تركيا تُحذّر من احتمال تجدد المواجهات بين إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
حذّرت تركيا من احتمال تجدّد الصراع والمواجهات بين إسرائيل وإيران، مشيرة إلى أن القضية النووية تُمثّل بُعداً واحداً فقط من أبعاد الصراع بين البلدين.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” نبّه وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان بأن المنطقة بحاجة لأن تكون في حالة تأهب قصوى لاحتمال انهيار وقف إطلاق النار، وتجدد الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
وأوضح أن الحرب انتهت بعد 12 يوماً، لكن هناك وقف إطلاق نار أبرم بناءً على افتراض القضاء على القدرة النووية الإيرانية، لكن القضية النووية ليست سوى بُعد واحد من العملية بين إسرائيل وإيران، وهناك عناصر أخرى إلى جانب ذلك.
أخبار قد تهمك ارتفاع عدد وفيات الأطفال في غزة بسبب سوء التغذية إلى 66 28 يونيو 2025 - 4:19 مساءً قتيلة و20 جريحا بضربات إسرائيلية على جنوب لبنان 27 يونيو 2025 - 6:57 مساءًتأثير شامل
ولفت فيدان، خلال مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة – السبت، إلى أن الحرب بين إيران وإسرائيل لا تُؤثر على البلدين فحسب، بل تشمل تداعياتها المنطقة أيضاً، مضيفاً أن «الهجوم الإسرائيلي دفع إيران إلى موقف دفاع مشروع عن النفس».
وذكر فيدان أن هناك أيضاً حسابات سياسية خاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلّق بالسياسة الداخلية، «في الواقع، وللأسف، رأينا هنا مجدداً مدى تأثير السياسة الداخلية على السياسة الدولية».
وأضاف فيدان أن العالم أجمع رأى «عقلية سياسية» (نتنياهو) لا تتردد في دفع المنطقة إلى النار فقط من أجل مستقبلها السياسي، وتوقعنا أن الحرب لن تنحصر في غزة فقط بل ستنتقل إلى جغرافيا أخرى وهي إيران، وهذا ما حدث بالفعل.
وتابع: «تبيّن أن إسرائيل ليست بالقوة التي تُمكنها من القضاء على القدرات النووية الإيرانية بمفردها».
ولفت فيدان إلى أن قيام إيران والولايات المتحدة بإبلاغ بعضهما البعض قبل تنفيذ الهجمات يُعد أمراً نادر الحدوث في تاريخ الحروب، فأساس الحرب هو المباغتة، أما في هذه الحالة فالأطراف يوجهون رسائل من قبيل: «أقصف هذا الموقع لأسباب اضطرارية محددة، لكنني لا أرغب في خوض حرب».
وذكر فيدان أنه تلقّى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ليلة الهجوم الإسرائيلي على إيران؛ حيث ناقشنا بعض القضايا، وأعرب الأميركيون عن قلقهم بشأن الأمن، مؤكدين عدم وجود أي دور لهم في هذا الهجوم، وأنه ينبغي لإيران ألا تُهاجم.
وأضاف: «وفي اليوم الذي كانت فيه القاذفات الأميركية تُحلّق في الجو، ناقشنا إمكانية الهجوم مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي كان في إسطنبول للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، وأجرينا تقييماً للوضع، وهل ستقوم أميركا بهجوم واسع أم لا، ثم وقع الهجوم، واستُهدفت 3 منشآت نووية إيرانية».
تدمير القدرات الإيرانية
وقال فيدان إنه «نتيجة العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة أصبح من الواضح أن المنشآت النووية في إيران تعرضت لأضرار بالغة، وأصبحت غير صالحة للاستخدام. يُمكننا الآن أن نتحدث عن ضربة كبيرة للغاية استهدفت البرنامج النووي لإيران».
وأكد ضرورة التوصل إلى اتفاق بين إيران وأميركا، قائلاً: «حالياً هناك فترة صمت، لكن لجعلها أكثر ديمومة لا بد من التوصل إلى اتفاق بينهما، كلا الجانبين لديه الرغبة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والأوروبيون أيضاً لديهم عملية يرغبون في المُضي بها مع الإيرانيين».
وذكر أن «التحدي الأكبر أمامنا هو المفاوضات، عندما تجلس إيران إلى الطاولة، هل سيقتصر الأميركيون على القضية النووية، أم سيطرحون ملفات أخرى؟ إذا طرحوا ملفات أخرى، فلا أعتقد أن الإيرانيين سيناقشونها».
وأضاف الوزير التركي: «لا أعتقد أنه سيتم النظر بإيجابية في الوقت الحالي، بعد مرور 12 يوماً على الحرب، إلى العروض التي تطالب باستسلام شامل وتشمل إزالة القدرات غير النووية أيضاً».
المفاوضات النووية ضرورة
وعبّر فيدان عن اعتقاده بأنه ستكون هناك مفاوضات وجهود للتوصل إلى تفاهم مشترك على غرار التوافق الذي كان قائماً خلال فترة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وذكر أن الرئيس رجب طيب إردوغان نقل رسالة إلى الجانبين، معرباً عن استعداد تركيا للقيام بأي دور ضروري.
