«كل عُمان» .. تجارب ملهمة ومساحات للحوار مع الشباب
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
انطلقت بمحافظة مسقط اليوم المحطة الختامية من مبادرة «كل عُمان»، والتي تستمر على مدى 3 أيام، بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وذلك ضمن سلسلة اللقاءات الميدانية التي تنفذها وحدة متابعة تنفيذ «رؤية عُمان 2040»، وفق نهج يستهدف الحوار مع الشباب في كافة محافظات سلطنة عُمان.
وتعد المحطة مساحة مفتوحة لتكوين شراكة مجتمعية حقيقية وتعزيز التفاعل وتبادل الأفكار بين الشباب والمؤسسات الحكومية والتعرف على الرؤية المستقبلية للمشروعات وتنفيذها على أرض الواقع.
رعى افتتاح المحطة معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، بحضور سعادة السيد منذر بن هلال البوسعيدي نائب رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة، وعدد من المعنيين من أبناء وشباب المحافظة.
وأكد معالي السيد محافظ مسقط أهمية المبادرة بالنسبة للمحافظة والأدوار المنوطة بها وبقية المؤسسات ذات العلاقة، لتوحيد الجهود وتحقيق الشراكة التنموية.
وقال معاليه: إن مبادرة «كُل عُمان» لمحافظة مسقط تُعد إحدى المبادرات الرائدة في تعزيز الشراكة المجتمعية، وتجسّد التوجه الوطني الراسخ نحو تطبيق مبدأ اللامركزية، وتعزيز التواصل المباشر بين الجهات المعنية بتنفيذ الرؤية والمحافظات، وتمكين المجتمع المحلي من خلال الحلقات واللقاءات التي ستُعقد خلال أيام الزيارة، بما يسهم في توحيد الجهود نحو مسار تكاملي.
وأشار معاليه إلى أن مثل هذه اللقاءات تمثل فرصة حقيقية لترجمة التوجهات الطموحة لـ«رؤية عُمان 2040» إلى واقع ملموس، من خلال الحوار المفتوح والعمل المشترك ضمن حلقات عمل تكاملية، تضع في غاياتها تعزيز المبادرات المحلية المنبثقة من خصوصية كل محافظة ومزاياها التنافسية، ومرتكزاتها الاستثمارية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ أن تحقيق الأهداف التنموية وتنفيذ الخطط الاستراتيجية لا يتأتى إلا من خلال لقاءات كهذه، تعكس الفكر الإداري التكاملي بين الجهات الحكومية والخاصة، وترتبط باحتياجات المجتمع المحلي.
وأضاف معاليه: إن محافظة مسقط تولي اهتمامًا خاصًا لإعداد مشروعات تنموية ومشروعات نوعية تنبع من واقع احتياجات المحافظة، وتعكس تطلعات أفراد المجتمع بتنوعه الديموغرافي، وهو النهج الذي نؤكد مضينا فيه من خلال هذه المبادرة التي تركز في مضامينها على رسم خارطة عمل قائمة على المشاركة المؤسسية والمجتمعية، مع اهتمامنا برفع كفاءة الأداء المؤسسي وتحسين جودة الخدمات وتعزيز مستويات الرضا المجتمعي.
وأكد معالي السيد محافظ مسقط أن اللقاء لا يقتصر على تبادل الآراء أو استعراض ما تحقق من إنجازات على مستوى الرؤية، بل يمثل لقاءً معرفيًا تتم فيه صياغة منهجيات للتطوير المؤسسي، لا سيما في مجالات التخطيط الاستراتيجي ورسم مسارات أكثر كفاءة لتحسين وتيرة العمل ومتابعة آليات التنفيذ، معربا عن أمله في أن يحقق المشاركون أقصى استفادة من اللقاءات والحلقات النوعية التي ستُقام على مدار ثلاثة أيام، مع الحرص على الخروج بمقترحات عملية تعود بالنفع على محافظة مسقط.
من جانبه ثمّن معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، في الجهود التي بُذلت لإنجاح هذه المبادرة، والتفاعل البنّاء من المجتمع المحلي، والتعاون المؤسسي الذي مكّنها من تحقيق أهدافها.
