البقاء لله.. لا عزاء يواسي حرقة قلب 18 فتاة لقيت مصرعها على الطريق الدائري الإقليمي بالمنوفية، بسبب كوكتيل من الإهمال واللا مسؤولية.. لا كلمات تصف ما يشعر به المصريون من مرارة وغُصة كلما تخيلنا هذا المشهد الدامي وتكررت أمام أعيننا صورة 18 نعش تحمل 18 حُلم يافع ما بين طالبة الإعدادي صاحبة الـ 96 % وطالبة الهندسة المكافحة، وطالبة التمريض المتفوقة، وعروسة الجنة التي قبضت آخر 130 جنيه من ثمن فستانها قبل أن تُقبض روحها وتتلاشى أحلامها ويخطفها الموت .

. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون".

لكن ما يرضي ربنا أيضًا هو أن لا نسكت كثيرًا في مواجهة مسببات كل هذه الكوارث التي تنال من أرواح وأبدان المصريين، حتى صارت كثير من الطرق برازخ إلى القبور، ونعم .. من العظيم استحداث شبكات طرق جديدة، لكن الأعظم من ذلك تهيئة الطرق المأهولة في الدلتا والصعيد لتواكب كل هذه التغيرات، وتستوعب هذا الضغط الكبير من الاستهلاك.

في خطوة مهمة، بدأت القاهرة تسيير الأتوبيس الترددي على الطؤيق الدائري، وفي خطوة أعادتها إلى الوراء مرة أخرى، رأينا الحارة المخصصة للأتوبيس الترددي مكتظة بسيارات الميكروباص في مشهد يكشف عن غياب وعي مجتمعي وغياب رقابة حكومية في نفس الوقت، مليارات من الجنيهات يتم استهلاكها في مشروعات ضخمة، ثم تُفشلها قلة الرقابة والإدارة والحوكمة الصحيحة .. من يتحمل ذلك.

على نفس الطريق الذي وقعت عليه الحادثة، لم يكن الموت واعظًا لأحد، فلا زالت سيارات الميكروباص تسير عكس الإتجاه، وسيارات أخرى تقطع الطريق في ملفات عشوائية غير عابئة بسرعة أو اتجاه، وكأن العشوائية أصبحت أسلوب ومنهج، وما يثير العجب أن الطريق الذي كان كفيلًا به أن يُسلم للمسؤولين أو المرور أو يُغلق لحين معالجة أسباب الحادث، رصدته عدسات المارة والسائرين اليوم ليوثقوا ما يعتريه من عشوائية وما يخفيه من كوارث مرورية فادحة.

لنا تجربة مريرة نكاد نعيشها يوميًا، في طريق دمنهور – دسوق الواقع في نطاق محافظة البحيرة، الطريق الرابط بين أكبر مدينتين في البحيرة وكفر الشيخ، والذي دأب الأهالي على تعريفه بـ طريق الموت، هذا الطريق المار بـ 8 قرى آهلة بالسكان من الجانبين، لا يكاد يوجد بيت إلا وفقد قريب له على هذا الطريق، والكارثة ليست في طبيعة الطريق الذي تمر عليه كل أنواع المركبات بداية من النقل الثقيل وحتى التوك توك والتروسيكل في حارة واحدة تخدم الإتجاهين في مشهد عبثي أقرب لألعاب المغامرات على الإنترنت.. الكارثة الأكبر تكمن في حالة الإهمال الذي يعانيه الطريق على مدار سنوات عدة، وإسناد أعمال الطريق لأكثر من شركة لم تراعِ حقه ولم تراعِ حتى آدمية المارين عليه.

في زيارة للرئيس السيسي لافتتاح مشروعات بمحافظة كفر الشيخ، استوقفه مشهد هذا الطريق فأمر على الفور بإصلاحه – وفق مستند متداول – وكان لنا بشأن الطريق جولات مع المسؤولين – في غياب تام وكلي لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ – وفي الحقيقة فإن الوعود من كل المسؤولين كانت مُرضية لكنها غير مجدية، والتحجج بالتكاليف كان حجر عثرة ما بيننا وبين تنفيذ إصلاحات الطريق أو ازدواجه، كل الأصوات وصلت إلى كل الآذان ودُقت كل نواقيس الخطر .. لكننا في النهاية عرفنا الطريقة والسبيل الوحيد لإنجاز هذا العمل .. لن يتحرك أحدهم لتنفيذ ما أشار إليه الرئيس السيسي وانبح به أصوات الأهالي إلا عند وقوع كارثة !  

