لبنان ٢٤:
2025-11-23@15:48:45 GMT

هل تعيد حرب إيران إحياء سلاح حزب الله؟

تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT

كتبت روزانا بو منصف في" النهار": قد يحمل دعما معنويا ل"حزب الله" أن يثار على المستوى الإعلامي والسياسي احتمال انخراطه في الحرب على إسرائيل مساندة لإيران، والحض الديبلوماسي من خارج لأهل السلطة في لبنان، للتنبه لذلك، وعدم إعطاء إسرائيل فرصة تدمير لبنان، انطلاقا من أنه رغم إضعافه بالحرب الأخيرة لا يزال يحسب له حساب، بغض النظر عن مآلات تدخله في حال حصول ذلك.


ليس خافيا أن ثمة قلقا يسري على مستويات عدة من احتمال طلب إيران من الحزب تشغيل صواريخه من ضمن عرضه لما يملك من أوراق وإظهار تشدد إيراني في نزع سلاح الحزب وحتمية المحافظة عليه وليس العكس.
 
والحال أن متابعة المواقف المعلنة للحزب من الحرب بين إسرائيل وإيران أوضحت جلوسه في موقع المراقب والمدين والداعم لطهران في الوقت نفسه، حتى ما قبل اليومين الأخيرين حين أعادت طهران التلويح بتحريك الحزب إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب. ولكن حتى في هذه الحال، ثمة علامات استفهام كبيرة يثيرها مراقبون حول اتجاه انتحاري للحزب يطيح ما تبقى من مقدراته التي يسعى من خلالها إلى المحافظة على قوة حيثية الشيعية السياسية في الداخل، بالإضافة إلى مخاطرته المؤكدة بتدمير لبنان ومنع قيامته لعشرات السنين المقبلة.
 
ولا تزال إسرائيل تضع الحزب في دائرة اهتماماتها باستهداف عناصره كما حصل أخيرا، وإعلان الجيش أن "لدينا أهدافا كثيرة في إيران ولن نتوقف، وسنلاحق أذرعها في لبنان". فيما لن يؤمن تدخل أذرع إيران في المنطقة حمايتها، ولن يُعيد إليها اليد العليا في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، أو يعيد هيمنتها الإقليمية، لكنه من المرجح أن يلقي على عاتق هؤلاء تكاليف باهظة سواء في لبنان أو العراق أو اليمن.
 

وتؤكد معلومات أن إيران، متى جلست إلى طاولة التفاوض، ستتحتم عليها تنازلات كبيرة في ثلاثة محاور رئيسية، هي الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم، أي أن يكون التخصيب في منزلة الصفر، بالإضافة إلى التفكيك الكامل للبنية التحتية للتخصيب، وإخضاع المنشآت الإيرانية لعمليات تفتيش صارمة بقيادة الولايات المتحدة، وحتمية إجراء خفض كبير في ترسانتها من الصواريخ الباليستية وقدراتها التصنيعية. وقد ساهمت الضربات الأخيرة على إسرائيل في تعزيز هذا التوجه. إذ يجب رصد ردود الفعل الأميركية الداعمة من مسؤولين كبار على أثر هذه الضربات، لدعم انخراط أميركي في الحرب يقضي على القدرات الإيرانية، فيما يعتقد البعض أن إيران تقوم بذلك في إطار إظهار توازن الردع، ولكن أيضا استفزازا لأميركا، لتقوم بضرب قدراتها النووية لئلا توقع هي على التنازل لما يعنيه الأمر من استسلام طوعي لدى النظام الإيراني.
 