وبيّن معاليه أن هذه المبادرة جسّدت روح الشراكة المجتمعية، وركزت على تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز دور المحافظات في التنمية، إلى جانب إبراز مستهدفات «رؤية عُمان 2040»، لا سيما مستهدفات أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة، ودعم مكاتب الرؤية لتضطلع بأدوارها بكفاءة وفاعلية أكبر.
وأضاف: إن المبادرة تضمنت سلسلة من الحلقات التفاعلية التي أسهمت في نقل المعرفة إلى موظفي الجهات الحكومية في المحافظات، وتعزيز تبادل الخبرات وتطوير منهجيات العمل ورفع كفاءة الأداء. كما سعدنا بالاستماع إلى الشباب في مختلف المحافظات، ممن شاركونا أفكارهم وتجاربهم الملهمة، والتي تستحق منا الدعم والتمكين، بما يسهم في تحقيق تطلعاتهم في بناء مستقبل عُمان.
وأكد أن مبادرة «كُل عُمان» كانت محطة مميزة للتواصل مع المجتمع، واطلاعه على مستوى التقدم المحرز في تنفيذ «رؤية عُمان 2040»، وآليات ومنهجيات المتابعة، وأولويات المرحلة المقبلة، لنمضي معًا بثقة وثبات نحو تحقيق مستهدفاتنا، بقيادةٍ حكيمة وملهمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه.
وقدّم فريق وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، عرضا مرئيا تضمن أهداف المبادرة وآليات تنفيذه والمكتسبات المرجو تحقيقها على مستوى المحافظات، بالإضافة إلى عرض مرئي عن «رؤية عمان 2040» متناولًا أبرز الجهود المبذولة في عدد من الأولويات، كما قُدّم عرض مرئي عن وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 وجهودها المبذولة في تحقيق مستهدفات الرؤية.
واستعرضت فاطمة بنت خميس الفزارية رئيسة قسم التخطيط وإدارة المشاريع بمحافظة مسقط منهجية التخطيط وإدارة المشروعات في المحافظة.
وأشارت إلى أن محافظة مسقط ترتكز في مشروعاتها على منهجية وأهداف عدة، بينها الاستثمار والشراكة ورفع عدد المواقع السياحية ورضا المجتمع والطاقة البديلة وتنظيم الأسواق والتحول الرقمي.
وتحدثت الفزراية عن عدد من المشروعات بمحافظة مسقط بينها مشروع تطوير منطقة القرم، «المتنزه والشارع البحري والمحمية»، الذي يمتد على مساحة 345 ألف متر مربع، وأشارت إلى أن المشروع سيشمل زراعة 75 ألف متر مربع بزراعة برية جديدة، ومقاهي وملاعب وطرق وجلسات وخدمات عامة ومواقف متعددة المستويات.
كما تطرقت إلى مشروع تطوير الحي التجاري بالقرم، وتطوير الحي التجاري بروي.
كما تم التحدث عن مشروع تطوير هوية نجم بولاية قريات والذي يمتد بمساحة 489 ألف مترب مربع ويوفر قرابة 300 فرصة عمل، وهو مشروع مخصصة للتخييم.
وأوضحت أن معايير تقييم المشروعات والمبادرات في الخطة السنوية تتضمن، مطابقة المشروع مع الأهداف الرئيسة ومدة التنفيذ والمبادرات بالإضافة إلى الجهد والتكلفة والأثر.
من جانبه استعرض عبدالله بن ناصر السعيدي المشرف العام للبرنامج التواصلي بـ«رؤية عُمان 2040»، عن وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 وجهودها المبذولة في تحقيق مستهدفات الرؤية والأولويات الوطنية لها.
وشهدت المبادرة تنفيذ حلقات عمل متخصصة في نقل المعرفة، بينها حلقة عمل عن «الحوكمة» الموجهة لمسؤولي الإدارات، وحلقة عمل عن «آلية تحديد المستهدفات ومتابعتها» الهادفة إلى بناء القدرات لدى موظفي المحافظة والمستهدفين من مختلف القطاعات كالتخطيط، وإدارة المشروعات، ومكاتب متابعة الرؤية بالمؤسسات ذات العلاقة داخل المحافظة، بالإضافة إلى حلقة عمل «منهجيات التطوير»، وورشة «إدارة التغيير».