لم نيأس يومًا في المطالبة بحق التنقل الآمن، رغم ما نفقده من أرواح على هذا الطريق، أملًا في نظرة أخرى منصفة وعادلة، وجديرة بأن يخلدها مئات الآلاف من المواطنين المنتفعين بهذا الطريق، حتى لا نعيش رهن كارثة أخرى في الإنتظار.

طباعة شارك طريق دمنهور – دسوق محافظة البحيرة كفر الشيخ

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طريق دمنهور دسوق محافظة البحيرة كفر الشيخ هذا الطریق الطریق ا

إقرأ أيضاً:

أحمد سالم: خروج منتخب مصر من كأس العرب يعكس أزمات الأندية المحلية

قال الإعلامي أحمد سالم إن خروج المنتخب الوطني من بطولة كأس العرب يمثل كارثة كروية، مؤكدًا أن الوضع الراهن في الكرة المصرية لا يؤهل لتحقيق نتائج أفضل على المستوى الدولي.

إسلام صادق: المنتخبات الوطنية تواصل السقوط المدوياستعدادا لنيجيريا.. منتخب مصر يخوض تدريبًا صباحيًا بمركز المنتخبات الوطنيةمنتخب مصر يواصل تدريباته بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لأمم أفريقياالأندية تعكس أداء المنتخبات

وأضاف سالم، خلال تقديم حلقة برنامج "كلمة أخيرة" على فضائية ON:"المنتخبات تعكس حالة الأندية المحلية. لا يمكن توقع الفوز في البطولات الدولية بينما تعاني الأندية الجماهيرية من أزمات إدارية ومالية متتالية، وهو ما ينعكس مباشرة على أداء اللاعبين."

الدوري المصري لم يعد كما كان

وأشار سالم إلى أن الدوري المصري تحوّل في السنوات الأخيرة إلى دوري للشركات، بينما تواجه الأندية الجماهيرية تحديات كبيرة أثرت على مستوياتها، وهو ما يظهر بوضوح في نتائج المنتخبات الوطنية على المستويين العربي والدولي.

الحاجة لتطوير شامل

ختم أحمد سالم تصريحه بالتأكيد على أن تحسين أداء المنتخب الوطني يرتبط بتطوير شامل للأندية والبنية التحتية لكرة القدم في مصر، مع التركيز على الإدارة الاحترافية والاستثمار في اللاعبين الشباب لضمان استدامة النجاح.

طباعة شارك الإعلامي أحمد سالم المنتخب الوطني خروج المنتخب الوطني

مقالات مشابهة

  • دراسة تقترح أن ثورانًا بركانيًا مهد الطريق لوباء الطاعون الذي فتك بأوروبا
  • الجميل: وعدُنا أن نكمل الطريق الذي استشهد لأجله جبران وبيار وباقي شهداء ثورة الأرز
  • كارثة على الطريق الصحراوي في الأردن تودي بحياة شخصين وإصابات
  • اصطدام على طريق مطروح.. أسرة تنجو بأعجوبة من كارثة مفاجئة
  • الحكم بالمؤبد لأب هتك عرض نجلته والسجن 15 سنة لصديقه في البحيرة
  • قومي حقوق الإنسان: الكرامة الإنسانية هي الأساس الذي يُبنى عليه أي نظام ديمقراطي
  • اليوم.. ثاني جلسات محاكمة أب بتهمة التعدي على ابنته بمشاركة صديقه في البحيرة
  • أحمد سالم: خروج منتخب مصر من بطولة كأس العرب كارثة كروية
  • كابيتانو مصر يتحدّى ألعاب دمنهور في مواجهة ودية مثيرة على أرض البحيرة
  • أحمد سالم: خروج منتخب مصر من كأس العرب يعكس أزمات الأندية المحلية