إلى ذلك، ستتعزز المطالبة الأميركية القائمة أصلا بنزع سلاح "حزب الله"، مع ترجيح تمدد مطالبة إيران في الدرجة الأولى بالتخلي عن دعم أذرعها في المنطقة، وربما حلها وإدراجها من ضمن الشرعية، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن. 
ومن المرجح أن تتأخر مقاربة لبنان لسلاح الحزب في ضوء كل ذلك، فيما تزداد الضغوط عليه للمبادرة وعدم الانتظار تحت وطأة انعكاسات سلبية قد تترتب عليه. ويُنتظر اقتناع الشيعية السياسية بتغييرات لم تعد تستطيع مواجهتها، وتؤخر استعادة لبنان لعافيته وإعادة إعماره. 
  مواضيع ذات صلة هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟ Lebanon 24 هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟ 20/06/2025 05:40:32 20/06/2025 05:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين: الاتفاقات فقط تعيد أبناءنا أحياء والحرب تقتلهم Lebanon 24 عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين: الاتفاقات فقط تعيد أبناءنا أحياء والحرب تقتلهم 20/06/2025 05:40:32 20/06/2025 05:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" وباسيل: إحياء"الحلف" Lebanon 24 "حزب الله" وباسيل: إحياء"الحلف" 20/06/2025 05:40:32 20/06/2025 05:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 ما الذي قد تفعله إيران بـ"سلاح حزب الله"؟ تقريرٌ يكشف Lebanon 24 ما الذي قد تفعله إيران بـ"سلاح حزب الله"؟ تقريرٌ يكشف 20/06/2025 05:40:32 20/06/2025 05:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً رسالة تحذير لـ"الحزب" من برّاك: الدخول في الحرب قرار سيّئ جداً Lebanon 24 رسالة تحذير لـ"الحزب" من برّاك: الدخول في الحرب قرار سيّئ جداً 22:09 | 2025-06-19 19/06/2025 10:09:59 Lebanon 24 Lebanon 24 برّاك يوسّع المقاربة اللبنانية :لا ضمانات ولا تطمينات Lebanon 24 برّاك يوسّع المقاربة اللبنانية :لا ضمانات ولا تطمينات 22:03 | 2025-06-19 19/06/2025 10:03:54 Lebanon 24 Lebanon 24 مفوضية اللاجئين تدعم خطة اعادة النازحين السوريين Lebanon 24 مفوضية اللاجئين تدعم خطة اعادة النازحين السوريين 22:12 | 2025-06-19 19/06/2025 10:12:56 Lebanon 24 Lebanon 24 براك للمسؤولين: تعاونوا مع "سوريا الشرع" وسأعود بأجوبة خلال أسابيع Lebanon 24 براك للمسؤولين: تعاونوا مع "سوريا الشرع" وسأعود بأجوبة خلال أسابيع 22:17 | 2025-06-19 19/06/2025 10:17:53 Lebanon 24 Lebanon 24 ملف حصرية السلاح في استراحة قسرية وليس مجمَّداً Lebanon 24 ملف حصرية السلاح في استراحة قسرية وليس مجمَّداً 22:34 | 2025-06-19 19/06/2025 10:34:47 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عانقها وقبلها بحرارة.. فيديو يُثير الجدل بين ماغي بو غصن وجورج خباز شاهدوه Lebanon 24 عانقها وقبلها بحرارة.. فيديو يُثير الجدل بين ماغي بو غصن وجورج خباز شاهدوه 03:52 | 2025-06-19 19/06/2025 03:52:49 Lebanon 24 Lebanon 24 زوجته أعلنت الخبر الحزين... وفاة صاحب "الصوت الملائكيّ" بعد صراع مع المرض Lebanon 24 زوجته أعلنت الخبر الحزين... وفاة صاحب "الصوت الملائكيّ" بعد صراع مع المرض 05:55 | 2025-06-19 19/06/2025 05:55:09 Lebanon 24 Lebanon 24 "شو لابسين ما كان في داعي والله".. سارة ابي كنعان بإطلالة جريئة جدا مع زوجها والجمهور ينتقدهما (صور) Lebanon 24 "شو لابسين ما كان في داعي والله".. سارة ابي كنعان بإطلالة جريئة جدا مع زوجها والجمهور ينتقدهما (صور) 04:04 | 2025-06-19 19/06/2025 04:04:18 Lebanon 24 Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) 00:46 | 2025-06-19 19/06/2025 12:46:14 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو لنادين نسيب نجيم وابنتها "هافين" ينتشر.. شاهدوا ماذا فعلتا Lebanon 24 فيديو لنادين نسيب نجيم وابنتها "هافين" ينتشر.. شاهدوا ماذا فعلتا 23:27 | 2025-06-18 18/06/2025 11:27:55 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:09 | 2025-06-19 رسالة تحذير لـ"الحزب" من برّاك: الدخول في الحرب قرار سيّئ جداً 22:03 | 2025-06-19 برّاك يوسّع المقاربة اللبنانية :لا ضمانات ولا تطمينات 22:12 | 2025-06-19 مفوضية اللاجئين تدعم خطة اعادة النازحين السوريين 22:17 | 2025-06-19 براك للمسؤولين: تعاونوا مع "سوريا الشرع" وسأعود بأجوبة خلال أسابيع 22:34 | 2025-06-19 ملف حصرية السلاح في استراحة قسرية وليس مجمَّداً 22:30 | 2025-06-19 ملف 19 شركة متعاونة مع إسرائيل امام مجلس الوزراء اليوم فيديو نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) 01:13 | 2025-06-19 20/06/2025 05:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) 00:46 | 2025-06-19 20/06/2025 05:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) 00:09 | 2025-06-19 20/06/2025 05:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: صورة وفیدیو بطل مسلسل حزب الله فی الحرب فی لبنان