لقاء شبابي
وتضمن برنامج المبادرة لقاءً تم فيه استضافة عدد من الشباب من مختلف المؤسسات الأكاديمية والشبابية في محافظة مسقط، بهدف اطلاعهم على مستجدات «رؤية عُمان 2040» ومشاركتهم أبرز الإنجازات في أولوياتها، وتعزيز انخراطهم الفاعل في مسيرة تنفيذها.
وتضمّن اللقاء عرضًا مرئيًا أوضح محاور الرؤية وأولوياتها التنموية، إلى جانب استعراض تجارب ملهمة تسلّط الضوء على قصص نجاح شبابية، وكيفية تجاوز التحديات وتحقيق أثر ملموس في مجالات متعددة، بما يعكس روح الابتكار والمبادرة.
ويسعى اللقاء إلى أن يكون مساحة متبادلة للحوار بين الشباب، تُسهم في تعزيز دورهم كشركاء فاعلين في تنفيذ مستهدفات الرؤية، من خلال التعريف بالمبادرات والمشروعات التنموية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق النهج الوطني الداعم لإشراك فئات المجتمع، وفي مقدمتهم الشباب، ضمن إطار متكامل يُعنى بتمكين المحافظات وتعزيز الإدارة المحلية، من خلال المشاركة المجتمعية وبناء القدرات، بما يُسهم في تطوير المجتمع المحلي وتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المجتمع المحلی محافظة مسقط من خلال إلى أن عدد من
إقرأ أيضاً:
المبادرات الشبابية.. أفكار واعدة واستثمار مجتمعي تستدعي التمكين
تشكل المبادرات الشبابية ركيزة أساسية لتقدم المجتمعات وتنميتها؛ فهي تجسّد طاقات الشباب وإبداعاتهم في معالجة قضايا المجتمع وتحقيق التكافل والتعاون، حيث تُعد استثمارًا ناجحًا في خدمة المجتمع، إلا أن هذه الأفكار والإبداعات تتطلب التمكين، كما تبرز العديد من التحديات التي تواجه هذه المبادرات، أبرزها غياب الدعم المادي، والقيادات المجتمعية المؤهلة والمتفرغة.
وفي هذا السياق، سلطت "عُمان" الضوء على أبرز المبادرات الشبابية على مستوى والولايات والمحافظات، والتحديات التي تواجهها، والحلول والمقترحات المطروحة.
فهم بيئة المبادرات
يفيد هارون بن ناصر العوفي من ولاية الرستاق، أنه من الضروري فهم احتياجات الوسط الذي يعيش فيه الشباب من أجل تصميم مبادرات ومشاريع تلبي تطلعات المجتمع وتعزز القيم، بحيث تحمل هذه البرامج والمبادرات رسالة تعبّر عن حرص الشباب على تماسك المجتمع، وتُظهر روح التكافل والتعاون التي تُوجد بيئة تستقر فيها العلاقات وتحقق الأمن والأمان الاجتماعي، مثل: المبادرات الثقافية في التعليم، ونقل الخبرات التقنية والتكنولوجية، والمبادرات الرياضية للناشئة والبراعم والكبار، وبرامج التطوع والعمل الخيري.
وأشار إلى أن الشراكة هي الضمان الأمثل لنجاح المبادرات والبرامج في أي مجتمع، ومتى ما نجح الشباب في تحديد الأطراف المؤثرة وبناء شراكة معها، فإنهم يضمنون بذلك تقبّل المجتمع وتفاعله مع هذه المبادرات، ولعل كبار السن والأعيان والوجهاء هم من الشخصيات المؤثرة والمجربة التي تُثري هذا التفاعل وتُطعم المبادرات بالجوانب المهمة لاستدامة النشاط الشبابي.
