو مضاعفات الحصبة. وخلص الباحثون إلى أن إعطاء فيتامين A "لا يغير المسار السريري للعدوى أو معدل المضاعفات لدى الأطفال في دولة غنية."
ويمتد عدم الثبات في فعالية المكملات إلى أنواع أخرى من العدوى. فعلى الرغم من وجود بيانات تشير إلى أن انخفاض فيتامين D يرتبط بنتائج أسوأ للعدوى، لا توجد أدلة كافية على أن مكملات D فعالة في علاج كوفيد-19 أو غيره من التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية. وتشير بعض الدراسات إلى أن مكملات فيتامين C قد تقلل من خطر الإصابة بالزكام.
لكن هذه الفائدة غالبًا ما تظهر في حالات معينة، مثل التعرض للإجهاد الجسدي الشديد (كركض الماراثون)، أو اعتمادًا على الجنس، أو انخفاض مستويات C منذ البداية. أما فعاليته العامة فليست واضحة.
بالمجمل، فإن فعالية المكملات في علاج العدوى تعتمد على السياق وغالبًا ما تكون محل خلاف. ويؤكد الخبراء على ضرورة إجراء تجارب سريرية عشوائية واسعة النطاق في مجموعات سكانية متنوعة لفهم متى وكيف ولماذا يجب استخدام المكملات.
الإفراط في الفيتامينات قد يكون ضارًا
من المعروف أن الاستخدام غير السليم للمكملات يمكن أن يؤدي إلى أضرار صحية. بعض الفيتامينات، مثل A، قابلة للذوبان في الدهون (تُخزن في الكبد والأنسجة الدهنية والعضلات)، بينما البعض الآخر مثل B، يذوب في الماء (لا يُخزن ويُطرَح الزائد منه مع البول). ومع ذلك، يمكن للإفراط في كلا النوعين أن يسبب أضرارًا.
تناول جرعات زائدة من فيتامين A قد يؤدي إلى تلف الأعضاء، والدوار، وهشاشة العظام، وغيرها من المشكلات. وقد لوحظت حالات تسمم بفيتامين A خلال تفشيات حديثة للحصبة، عندما أُعطي للأطفال فيتامين A في المنزل لمحاولة الوقاية — علمًا بأن فيتامين A لا يمنع الإصابة بالحصبة، بينما اللقاح الثلاثي MMR هو الوسيلة الفعالة الوحيدة.
الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء عمومًا أقل سمّية، لكنها قد تُسبب أعراضًا مثل الإسهال، وتقلصات المعدة، وأحيانًا حصى الكلى كما في حال فيتامين C. لذلك، من الأفضل استشارة مختص صحي قبل استخدام المكملات لتفادي الأعراض غير المرغوب فيها أو الخطيرة.
الفيتامينات مهمة... لكن ليست كافية
الحصول على كفاية من الفيتامينات من النظام الغذائي، أو عبر المكملات في بعض الحالات، ضروري للصحة العامة، بما في ذلك دعم جهاز المناعة وضمان أدائه بكفاءة.
لكن رغم أهمية الفيتامينات والتغذية الجيدة، فهي تمثل جزءًا صغيرًا من معادلة الوقاية من العدوى وشدّتها. فهناك عوامل كثيرة أخرى، داخلية وخارجية — مثل العمر والبيئة — تلعب دورًا.
فمثلًا، فيتامين A لا يمكنه منع الحصبة، لكن اللقاح يمكن. الفيتامينات لا تمنع انتشار الميكروبات المحمولة جوًا، لكن تحسين التهوية وتنقية الهواء يساعد. الفيتامينات لا تكتشف الأمراض المنتشرة، لكن أنظمة مراقبة مياه الصرف تفعل ذلك بكفاءة.
الخلاصة أن للفيتامينات دور في الوقاية من العدوى وإدارتها، لكنها ليست الأداة الوحيدة. إن استخدام أدوات أخرى ثبت نجاحها، مثل اللقاحات، ضروري لمكافحة الأمراض.