عواصم " وكالات": اجتمع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الأربعاء في بروكسل لبحث سبل تعزيز دعمهم لأوكرانيا، وتحسين ردّهم في أعقاب سلسلة من الاختراقات الجوية الروسية للأجواء الأوروبية.

وعند وصوله إلى مقر الناتو، حضّ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الدول الأوروبية وكندا على زيادة دعمها لأوكرانيا من خلال مبادرة أطلقتها واشنطن تتيح لكييف شراء أسلحة أمريكية بتمويل أوروبي.

وقال "يتحقق السلام عندما نكون أقوياء، لا عندما نستخدم عبارات مُبالغا فيها أو نُلقي محاضرات. يتحقق عندما نمتلك قدرات فعلية ومتينة يحترمها خصومنا".

وقال هيغسيث إن واشنطن وحلفاءها سيتخذون الخطوات اللازمة "لفرض تكاليف على روسيا بسبب عدوانها المستمر" ما لم تضع حدا للحرب في أوكرانيا.

وأضاف في اجتماع في مقر حلف شمال الأطلسي لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا التي تضم حلفاء كييف "إذا كان علينا اتخاذ هذه الخطوة، فإن وزارة الحرب الأمريكية مستعدة للقيام بدورنا بطرق لا يمكن إلا للولايات المتحدة القيام بها".

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، هذا الأسبوع في إشارة إلى رد الحلف "لقد قمنا بما تدربنا عليه، ونجحنا في ذلك، لكننا بحاجة إلى المزيد".

واضاف إنه يتوقع أن يمول الحلفاء الأوروبيون المزيد من شحنات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا.

وقال روته للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل إن عددا من الدول تعهدت بالفعل بتقديم ملياري يورو (2.3مليار دولار) عبر ما يطلق عليه مبادرة قائمة المتطلبات الأوكرانية ذات الأولوية "بيرل" التي تم إطلاقها في أغسطس.

وأوضح: "لدى اليوم كل الأسباب للاعتقاد أن العديد من الدول الأخرى ستنضم".

وأشار إلى أن الأسلحة تتضمن "أشياء ضرورية، من بينها أنظمة دفاع جوي وصواريخ اعتراضية بالأخص" وهي "مهمة من أجل أوكرانيا كي تتأكد من سكانها المدنيين وبنيتهم التحتية الأساسية محمية بأكبر قدر ممكن في مواجهة الهجوم الروسي المستمر".

وتوفر مبادرة "بيرل" ذخيرة أمريكية الصنع وأسلحة يشتريها الحلفاء الأوروبيون وكندا ثم يتيحوها لأوكرانيا.

في سبتمبر الماضي، انطلقت شرارة اخرى في سجال التوتر ما بين موسكو والغرب حيث دفع تسلّل نحو عشرين طائرة مسيّرة روسية إلى المجال الجوي البولندي الناتو لإسقاط ثلاث منها، في سابقة لم تحدث منذ تأسيس الحلف عام 1949. وبعد أيام قليلة، رافقت مقاتلات تابعة للناتو ثلاث طائرات روسية من طراز "ميغ" إلى خارج الأجواء الإستونية، بعد اختراق استمر 12 دقيقة، وهي فترة قياسية.

وقد أعقب هذا الرد السريع إطلاق عملية "الحارس الشرقي"، بهدف تعزيز المراقبة على الخاصرة الشرقية لحلف الناتو.

وبحسب دبلوماسيين، ترى دول عدة أن من الضروري تعزيز الاستجابة وتوفير مزيد من الوسائل والإمكانات.

يعتزم الناتو تعديل قواعد الاشتباك الخاصة به من خلال منح قيادته العسكرية مزيدا من المرونة.

وأوضح هؤلاء الدبلوماسيون أن الفكرة تكمن في تبسيط القواعد التي تستند إلى أنظمة مختلفة وتحدّ أحيانا من قدرة القيادة العسكرية للحلف على اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقال وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز "عندما تصبح الأمور معقدة، وعندما تكون طائرات إف-35 في الجو، علينا التأكد من أن الجميع يفهمون بوضوح ما هي القواعد".

