في صباح السادس من أغسطس عام 1945م، ألقت الولايات المتحدة قنبلتها الذرية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية، في مشهدٍ سجّل بداية عصرٍ جديد من الوحشية المعاصرة، إذ تحوّلت المدينة إلى كرة من اللهب، واحترق أكثر من مئة ألف إنسان في لحظات، بلا تمييز بين عسكري أو مدني، شيخ أو رضيع. وبعدها بثلاثة أيام فقط، قصفت مدينة ناجازاكي بقنبلة أخرى، لتنهي أمريكا الحرب العالمية الثانية بإبادة جماعية، وتبدأ عصرًا من الهيمنة النووية، حيث السلاح لا يُستخدم فقط للإبادة، بل للتهديد، ولصناعة نظام عالمي يقوم على الخضوع أو الفناء.

لم تكن القنبلة الذرية سوى تجسيدٍ لفكرة أمريكية خطيرة: أن التفوق التكنولوجي هو تفويض بالقتل، وأن من يملك القوة يملك القرار، حتى وإن كانت النتيجة جثثًا متفحمة على الأرصفة. هذه العقلية لم تكن حادثة عابرة في زمن الحرب، بل أصبحت سياسة ثابتة في العقود التالية، تُمارَس بأشكال متعددة، من الانقلابات والدعم العسكري للطغاة، إلى الحروب المفتوحة والتدخلات المباشرة. اليوم، وفي أغسطس ذاته، تعود المأساة، لكن على أرضٍ عربية، في غزة.

غزة، المدينة المحاصرة التي لا تملك سلاحًا نوويًا ولا حتى مظلة جوية، تُقصف ليلًا ونهارًا بقنابل ذكية وأسلحة فتاكة صُنعت في مصانع أمريكية، ودُعمت بمليارات من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. كل طلعة جوية للاحتلال الإسرائيلي تحمل توقيعًا أمريكيًا، وكل صاروخٍ يسقط على منزل أو مدرسة في غزة له رقم تسلسلي يبدأ بـ «US» الدعم الأمريكي للعدوان ليس ماديًا فقط، بل سياسيًا وأخلاقيًا، حيث تُمنح إسرائيل الحصانة الكاملة من المحاسبة، ويُصنّف الضحايا على أساسٍ منحاز: الطفل الفلسطيني “خطرٌ محتمل”، أما الجندي الإسرائيلي “يدافع عن نفسه”.

أغسطس الذي عرفته البشرية في هيروشيما كجريمة ضد الإنسانية، يتكرر اليوم أمام أنظار العالم، لكن بوجه جديد. المشهد لم يتغير: أبرياء يُقتلون بلا رحمة، صمتٌ دوليٌ مريب، وأمريكا تمسك الزناد من الخلف. القنبلة تغير شكلها، لكنها لم تغير رسالتها: الإبادة وسيلة لتحقيق الأهداف.

في وجه هذا الجنون المتواصل، نوجه رسالتنا إلى أحرار العالم: إن التاريخ لا يُمحى، والدماء لا تجف، وإن الإنسانية لا تُقاس بالمصالح السياسية ولا بخريطة النفوذ. غزة اليوم هي مرآة لهيروشيما، والسكوت جريمة، والتغاضي شراكة في القتل. السلاح واحد، والفاعل واحد، وما دام الدعم الأمريكي مستمرًا بلا شروط، فإن المجازر لن تتوقف، والمستقبل سيشهد على عصرٍ كانت فيه أمريكا صانعة الموت، لا الحياة.

لقد آن الأوان أن تتغير المعادلة، وأن يتوحد صوت الأحرار لكسر هذا الصلف، وتفكيك هذا التحالف بين القوة والشر. فكل صرخة طفلٍ في غزة، وكل حريقٍ اشتعل في هيروشيما، تنادي اليوم: أوقفوا أمريكا قبل أن تُفجّر العالم من جديد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هيئة مستشفى الحزم تنظم وقفة تضامنية مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة

الثورة نت /..

نظمت هيئة مستشفى الحزم بمحافظة الجوف اليوم، وقفة تضامنية مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وتنديدا بجرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع والحصار الممنهج الذي يفرضه العدو الصهيوني على القطاع.

وهتف المشاركون في الوقفة، بشعارات منددة بجرائم الاحتلال التي بلغت ذروتها وبشاعتها، دون أن يرف جفن لدعاة الإنسانية في العالم.. لافتين إلى أن ما يحدث في غزة من جرائم بحق الإنسانية تفضح عجز العالم.

وندّدوا بالمجازر التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني بحق المدنيين في القطاع، وما تسبب به من كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ العالم.. مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لوقف العدوان ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية فورا.

وأكد منتسبو وكوادر هيئة مستشفى الحزم أن ما يجري في غزة جريمة ضد الإنسانية، تستلزم تحركا عالميا عاجلا لوقف آلة القتل والحصار، ووضع حد لإفلات قادة الاحتلال من العقاب.. معتبرين الصمت أمام هذه الفظائع تواطؤا يضيف وصمة عار في جبين البشرية.

ووجهوا رسالة للعالم أجمع، بضرورة التحرك الفوري لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.. مؤكدين أن دماء الأطفال والنساء أمانة في أعناق الإنسانية جمعاء، وأن التاريخ لن يرحم المتخاذلين والمتواطئين مع الاحتلال.

وأكد بيان صادر عن الوقفة، أن ما يتعرض له أبناء غزة من قتل وتجويع وحرمان من الدواء، جريمة مكتملة الأركان وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية، وإحدى أبشع صور الاحتلال ووحشية في العصر الحديث.

مقالات مشابهة

  • وقفة لكوادر مستشفى فلسطين في الأمانة تضامناً مع غزة
  • هيئة مستشفى الحزم تنظم وقفة تضامنية مع أبناء الشعب الفلسطيني في غزة
  • وقفة لوزارة الصحة نصرة لأبناء غزة والتنديد بسياسة التجويع والقتل
  • جحيم حرب العصابات.. ضابط إسرائيلي: احتلال غزة معركة "مستحيلة"
  • اليوم وبمشاركة ٢١ ناديا.. انطلاق النسخة 67 للدوري المصري
  • أمريكا… إمبراطورية النار .. من هيروشيما إلى غزة
  • مجوّعو غزة يبثون شكواهم.. همام الحطاب
  • الدنمارك تفوز على أمريكا وأيسلندا تكتسح السعودية بمونديال ناشئي اليد
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 7 أغسطس