يمانيون:
2025-08-16@06:38:35 GMT

الهجرة النبوية.. محطة وعي وبناء في وجه الهيمنة

تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT

الهجرة النبوية.. محطة وعي وبناء في وجه الهيمنة

يمانيون | تقرير
في زمن تعصف فيه التحديات بالأمة الإسلامية، وتتجدد فيه حملات الاستكبار والغزو الثقافي والفكري، يبرز إحياء ذكرى الهجرة النبوية الشريفة كحدث يتجاوز حدود التذكّر التاريخي إلى استنهاض روحي وثقافي يعيد للأمة بوصلتها الإيمانية والتحررية.

إذ أن الهجرة لم تكن مجرد انتقال من مكة إلى المدينة، بل كانت ثورة تغيير شاملة، ونقطة تحول صنعت من المستضعفين أمة حاملة لمشروع إلهي، قاومت به طواغيت الأرض وانطلقت لبناء حضارة العدل على منهاج النبوة.

وفي هذا السياق، شهدت عدة محافظات، وعلى رأسها الحديدة وإب وريمة، فعاليات ثقافية وخطابية متعددة في ذكرى هذه المناسبة العظيمة، حملت رسائل وعي وصمود، وتأكيد على ارتباط أبناء اليمن العميق بنهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، واستلهام دروس الهجرة في مواجهة الطغيان الحديث، وتجديد العهد مع قيم التضحية والبناء والتحرير.

إحياء ثقافي واسع للهجرة النبوية في مديريات الحديدة
في الجامع الكبير بمدينة الزيدية بمحافظة الحديدة، نظّمت التعبئة العامة ندوة ثقافية جامعة بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية للعام 1447هـ، حضرها عدد من العلماء والقادة المحليين والشخصيات الاجتماعية، في مشهد إيماني وثقافي يجسّد عمق التفاعل الشعبي مع هذه الذكرى الخالدة.

في الندوة أكد اللواء فاضل الضياني، مسؤول التعبئة العامة وقائد المحور الشمالي، في كلمته، أن الهجرة تمثّل لحظة انقلاب استراتيجي في مسار الأمة، إذ لم تكن انتقالًا مكانيًا، بل كانت نقطة انطلاق نحو صناعة الوعي وبناء الدولة المقاومة.

وأوضح أن استحضار هذه الذكرى اليوم، في ظل تكالب الأعداء على الشعوب الإسلامية، يحمل دلالات عظيمة على الثبات والارتباط بالمشروع المحمدي التحرري.

كما أشار مدير مديرية الزيدية، حسن الأهدل، إلى رمزية الهجرة في نقل الأمة من زمن الاستضعاف إلى زمن البناء والانطلاق، مؤكدًا أن ذكرى الهجرة النبوية مسؤولية جماعية ينبغي تحويلها إلى وعي حيّ يتحرك في مواجهة المشاريع الاستعمارية التي تستهدف هوية الأمة.

أما العلامة أحمد شوعي فقد تناول سيرة الرسول الأعظم في لحظة الهجرة وما سبقها من صبر وثبات وتحدٍ للواقع، مشيرًا إلى أن تلك اللحظة لم تكن فقط خلاصًا من الاضطهاد، بل كانت انطلاقة لبناء مجتمع قائم على الإيمان والعدل، ومثالًا يُحتذى في مسار التحرر من الهيمنة الغربية المعاصرة.

الهجرة منهج تحرر لا حدث عابر
وفي مديرية السخنة بالحديدة، أقيمت ندوة ثقافية نظّمها مكتب الأوقاف وقطاع الإرشاد، بحضور علماء وخطباء وممثلي المكاتب التنفيذية، ناقشت أبعاد الهجرة النبوية كمنهج تحرر ومقاومة.

وأجمعت الكلمات على أن الهجرة ليست مجرد حدث تاريخي، بل تمثل انطلاقة لبناء الأمة على أسس من التضحية والصبر والثبات، في مواجهة قوى الضلال والاستكبار.

كما شددت على أهمية الاستلهام من دروس الهجرة في سياق الواقع الراهن، الذي يشهد محاولات متواصلة لطمس هوية الأمة وتجريدها من منظومتها القيمية.