أبرز المبادرات
وحول أبرز المبادرات في الولاية، أشار العوفي إلى أن شباب الولاية نجحوا في تقديم مبادرات مميزة، قامت على أساس التعاون والتكامل مع أطراف المجتمع من الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني كالفرق الأهلية والجمعيات والفرق التطوعية، في المجالات الثقافية والرياضية والخيرية، ولعل أبرز تلك النماذج تمثلت في البرامج الرمضانية الثقافية، والملتقيات الشبابية، وأنشطة جمعية إحسان لكبار السن، بالإضافة إلى البطولات الرياضية لمختلف الفئات العمرية التي نجحت في جذب الكثير من المشاركين.
وقد نجحت القرى والتجمعات السكانية في بناء ودعم إنشاء المرافق العامة، كالمساجد والمجالس والملاعب وبعض المنتزهات، وكذلك الترويج للأعمال الخيرية في مواسم الأعياد والمدارس.
وحول أبرز التحديات، أشار إلى عدم وجود قيادات اجتماعية متفرغة ومؤهلة في التجمعات السكانية، بحيث تحرص على القيام بدور التكامل بين الشباب والأطراف المؤثرة، إضافة إلى الحاجة للدعم المادي للمبادرات والمؤسسات الاجتماعية لتقوم بدورها بصورة أفضل.
فجوة معرفية
وتشير سالمة بنت سالم الشكيلية من ولاية بهلا إلى وجود فجوة معرفية بين الشباب واحتياجات المجتمع المحلي، فغالبًا ما يكون أفراد الجيل الجديد غير مدركين للتحديات والظروف التي يواجهها مجتمعهم. وأوضحت أن اللوم لا يقع كله على الشباب في عدم إدراكهم لهذه الاحتياجات، فالعصر الحالي يتسم بالسرعة، وانشغال الأفراد ببناء حياتهم وتخطي العقبات الشخصية.
لذا، ترى أن من الضروري إشراك الشباب، باعتبارهم الفئة الأكثر حيوية ونشاطًا، في الأعمال التطوعية والخيرية، لما لهذه الأعمال من أثر كبير في بناء فهم أعمق لديهم حول مجتمعاتهم، وتمنحهم دافعًا قويًا للاستمرار في المساهمة الفعّالة.
وتؤكد الشكيلية ضرورة إشراك كبار السن والشخصيات المؤثرة في المجتمع لتحديد الاحتياجات بشكل دقيق، قائلة: "تعد فئة كبار السن الأكثر خبرة وفهمًا، ولديهم قدرة فائقة على تحليل المواقف وتقديرها بناءً على ما عايشوه من تجارب، لذلك فإن إشراكهم كمرشدين ومقيّمين في الفرق الخيرية والجهات التطوعية لا يضيف قيمة كبيرة للأعمال المجتمعية فحسب، بل يعزز أيضًا من تقدير المجتمع لجهودهم السابقة في خدمة الوطن وتقدمه".
أما بالنسبة لفئة الشخصيات المؤثرة، وهم روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، فترى أن لديهم انتشارًا واسعًا، وغالبًا ما تكون رسالتهم أكثر تأثيرًا لدى المجتمع، وعلى هذا النحو، فإن إشراك هذه الفئة في الأعمال التطوعية والخيرية يمثّل أهمية كبيرة في سرعة إيصال الرسالة لشريحة كبيرة من الجمهور، لكنها شددت على ضرورة اختيار الشخصيات المؤثرة ذات التأثير الإيجابي، نظرًا لحساسية الموضوعات الخيرية والتطوعية.
مبادرات شبابية في بهلا
وحول أبرز المبادرات التي قام بها الشباب في ولاية بهلا، أفادت الشكيلية بأن الشباب يقومون بجهود عظيمة وملموسة جدًا في الجانب التطوعي والخيري، كما أنهم يشاركون إعلاميًا في نقل الصورة ومعاناة المجتمع، وما يواجهه من صعوبات معيشية، وعن الحالات المعسرة التي تحتاج إلى التدخل السريع والعاجل لإعالتها. كما يشاركون في عمليات التنظيم والتخطيط للكثير من الفعاليات المجتمعية الخيرية، وغالبًا ما يكونون في الصفوف الأولى للفعاليات التي تهم المجتمع، ويقومون من خلالها بجمع التبرعات للمحتاجين في الولاية، وتوزيع المعونات الخيرية مع كل تفعيل للمبادرات.