وأضاف: «لكن لديّ الآن حدساً بأن العملية التي بدأت في عُمان خلال السنوات القليلة الماضية سيعاد إحياؤها، ربما يرغبون في تجربتها مرة أخرى، بصراحة، أعتقد أنهم قادرون على التوصل إلى اتفاق بشأن الطاقة النووية، يمكنهما الاجتماع في مكان ما، لأن المسألة تتعلق بطبيعة التخصيب، ولدينا بعض الأفكار التي أبلغناهم بها، لأن مواقفهم الأولية تُشبه تماماً مواقف الحرب الروسية الأوكرانية، أي أنهم مختلفون تماماً».
وعَدّ فيدان أن هناك حاجة إلى «بعض الأفكار الإبداعية» التي ستجمع هذه المواقف وتنشرها على المدى الطويل، قائلاً: «نحن نطرحها على جدول الأعمال، لقد رأينا بالفعل أن بعضها قُبِل ووضع موضع التنفيذ فوراً، وهناك جهات فاعلة أخرى أيضاً».
وذكر أن تركيا قدمت أفكاراً لسد الفجوة، إذ لا تزال القضية الجوهرية قائمة، فالولايات المتحدة تريد عدم تخصيب اليورانيوم في إيران، في حين تُصر إيران على حقها في الطاقة النووية السلمية.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: إسرائيل إيران تركيا بین إیران فیدان أن
إقرأ أيضاً:
تايمز: آلاف الاعتقالات في إيران بحملة تطهير الجواسيس من الداخل
قالت صحيفة تايمز إن إيران اعتقلت عشرات الآلاف بعد أن أمرت السلطات قوات الأمن بمطاردة الجواسيس الذين ساعدوا إسرائيل في اغتيال كبار القادة العسكريين والعلماء في البلاد.
وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم سامر الأطرش- أن وسائل إعلام رسمية أفادت بأن نداء موجها إلى الإيرانيين لتسليم الأشخاص "المشتبه بهم" للشرطة أدى إلى اعتقال الآلاف، وقال رئيس المحكمة العليا في البلاد إنه سيتعامل "بحزم وقانونية" مع الجواسيس، وذلك بعد أسبوع من إعدام إيران جاسوسا مزعوما آخر لإسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: الطفولة تختفي بغزة وأطفالها يخضعون لجراحات دون تخديرlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: المستوى السياسي إدارته فاشلة ولا يمكن هزيمة حماسend of listواستهدفت الحملة التي دانتها الأمم المتحدة الأقليات العرقية والدينية في إيران بشكل خاص، بعد أن طردت آلاف الأفغان، واعتقلت من بين آخرين، صحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، حسب الأمم المتحدة.
وذكرت تايمز أن إيران تعرضت لإذلال شديد في حربها الأخيرة مع إسرائيل، عندما بدأت الحرب بمهمة إسرائيلية سرية شلّت الدفاعات الجوية للبلاد، قبل موجة من الغارات الجوية التي قطعت رؤوس الجيش الإيراني وقتلت ما يقرب من 20 عالما نوويا، وظهر أن المخابرات الإسرائيلية قد اخترقت البلاد بعمق على أعلى المستويات، مع إنشاء شبكات من خلايا الكوماندوز التي برزت للعمل خلال الحرب.
ونشرت إسرائيل بعض اللقطات لهؤلاء الكوماندوز وهم يخربون الدفاعات الجوية الإيرانية بطائرات مسيرة، مما سمح لإسرائيل بالتحرك بحرية في المجال الجوي الإيراني خلال الحرب.
رد فعلوعلقت الصحيفة بأن جزءا كبيرا من نجاح إسرائيل في الحرب لم يكن بسبب ما فعله سلاحها الجوي، بل بسبب الاختراق الاستخباراتي والعمليات البرية التي قام بها عملاء الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد).
وقال الباحث الإداري في مركز الحوكمة العالمية فرزان ثابت "أشعر أن الحملة رد فعل على إذلال هذا التسلل الهائل للنظام والبلاد. إنهم لا يحبون مواجهة الواقع، لذا من الأسهل شن حملة قمع".
وتواصل إسرائيل تشجيع الإيرانيين على التمرد، وكان آخر ما قامت به دعوة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع الإيرانيين، في بيان، إلى "التحلي بالشجاعة والجرأة والنزول إلى الشوارع".
إعلانومع أن إيران أعلنت بشكل دوري عن اعتقالات وإعدامات لجواسيس مشتبه بهم، فإنها تعلن عن أي جواسيس رفيعي المستوى في حكومتها أو أجهزتها الأمنية. وقالت سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط في تشاتام هاوس: "قد يكون استدعاء الأقليات وإخضاعهم للاستجواب أمرا سهلا… لكن السؤال الأهم: أين مصدر التسريبات داخل دوائر النظام العليا؟ فالوصول يتم عبر مستويات متعددة، ومن الواضح أننا لن نعرف من هو المتورط في الصفوف القيادية".