مركز حقوقي: العدو الصهيوني يواصل منع انتشال شهداء مساعدات بشمال غزة
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
الثورة نت/
استهجن المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرًا، استمرار قوات العدو الصهيوني بمنع طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى محيط منطقة السودانية شمالي قطاع غزة، للبحث عن مفقودين وانتشال جثامين شهداء قتلتهم تلك القوات خلال محاولتهم الحصول على المساعدات.
وقال المركز الحقوقي، في بيان له اليوم الاثنين، إن جيش العدو يواصل -منذ عدة أيام- منع طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى منطقة “الصالة الذهبية” في محيط السودانية، لانتشال جثامين الشهداء الذين قضوا في جريمة مروعة ارتكبتها قوات العدو بحق عشرات المدنيين أثناء انتظارهم الحصول على المساعدات الإنسانية.
وبيّن أنه وعلى الرغم من الجهود المتكررة التي بُذلت عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، فإن قوات العدو تواصل رفضها منح الإذن اللازم لدخول الطواقم، ما يُبقي العشرات من الضحايا في عداد المخفيين قسرًا، ويمنع عائلاتهم من أداء مراسم الدفن وتوديع أحبائهم بكرامة
وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني تمكنت، الأربعاء الماضي، وبعد خمسة أيام من ارتكاب الجريمة، من انتشال جثامين 15 شهيدا، بعضها كانت متحللة بسبب التأخير المتعمد في السماح بالوصول لهم، مشددا ان هذا المشهد المؤلم يكشف عن مدى استهتار الاحتلال بحياة وكرامة الإنسان الفلسطيني.
ونبه إلى أن قوات العدو ترفض -حتى اللحظة- السماح للطواقم بإتمام مهمتها الإنسانية، وتعرقل كذلك التنسيق المطلوب للوصول إلى باقي الجثامين.
كما ترفض تلك القوات التنسيق للبحث عن امرأتين مفقودتين في منطقتين منفصلتين بشمال القطاع، إحداهما من عائلة “سالم”، فُقدت آثارها قرب مدخل مشروع بيت لاهيا، والأخرى من عائلة “العطار”، فُقدت آثارها قرب مدرسة أبو تمام في بيت لاهيا.
وقال المركز الحقوقي إن مأساة آلاف المفقودين وكذلك الجثامين التي يتعذر انتشالها تحت أنقاض المباني المستهدفة وفي أماكن تمركز قوات الاحتلال، لا تزال مستمرة وتتعاظم، “وتمثل جرحًا نازفًا لدى آلاف العائلات، مع عجز المجتمع الدولي في إلزام الاحتلال بالانصياع لقواعد القانون الدولي”.
وبين أن هذا السلوك الإسرائيلي الممنهج يشكّل انتهاكًا صارخًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يلزم أطراف النزاع باحترام جثامين القتلى، وضمان وصول آمن وسريع للطواقم الطبية والدفاع المدني للبحث والإنقاذ وانتشال الجثث.
وحمّل المركز، العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استمرار تغييب مصير الضحايا ومنع دفنهم بكرامة.
وطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وجميع الجهات الدولية المعنية، بعدم الاكتفاء بمحاولة التنسيق، بل الضغط الفعال والجاد على العدو لتمكين فرق الإنقاذ من الوصول الآمن إلى المناطق المستهدفة، وانتشال الجثامين، والكشف عن مصير المفقودين.
وشدد أن صمت العالم عن استمرار هذه الممارسات غير الإنسانية يشجع العدو على التمادي في احتجاز جثامين الضحايا وإدامة معاناة ذويهم.
ومنذ 27 مايو 2025، يتعرّض الفلسطينيون لإطلاق نار في نقاط توزيع مساعدات غذائية ضمن مشروع أميركي إسرائيلي، أدانته الأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة باعتباره أداة لعسكرة المساعدات ووسيلة لإذلال السكان وتهجيرهم من مناطقهم.