إقرأ أيضاً:

لبنان وفلسطين في عين النار

جمع فلسطين ولبنان في العنوان ليس عشوائيا، ولا تفسره فقط علاقات الجوار الجغرافي اللصيق على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، فسوريا أيضا في الوضع ذاته، لكن ما يجرى فيها اليوم، قد يجعلها في تناقض موقوت مع المعنى الكفاحي الجامع للجوار الفلسطيني اللبناني، الذي دفعت إليه تطورات سلبية هائلة جرت في المنطقة العربية على مدى نحو نصف القرن الأخير، وبالذات في أقطار الطوق العربي المحيطة بكيان الاحتلال “الإسرائيلي”، وبروز أدوار حركات المقاومة اللبنانية وعلى رأسها “حزب الله”، خصوصا بعد اجتياح جيش العدو لأراضي لبنان واحتلال العاصمة بيروت، وطرد المقاومة الفلسطينية، وكان البديل لبنانيا بهوى فلسطيني عقائدي جامع، لعب فيه الدور الأكبر وزن القيادي الشهيد الرمز التاريخي السيد حسن نصرالله، الذي أعاد اكتشاف رابطة “العروة الوثقى” بين لبنان وفلسطين، فقد كان لبنان ـ وجنوبه بالذات ـ محلا لاعتداءات “إسرائيلية” شرسة منتظمة حتى قبل إعلان كيان العدو في 15 مايو 1948.

لا نتحدث هنا فقط عن خطط وتصورات واردة في أصل المشروع الصهيوني “التوراتي” الزائف، بل عن وقائع أرض لم يتوقف العدوان عليها، وحتى بلغ ذروته في اجتياح 1978 واجتياح 1982، وقبلهما في نشوء مقاومات لبنانية من موارد وانتسابات أيديولوجية وسياسية متنوعة، وكان دور الإمام موسى الصدر سابقا وممهدا لظهور “حزب الله”، ثم القيادة الفريدة للسيد نصر الله، التي اتصلت 32 سنة، قد تكون شابتها أخطاء من نوع التورط في حروب سوريا الطائفية، لكنها طورت أساليب المقاومة العربية من نوع مختلف، وجعلت لبنان الأضعف جيشا هو الطرف المشرقي الأقوى المهدد وجوديا للكيان.

ثم انتقل إغراء النموذج اللبناني إلى قلب فلسطين بالذات في القدس والضفة الغربية وغزة، وحين بدأت ملحمة “طوفان الأقصى”، انطلاقا من غزة، كان السند المسلح الأقوى يأتي من “حزب الله” بالتزام مبدئي وأخلاقي صارم، ثم كان ما يعرفه الكافة من تداعيات، ومن وحدة حال متصلة إلى اليوم في عين النار، فلم يتوقف العدوان أبدا على جبهة فلسطين كما على جبهة لبنان، وظل الهدف المشترك لقوى العدوان الأمريكي “الإسرائيلي” على الجبهتين معا هو، نزع سلاح المقاومة، فكما يريدون نزع سلاح “حماس” وأخواتها في فلسطين، فهم يريدون في الآن ذاته نزع سلاح “حزب الله” في لبنان.