الهجرة النبوية مصدر صمود وقيم نضالية متجددة
وفي ذات السياق، نظّم صندوق النظافة والتحسين بمحافظة إب، فعالية خطابية مميزة تحت شعار “كلمة الله هي العليا”، شارك فيها عدد من مسؤولي القطاعات ومدراء الإدارات والموظفين.

وفي كلمته، وصف مسؤول التعبئة العامة بالمحافظة، عبدالفتاح غلاب، الهجرة بأنها محطة تعبوية عظيمة، تُزود المؤمنين بقيم التضحية والصمود والثبات.

واستعرض جانبا من أحداث الهجرة ودور اليمنيين التاريخي في نصرة النبي الكريم والدعوة المحمدية، مؤكدا أن الشعب اليمني اليوم يواصل ذلك الإرث الإيماني في دعمه للمستضعفين في فلسطين وإيران، ومواجهته لمشاريع الهيمنة.

كما دعا إلى التمسك بالنهج النبوي وتجسيد الهوية الإيمانية قولا وفعلا، في وقت تتطلب فيه المواجهة مع قوى الاستكبار صمودًا فكريًا وعقديًا يُغذي الروح قبل السلاح.

الفعالية تخللتها قصيدة شعرية معبرة، ألقاها الشاعر عبدالقادر البنا، جسدت معاني الهجرة وروح التحدي والمقاومة.

 نحو جيل نقي الهوية وقوي الانتماء
في محافظة ريمة أيضاً، نظمت التعبئة العامة بالتعاون مع مكتب الأوقاف والإرشاد فعالية خطابية بعنوان “كلمة الله هي العليا”، استحضرت من خلالها معاني الهجرة النبوية ودورها في إحياء القيم وتحصين الأجيال من الحرب الناعمة.

وفي كلمته، أشار مسؤول التعبئة بالمحافظة، محمد النهاري، إلى الهجرة كنقطة انبعاث جديدة للحق في وجه الطغيان، مؤكدًا أنها تمثل زادًا روحيًا وثقافيًا في مقارعة مشاريع الإفساد والاستعمار.

بدوره، دعا مدير مكتب الأوقاف فتح الدين النهاري ومسؤول قطاع الإرشاد رضوان الحديدي إلى تعزيز الهوية الإيمانية وترسيخ حب النبي الأكرم في وجدان الأجيال، باعتبارها حصانة حقيقية من كل أشكال الاختراق الثقافي والاستلاب.

مشروع ثقافي وروحي متكامل
تُجسد هذه الفعاليات في محافظات الحديدة وإب وريمة ملامح مشروع ثقافي وروحي متكامل، يعيد للذكرى معناها الأصيل كمحطة تحرر واستنهاض، ويحوّل المناسبة إلى منصة وعي جماهيري، تتفاعل مع التحديات السياسية والثقافية التي تواجه الأمة الإسلامية.

إن ربط اليمنيين اليوم بين الهجرة النبوية ومواقفهم العملية في مواجهة الهيمنة، يعكس عمق ارتباطهم بالمنهج المحمدي الأصيل، ويؤكد أن الهجرة ليست فقط من الماضي، بل من الحاضر أيضًا، وتؤسس لمستقبل تتحقق فيه كلمة الله، ويُرفع فيه لواء الكرامة في مواجهة قوى الاستكبار والعدوان.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: التعبئة العامة الهجرة النبویة أن الهجرة فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

ساعة الإجابة يوم الجمعة.. بين النصوص النبوية واختلاف العلماء وفتاوى العصر

يوم الجمعة هو سيد الأيام وأعظمها عند الله، فيه تجتمع الأمة للصلاة والذكر، وفيه تتنزل الرحمات، ويقع حدث غيبي عظيم هو "ساعة الإجابة" التي وعد النبي ﷺ بأنها ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يدعو الله إلا استجاب له، كما جاء في الحديث الشريف.

 

لكن ما هي هذه الساعة؟ ومتى تقع؟ ولماذا ظل العلماء على مدار القرون يختلفون في تحديدها رغم وضوح فضلها؟

 

الأصل النبوي لساعة الإجابة

وردت في صحيح البخاري ومسلم أحاديث متعددة عن فضل يوم الجمعة، ومنها قول النبي ﷺ: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه"، وفي رواية: "وهي بعد العصر".

ورغم هذه النصوص، جاءت روايات أخرى تشير إلى أن هذه الساعة تقع بين جلوس الإمام على المنبر وحتى انقضاء الصلاة، وهو ما فتح باب الاجتهاد بين أهل العلم.

