دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
الدراسة، التي أجراها قسم الأبحاث بمؤسسة "كايزر بيرماننت" (Kaiser Permanente) الأمريكية تابعت حالة أكثر من نصف مليون مريض (تحديدا 650 ألف مريض)، بالغ مصاب بالسكري من النوع الثاني في عدد من الولايات الأمريكية في الفترة بين عامي 2014 و2023، حسبما ذكرت الكاتبة كاثرين هو بصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل (San Francisco Chronicle) اليومية.
ووجد الباحثون في الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "رعاية مرضى السكري" (Diabetes Care) الأربعاء (30 يوليو/ تموز 2025)، أن نحو 3% من المشاركين – أي حوالي 16 ألف شخص – تمكنوا من الوصول إلى مرحلة "الشفاء التام"، بعد توقفهم عن تناول أدوية خفض السكر، مع بقاء معدل السكر التراكمي لديهم أقل من 6.5% لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وتناول معظم المشاركين في الدراسة "الميتفورمين"، وهو دواء شائع لعلاج السكري.
وأوضح لويس رودريغيز، الباحث بمؤسسة كايزر بيرماننت والمؤلف الرئيسي لتلك الدراسة، أن الشفاء لم يقتصر على من خضعوا لجراحات السمنة، بل شمل مرضى اعتمدوا فقط على تغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني. وقال: "هذه رسالة مفعمة بالأمل"، خاصة للمرضى في المراحل المبكرة من المرض.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الشباب والذين شُخّصوا حديثًا كانوا الأكثر قدرة على التعافي من المرض، خصوصًا من بدأوا بمستويات سكر تراكمي منخفضة نسبيًا. كما أن فقدان الوزن لعب دورًا محوريًا، إذ فقد 57% من المتعافين ما لا يقل عن 3% من وزنهم. وذكرت كاثرين هو بصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل أن الدراسة لم تُخفِ التحديات. فحوالي 37% من المتعافين عادوا لتناول الأدوية خلال ثلاث سنوات، ما يشير إلى صعوبة الحفاظ على الشفاء دون دعم مستمر.
ورغم أن الدراسة لم تحدد بدقة كيف غيّر المرضى نمط حياتهم، إلا أن فقدان الوزن وتعديل النظام الغذائي يظلان العاملين الأبرز. ويأمل الباحثون أن تُشجّع هذه النتائج على إعادة التفكير في أهداف علاج السكري، من مجرد "إدارة المرض" إلى "السعي نحو الشفاء".
وقال رودريغيز: "لا تشير دراستنا إلى سهولة علاج داء السكري، لكنها تُظهر أنه مع الدعم المناسب والتدخلات في الوقت المناسب، يمكن لبعض المرضى تحقيق شفاء تام". وأعرب أن أمله في أن تفتح هذه النتائج بابًا لحوارات جديدة بين المرضى والأطباء حول إمكانيات التعافي، وتشجع على المزيد من الأبحاث لجعل الشفاء هدفًا واقعيًا لعدد أكبر من المرضى.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
دراسة: الزيتون المحلي يمتلك مقومات التصدير للأسواق العالمية
أكدت دراسة أن زيت الزيتون العُماني يكتسب سمعة متنامية في الأسواق الإقليمية والدولية بفضل جودته العالية ونكهته المميزة.
وتناولت الدراسة التي قام بها الأستاذ الدكتور راشد بن عبدالله اليحيائي، عميد كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس واقع زراعة الزيتون في سلطنة عُمان وآفاق تطويره كقطاع واعد يسهم في تحقيق الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني
وأوضح اليحيائي أن رحلة زراعة الزيتون في سلطنة عمان بدأت في تسعينيات القرن الماضي، بإدخال 10 آلاف شتلة من أصناف مختلفة، أثبت بعضها قدرة عالية على التأقلم مع المناخ المحلي، مما مهد الطريق أمام التوسع في زراعته.
وتنتشر أشجار الزيتون على امتداد الجبال العُمانية، وتحديدًا في الجبل الأخضر وجبال الحجر الغربي، في مشهد يعكس رؤية طموحة لتعزيز الإنتاج الزراعي وتنويع مصادر الدخل.
وأشارت الدراسة إلى أن النجاح لم يقتصر على زراعة الأشجار فحسب، بل شمل الإنتاج الذي شهد نموا ملحوظا، حيث تجاوز إنتاج الزيتون 83 طنا، مع إنتاج 10 آلاف لتر من زيت الزيتون في عام 2022م. ورغم هذا التقدم، لا يزال الطلب المحلي يفوق الإنتاج، إذ بلغت واردات سلطنة عُمان أكثر من 24 ألف طن من الزيتون وزيته بين عامي 2020 و2022م، وهو ما يستدعي تعزيز الإنتاج المحلي لسد الفجوة بين العرض والطلب.
كما تناولت الدراسة دور المؤسسات المعنية في دعم المزارعين، بدءا من توفير الشتلات مجانا، مرورا بالبرامج التدريبية، ووصولا إلى إنشاء معاصر متطورة تسهم في رفع كفاءة الإنتاج. وأسهمت هذه الجهود في ارتفاع عدد أشجار الزيتون إلى 20 ألف شجرة.
كما بيّن اليحيائي أن مشروعه الاستراتيجي يركز على تحديد المناطق الأكثر ملاءمة لزراعة الزيتون وفق العوامل المناخية وتوفر الموارد المائية، إضافة إلى اختبار وإدخال أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية، وتقديم أفضل الممارسات الزراعية للمزارعين من حيث التقليم والري والتسميد، بهدف تحسين الإنتاجية ورفع جودة المحصول.
ولفتت الدراسة إلى أهمية التوسع في استثمار المنتجات الثانوية مثل أوراق الزيتون ولب الثمار المعصور (التفلة)، التي تُعد فرصة اقتصادية مهدرة يمكن تحويلها إلى منتجات ذات قيمة غذائية ووظيفية مضافة. وأكدت على ضرورة تحسين كفاءة وحدات المعالجة وتبني حلول اقتصادية مستدامة لمواجهة التحديات التشغيلية.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه الجهود تمثل خارطة طريق لتطوير قطاع الزيتون في سلطنة عُمان، ليس فقط لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وإنما لترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمشارك رئيسي في سوق الزيتون الإقليمي، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني عبر قطاع زراعي مستدام ومبتكر.