تقرير :خبير ألماني: الناتو تراجع خطوة للخلف وحاول إرضاء واشنطن
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
كولونيا "د. ب. أ": يرى خبير ألماني في النزاعات المسلحة أن قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي انعقدت أمس في لاهاي لم تحقق الكثير من النتائج المنتظرة.
وقال كارلو ماسالا، وهو أستاذ في كلية العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة الجيش الألماني في ميونخ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية في كولونيا: "لم تكن بالتأكيد قمة حيث يمكن القول إن الناتو خرج منها قويا"، مشيرا إلى أن قضية أوكرانيا لم يكن لها دور خلال القمة ولم يتم الإشارة إلى التهديد الروسي بوضوح كاف، موضحا أن الناتو بذلك تراجع خطوة إلى الوراء في محاولة منه الى ارضاء واشنطن، وقال: "أرى حاليا الناتو في مرحلة غير مستقرة للغاية".
وذكر ماسالا أن رغبة دول الناتو في إنفاق 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2035 هي في المقام الأول جزءا من استراتيجية إرضاء الرئيس الأمريكي، وقال: "هذه الـ5% لم تكن نتاج نقاش أوروبي، بل نتاج خشية من سحب الولايات المتحدة ضماناتها الأمنية حال عدم التنفيذ"، مضيفا أنه سيتعين الانتظار لمعرفة ما إذا كانت الدول الأعضاء ستلتزم حقا بالاتفاق على مبدأ الـ5%، الذي عارضته إسبانيا وسلوفاكيا بكل وضوح ولم تكن إيطاليا سعيدة به أيضا، على حد تعبيره.
وأشار ماسالا إلى أنه من المنطقي التشكك في إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة في تقديم الدعم المشترك حال تعرض دولة في الحلف لهجوم، وقال: "هذا هو الحال مع ترامب، حتى لو قال اليوم إنه ملتزم بذلك، فقد يكون الأمر مختلفا تماما غدا"، مضيفا أن شركاء الناتو يعولون في هذا السياق تماما على تملق ترامب، وقال: "قد يجدي ذلك نفعا أو لا - من يدري؟".
ووجه ماسالا انتقادات لاذعة للأمين العام للناتو، مارك روته، الذي أرسل لترامب رسالة نصية متملقة، والتي نشرها الأخير على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وقال ماسالا: "ما فعله روته، أيضا خلال مؤتمره الصحفي مع ترامب، لم يعد من الممكن مجاوزته من حيث الإحراج... أستطيع تفهم بذل الكثير من الجهود للحفاظ على الأمريكيين في أوروبا، ولكن عبر الخضوع الذي يمارسه روته، هذا ليس مناسبا تماما لأمين عام للناتو".
وذكر ماسالا أن المشكلة تكمن في ضرورة افتراض أن روسيا يمكنها مهاجمة دولة عضوة في الناتو بحلول نهاية هذا العقد لاختبار ما إذا كان الحلف سيأتي حقا لمساعدة هذا البلد، مضيفا أن هذا يعني أنه لم يتبق الكثير من الوقت، وقال: "السرعة، السرعة، السرعة. نحن بحاجة إلى استراتيجية أوروبية تحدد كيف يمكننا استبدال ما تقدمه الولايات المتحدة حتى الآن... من المهم للغاية هنا إيجاد حل لمشكلة تعداد أفراد الجيش، إذا لم يتم ذلك عبر مبدأ الطوعية، فيجب فرض التجنيد الإلزامي بسرعة".
تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس يعد مشروع قانون يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية أكثر جاذبية، ويتضمن أيضا آليات لإعادة فرض الخدمة العسكرية الإلزامية في حال نقص أعداد المتطوعين.
ومن المقرر أن يستعرض ماسالا كتابه "إذا فازت روسيا. سيناريو" خلال مهرجان الفلسفة في كولونيا غدا السبت.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كندا تصعّد دفاعاتها بـ 9 مليارات دولار.. خطة طموحة لدعم الناتو وتحديث الجيش
أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني عن إطلاق حزمة إنفاق عسكري جديدة بقيمة 9 مليارات دولار كندي للعام 2025، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش الكندي وتحقيق الهدف الذي حدده حلف شمال الأطلسي (الناتو) للإنفاق الدفاعي، والذي يساوي 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء.
