في أول لقاء خاص وحصري وأول ظهور له، كشف رئيس جهاز دعم الاستقرار الليبي الجديد، عميد، حسن بوزريبة عن صلاحيات الجهاز وموقفه من الأحداث الأمنية الراهنة وعلاقته بالقوات التابعة لحكومة الدبيبة وكذلك قوات جهاز الردع.

وأكد في أول مقابلة له خص بها "عربي21" أن "تبعيتهم لجهة سيادية هي المجلس الرئاسي الليبي وأنه ماضٍ في خطة تسلمه لكافة مقرات جهاز دعم الاستقرار في العاصمة طرابلس، وأنه وجه تعليماته بأن تكون كل الخطوات عبر التفاوض والحوار والتنسيق.



وأشار بوزريبة إلى أن "الجهاز يعمل في إطار شرعية واضحة، وأن كل من يراهن على خلق توترات هو خارج التوافق الوطني، أما نحن فنمد أيدينا للجميع من أجل شراكة أمنية تحفظ الوطن لا تحكمه بالسلاح".

وإلى نص المقابلة الحصرية:

بداية.. ما الاختصاصات والمهام المنوطة بجهاز دعم الاستقرار؟ ولمن تبعيته؟
جهاز دعم الاستقرار مؤسسة أمنية وطنية أُنشئت بقرار سيادي لتأدية مهام دعم الأجهزة الرسمية في حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الجريمة وتعزيز سيادة القانون، وهو يتبع مباشرة المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، ويتكامل في مهامه مع سائر المؤسسات الأمنية والعسكرية للدولة.

في أول تحرك لكم سعيتم لإعادة مقرات جهاز دعم الاستقرار في العاصمة والتي سيطرت عليها قوات الحكومة.. ما الآلية المتبعة في ذلك؟
نحن نؤمن بأن عودة الجهاز إلى ممارسة مهامه من مقراته الرسمية يجب أن تتم عبر الحوار والتنسيق مع الجهات كافة، بما يضمن احترام القانون ويحفظ وحدة الصف، وبالفعل بدأنا سلسلة لقاءات مع أطراف مختلفة تحت إشراف المجلس الرئاسي من أجل استكمال عملية التسليم والاستلام بشكل سلمي وشفاف.

ومع من تنسقون في العاصمة بخصوص استلام المقرات التابعة لكم؟
نتعامل مع هذا الملف بروح المسؤولية، ونتواصل مع الجهات الرسمية وعلى رأسها المجلس الرئاسي وكذلك وزارة الداخلية، حرصا منا على تغليب المصلحة الوطنية ومنع أي احتكاك قد يستغل لتعكير الأمن في العاصمة.

وبعد صدامكم السابق مع الحكومة.. هل تتوقعون منعكم من استلام باقي مقراتكم؟
نحن لا نتعامل بعقلية الصدام بل بمنطق الدولة، ونعول على وعي الجميع بأن المؤسسات تبنى بالتوافق لا بالإقصاء، ونحن لسنا في صراع مع أحد، بل نحن جزء من مشروع استقرار وطني، وكل من يسعى لبناء الدولة هو شريك لنا لا خصم.

وفي أول اجتماع لكم بأفراد الجهاز.. بم طالبتهم وكلفتهم؟
في أول بيان لي بصفتي وجهنا نداء إلى جميع منتسبي الجهاز بضبط النفس وتفادي الانجرار وراء الاستفزازات، لأن ليبيا تمر بمرحلة دقيقة تتطلب الحكمة والتأني، وكل تصرف فردي غير منضبط لا يمثلنا، ونحن ملتزمون بتطبيق القانون داخليا وخارجيا.

وما ردكم على من يقول إن قرار تعيينك قد يسبب صداما مسلحا؟
نحن نعمل في إطار شرعية واضحة، وقرار تكليفنا صادر عن جهة سيادية، ومن يراهن على خلق توترات هو خارج التوافق الوطني، أما نحن فنمد أيدينا للجميع من أجل شراكة أمنية تحفظ الوطن لا تحكمه بالسلاح.

إحاطة المبعوثة الأممية الأخيرة اتهمتكم مباشرة بالعنف وكشف مقابر جماعية قام بها أعضاء الجهاز.. ما ردكم؟

نرفض الزج بالجهاز الحالي أو منتسبيه في أحداث لم تثبتها جهة قضائية بعد، وندعم أي تحقيق محايد وشفاف يكشف الحقيقة وينصف الضحايا، ونحترم أرواح الليبيين أيا كانت انتماءتهم، وندعو لإبعاد المؤسسة الأمنية عن التسييس والتشهير.