ولم يكن عبثا ولا مصادفة، أن تسيل دماء شهداء فلسطين ولبنان معا على أرض واحدة، ليس فقط حين كانت حرب الإبادة الشاملة جارية، بل إلى اليوم، وعلى طريقة ما جرى أخيرا في مخيم “عين الحلوة” الفلسطيني بجوار صيدا حاضرة الجنوب اللبناني، وفي اليوم ذاته الذي تواصل فيه ارتقاء المئات من شهداء “حزب الله” وفلسطين، وفي عدوان متصاعد، لم يتوقف ساعة منذ إعلان وقف النار قبل عام كامل في لبنان، وبالطريقة التي تحدث في غزة، رغم إعلان وقف النار وحرب الإبادة قبل أسابيع.
الهدف من حرب الإبادة الأمريكية الصهيونية لم يتحقق
والسبب الجوهري هو نفسه في الميدانين، ومنطوقه أن الهدف من حرب الإبادة الأمريكية الصهيونية لم يتحقق، فلم ينجح العدو في إنجاز هدف القضاء على المقاومة العربية من نوع مختلف، التي بدأت كمقاومة استشهادية كان “حزب الله” فيها هو العنوان الأول، ثم اكتسبت المقاومة في لبنان وفلسطين مقدرات تكنولوجيا إيرانية، وخبرات أنفاق محصنة وتصنيعا ذاتيا للسلاح، ومن دون أن تقتلها اغتيالات القادة الكبار، فأفواج المقاتلين من أجيال جديدة، تلتحق بإلهام حلم التحرير المعتق بدماء القادة، ومن هنا نفهم أسباب ذعر قادة الكيان، وحرصهم على استمرار العدوان، وغارات القصف بالمسيرات والمدافع والمقاتلات الحربية، وربما الرغبة في مواصلة العدوان والقتل بلا آخر، وصولا إلى العودة المحتملة لاحقا لشن حرب الإبادة والاجتياح الشامل، وإن كان ليس لهم فيها كبير أمل، فهم لا يزالون يأملون في الكسب بادعاءات السلام، ويسعون إلى تحقيق هدف القضاء على حركات المقاومة بالسياسة، بعد فشل طريق الحرب والإفناء .

في فلسطين، يرفعون راية ما تسمى “خطة دونالد ترامب”، التي استصدروا بها قرارا من مجلس الأمن الدولي، وبالعوار ذاته الذي تحدثنا عنه هنا في مقال “خطة ترامب: نزع فلسطينية فلسطين” المنشور في 4 أكتوبر 2025، وكشفنا عن هدف فرض الوصاية والانتداب الدولي عبر “مجلس السلام” برئاسة ترامب، وفرض وجود ما تسمى “قوة الاستقرار الدولية”، وتكليفها بمهمة نزع سلاح “حماس” وأخواتها، وهو الهدف غير القابل للتحقق عمليا، ويدفع أطرافا عربية للإحجام عن المشاركة في القوة إياها، ربما خشية التورط في صدام دموي مع جماعات المقاومة الفلسطينية على الأرض لخدمة “إسرائيل”، التي تسعى هي الأخرى لدعم وتسليح جماعات من العملاء في غزة، وخان يونس، ورفح، ودفعها لصدامات دموية فلسطينية فلسطينية، مع امتناع “إسرائيل” عن الخروج من غزة كلها.

كما تقضي نصوص الخطة على نحو متميع، وهو ذاته ما يجري في الجنوب اللبناني، الذي تحتفظ فيه “إسرائيل” باحتلالها البري لسبع نقاط استراتيجية، وتعمل بمعية الأمريكيين على إشعال حرب داخلية أهلية، ومن وراء عنوان “نزع سلاح حزب الله”، والسعي لتوريط الجيش اللبناني، في صدام مباشر مع “حزب الله”، فيما يخشى الجيش على تكوينه متعدد الطوائف، ولا يريد الرئيس اللبناني جوزيف عون، وقد كان قائدا للجيش، أن يصم اسمه وعهده بالتسبب في حرب أهلية جديدة قد تهدد بإفناء لبنان من داخله، فيما يسعى كيان الاحتلال وتسعى واشنطن إلى معاقبة الرئيس عون وقائد الجيش، وإلى حد الإلغاء المهين لمواعيد زيارة كانت مزمعة لقائد اجيش “رودلف هيكل إلى واشنطن، فهم ـ أي الأمريكيون والإسرائيليون ـ لا يريدون تقوية الجيش ولا الإبقاء على سلاح المقاومة، ويريدون تجريد لبنان من أي عنصر قوة، أو مقدرة على المقاومة، وكما جماعات العملاء في غزة.

