أين الحقيقة في خطاب صمود؟
منذ بداية هذه الحرب المروعة، ظللنا نسلط الضوء علي التناقض الصارخ في خطاب “صمود”؛ فهي تزعم تمسكها بالسلام كأولوية، بينما تُصرّ على حظر المؤتمر الوطني، في في الوقت الذي تدعي إنه يسيطر على الجيش. وقد سبق أن أوضحنا أن هذا “ثالوث مستحيل” – فمن يريد السلام لا بد أن يخوض التفاوض ويبحث عن تسوية مع الخصم المقاتل، لا أن يشهر سلاح الحظر في وجهه.
فأين تصدق ر “صمود”؟
الأرجح أنها تختار السلام – ولكن هذا ليس مبدأً راسخًا لديها، بل موقفًا ظرفيًا بحكم توازن القوة، خاصةً أن معظم مكوناتها إما خاضت حربًا مسلحة ضد نظام البشير، أو تحالفت مع فصائل المقاومة المسلحة. لكن هذا يعني بالضرورة أن اتهامها للإخوان بالسيطرة على الجيش هو محض افتراء. وهذا ليس غريبًا؛ فالهجوم على الجيش الوطني وهو يدافع عن سيادة البلاد ضد ميليشيا همجية وغزو دموي ليس موقفًا يُفاخر به، ولا يشرف أي وطني. ولدغمسا هذا الموقف المحرج ، لا بد لـ”صمود” من إختراع أسطورة تبسيطية تعيد إنتاج عدائها للجيش في لحظة تصديه لغزو خارجي كمعركة ضد “الإخوان” – في نفس الوقت الذي تتحالف فيه مع إخوان الشعبي!
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على الجیش
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
قالت مجلة إيكونوميست البريطانية في تقرير نشرته أمس السبت إن الأيام القادمة قد تكشف حدود قدرات إسرائيل العسكرية مع تراجع فاعلية الحملة الجوية بعيدة المدى واستعادة إيران توازنها.
وأضافت المجلة أن الأسبوع الثاني من حرب إسرائيل ضد إيران قد يكون أكثر خطورة من الأسبوع الأول. ففي إيران، يستمر الدمار بلا هوادة؛ ففي 21 يونيو/ حزيران، تعرضت منشأة أصفهان النووية لهجمات، ووقعت المزيد من الاغتيالات.
أما بالنسبة لإسرائيل، فبعد استعراض مذهل للقوة، تهدد الأيام القادمة بكشف حدود قدرتها العسكرية بشكل مروّع، إذ إن حملة القصف الجوي بعيدة المدى بدأت تُظهر نتائج متناقصة.
وأشار تقرير المجلة إلى أن الحرب ربما تنتهي دون نتيجة حاسمة قد تترك النظام الإيراني قائما وأكثر اندفاعا نحو تصنيع قنبلة نووية، مشيرة إلى أن هذا السيناريو الكابوسي قد يدفع إسرائيل إلى التصعيد سعيًا لتوجيه ضربة قاضية، أو إلى جرّ الولايات المتحدة إلى النزاع.
ولفتت إيكونوميست إلى أن الضباط الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن قتل الضباط الإيرانيين سيُربك وحدات الصواريخ لكن إيران نجحت في استعادة السيطرة على العمليات وأعادت تشكيل هيكل القيادة.
وقالت المجلة في تقريرها إن إسرائيل تواجه مشكلة ثانية و هي أن قدرتها على الدفاع عن نفسها قد تكون مهددة فمحللوها تفاجأوا بدقة بعض الصواريخ الإيرانية، وربما لا يزال نصف منصات الإطلاق بعيدة المدى التابعة لإيران وعددها حوالي 300 يعمل وقد تم نقلها إلى مواقع أبعد من مدى إسرائيل.
ونوهت المجلة إلى أن الضباط الإسرائيليين ينفون وجود نقص في صواريخ الاعتراض لكن إذا استمرت الحرب لأسبوع ثالث واستمرت إيران في إطلاق هذا الكم من الصواريخ فقد تبدأ صواريخ الاعتراض بالنفاد.
أما المشكلة الثالثة التي تواجه إسرائيل – بحسب التقرير – فتتمثل ما إذا كانت قادرة على تدمير المواقع النووية الإيرانية بالكامل، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يشككون سرا في قدرتهم على تدمير منشأة فوردو شديدة التحصين.
إعلانوخلص تقرير إيكونوميست إلى أن الأسبوع القادم سيكون حاسما وأحد السيناريوهات المحتملة هو أنه بعد عامين من القتال فإنه يتضح أن آلة الحرب الإسرائيلية تجاوزت حدود قدرتها.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي هذه الليلة، بينما يتم تحريك قاذفات "بي-2" الشبحية من الولايات المتحدة إلى قاعدة جوية أميركية في جزيرة غوام.
وفي المقابل، صعّدت إيران من تهديداتها؛ إذ حذّرت من أن تدخل أميركا سيكون "خطيرًا جدًا جدًا على الجميع".