المفتي الصادق الغرياني هاجمكم واعتبر تعيينكم قرارا ظالما.. ما ردكم؟
نحترم كافة الشخصيات الدينية والوطنية، لكننا نؤمن بأن الحكم على الأشخاص يجب أن يكون بالقانون لا بالدعاء أو التخوين، فليبيا تحتاج إلى لغة توحيد لا لغة تفريق، والقرار الذي صدر بشأننا هو قرار وطني خالص لا يستهدف أحدا بل يعيد ترتيب المؤسسات.

إذا.. ما التوجه الجديد لجهاز دعم الاستقرار تحت قيادتكم وكذلك لتحسين صورته؟
أولويتنا هي بناء جهاز يحترم حقوق الإنسان ويعمل بمهنية وشفافية، حيث بدأنا بإعادة هيكلة داخلية تشمل التدريب والمحاسبة والتواصل مع المواطن، ونرحب بكل من يراقب عملنا من مؤسسات رقابية أو جهات ضبطية.

هناك تخوف من تكرار تجربة "غنيوة الككلي".. ما ردكم على هذه التخوفات؟
"الراحل عبد الغني الككلي"، رحمه الله، كانت له مواقف يحكم عليها الناس بحسب تجاربهم، لكن المرحلة اليوم مختلفة، نحن لسنا مشروع أفراد بل مشروع مؤسسة، وسياستنا هي العمل الجماعي تحت مظلة الدولة والقانون.

وهل تربطكم علاقة بالحراك الشعبي الحالي ضد حكومة الدبيبة؟
نحن لسنا طرفا سياسيا في أي حراك، ولكننا نتابع باهتمام مطالب الشارع الليبي، ونؤكد أن دورنا هو حماية المتظاهرين السلميين وعدم التدخل في خيارات الشعب السياسية، فجهاز دعم الاستقرار مؤسسة أمنية لا تتدخل في القرار السياسي.

وما طبيعة علاقتكم بقوات جهاز الردع؟
علاقتنا بجهاز الردع أو غيره من الأجهزة الأمنية تقوم على مبدأ التعاون والتكامل وليس التنافس، وننسق فيما يخص الملفات المشتركة بما يخدم أمن المواطن وهيبة الدولة.

بعد حالة الاقتتال الأخيرة تم توقيع هدنة لوقف إطلاق النار.. برأيك هل تصمد هذه الهدنة طويلا؟
نأمل ذلك، ونعمل من أجل أن تكون هذه الهدنة خطوة أولى نحو استقرار دائم، والمهم هو أن تتغلب لغة العقل وتفعل المؤسسات، وأن يشعر الجميع بأن العاصمة ليست ساحة تنازع بل عنوان للسيادة الوطنية.

وما دوركم في الخطة الأمنية التي وضعها المجلس الرئاسي لتأمين العاصمة وتنفذ حاليا؟
نحن داعمون بالكامل للخطة التي أطلقها المجلس الرئاسي، ونتحرك في إطارها وبالتنسيق مع مختلف الأطراف، هدفنا جميعا هو حماية المدنيين وتفادي الانزلاق إلى أي مواجهة داخل العاصمة.

وما مستقبل العلاقة بين الجهاز وحكومة الدبيبة والقوات التابعة لها خاصة وزارة الداخلية وقوات اللواء قتال 444؟
نمد أيدينا للجميع ونتطلع إلى علاقة تكامل وتنسيق لا تنافر، فالوطن يجمعنا، والمواطن يستحق أن نضع الخلافات جانبا ونبني جسورا من الثقة والعمل المشترك، فالأمن مسؤولية مشتركة والنجاح لا يتحقق إلا بتعاون الجميع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات دعم الاستقرار الدبيبة ليبيا ليبيا دعم الاستقرار الدبيبة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جهاز دعم الاستقرار المجلس الرئاسی فی العاصمة فی أول من أجل

إقرأ أيضاً:

كيف غير العفو الرئاسي مسار حياة علي حسين مهدي

في مساء الثلاثين من يونيو 2025، دوّى خبر إدراج اسم الناشط السياسي علي حسين مهدي في قائمة العفو الرئاسي الصادرة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كإحدى أكثر اللحظات إثارة في مسيرته الشخصية والسياسية. 

بعد تورطه في قضايا منافية للآداب.. ديدي يطلب من إدارة ترامب العفو الرئاسي عاجل.. العفو الرئاسي عن 1056 نزيلًا احتفالًا بذكرى ثورة 23 يوليو

فبعد حكم نهائي بالسجن المؤبد قضى على إثره نحو عام داخل أحد مراكز الاحتجاز، كان مهدي يرى أن فرصة الإفراج عنه شبه معدومة، لكنه قرر بدافع من "الأمل الأخير" تقديم طلب رسمي للعفو، لتتحول لحظة الإخطار بقبول طلبه إلى ما وصفه بـ"المعجزة".