أكد الأمين العام للناتو أنّ الحلف يؤيد هذا الإجراء، ولكن ينبغي أن يتم من خلال التنسيق والتفاهم الجيد.

وأكد دبلوماسي أن على الناتو أن يبقى المسؤول الرئيسي، من خلال توجيه الاتحاد الأوروبي بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها.

يذكر أن كييف تلقت دفعتين من المساعدات تُقدّر بنحو ملياري دولار، بتمويل من هولندا ودول اسكندنافية أخرى.

وتعهدت ألمانيا وكندا تمويل دفعتين إضافيتين، بقيمة 500 مليون دولار لكل منهما، وتأمل كييف في الانتهاء من إعداد دفعتين إضافيتين قريبا.

من جانبه، يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية تزويد أوكرانيا بعدد أكبر من صواريخ توماهوك بعيدة المدى، ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي غدا الجمعة.

ترامب "محبط للغاية" من بوتين قبل زيارة زيلينسكي

من جهة اخرى، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "يشعر بخيبة أمل كبيرة" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن بعد غد الجمعة وأضاف ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "أنا محبط للغاية، لأن علاقتي بفلاديمير كانت جيدة جدا، وربما لا تزال كذلك. لا أعرف لماذا يواصل هذه الحرب".

وأكد ترامب أن بوتين لا يريد إنهاء الصراع مع أوكرانيا المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، قائلا: "أعتقد أن ذلك يجعله يبدو بمظهر سيئ للغاية. بإمكانه أن ينهيها، وبسرعة".

في الوقت نفسه، أشاد ترامب بأوكرانيا لدفاعها ضد روسيا، كما أكد أن زيلينسكي سيزوره يوم الجمعة، قائلا: "إنه يريد أسلحة، ويرغب بالحصول على صواريخ توماهوك".

ولم يستبعد ترامب تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز توماهوك. وأشار سابقا إلى أنه يرغب في مناقشة الأمر مع روسيا.

وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف حذر يوم الاثنين من مثل هذه الخطوة.

وتتمتع صواريخ توماهوك بمدى يصل إلى 2500 كيلومتر، ويمكن تزويدها تقنيا برؤوس نووية.

لقاء بين وفد اوكراني وممثلين عن شركات تصنيع أسلحة

من جهة ثانية، أعلن وفد يضمّ كبار المسؤولين الأوكرانيين موجود في الولايات المتحدة اليوم الاربعاء انه التقى بممثلين عن شركات تصنيع أسلحة أميركية، من بينها شركة رايثيون المصنعة لصواريخ توماهوك التي قد تسلمها واشنطن لكييف.

وتأتي زيارة هذا الوفد الذي تقوده رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو ويضم مدير المكتب الرئاسي أندري يرماك، قبل اجتماع مقرر الجمعة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب.

وقال يرماك إنه وأعضاء آخرين في الوفد التقوا بممثلين عن شركتي "لوكهيد مارتن" و"رايثيون".

وأكد على وسائل التواصل الاجتماعي "يتواصل نمو تعاوننا"، مشيدا بمقاتلات إف-16 المطورة في الولايات المتحدة والتي حصلت عليها بلاده من دول أوروبية العام الماضي.

وتسعى أوكرانيا إلى تعزيز التعاون مع حلفائها في إنتاج الأسلحة.

وفي واشنطن، التقت سفيريدنكو أيضا بوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، وناقشا الاستثمار المشترك والتعاون في مجال الطاقة.

الجيش السويدي يتعقّب غواصة روسية

وفي شأن آخر، أعلن الجيش السويدي اليوم الأربعاء أنه يتعقّب غواصة روسية دخلت بحر البلطيق الثلاثاء، واصفا ذلك بأنه "عملية روتينية" بالتعاون مع حلفائه العسكريين.

وقال الجيش في بيان "دخلت غواصة روسية بحر البلطيق اليوم عبر الحزام الكبير"، وهو مضيق دنماركي.

وأضاف "رصدت مقاتلات جوية وسفن حرب تابعة للقوات المسلحة على الغواصة في مضيق كاتيغات (مضيق بين الدنمارك والسويد) وتتعقبها حاليا".

