تعد القاذفة الشبحية الأمريكية بي 2، التي استخدمتها واشنطن، في استهداف مفاعل فوردو النووي بإيران، واحدة من أهم الأسلحة الاستراتيجية، نظرا لكمية القنابل المدمرة التي تستطيع حملها، إضافة إلى قدراتها العالية في التخفي عن شاشات الرادار.

وقالت وسائل إعلام أمريكية، إن 6 قاذفات بي 2، شاركت في الهجوم على فوردو، وأطلقت 12 من أكبر القنابل القادرة على حملها، من أجل إحداث أكبر تدمير في الموقع المقام على عمق عشرات الأمتار أسفل جبل صخري.



ولادة الشبح:

في أواخر السبعينيات، وفي أوج الحرب الباردة، بدأ مشروع إنتاج القاذفية الشبحية الاستراتيجية، من أجل اختراق الدفاعات الجوية السوفيتية، وكان المطلوب إنتاج طائرة قادرة على التخفي عن الرادار، وإيصال أسلحة نووية، وتقليدية، بدقة فائقة، وإلقائها على الأهداف لتدميرها.

وتولت شركة نورثروب غرومان، مهمة إنتاجها، وكان ذلك في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وفي عام 1988، كشف النقاب عن وجود القاذفة وظهرت للمرة الأولى، وأجرت طلعتها التجريبية الأولى، في العام التالي 1989 وبعد نجاحها في الاختبارات، أنتجت لصالح الجيش الأمريكي.



وعملت الشركة على خط إنتاج القاذفة، وكان المفترض إنتاج 132 منها، لكن الخطط تقلصت مع انهيار الاتحاد السوفيتي، إلى 21 طائرة فقط، بسبب الكلفة الهائلة للإنتاج، والتي بلغت 2.1 مليار دولار لكل طائرة، ولم تدخل الخدمة رسميا في القوات الجوية الأمريكية إلا عام 1997، وباتت من أهم أدوات الردع الاستراتيجي للولايات المتحدة.

تصميم غريب

لم تعتمد الشركة في تصميم القاذفة على الشكل المعتاد للطائرات بجسم وجناحين بارزين، لكنها اعتمدت شكل جناح الطائر، ودمجت كافة أجزائها في هيكل واحد أملس، وخال من الذيل أو الانحناءات الحادة، ويبلغ عرض الجناح 52 مترا أمام طولها فيبلغ 21 مترا والارتفاع عن الأرض 5 أمتار وشكلها أقرب إلى الخفاش الضخم من شكل الطائرات المعتاد، والسبب في التصميم الوصول إلى أكبر درجة من التخفي وعكس موجات الرادار.

وغطيت الطائرة بمواد ماصة للرادار، وتتميز بتصميم عادم محركاتها بطريقة تقلل من البصمة الحرارية، وبصمتها الرادارية تقارن بحجم طائر صغير، مما يتيح لها التسلل عبر أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.

محركات جبارة:

وتشغل القاذفة 4 محركات، تمنحها الوصول إلى سرعة قصوى تقدر بنحو 973 كم متر في الساعة، ولم يجر التركيز في تصميمها على تجاوز سرعة الصوت، لكن الأساس كان الحصول على أبعد مدى في الطيران.

وبفضل خزانات وقودها الضخمة، يمكن للشبح التحليق لمسافة 11 ألف كيلومتر، بدون إعادة التزود بالوقود، ومع إمكانية التزود بالوقود جوا، يصبح مداها غير محدود عمليا، مما يتيح لها تنفيذ مهام عابرة للقارات، فضلا عن القدرة على التحليق على ارتفاع يصل إلى 15.200 متر، وهو مدى يحجبها عن معظم أنظمة الدفاع الجوي.

نظم إلكترونية:

تحتوي القاذفة على منصة إلكترونية متطورة، من رادارات وأنظمة ملاحة بتقنية "جي بي أس"، وأنظمة اتصالات مشفرة ومقاومة للتشويش للتنسيق بين القوات الجوية في الطلعات.

كما تتضمن الطائرة أنظمة حرب إلكترونية متقدمة، قادرة على اكتشاف التهديدات وإطلاق إجراءات مضادة مثل قنابل الدخان أو المشاعل الحرارية، هذه الأنظمة تجعل القاذفة ليس فقط شبحا للرادارات، بل منصة قادرة على التكيف مع بيئات القتال المعقدة.