التحديات
أما عن التحديات التي تواجه المبادرات، فأوضحت الشكيلية أن جميع الأعمال، بما في ذلك المبادرات الخيرية، تواجه تحديات قد تعيق تحقيق أهدافها، ومع ذلك يمكن تجاوزها من خلال العمل الجماعي، والتفكير المنهجي، والتخطيط المسبق الذي يتضمن توقع المشكلات المحتملة، مما يؤدي في النهاية إلى النجاح.
وأشارت إلى أن فريق بهلا الخيري، الذي يعمل تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية، يُعد مثالًا على ذلك، حيث يقوم الفريق بالعديد من المبادرات السنوية المصممة بعناية لتلبية احتياجات الأسر المستحقة المُسجلة لديه. ولكن لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الفريق، وأبرزها طريقة تجميع التبرعات لإتمام أو إغلاق الحالات المعسرة، حيث تُعد هذه المسألة تحديًا كبيرًا لجميع المساهمين.
ومع وجود المشكلة، توجد أيضًا حلول متعددة، منها تكثيف النشر حول الحالة من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين بأسلوب مؤثر ليصل الخبر إلى شريحة كبيرة من الجمهور المستهدف. كما يُعد نقص المتطوعين تحديًا ملموسًا، خاصة مع تزايد الأعباء والمشاغل اليومية، ويكمن الحل في تكثيف المحاضرات واللقاءات في الجانب الخيري والتطوعي لزيادة وعي الأجيال الحديثة بأهمية التطوع.
فهم أولويات المجتمع
ويرى عامر بن حمد الهنائي أن فهم الشباب لأولويات مجتمعهم المحلي يُعد من الركائز الأساسية لبناء مستقبل مستدام ومتماسك، فعندما يدرك الشباب احتياجات مجتمعهم الفعلية، يصبحون جزءًا فاعلًا في تطويره.
وأوضح أن هذا الفهم يسهم في توجيه طاقات الشباب، حيث إنهم يمتلكون طاقات كبيرة وقدرات إبداعية، ويعزز الانتماء والمسؤولية والمواطنة، فعندما يدرك الشباب أولويات مجتمعهم مثل التعليم، والصحة، والبيئة، أو فرص العمل، يعزز ذلك لديهم الشعور بالمسؤولية والمواطنة، ويدفعهم إلى المساهمة الفعالة في إيجاد الحلول.
وأضاف أن هذا الوعي يساهم في بناء قيادات مستقبلية واعية بقضايا مجتمعها، قادرة على اتخاذ قرارات تعمل على تحسين الواقع المحلي، وتقليل الفجوة بين الأجيال من خلال الحوار الإيجابي مع كبار السن والمسؤولين، مما يعزز التعاون المشترك.
مبادرات ملهمة
وأشار عامر إلى أهم المبادرات الشبابية الملهمة والمتنوعة التي تعكس الأثر الإيجابي في التنمية المجتمعية والاقتصادية والثقافية في الولاية، ومن أبرزها معسكرات خدمة المجتمع، مثل: تنظيف المساجد، وترتيب المرافق العامة، وتشجير الولاية من خلال مشروع زراعة أشجار السدر المحلي، وتزيين المرافق العامة في المناسبات، وتنظيم فعاليات رياضية وتوعوية، كالمسيرات الرياضية السياحية، والبرامج الصحية، إلى جانب الملتقيات الثقافية والترفيهية، مثل برامج دعم ريادة الأعمال والابتكار.
وتحدث الهنائي عن أبرز التحديات التي تواجه المبادرات، والتي تمثلت في غياب الدعم، ووجود بعض التعقيدات القانونية، وضعف التعاون مع الجهات الرسمية أو مؤسسات المجتمع المدني، وصعوبة الحصول على دعم مالي مستدام، والاعتماد الكبير على التبرعات أو المنح المؤقتة، إلى جانب ضعف التخطيط، وغياب الرؤية الواضحة والأهداف المحددة في وضع خطط استراتيجية طويلة الأمد، وكذلك ضعف إيصال رسالة المبادرة إلى الجمهور المستهدف، وقلة استخدام وسائل الإعلام الرقمي بشكل فعّال، وعدم وجود مؤشرات واضحة لقياس النجاح، مما يُصعّب تحقيق الأثر طويل المدى ويُهدد استمرارية الدعم.