ويُواصل العدو الإسرائيلي، لليوم الـ 626 على التوالي، حربه العدوانية وجريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، تزامنًا مع ارتكاب مجازر مروعة وجرائم حرب موصوفة، والاستمرار بحصار وتجويع القطاع.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مساعدات الإمارات إلى غزة.. تحول نوعي في الاستجابة الإنسانية
أحمد مراد، أحمد عاطف (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةشدد خبراء ومسؤولون على أن المساعدات الإماراتية إلى غزة شكلت تحولاً نوعياً في الاستجابة الإنسانية، وأسهمت في توفير المواد الغذائية التي كان الحصول عليها شبه مستحيل، مؤكدين أن هذه المساعدات وصلت إلى مستحقيها في جميع أنحاء القطاع، وأنقذت حياة الكثير من الأبرياء.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تقوم بدور إنساني وإغاثي بارز، من خلال مد الجسور الجوية والبحرية لنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى داخل القطاع، مما يجسد موقفاً عربياً أصيلاً يعكس التزاماً راسخاً بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وثمن مستشار الرئيس الفلسطيني، الدكتور محمود الهباش، الجهود الإماراتية التي تُبذل في سبيل التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي يُعانيها أهالي قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وما خلفه من دمار واسع، وواقع معيشي مأساوي يزداد تفاقماً مع استمرار الحرب.
وأكد الهباش، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع لم تعد تُحتمل، مع اتساع رقعة المعاناة، وتزايد مخاطر المجاعة، مشدداً على أهمية الجهود العربية والدولية الرامية إلى مواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية الخطيرة، ويأتي على رأسها الجهود التي تبذلها دولة الإمارات، عبر مبادرات إنسانية وإغاثية عديدة.
وأشار إلى أن الإمارات تقوم بدور إنساني وإغاثي بارز في غزة، من خلال إرسال قوافل الإغاثة العاجلة، وإنشاء المستشفيات الميدانية، ومد الجسور الجوية والبحرية لنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى داخل القطاع، مما يجسد موقفاً عربياً أصيلاً يعكس التزاماً راسخاً بالتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني، إن استمرار الدعم الإنساني، سواء من الإمارات أو غيرها من الدول العربية الشقيقة، يشكل عنصراً أساسياً للحفاظ على صمود الشعب الفلسطيني، وتعزيز قدرته على تجاوز المحنة الراهنة.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، شادي عثمان، أن عمليات الإسقاط الجوي التي تنفذها دولة الإمارات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة تُعد خطوة مهمة للتخفيف من تداعيات الأزمة التي يُعانيها سكان القطاع، ووصفها بأنها واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية التي ساعدت في كسر حالة الجمود الإنساني الخانقة.
وأكد عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أي مبادرة تُسهم في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية تُعد أفضل بكثير من البقاء في دائرة الانتظار لحلول بطيئة أو غائبة، معرباً عن أمله في أن تتواصل الجهود الإنسانية الداعمة لغزة، وتتوسع على المستوى الدولي، لا سيما فيما يتعلق بضمان الحد الأدنى من الأمن الغذائي للنازحين والمتضررين.
وأشار إلى أن حجم الدمار الكبير في غزة، إلى جانب تزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل مستمر، يجعل من الصعب تحديد كميات المساعدات اللازمة لإنهاء الأزمة الإنسانية بالكامل، مشدداً على أهمية الاستمرار في إدخال المساعدات بوتيرة أسرع خلال الفترة المقبلة، وتكثيف الدعم الدولي بما يضمن وصول قوافل الإغاثة.
وأشاد الباحث الفلسطيني، محمود شاكر، بتواصل جهود الإمارات الرامية لدعم أهالي غزة إنسانياً وإغاثياً، سواء من خلال عملية «الفارس الشهم 3»، أو عملية «طيور الخير»، مؤكداً أن المساعدات الإماراتية الموجهة إلى القطاع لم تتوقف حتى في أكثر اللحظات تعقيداً.
وأوضح شاكر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تعمل على تأمين الطعام في التكايا الشعبية، وتشغيل عدد من الأفران، في محاولة جادة لتخفيف المعاناة المتفاقمة، لافتاً إلى أن المجاعة في غزة لم تعد خطراً محتملاً بل واقعاً يعيشه الناس يومياً، إذ باتت المستشفيات تستقبل حالات سوء تغذية حاد، بعضها انتهى بالموت جوعاً، خاصة بين الأطفال.
وأشار إلى أن الإمارات سارعت، في الفترة الماضية، إلى ضخ كميات كبيرة من المواد الإغاثية لإنقاذ الأرواح، مما يعزز الدعم الإقليمي والدولي لسكان القطاع، مشدداً على أن القوافل الإماراتية أسهمت في خفض أسعار بعض المواد التي كان الحصول عليها ضرباً من المستحيل.