ترسانة تسليح:

تمتاز الشبح بالقدرة على حمل، أكثر من 18 طنا من الأسلحة في الحجرة الداخلية، وبصورة محكمة الإغلاق للحفاظ على البصمة الرادارية، على خلاف الطائرات الأخرى التي تكون ذخيرتها من القنابل والصواريخ ظاهرة.

ومن أبرز الأسلحة التي تتمكن من حملها، قنبلة بي 61 النووية، وقنبلة بي 83 النووية، إضافة إلى كل من القنابل التقليدية مثل جي دام بأوزان ما بين 500-2000 رطل.



كما تعد الشبح القاذفة المناسبة، لحمل ما يعرف بأم القنابل الأمريكية، وهي قنبلة جي بي يو 57، الخارقة للتحصينات، والتي يصل وزنها إلى 14 طنا، وتخرق في الأرض بنحو 60 مترا.

وكذلك قادرة على حمل قنابل مارك 84، بوزن 2000 رطل، وقنابل جي بي يوم 87-97 العنقودية، التي تستهدف ضرب مساحات كبيرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الشبحية إيران امريكا الشبح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قادرة على

إقرأ أيضاً:

العدوان الصهيو أمريكي على إيران “1”نصرة إيران عقيدةٌ والتخلي عنها ردةٌ

 

تتعرض الجمهورية الإسلامية في إيران لعدوانٍ إسرائيلي أمريكي، وربما أوروبي غربي جامع، جمع الأحقاد الصهيونية العالمية والإنجيلية المسيحية المتطرفة، ضد الشرق عموماً، والعرب والإسلام خصوصاً، فأجمعوا أمرهم ووحدوا صفهم، وأعلنوا هدفهم، وصرحوا عن غايتهم، وأبرموا فيما بينهم بوضوحٍ لا لبس فيه ولا شك، اتفاقاً تآمرياً وعدواناً حلفاً قذراً لتدمير إيران، والقضاء على دولتها، وإسقاط نظامها، وتقويض حكمها، وتدمير مقدراتها العسكرية والاقتصادية، والتخلص من مشاريعها التحررية النهضوية، وطموحاتها العلمية وآفاقها السلمية المدنية، المعادية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وقوى الاستكبار والإمبريالية العالمية، الذين لا يريدون للمنطقة رفعة، ولا لدولها عزة، ولا لأهلها كرامةً.

الحرب التي يشنها التحالف الغربي الصهيو أمريكي ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، حربٌ واضحة صريحة مكشوفة، وهي حربٌ خبيثةٌ حقودة، تقودها الولايات المتحددة الأمريكية، وينفذها الكيان الصهيوني بالسلاح والإرادة الأمريكية، لذا يجب على الأمة الإسلامية جميعها، أن تتجاوز اليوم خلافاتها مع إيران، وأن تقفز على تناقضاتها معها، وأن تضع جانباً عدم اتفاقها معها، فالوقت لا يسمح الآن بالمحاسبة، ولا يسعفنا للمعاتبة، وقد يأتي بعدها دورنا، ويصيبنا ما أصابها، ويطالبوننا بتقليم أظافرنا وكسر أيدينا ونزع ما بقي من سلاحنا بأيدينا، ولا تظنوا أن الغرب وأمريكا، وإسرائيل ومن معها، سيكونون رحماء علينا ورفقاء بنا، فهم يحقدون علينا حقدهم على إيران، ويكرهوننا كما يكرهون إيران.

أيها العرب جميعاً بين المحيط والخليج، وأيها المسلمون في جنبات الدنيا الأربعة، اعلموا أنكم اليوم أمام عقيدة الولاء والبراء التي يقوم عليها ديننا، الولاء للإسلام والبراء من الشرك وملة الكفر، والصورة واضحة لا غموض فيها ولا غباش يمنع تحديدها، ولا عذر لأحدٍ أبداً في الاجتهاد بعيداً والتفكير سلباً، والعدو واضحٌ وصريحٌ، وقحٌ خبيثٌ، وتاريخه أسود وسجله دموي، وأفعاله خبيثة وأعماله دنيئة، وعدوانه على فلسطين مستمر، وقتله لشعبها مستعر.