دعم وتمكين
ويُعرّف محمد بن مرهون المكتومي، المكلف بدائرة المبادرات الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، المبادرات الشبابية بأنها مشاريع أو أنشطة مجتمعية، فردية أو جماعية، يصممها وينفذها الشباب العُماني بهدف معالجة القضايا الاجتماعية والتنموية بأسلوب تطوعي غير ربحي، تعكس هذه المبادرات روح الابتكار والمواطنة الفاعلة، مع مراعاة القيم الثقافية والمجتمعية العُمانية.
التسهيلات المقدمة
وعن التسهيلات المقدمة للمبادرات الشبابية، أفاد المكتومي بأن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ممثلة في المديرية العامة للشباب، تقدم ثلاث حزم من التسهيلات، وهي:
الدعم المعرفي: ويشمل التدريب، والاستشارات، والتأهيل في مجالات إعداد المبادرات وإدارتها.
الدعم اللوجستي: مثل توفير أماكن تنفيذ الأنشطة، وتسهيل المخاطبات الرسمية، والنقل.
الدعم المالي: لتمويل الأنشطة النوعية التي تتماشى مع أهداف الوزارة، وفق معايير محددة.
شروط الدعم
وحول الشروط الأساسية لاختيار المبادرات الشبابية المستحقة للدعم، حدد المكتومي مجموعة من الشروط، أبرزها: أن يكون القائمون على المبادرة من الشباب العُماني، وأن تكون المبادرة مسجلة في المنصة الإلكترونية الرسمية للدعم، وأن تكون هناك خطة عمل واضحة قابلة للتنفيذ ومرتبطة بأهداف محددة، وأن تكون المبادرة ذات طابع تطوعي غير ربحي تسهم في حل مشكلة أو تطوير قطاع يخدم الشباب والمجتمع، وألا تتعارض المبادرة مع القوانين والأنظمة أو توجهات الدولة، وألا يكون مقدم الطلب موظفًا في الوزارة أو أن تكون المبادرة مشروعًا تجاريًا.
برامج داعمة
وأفاد المكتومي بأن من ضمن برامج الوزارة لتمكين المبادرات الشبابية: برنامج دعم المبادرات الشبابية السنوي لتقديم الدعم المالي واللوجستي والمعرفي، وحاضنة المبادرات الشبابية كبرنامج تدريبي وتأهيلي لتطوير مهارات المبادرين، وملتقى المبادرات الشبابية الذي يُنظّم في محافظة مختلفة كل عام، وتُعرض خلاله المبادرات وتُنفذ أنشطة تفاعلية، إلى جانب جائزة الإجادة للمبادرات الشبابية، التي تُمنح ضمن احتفالية "يوم الشباب العُماني" لأفضل المبادرات التي تحقق أثرًا مجتمعيًا ملموسًا.
وأكد المكتومي أن الوزارة تعمل على تعزيز منظومة العمل الشبابي التطوعي من خلال خطوات مستقبلية، تشمل إطلاق نسخة مطورة من التدريب، وتطوير المحتوى، والتركيز على جودة المخرجات وربطها بأولويات التنمية الوطنية، مع دعم لامركزي يتناسب مع خصوصيات كل محافظة.
وأوضح أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تواصل دعمها الفاعل للمبادرات الشبابية النوعية التي تلامس احتياجات المجتمع، وتنسجم مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، خصوصًا في مجالات الابتكار والاستدامة والتنمية الاجتماعية. كما تسعى إلى إشراك الشباب في تطوير أفكارهم عبر برامج تأهيلية واستشارات تخصصية ومنصات تفاعلية، في إطار سياسة الوزارة الهادفة إلى تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني، وتمكين الشباب من لعب دور ريادي في مسيرة التنمية الوطنية.