كما كشف كارني عن خطة طموحة لزيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 5% بحلول عام 2035، ما يعكس توجه كندا نحو تصعيد دورها العسكري ضمن التحالفات الدولية.
تعزيز الرواتب وتحديث المعدات
تركز الحزمة الجديدة على تحسين الظروف المعيشية للعسكريين، من خلال زيادة رواتب الجنود بنسبة تصل إلى 20% خاصة للرتب الأدنى، حيث تم تخصيص ملياري دولار كندي خصيصًا لرفع أجور العسكريين، وهو تحرك يأتي ضمن استراتيجية لجذب الكفاءات والحفاظ على الجاهزية القتالية للقوات المسلحة.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطة استثمارات كبيرة في تحديث المركبات القتالية والطائرات المسيرة، وتطوير أنظمة دفاعية متقدمة، بهدف تعزيز قدرة الجيش الكندي على التعامل مع التهديدات المتزايدة والمتغيرة بسرعة في المشهد الأمني العالمي.
رد فعل على التحديات العالمية
أوضح كارني أن النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية يمر بمرحلة ضغوط وتحديات متزايدة، مؤكداً أن كندا لن تأخذ أمنها كأمر مفروغ منه.
وأشار إلى تراجع المساهمة الأمريكية التقليدية في الأمن العالمي، ما يفرض على كندا زيادة دورها ومسؤولياتها في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. يأتي هذا الإعلان في سياق التوترات المتصاعدة حول العالم، وخصوصًا في ظل ارتفاع التحديات الأمنية التي تواجهها منطقة شمال الأطلسي ومحيطها.
تماشياً مع أهداف الناتو
تسعى كندا من خلال هذه الحزمة إلى الالتزام الكامل بالتزاماتها تجاه الناتو، والمساهمة بشكل فاعل في تعزيز القدرات الدفاعية للحلف.
ويأتي ذلك في وقت يعيد فيه أعضاء الحلف تقييم استراتيجياتهم الدفاعية في مواجهة التهديدات المتجددة مثل الهجمات السيبرانية، والصراعات الإقليمية، والتهديدات الإرهابية. كما تعكس الحزمة رغبة كندا في الحفاظ على مكانتها كشريك عسكري موثوق وقوي ضمن التحالف الدولي.
الاتحاد الأوروبي يوافق على صرف 3.2 مليار يورو إضافية لأوكرانيا ضمن برنامج الدعم المالي
أقر مجلس الاتحاد الأوروبي صرف الدفعة الرابعة من المساعدات المالية لأوكرانيا، بقيمة تتجاوز 3.2 مليار يورو، ضمن برنامج “Ukraine Facility” المخصص لدعم التعافي وإعادة الإعمار في البلاد للفترة من 2024 إلى 2027.
القرار جاء بعد تقييم إيجابي لتنفيذ أوكرانيا لسلسلة من الإصلاحات المتفق عليها مع الاتحاد الأوروبي، رغم أن المبلغ المعتمد يقل بمليار يورو عن القيمة المخطط لها سابقاً، نتيجة عدم استكمال كييف كافة الإصلاحات المطلوبة، ومع ذلك، فإن المبلغ النهائي يفوق 3.05 مليار يورو التي حصلت على موافقة مبدئية من سفراء دول الاتحاد.
وبرنامج “Ukraine Facility” يهدف إلى تقديم ما يصل إلى 50 مليار يورو لأوكرانيا على شكل منح وقروض، تُصرف تدريجياً وفقاً للتقدم في تنفيذ الإصلاحات وخطط الاستثمار المدرجة ضمن “خطة أوكرانيا”.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد وافق في مارس الماضي على حزمة إضافية بقيمة 3.5 مليار يورو، في إطار برنامج مساعدات بقيمة إجمالية تبلغ 20 مليار يورو أُعلن عنها العام الماضي.