 

برنامج العفو الرئاسي في مصر... خلفيات وأبعاد

العفو الرئاسي في مصر ليس حدثاً طارئاً، بل مسار قانوني ودستوري يسمح لرئيس الجمهورية، استناداً إلى المادة 155 من الدستور، بإصدار قرارات بالعفو عن العقوبة أو تخفيفها.

 وتكثفت وتيرة هذه القرارات خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المناسبات الوطنية كعيد الفطر، 30 يونيو، وذكرى انتصارات أكتوبر، حيث شملت القوائم مئات المحكوم عليهم في قضايا متنوعة، مع تزايد الاهتمام بحالات الشباب والنشطاء السياسيين ضمن إطار ما يعرف بـ"اللجنة العليا للعفو الرئاسي".

 

من خيبة الخارج إلى احتضان الداخل

في بث مباشر على صفحته بـ"فيسبوك"، أقر مهدي بأن التجربة غيرت رؤيته للعالم من حوله. 

فقد كان يعتقد أن منظمات حقوقية دولية وبعض دوائر صنع القرار في الغرب — بما فيها أعضاء في الكونجرس الأمريكي ستمد له يد العون، لكنه اكتشف على حد قوله أن كثيرين تراجعوا عن دعمه خشية فقدان امتيازاتهم أو إثارة حفيظة أطراف نافذة. ويضيف بأسى: "عندما اختبرتهم، اكتشفت أن الشعارات الجميلة تسقط عند أول اختبار حقيقي".

 

التجربة القاسية ودروسها

أحداث 7 أكتوبر وما تبعها من توترات إقليمية، ألقت بظلالها على مسار قضيته، بحسب مهدي، ودفعت بعض الجهات الخارجية إلى إعادة ترتيب أولوياتها على حساب ملفات حقوق الإنسان. 

هذا الواقع، كما يراه، أكد له أن "الملاذ الأخير هو الداخل"، وأن المساندة الحقيقية جاءت من أصدقاء ومقربين مصريين ظلوا على العهد حتى صدور القرار.

 

انتقادات لاذعة للبروباجندا الأمريكية

لم يتردد مهدي في انتقاد ما وصفه بـ"آلة الدعاية الأمريكية" التي وفق تعبيره  تعمل على تشويه الحقائق، مؤكداً أن الوعي الشعبي المصري بات أكثر حصانة أمام الرسائل الإعلامية المضللة، وأن محاولات التأثير الخارجي لم تعد تلقى الصدى السابق.

 

العفو الرئاسي... سياسة توازن بين الأمن والسياسة

قرار العفو عن شخصيات ذات خلفية سياسية يعد رسالة مزدوجة، فهو من ناحية يعكس رغبة الدولة في احتواء بعض الملفات الخلافية، ومن ناحية أخرى يندرج ضمن أدوات تخفيف الاحتقان السياسي في ظل أزمات إقليمية ودولية متشابكة. ويرى محللون أن الإفراج عن بعض النشطاء يأتي في إطار إستراتيجية توازن بين الحفاظ على الاستقرار الداخلي وإرسال رسائل تهدئة للخارج.

 

وعود بكشف المستور

وفي ختام حديثه، أطلق مهدي وعداً بإزاحة الستار عن "أسرار ومعلومات صادمة" في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن ما سيكشفه سيعيد على حد قوله فتح ملفات مسكوت عنها، ما ينذر بجدل واسع في الأوساط السياسية والإعلامية.

يذكر أن المهدي كان قد غادر مصر منذ سنوات وعاش في الولايات المتحدة، قبل أن يعود ويواجه اتهامات قضائية، لينتهي الأمر بقرار العفو الرئاسي.

مقالات مشابهة

  • جهاز منتخب مصر بقيادة التوأم حسن في مباراة الزمالك و المقاولون
  • تيتيه تبحث مع المجلس الرئاسي مستجدات الانتخابات والمصالحة الوطنية
  • شرطة ولاية الخرطوم بإسناد من القوات الأمنية المشتركة تؤمن إزالة الحيازات العشوائية بمرسى شمبات
  • الغرياني يجدد هجومه على جهاز الردع وآمره.. وحراك سوق الجمعة يرد
  • كيف غير العفو الرئاسي مسار حياة علي حسين مهدي
  • قيادي بحماس لـعربي21: سلاح المقاومة لا يزال خط أحمر.. وهذا موقفنا من نشر قوات عربية في غزة
  • المستشارة أمل عمار تستقبل رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية لبحث سبل التعاون
  • بأداء عالي.. جهاز لوحي جديد يغزو الأسواق إليك أهم مواصفاته
  • أبل تطرح جهاز iPad mini .. تعرف على السعر والمزايا
  • مسؤول فلسطيني لـعربي21: ربما نشهد تطبيق حل الدولتين خلال عام 2026 (فيديو)