وأشار الجيش السويدي إلى أنها "عملية روتينية بالتعاون الوثيق مع حلفائنا"، مؤكدا أنّ لديه "رؤية شاملة ودقيقة لمحيطنا المباشر".

ازدادت التوترات في بحر البلطيق بشكل ملحوظ منذ بداية الحرب ف ياوكرانيا منذ اكثر من ثلاث سنوات ونصف.

وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في يناير إن السويد "ليست في حالة حرب، ولا في حالة سلام أيضا".

أنهت البلاد قرنين من الحياد العسكري بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي الناتو في العام 2024.

وأشار كريسترسون إلى أنّ منطقة بحر البلطيق بأكملها معرضة لـ"هجمات هجينة"، لا سيما من خلال التضليل الإعلامي وتخريب الكابلات البحرية.

وأضاف "من المرجح أن يستمر التهديد الروسي لفترة طويلة. وعلى دفاعاتنا أن تستمر طويلا أيضا".

أوكرانيا تدق ناقوس الخطر بشأن مكونات أجنبية

وعلى الارض، أصيبت السلطات الأوكرانية بخيبة أمل بسبب زيادة المكونات الأجنبية التي تم العثور عليها في المسيرات الروسية، حيث دعا دبلوماسي رفيع المستوي الحلفاء إلى تشديد ضوابط العقوبات فيما تعزز موسكو من الإنتاج العسكري، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الأربعاء.

وقال فلاديسلاف فلاسيوك، مبعوث الرئيس فولوديمير زيلينسكي بشأن العقوبات، إن نظام العقوبات الذي يطبقه الاتحاد الأوروبي يظهر ثغرات حيث تطبقه الدول الأعضاء وليس التكتل ككل، حتى برغم توسع الكرملين في الهجمات الجوية واسعة النطاق.

وذكر فلاسيوك في مقابلة في كييف: "نود أن يعزز الاتحاد الأوروبي من ضوابط التصدير بالنسبة للشركات الأوروبية".

والتقى الدبلوماسي والنائب الأول لوزير الخارجية سيرجي كيسليتسيا مع مبعوثي مجموعة السبع في كييف الأسبوع الماضي لمشاركة مخاوف بشأن تجنب روسيا للعقوبات كي تشتري مكونات أجنبية لأسلحتها.

وفي سياق آخر، أمرت السلطات الأوكرانية بإجلاء الأسر التي لديها أطفال من مزيد من المناطق في منطقة خاركيف بشرق البلاد جراء "تفاقم الوضع الأمني" حول مدينة كوبيانسك المتنازع عليها منذ فترة طويلة.

وقال حاكم خاركيف، أوليه سينيهوبوف، اليوم الأربعاء، إن الإخلاء يطول 40 بلدة ويشمل 409 عائلات لديها 601 طفل.

يشار إلى أن كوبيانسك التي أصبحت شبه مدمرة بالكامل جراء الهجمات الروسية، هي مهمة استراتيجيا جراء موقعها وروابط النقل فيها. وقامت السلطات بإخلاء العديد من البلدات في المنطقة المحيطة بالفعل فيما تحاول القوات الروسية التقدم باتجاه الغرب.

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف الوضع على طول جبهة كوبيانسك في نهاية سبتمبر، بأنه "صعب".

وتدافع أوكرانيا عن نفسها ضد التدخل الروسي الشامل منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف حيث صعّدت روسيا ضرباتها على شبكات الكهرباء والسكك الحديد في أوكرانيا قبل أسابيع مع قرب حلول الشتاء، مع مخاوف من استمرار الهجمات، كما في السنوات السابقة، وحرمان ملايين الأشخاص من التيار الكهربائي والتدفئة في فصل الشتاء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فولودیمیر زیلینسکی الیوم الأربعاء شمال الأطلسی بحر البلطیق من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

الكرملين: نُرحب برغبة ترامب في التركيز على تسوية حرب أوكرانيا

قال الكرملين الروسي، اليوم الثلاثاء، إنهم يُرحبون برغبة ترامب في التركيز على تسوية حرب أوكرانيا بعد اتفاق غزة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، إن الإجراءات الأمريكية يمكن أن تسهم في إنهاء حرب روسيا ضد أوكرانيا.