وإيران دولةٌ إسلاميةٌ شقيقة، تدين ديننا، وتؤمن برسولنا، وتصلي صلاتنا، وتستقبل قبلتنا، وتناصر قضايانا، وتضحي من أجلنا، وقدمت في سبيلنا، فلا يجوز نصرة العدو عليها، وتمني انتصاره عليها، ولا يصح خذلانها والتخلي عنها، فهي جزءٌ أصيلٌ من منطقتنا، وأهلها مسلمون موحدون ينتمون إلينا، فلا يترددن أحدٌ في نصرتها وتأييدها، والدعاء لها وتمني السلامة لها.

المطلوب من الأمة الإسلامية اليوم ديناً وعقيدة، وولاءً وبراءً، وعدلاً وإنصافاً، ووعياً وإدراكاً، وحصافةً وكياسةً، وفهماً وعقلاً، أن تقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية في إيران وأن تؤيدها، وتنصرها وتساندها، وغير ذلك خللٌ في العقيدة، وردةٌ عن الإسلام، وانحرافٌ عن تعاليمه، ومخافةٌ لثوابت الدين وأصول العقيدة، فلا يقف مسلمٌ مع عدوٍ ضد مسلمٍ، ولا يتمنى أن ينال منه العدو وينتصر عليه، ويدمر بلاده ويخرب اقتصاده، ويلحق بأهله ذلاً وهواناً.

واعلموا أيها العرب والمسلمون أن المقصود بالعدوان اليوم ليس إيران فقط، وإن هم بدأوا بها بعد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، بل إن المقصود بالعدوان هو الإسلام نفسه، والأمة الإسلامية بأسرها، ولعل نتنياهو قد سقط في فلتات لسانه فقال “اليوم إيران وغداً باكستان”، فهم يخشون قوة الإسلام وعزة المسلمين، ولا يريدون لدولةٍ إسلاميةٍ أياً كانت، قريبةً أو بعيدة، صديقةً أو عدوة، أن تمتلك القوة، وأن تحوز على مقدراتٍ تحميها وإمكانياتٍ تدافع عنها، وتحول دون استهدافها والعدوان عليها.

واعلموا أن عجز الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية عن كسر شوكة إيران، وتجريدها من عوامل قوتها، وفشله في تحقيق أهدافه التي أعلن عنها، سيقود حتماً إلى نهاية المشروع الصهيوني، وإزالة الكيان الإسرائيلي، واستعادة فلسطين وتحريرها، وعودة أهلها وتطهير مقدساتها، فهذا العدو ما تعود الخسارة، ولا شعر بطعم الخوف وذل القصف كما يشعر به الآن، وها هو اليوم يتجرع المر هواناً، ويذوق من ذات الكاس ألواناً، ويتشرد مستوطنوه ذلاً، وتهدم بيوتهم عدلاً، وتقصف منشآتهم ثأراً وانتقاماً، والوعد قادم، والقادم صادمٌ، مفاجئٌ مؤلمٌ وموجع، وقد حزن الفلسطينيون ومعهم الكثير من المؤمنين بالعدوان على إيران، لكنهم بإذن الله وعداً سيفرحون في بضعة أيامٍ بنصر الله، الذي ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.

 

كاتب وباحث سياسي فلسطيني

 

 

مقالات مشابهة

  • داخل قاذفات الشبح.. كيف صمد طيارو "مطرقة منتصف الليل"؟
  • كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد إيران؟
  • تعرف على مواصفات طائرة الشبح الأمريكية بي2 (إنفوغراف)
  • بعد مشاركتها في ضرب منشآت إيران النووية.. القاذفة الأمريكية الشبح "بي-2 سبيريت" سلاح التخفي المدمر
  • تسير 10000 كيلومتر دون تزويد بالوقود.. تعرف على القاذفة B2 التي قصفت المفاعل النووي الإيراني
  • مصطفى بكري: الهجوم الأمريكي على مفاعلات إيران النووية بداية للحرب.. وهذه هي الخيارات المطروحة للرد
  • قاذفات بي-2 ماذا تفعل «أم القنابل» في إيران؟ الطائرةبـ2 مليار دولار ولا تكشفها الرادارات
  • إعلام إيراني: تفعيل الدفاعات الجوية في مدينة كاشان بمحافظة أصفهان
  • العدوان الصهيو أمريكي على إيران “1”نصرة إيران عقيدةٌ والتخلي عنها ردةٌ