ففي لبنان جماعات الهوى والولاء “الإسرائيلي” الأمريكي، وكلهم ضد “حزب الله” وضد تقوية الجيش، حتى لو كان الثمن تحطيم الكيان اللبناني نفسه . وكما توجد في الداخل الفلسطيني “الغزاوي”، وتتكاثر جماعات عملاء مسلحة بعناوين “ياسر أبو شباب” في رفح و”حسام الأسطل” في خان يونس و”أشرف المنسي” في شرق مدينة غزة، وقد تبرأت منهم عائلات و”حمائل” غزة في أغلبها، بينما تجاهر “إسرائيل” بدعمهم، واستضافتهم كأبطال في وسائل إعلامها، وهم يرفعون شعارات تحرير غزة من “حماس” لا من “إسرائيل”، وهم يقيمون وينشطون بسلاحهم “الإسرائيلي” في مناطق خلف ما يسمى “الخط الأصفر”.

وعلى نحو يذكر بأدوار جماعة “جيش لبنان الحر” من سعد حداد إلى أنطوان لحد، زمن احتلال “إسرائيل” لكامل الجنوب اللبناني قبل يوم التحرير 25 مايو عام 2000، وقد فنت أو توارت هذه الجماعات من العملاء، وإن حلت محلها اليوم أغلب جماعات وأحزاب “اليمين المسيحي”، وبعض أطراف السنة المتحمسين لسلطة أحمد الشرع في سوريا، ولحكام عرب على خصومة متصلة مع “حزب الله”، وكلهم يحاربون من أجل نزع سلاح المقاومة، وربما التشجيع الضمني لجولات العدوان “الإسرائيلي”، وحث العدو ضمنا وصراحة على استئناف الحرب الشاملة بريا لنزع سلاح المقاومة، ويضيقون ذرعا بما يسمونه “تردد” الرئيس والجيش اللبناني في أداء مهمة نزع السلاح، بل صارت الأدوات اللبنانية اسما تهاجم الرئيس والجيش اللبناني وأنصارهما علنا، ولمجرد أنهم يذكرون صفة “العدو الإسرائيلي” في تصريحاتهم، ويطالبون بجلاء “العدو” عن جنوب لبنان والتوقف عن العدوان واستعادة الأسرى اللبنانيين.

وكما تقوم واشنطن بدور المشرف العام على خطة نزع “فلسطينية” غزة، ونزع سلاح فصائل المقاومة فيها، فإنها تقوم بالدور نفسه في لبنان، ومن خلال مبعوث واشنطن الرسمي إلى سوريا ولبنان المقاول من أصل لبناني توم براك، وقد ورد اسمه أخيرا في قوائم جيفري إبستين، لمرتكبي الجرائم الجنسية بحق قاصرات أمريكيات، ثم يحدثك “بتاع العيال” عن فشل الحكومة اللبنانية، لأنها لا تنزع سلاح “حزب الله”، ويصف الصحافيين اللبنانيين المعترضين بالحيوانات، فوق أنه يريد علنا الزج بقوات الحكم السوري الحالي في حرب مساندة لجيش الكيان ضد “حزب الله”، وهو الذي سبق وقالها بصراحة فاضحة، “إننا لا نريد تسليح الجيش اللبناني ليحارب إسرائيل، بل لكي يحارب شعبه وحزب الله”، ولم يعد أحد يشك في حقيقة ما يجري بعد سقوط الأقنعة، ولولا حرص الجيش و”حزب الله” على لجم الاندفاع إلى حرب أهلية، لكان لبنان غرق مجددا في دم بنيه، وعلى نحو ما جرى من أواسط سبعينيات القرن العشرين إلى مطالع تسعينياته، فاللهم احفظ لبنان وأهله.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • غارة على الضاحية الجنوبيّة... من استهدفت إسرائيل داخل شقة سكنيّة؟ (فيديو)
  • فضل الله: الحرب اليوم تأخذ أبعادا وأشكالا مختلفة
  • سلاحٌ مهم يمتلكهُ الجيش
  • رسالة من رئيس إيران إلى عون.. ماذا قال فيها؟
  • لبنان وفلسطين في عين النار
  • بهاء الحريري بمناسبة عيد الاستقلال: لا سيادة في ظلّ سلاح يعلو على الدولة
  • دولة التلاوة تعيد إحياء التراث .. آية عبد الرحمن تسلّط الضوء على مسيرة الشيخة سكينة
  • الجميل: إرث بيار الجميل لا يمكن أن يتجسد إلا من خلال استرداد استقلالنا الثالث من إيران
  • نديم الجميل: إرث بيار مستمر… والإستقلال الثالث لن يُنتزع إلا من إيران
  • قنبلة موقوتة.. هل تتجدّد الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