وأضاف :"يجب دفع عجلة السلام ونثمن الدور الأمريكي والشركاء لتحقيق ذلك".

وتابع الرئيس الأوكراني قائلاً :"بعد إنهاء حرب غزة  يمكن إنهاء الحرب في أوروبا أيضا".

اقرأ أيضاً: ترامب: لن أفرض خطتي بشأن غزة..وفوجئت بموقف مصر الرافض للتهجير

زيلينسكي: يمكن إنهاء الحرب في أوروبا بعد توقفها بغزة  الصحة العالمية: أكثر من 15,600 مريض بغزة بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل

وقال الكرملين الروسي في وقت سابق إن تسليم أوكرانيا صواريخ توماهوك سيُمثل تصعيداً خطيراً لكنه لن يغير الوضع على الجبهة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد في وقتٍ سابق أنه سيمد أوكرانيا بصواريخ توماهوك.

وفي وقتٍ سابق، قال  فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، إن الهجوم الروسي استهدف منشآت البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

وتابع زيلينسكي :"روسيا أطلقت أكثر من 50 صاروخا و500 مسيرة هجومية على أوكرانيا".

وقال زيلينسكي في وقتٍ سابق إن موسكو تريد استمرار الحرب وعلى دول العالم ممارسة أقصى ضغط عليها.

وأضاف :"روسيا أطلقت 500 مسيرة هجومية وأكثر من 40 صاروخا بما فيها صواريخ كينجال".

وتابع قائلاً :"روسيا شنت هجوماً ضخماً على أوكرانيا استمر لأكثر من 12 ساعة".

وقال الكرملين الروسي إن روسيا لا تزال منفتحة على مواصلة محادثات السلام.

وأضاف :"مستعدون للمشاركة في الحظر الكامل للأسلحة البيولوجية".

وقالت شبكة أكسيوس الأمريكية الإخبارية نقلاً عن مصادرها إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد لترك منصبه بعد انتهاء حرب أوكرانيا.".

وتابع قائلاً :"طلبت من ترامب نظام أسلحة جديدا لإجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وقال الجيش الأوكراني في وقت سابق إنه أسقط 150 مُسيّرة روسية خلال الليل من أصل 176.

وأشارت وكالة الأنباء "رويترز" إلى أن خبراء من الصين شاركوا في روسيا بأعمال تطوير مسيرات عسكرية.

ويأتي ذلك في إطار اشتداد اتون المعارك بين روسيا وأوكرانيا المُستمرة منذ 3 سنوات.

ةقالت الدولة النرويجية إن روسيا انتهكت مجالها الجوي 3 مرات في عام 2025.

وكانت المفوضية الأوروبية قد أكدت أن روسيا انتهكت أجواء الدول الأعضاء عن عمد.

وأضافت :"روسيا تختبر قدراتنا ومدى حزمنا".

 

 

مقالات مشابهة

  • في ظل تصاعد التوتر مع روسيا: الناتو والاتحاد الأوروبي يسرّعان بناء جدار المسيرات ويوسعان دعم كييف
  • الناتو: اجتماع بروكسل يستهدف زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا
  • زيلينسكي: نُحضّر بدقة للقاء ترامب لضمان تعزيز أوكرانيا فعلياً
  • الكرملين يرحب بتصريحات ترامب حول أوكرانيا
  • الكرملين: نُرحب برغبة ترامب في التركيز على تسوية حرب أوكرانيا
  • روسيا: نُتابع باهتمامٍ اجتماع ترامب مع زيلينسكي
  • ترامب يشكر الرئيس السيسي على الطائرات المقاتلة التي رافقته لدى وصوله شرم الشيخ
  • أمين عام الناتو: ما تحقق في غزة يجب أن يمتد إلى أوكرانيا
  • روسيا تحذر من تسليم صواريخ توماهوك لأوكرانيا.. وكييف: لن نستخدمها ضد المدنيين