 

الخلاف الفقهي عبر العصور

منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم، برز رأيان رئيسيان:

ساعة الخطبة والصلاة: وهو قول عبد الله بن عمر وأبي موسى الأشعري، ويرى أن ساعة الإجابة تقع حين يجلس الإمام على المنبر وحتى ينتهي من الصلاة، باعتبارها ساعة اجتماع وخشوع.الساعة الأخيرة قبل الغروب: وهو قول عبد الله بن سلام وجماعة من الصحابة، مستندين لحديث صحيح صريح في ذلك، معتبرين أن هذا الوقت يجمع بين السكون والانكسار وقرب انتهاء اليوم، ما يجعله أقرب للقبول.

وقد حسم كثير من العلماء الأمر بترجيح القول الثاني، ومنهم الإمام أحمد وابن القيم، مع التنبيه على أن فضل الدعاء يوم الجمعة عام في كل ساعاته.

 

فتاوى معاصرة وتوجيهات دار الإفتاء

الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد أن المسلم الراغب في تحري هذه الساعة لا ينبغي أن يضيق وقته في البحث عن اللحظة بعينها، بل عليه الإكثار من الدعاء طوال اليوم.

وأشار إلى أن بعض العلماء شبّهوا ساعة الإجابة بليلة القدر، من حيث أنها قد تمتد من مغرب الخميس حتى مغرب الجمعة، وأن الحكمة في إخفائها هي دفع المسلم لمزيد من الاجتهاد والذكر.

كما طرح شلبي أسلوبًا عمليًا مبتكرًا لاغتنامها، وهو أن يجتمع 24 شخصًا، يدعو كل واحد منهم ساعة كاملة في اليوم، ثم يهب ثواب دعائه للآخرين، فيضمن الجميع إدراك ساعة الإجابة.

 

البعد الروحاني ليوم الجمعة

إلى جانب البحث الفقهي، لا يمكن إغفال البعد الروحي لساعة الإجابة. فهي لحظة تتلاقى فيها حاجات العبد مع فيض رحمة الله، ويشعر فيها المسلم بقربه من خالقه، مما ينعكس على قلبه سكينة وطمأنينة.

ويوم الجمعة في الوجدان الإسلامي ليس مجرد وقت لعبادة محددة، بل هو محطة أسبوعية للتوبة وتجديد العهد مع الله، ونافذة أمل لمن أثقلته هموم الدنيا.

 

أدعية جامعة ليوم الجمعة

من الأدعية المستحبة في هذه الساعة:

"اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك، ولا تخيبني وأنا أرجوك، اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم، ارزقني رحمتك وفضلك ورضاك"."اللهم ارحم موتانا وأنس وحشتهم ونور قبورهم، واغفر لهم برحمتك يا أرحم الراحمين"."اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية".

 

 

ساعة الإجابة يوم الجمعة تظل سرًا ربانيًا يختبر صدق العبد وإصراره على الدعاء، وهي فرصة أسبوعية يجب ألا تضيع. فالمؤمن الحكيم لا ينتظر تحديدها بدقيقة، بل يملأ يومه كله بالدعاء والذكر، ليكون قلبه حاضرًا حين تتنزل الإجابة.

 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يكشف المستور وإسرائيل الكبرى تطل برأسها
  • الحراك الجنوبي: تصريحات نتنياهو تؤكد صوابية الموقف اليمني تجاه فلسطين
  • حزب الله العراق: سلاح المقاومة ضمانة الشعوب في مواجهة الهيمنة والعدوان
  • ساعة الإجابة يوم الجمعة.. بين النصوص النبوية واختلاف العلماء وفتاوى العصر
  • من صنعاء إلى لحج.. المولد النبوي يتحول إلى جبهة وعي وصمود في مواجهة العدوان
  • قوات النجدة في الحديدة تحيي ذكرى المولد النبوي الشريف
  • تحضيرات مبكرة لاستقبال ذكرى المولد النبوي بامانة العاصمة
  • تحضيرات مبكرة في أمانة العاصمة لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف
  • فعالية ثقافية لفرعي الصحة والاقتصاد في جبل الشرق بذمار ابتهاجًا بقدوم ذكرى المولد النبوي
  • لقاء موسع في جبن بالضالع تدشيناً لفعاليات ذكرى المولد النبوي