بتاريخ 05 يونيو 2025، صدر في الجريدة الرسمية النظام الداخلي للهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، والذي تم اقراره بواسطة قرار مجلس الهيئة رقم 5 في 16 ديسمبر 2022 وقرار مجلس الهيئة رقم 42 في 12 ماي 2025.
ويثير هذا النظام الداخلي بعض الإشكالات المرتبطة بالاستقلال المالي لهذه الهيئة ومدى الانسجام بين اختيارات المشرع التي تضمنها القانون المحدث للهيئة واختيارات مجلس الهيئة التي تضمنها النظام الداخلي، وخاصة في ما يتعلق بالميزانية الخاصة بالهيئة وعلاقتها بالميزانية العامة للدولة، فالسلطة التقديرية للمشرع اتجهت بشكل واضح نحو اعتبار ميزانية الهيئة ميزانية خاصة ومستقلة وحددت لها تبويبها الخاص والجهة المختصة بإعدادها والمصادقة عليها، كما عززت مواردها عبر التنصيص على أن الاعتمادات التي تخصصها الدولة للمساهمة في تمويل الهيئة، يتم تضمينها بواسطة فصل في القانون المالي السنوي وهو ما يعزز ضمانات استقلاليتها على عكس هيئات أخرى تسجل مساهمة الدولة في تمويلها في ميزانيات قطاعية تابعة في الغالب لرئيس الحكومة من قبيل المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.


تنص المادة 13 من القانون رقم 46.19 المتعلق بالهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، على أن مجلس الهيئة يختص بالمصادقة على مشروع ميزانية الهيئة، وتنص المادة 17 على أن اختصاصات رئيس الهيئة تشمل اقتراح مشروع الميزانية السنوية للهيئة وعرضه على مجلس الهيئة للمصادقة عليه.
وتنص المادة 42 من هذا القانون على تسجيل الاعتمادات المرصودة لميزانية الهيئة في الميزانية العامة للدولة تحت فصل يحمل عنوان « الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها »
وتشمل ميزانية الهيئة في باب الموارد على الاعتمادات المرصودة للهيئة في الميزانية العامة للدولة، والهبات والوصايا التي يمكن أن تحصل عليها الهيئة، والتي ليس من شأنها التأثير بأي كيفية على استقلالية الهيئة؛ والمداخيل المختلفة
وبعد نشر النظام الداخلي للهيئة، بعد سنوات من تنصيب مجلسها، تبين أن مجلس الهيئة كانت له اختيارات أخرى لا تتقيد بمنطوق القانون الخاص بالهيئة، فالنظام الداخلي جعل من ميزانية الهيئة مجرد ميزانية فرعية ضمن الميزانيات الفرعية التي يتم تقديمها أمام البرلمان من طرف الحكومة، حيث نصت المادة 142 من النظام الداخلي على أن مجلس الهيئة يصادق فقط على التوجهات العامة لمشروع ميزانية الهيئة، وأن رئيس الهيئة ينسق مع وزير المالية بخصوص عرض ميزانية الهيئة على نظر اللجان البرلمانية المختصة وإمكانية حضور رئيس الهيئة رفقة وزير المالية ومشاركته في النقاش أمام ذات اللجنة.
والحالة هذه، تكون الهيئة قد نصت في متن نظامها الداخلي على مقتضيات لا تنسجم مع استقلاليتها المالية الكفولة بموجب قانونها وانسجاما مع الدستور.
فالقانون صريح في أن الفصل المتضمن في قانون المالية يتعلق فقط بالاعتمادات التي تخصصها الدولة للمساهمة في موارد الهيئة والتي تشمل ميزانيتها موارد أخرى ونفقات أخرى، ولم يشر القانون الى أن ميزانية الهيئة جزء من الميزانية العامة للدولة باعتبارها ميزانية فرعية.
وتكشف قراءة اختيارات مجلس الهيئة في النظام الداخلي والذي جعل من الميزانية مجرد ميزانية فرعية ضمن الميزانية السنوية التي تتكلف بها وزارة المالية، عن سعي مجلس الهيئة إلى القيام باختصاص مسنود دستوريا للمجلس الوزاري، فاختيار مجلس الهيئة الوطنية أن يجعل ميزانيتها فرعا لا يتجزأ من قانون المالية السنوي يفرض عليها أن تتقيد بالتوجهات العامة التي يقرها المجلس الوزاري، ولا يستقيم أن ينظر مجلس الهيئة في التوجهات العامة لهذه الميزانية لأنها من اختصاصات المجلس الوزاري الذي ينظر في التوجهات العامة للقانون المالي السنوي.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المیزانیة العامة للدولة النظام الداخلی الهیئة الوطنیة میزانیة الهیئة مجلس الهیئة الهیئة فی على أن

إقرأ أيضاً:

المستشار عقيلة صالح وحماد وبالقاسم حفتر يفتتحون مقر جهاز الأمن الداخلي بدرنة

افتتح رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، رفقة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور أسامة حماد، ومدير عام صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا، المهندس بالقاسم حفتر، مقر جهاز الأمن الداخلي – فرع درنة، بعد استكمال أعمال صيانته وتحديثه وفق أحدث المعايير الفنية والأمنية.

وحضر الافتتاح النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، مصباح دومة، والنائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة، عمر العبيدي، ونائب رئيس الحكومة، علي القطراني ورئيس جهاز الأمن الداخلي الفريق أسامة الدرسي.

وشهد الافتتاح حضور عدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة، ونواب رئيس مجلس الوزراء ووزراء الحكومة الليبية، إلى جانب عدد من المسؤولين والقيادات الأمنية والعسكرية.

وخلال الافتتاح، تم تخريج دفعة جديدة من منتسبي الجهاز، بعد أن أتمّوا برنامجًا تدريبيًا مكثفًا يؤهّلهم لأداء مهامهم بكفاءة، ليشكّلوا إضافة نوعية، ودعامة أساسية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار.

ويأتي افتتاح مبنى جهاز الأمن الداخلي ضمن الخطة الحكومية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار، وتوفير بنية تحتية أمنية حديثة تدعم قدرات المؤسسات الأمنية للقيام بمهامها بكفاءة عالية، بما يوفّر بيئة آمنة للمواطنين، ويرفع مستوى الجاهزية الأمنية، بما يتماشى مع الخطط التنموية الشاملة في ليبيا.

الوسومليبيا

مقالات مشابهة

  • رغم تحذيرات المركزي.. عقيلة صالح يدافع عن ميزانية الـ69 مليار دينار
  • افتتاح مقر الأمن الداخلي بدرنة بحضور كبار المسؤولين والقيادات الأمنية
  • نقابة UMT في المالية ترفض اختيارات المؤسسات المالية الدولية التي فاقمت الفوارق الاجتماعية
  • المستشار عقيلة صالح وحماد وبالقاسم حفتر يفتتحون مقر جهاز الأمن الداخلي بدرنة
  • وزير السياحة والآثار يترأس اجتماع مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي
  • الأمانة العامة لمجلس التعاون تؤكد عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية نتيجة الأحداث التي شهدتها المنطقة
  • الزمالك يخصص ميزانية مستقلة لفريق الكرة.. ولا رحيل مجاني
  • الزمالك يعتمد ميزانية لقطاع الكرة.. ويتمسك ببقاء فتوح
  • الزمالك يعتمد ميزانية لقطاع الكرة .. ويتمسك ببقاء فتوح